السؤال: يكثر الناس من السؤال عن الاحتفال بميلاد عيسى عليه السلام هذه الأيام فما توجيهكم؟
الجواب: لي جواب مفصل مطول ذكرته في أكثر من مناسبة وهو نقل لكلام الإمام ابن القيم أن هذا فيه لون من ألوان الموالاة للكفار، وأن تهنئة الكفار بأعياد الميلاد كأنك تهنئه بميلاد الرب عز وجل.
(( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه)). أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ج1 ص 442
هم يعتقدون أن الرب قد ولد في هذا اليوم، فأنت لما تقول للكافر مبارك؟
ما معنى قولك له مبارك؟
يعني أن الرب وُلِد.
وهذا والعياذ بالله تعالى شر عظيم، وهذا موافقة لأصل الضلال وأصل الكفر الذي فيه والنجس والرجس الذي في قلوب هؤلاء، فالإنسان لا يحتاج لولد إلا إن كان ناقصًا، فالولد يحفظ الاسم والرسم، والإنسان لأنه يموت الله عز وجل جعل عوضًا عنه ولده، والإنسان لأنه ضعيف وعنده شهوة بحاجة للزوجة، وتعالى الله وتقدس أن يكون بحاجة إلى ولد سبحانه وتعالى.
ثم كبار المعلمات الكنسية اللاهوتية تقول: أن شهر (1) ليس هو الشهر الذي ولد فيه عيسى عليه السلام.
كبار المحررين والمحققين من أصحاب البحث التأريخي الحر الذين لا يتقيدون بالكلام المزور والمزيف الذي أصابه التغيير والتبديل يقررون أن ميلاد عيسى عليه السلام ليس في شهر (1).
وهناك ثلاث علامات في كتاب الله جل في علاه من خلالها يستحيل أن يكون عيسى عليه السلام ولد في شهر (1).
الله يقول: ﴿ وَهُزِّیۤ إِلَیۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَـٰقِطۡ عَلَیۡكِ رُطَبࣰا جَنِیࣰّا﴾.
فالرطب لا يكون في شهر واحد أبدا.
﴿فَأَجَاۤءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا﴾
المرأة لما يأتيها المخاض وتكون حامل في شهر (1) لا تلجأ للتحت شجرة حتى تلد ، تحتاج لمغارة ، تحتاج لمكان يقيها البرد ، فلما ربي جل في علاه أرشدها لأن تلجأ لنخلة فهذا إشارة أن الجو ليس جو فيه برد كالجو المعاش.
ثم الله عز زجل امتن عليها وجعل لها كرامة، فقال: ﴿فَنَادَهَا مِن تَحۡتِهَاۤ أَلَّا تَحۡزَنِی قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِیࣰّا﴾
والسري جدول الماء ، فالماء جنبك وتحت رجلك، والنخل فوقك فتأكلي من الرطب وتشربين من الماء، لو كان الجو جو برد شديد فوجود الماء تحت المرأة التي تلد يكون هذا عذاب لها، وليس هذا إكرامًا لها، فهذه الأجواء كلها الذي يقرأ ويتحسس ويفهم لوازم الكلام من خلال هذه الآيات يعلم أن عيسى عليه السلام لم يلد إلا في الصيف، لم يلد في الشتاء.
فهذا المولد مولد مزيف ، -مزيف في الواقع وفي الشرع- ، مزيف لأن الاحتفال به إنما يكون باتباع أوامره.
كنت في يوم من الأيام في طائرة، فمرت امرأة مضيفة رأيت لباسها من أسوأ ما رأيت ، وكنت محرمًا ، فحرك الله تعالى شيئاً في قلبي أن أعظها فوعظتها ، فالأخ الذي بجانبي يقول لي: لعلها نصرانية ، قلت: لو كانت نصرانية ، لو وعظت مرأة في تبرجها فقالت لك أنا نصرانية ماذا تقول ؟
تقول: اتبعِ تعاليم عيسى عليه السلام ، يستحيل أن يأتي عيسى بهذا التبرج وبهذا التهتك، هذه الليالي الحمراء التي يكون فيها الخمر والزنا والرقص أي دين يأتي بهذا ؟
عيسى عليه السلام بريء من هذا.
هذا ليس دين عيسى عليه السلام.
فدين عيسى عليه السلام دين فيه مواعظ، ودين فيه إقبال القلوب على الآخرة ، وليس دين شهوة ودين محرمات ودين شرب خمر.
في الإنجيل والتوراة في عشرات الأسفار و عشرات المواطن يوجد فيها تحريم الخمر.
من تعاليم عيسى عليه السلام أن المرأة إذا خرجت كاشفة الرأس فإنه يحلق شعرها.
من كتبهم المرأة في الكنيسة لا تتكلم أمام الرجال.
هذه تعاليم عيسى عليه السلام ، هذا هو الموجود في كتبهم .
فهذا الاحتفال نسبته لأي دين من الأديان نسبة مزورة ، هذه شهوات وتجارات وفنادق وإحياء ليالي ، وفيها رذيلة وفيها معاصي، ليس هذا له أي صلة بالله عز وجل ، وليس له أي صلة بما نزل من السماء، هذا كله مزور، هذا ليس من دين الله عز وجل في أي شيء من الأشياء.
فالأصل الاحتفال ليس بمشروع.
↩ رابط الفتوى:
السؤال: يكثر الناس من السؤال عن الاحتفال بميلاد عيسى عليه السلام هذه الأيام فما توجيهكم؟
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor