السؤال: أخ يسأل عن الاحتفال بأعياد الميلاد ويقول : بعض الدعاة بالأمس القريب أجاز معايدة النصارى ضمنًا في عيدهم إن بدؤونا المعايدة فما قولكم دام فضلكم؟

السؤال:
أخ يسأل عن الاحتفال بأعياد الميلاد ويقول : بعض الدعاة بالأمس القريب أجاز معايدة النصارى ضمنًا في عيدهم إن بدؤونا المعايدة فما قولكم دام فضلكم؟

الجواب:
أولاً: مما ينبغي أن يعلم أن الحقائق التأريخية تقضي بأن الكريسماس هذا ليس هو عيد للنصارى وإنما هو لليونان ، وأدخل قسرًا وتحريفًا في دين النصارى.

وعيسى عليه السلام لم يأت بالدعوة إلى الفساد، وإلى شرب الخمر، ومعاقرة الخمر ، والرقص مع النساء في هذه الليالي التي تغضب رب الأرض والسموات .

ثم في الإنجيل ظفرت على إثر تحقيقي لفتاوى الإمام البلقيني وقد سئل عن حكم الخمر في دين النصارى واليهود فأفتى بالحرمة، أي أن الخمر كانت حرامًا عند اليهود والنصارى .
واضطررت أن اقرأ العهد القديم والجديد، فظفرت بأكثر من أربعين موطنًا في الإنجيل فيها حرمة الخمر.

وفي الإنجيل أيضا أن المرأة في الكنيسة لا تتكلم بمحضر الرجال، وأن المرأة التي تخرج حاسرة الرأس يحلق شعرها. هذا دين النصارى .

والكريسماس هذا ليس من دين النصارى في شيء.

ومما يؤكد خطأ ميلاد عيسى عليه السلام وأنه في شهر (1) مواطن في كتاب الله عز وجل، منها قوله سبحانه : (( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )) سورة مريم الآية (23).
فلو كان ميلاد عيسى في الشتاء في شهر (1) لكان المخاض الجأها إلى مغارة أو إلى بيت.
والمرأة الضعيفة تلد تحت شجرة ، تحت جذع نخلة ، هذا لا يكون أبدًا في الشتاء.

وكذلك قوله تعالى: (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )) سورة مريم الآية : (25).
والرطب لا يكون في شهر (1) أبدًا ، وإنما يكون في الصيف .

وكذلك قول الله عزوجل : ((فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا )). سورة مريم: (24).
والسري هو الجدول من الماء .
والمرأة التي تلد لا يكون تحت قدميها ماء ، فإن هذا الماء يبردها .

والخبراء فيمن هم على دين النصارى، وكذلك من كتب في تأريخ النصارى يجزمون بأن عيسى عليه السلام لم يولد في الشتاء ، وأن عيسى عليه السلام ولد قبل التأريخ الذي قد حدد له.

فإذن :
أولاً:
عيد الكريسماس ليس من دين الله ، -لا دين الإسلام ولا دين النصارى-.
ثانيًا
لم يكن شتاءا وإنما كان صيفًا فيما يتبادر من القرآن.
ثالثًا:
فسر غير واحد من التابعين لما اتسعت رقعة الإسلام وظهرت بعض أعياد الكافرين قول الله تعالى : ((وَٱلَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ ٱلزُّورَ )) سورة الفرقان: (72) فقالوا أعياد الكافرين.
وبلا شك أن أعياد الكافرين من الزور.
رابعًا:
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ( أحكام أهل الذمة ) إجماع المسلمين قاطبة من غير خلاف على حرمة تهنئة المشركين وبما فيهم النصارى بأعيادهم .
خامسًا :
لما تهنئ النصراني بعيده ماذا تقول له؟
ما هو فحوى ومعنى تهنئتك له؟
تقول له : (مبارك ) ميلاد الرب اليوم.

نعم أمرنا بالإحسان للنصارى، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد في مسيرة مائة عام)). رواه النسائي (8/25) بلفظ: ((أربعين عاما)) بدلاً من ((مائة عام))، والحاكم (2/137)، والبيهقي (8/133) (16260) بلفظ ((ليوجد من كذا و كذا)) بدلاً من ((ليوجد في مسيرة مائة عام)). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)).
وجوز لنا الشرع أن نأكل ذبائحهم ، وأن نتزوج المحصنات من نسائهم ، وإن عاشوا في بلادنا فلهم ما لنا ، وعليهم ما علينا .

ولكن كما أنني أرد الباطل الذي عند المسلم ولا سيما فيما يخص عقيدته، فإن ردي للباطل عند غيره من باب أولى وأحرى .

فمن زعم أن الله قد ولد ، وأن تبارك بولادة الرب فوالذي نفسي بيده، كما قال ابن القيم : فعل الكبائر مجتمعة أهون عند الله من هذا.
{ وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه} . [ أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ج1 ص 442 ] .

وأخيرًا:
إذا صح الإجماع وقد ونقله عدد كبير وجمع غفير من علمائنا فماذا للخلوف؟ وماذا للمهزومين؟ وماذا للمتأخرين؟ الذين يخدمون ود الغير، والغير لا يسأل عنهم ولا يبالي بهم .
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه من مظاهر الانبطاح على الوجه والانهزام للنفس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل عن الاحتفال بأعياد الميلاد ويقول : بعض الدعاة بالأمس القريب أجاز معايدة النصارى ضمنًا في عيدهم إن بدؤونا المعايدة فما قولكم دام فضلكم؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor