السؤال:
شيخنا إذا الرجل اغتسل غسل الجنابة و نوى بغسله رفع الحدثين و لما وصل في أثناء غسله في انتصاف بدنه خرج منه ريح ثم أكمل بقية الغسل، هل يلزمه الوضوء؟
الجواب:
جزاك الله خيرا.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و من والاه.
موضوع اجتماع النية متى يجوز و متى لا يجوز، موضوع مطروق و بكثرة، ولا سيما في كتب الفقه، و العبد الضعيف تكلمت عن المسألة بالتطويل في شرحي على منظومة الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى-، و مفاد القول أن اجتماع النية في المندوبات أمر لا حرج فيه، فأن يصلي الإنسان ركعتين بنيه سنة الظهر القبيلة وسنة الوضوء أفضل ولا سيما لما يضيق به الوقت، وإلا فالأحسن أن يفصل، و كذلك من اغتسل غسل الجنابة وأراد به غسل رفع الحدث الأكبر و الأصغر فهذا صحيح و له هذا العمل، و ما ورد عن أبي قتادة في مستدرك الحاكم بإسناد صحيح أنه سال ولده قتاده لما رآه قد خرج من المغتسل: فسأله اغتسلت للجنابة أم للجمعة؟ قال للجنابة، قال أبو قتاده الأنصاري أعد غسلك، حمل أهل العلم هذا الأثر على أنه ما نوى الجمعة، و لذا بوب الإمام ابن رجب في كتابة القواعد لو أنه نوى الجمعة لأجزاءه، أما من اغتسل يوم الجمعة للجنابة و لم ينوي الجمعة فما سقط عنه غسل الجمعة فينبغي أن يغتسل مرة أخرى.
و بالتالي جواب سؤالك هل يجوز أن نجمع نيتين في غسل واحد تماما لو أردنا أن نتوضأ وقد عملنا أكثر من ناقض للوضوء، فالوضوء الواحد يكفي مع وجود أكثر من ناقض، فكذلك الغسل يكفي غسل واحد لكن بالنوايا فالعبرة في النية، أن تنوي الجمعة، فمن نوى الجمعة و هو على جنابة فله أن يرفع الجنابة (ينوي الجمعة ورفع الجنابة) فلا حرج في مثل ذلك.
ننتقل الآن لجواب الفرع الثاني:
حكم الترتيب بين الأعضاء.
فبعض أهل العلم لا يوجب الترتيب كالحنفية مثلا، فالحنفية يقولون من انغمس في بئر أو في بركة ثم قام يكون جاهزا للصلاة، و كذلك من غسل أعضاء بدنه من غير ترتيب فيما بينها فاحدث، ثم غسل الأعضاء كلها فيقولون الوضوء صحيح.
أما من يوجب الترتيب فينظر متى أخرج الريح، فمتى أخرج الريح فبقي الترتيب ما بعد الخروج فوضوئه صحيح فإن كان الترتيب غير حاصل بين الأعضاء، أو أخرج في وقت غسل بعض و بقي بعض نقول له أعد، فالمسألة مركبة على موضوع الترتيب بين الأعضاء في الوضوء، و الراجح الترتيب.
و الأثر الذي احتج به شيخنا الألباني -رحمة الله تعالى- في صحيح سنن أبي داود سواء في المختصرة او المطولة وهو أن النبي ﷺ توضأ فغسل وجهه ثم تمضمض و استنشق فهذا شاذ، و طولت في بيان حكم أنه شاذ و نقلت عن كبار الأئمة النقاد من السابقين و منهم الإمام البيهقي -رحمه الله- في تعليقة طويله لي على الخلافيات.
فالأصل في الوضوء أنه مرتب.
و لذا قال الإمام أحمد و الشافعي و جمع من أهل العلم أنه لا بد من الترتيب بين أعضاء الوضوء.
و بهذا يظهر الجواب بهذا التفصيل.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor