السؤال: سؤال من شقين: – هل يجوز صيام الست من شوال قبل أيام القضاء، وخصوصا إذا عسر الأمر على النساء؟ – هل يجوز دمج النية بين القضاء والست من شوال في الصيام؟

السؤال:
سؤال من شقين:
– هل يجوز صيام الست من شوال قبل أيام القضاء، وخصوصا إذا عسر الأمر على النساء؟
– هل يجوز دمج النية بين القضاء والست من شوال في الصيام؟

الجواب:
لو كان السؤال عن رمضان لكان أحسن، فهذه المسائل عقب رمضان، لكن العلماء يقولون في قواعدهم: المفتي أسير المستفتي، فأنا أسيركم وأتكلم بالذي تسألوني عنه.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح في صحيح مسلم: (( مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوّالٍ، كانَ  كَصِيامِ الدَّهْرِ )).
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ١١٦٤.

المرأة قد تفطر الشهر كاملاً وتطهر في بدايات شوال أو في منتصف شوال فتحتاج أن تصوم الست أيام.

والقضاء الراجح من قولي العلماء -ويجهل هذا للأسف كثير من الناس ولا سيما النساء- أن القضاء واجب على الفور.
يعني من أفطر لعذر فيجب عليه أن يقضي وأن لا ينتظر، لأن الأصل في الأوامر أنها على الفور.

مثلاً:
لو أن سيدًا أمر عبده فقال اسقني ماء فأتى له بماء بعد ساعة أو ساعتين أو أربع ساعات أو ثاني يوم هل استجاب؟
ما استجاب.
لأن الأصل في الأمر أن يكون على الفور.

فإذا أردنا أن لا نجعله على الفور نحتاج إلى قرينة، نحتاج الى ضميمة، نحتاج إلى إذن من الشرع بأن نؤخر.

فالأصل بالأمر أنه واجب على الفور.

الآن بعض أخواننا طلبة العلم سيقولون لي :
ألم تقل عائشة كنا نقضي ما فاتنا من رمضان في شعبان.
عائشة تقول:
كنا، أي أنا وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كنا نقضي ما فاتنا من رمضان في شعبان بسبب العذر الشرعي للمرأة الحائض، أي بعد إحدى عشر شهر، فشعبان قبل رمضان بشهر وهو الشهر الثامن بالسنة الهجرية، ورمضان الشهر التاسع بترتيب الأشهر.

فنقول لمن يعترض هذا الاعتراض أكمل مقولة عائشة.
فعائشة تقول رضي الله عنها: كنا نقضي ما فاتنا من رمضان في شعبان ننشغل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا دليل على أن عذر التأخير في القضاء أوسع في الشرع من عذر الفطر.

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان كثير الغزوات، وكثير الأسفار، وكثير الوفود، وكثير الأضياف.

فعائشة تقول سبب تأخيرنا :
كنا نحن مشغولين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بعض النساء لا يقضوا قبل رمضان التالي، لا بل بعد رمضان وبعد الذي بعده ويقولون يا شيخ إذا أخرت الصيام إلى السنة التي بعدها هل علي شيء؟
هذا قطعًا حرام.
فالواجب على المرأة أن تقضي على الفور.

كيف المرأة تقضي على الفور والشرع رغبها بأن تصوم الست من شوال؟

بعض أهل العلم قال:
إذا وقع هذا التداخل وقضت على الفور لأنها تعتقد أن القضاء على الفور وكان من عادتها في غير مثل هذه الحالة عندما كانت ما يأتيها عذر تصوم سته من شوال فحالها كأنها صامت الستة من شوال.

والأصل في العبد أن يؤدي الفريضة قبل النافلة.
وهذه علة الناس المتدينين تدين عاطفي، يعمل إفطار ويدعوا وينفق أربعمائة أو خمسمائة دينار إفطار للناس وهذا طيب، ولكن لا يؤدي زكاة ماله.
فإطعام الناس سنة وزكاة المال ركن من أركان الاسلام.

فإذا أردت أن تصنع شيئاً فيه طاعة وفيه أجر فليكن بعد الفرائض.

بعض الناس يغضب إذا لم يصلِ التراويح وهو قاطع رحم، وقطيعة الرحم عنده أمر طبيعي جدا، فو الله لأن تترك التراويح وتعود لرحمك أحسن.

المطلوب ان تجمع بين الأمرين.
تجمع بين السنة وبين الفريضة.

كان أبو بكر يقول في خطبه كما عند أبي شيبة وأبي عبيدة وجمع:

إن لله تعالى أوامر بالليل لا يقبلها بالنهار وأوامر بالنهار لا يقبلها بالليل وإن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة.

فأنت يا من تحرص على النوافل جزاك الله خيراً على حرصك، ولكن الواجب عليك أن تحرص على الفرائض وأن تعبد ربك بفقه وبعلم.

فالأصل في المرأة أن تقضي على الفور، والأصل أن تقدم القضاء على صيام شوال.

↩ رابط الفتوى:

السؤال: سؤال من شقين: – هل يجوز صيام الست من شوال قبل أيام القضاء، وخصوصا إذا عسر الأمر على النساء؟ – هل يجوز دمج النية بين القضاء والست من شوال في الصيام؟

⬅ مجالس الوعظ في شهر رمضان ( 12 ) رمضان 1437 هجري.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor