السائل: ما توجيه القول شيخنا : أربعةٌ لا تأنس منهم خير وذكر منهم ابن المحدث ؟

السائل: ما توجيه القول شيخنا : أربعةٌ لا تأنس منهم خير وذكر منهم ابن المحدث ؟

الشيخ: لا يلزم من أن لا يكون ابن المحدث محدثاً أن لا يكون صالحاً ، فالسؤال في شيء واعتراضك في شيء.
العلم ثقيل ، العلم ثقيل والناس لا يستطيعون إلا من آتاهم الله تعالى ، الله جل في علاه اختار المحدثين وخلقهم طوالاً ، وأوجد فيهم استعدادات لم توجد في غيرهم ، ولا يلزم إن كان الأب محدثاً أن يكون ولده كذلك ، ولكن لا يلزم من عدم كونه محدثاً أن لا يكون صالحاً ، فالإشكال في الصلاح ، وقلَّ من جمع الله له حُسن تصنيف وتأليف وكثرة طلبة مع أولاد من أهل العلم لا أقول من أهل الصلاح ، فأولاد العلماء في ما علمنا أنهم أهل ديانة وأهل صلاح وأهل تقوى لكن ليسوا أهل علم إلا بتوفيق من الله عز وجل .
وهذا يؤكد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر ينبغي أن ننتبه إليه قال ” من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين ” وقال ” العلماء ورثة الأنبياء “.
هل النبوة مكتسبة أم أن النبوة هبة من الله؟
هبة من الله ، وورَّاثُهم كذلك ، العلم هبة من الله وليس بمكتسبة.
الآن أتكلم عن الولد والاكتساب.
والعلم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم والنبوة أصلها هبة وليست مكتسبة ، فكذلك وارثوا النبي صلى الله عليه وسلم وارث النبي صلى الله عليه وسلم كذلك هو هبة من الله وليست هي مكتسبة ، لكن الصلاح مكتسب ، الصلاح مكتسب يُورَث بالتعليم ، فإن ابتلي الإنسان بولد غير صالح فيصبر ويتقي لكن لا ليس هذا هو الأصل والله تعالى أعلم.

السائل: طيب كيف تفسرون نوح عليه السلام ابنه ما وافق أباه نوح عليه السلام؟
الشيخ: هذا خلل في ابنه ، ابن نوح عليه السلام ضلَّ لأي سبب؟
الله بينه في القرآن ” قال يا بني اركب معنا” فأبى وقال ” سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ” ، ابن نوح قدَّم العقل على النقل ، فرأى في عقله أنه إن أوى إلى الجبل عُصِم ، وترك أمر أبيه وهو نقل وحيٌ من الله جل في علاه ، فتقديم العقل على النقل من أوسع أبواب الضلال.
هذا ابن نوح ، هذا أمر نادر ، قال علماء الأصول وعلماء القواعد الفقهية قالوا : النادر لا حكم له ، انظُرْ إلى الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، من هو؟ من هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم أربع مرات؟ يوسف ، يوسف ابن من؟ ابن يعقوب ، يعقوب ابن من؟ ابن اسحق ، اسحق ابن من ؟ ابن إبراهيم ، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليم ، و انظُرْ إلى يحيى وزكريا ، و انظُرْ إلى عيسى ويحيى ابني الخالة كما في حديث الإسراء ، فالشاهد أن الأنبياء من سلالة طيبة وإذا وقع فيهم ما قال الأخ وما أشار إليه فهذا نادر والنادر لا حكم له ، لكنه يُصبِّر إذا وقع يُصبِّر نفسه ، وكذلك موسى وهارون إخوة ومثل إبراهيم ولوط وهكذا .

السائل: يعني هل هي قاعدة متطردة أو هناك استثناء يعني خللهُ قلت أن هذا الخلل في الداعية؟
الشيخ: إذا كان بلاء ، فرق إخواني وهذه مسألة تحتاج لبسط وتدليل و تطويل وفهم
وفهم باستقراء للنصوص وللأسف الكبير الكبير الكبير ، أن كثيراً من الدعاة لا يفرقون بين أمرين:
بين العقوبة والابتلاء ، بين العقوبة والابتلاء ، فأحياناً يكون ولدك فاسداً عقوبة لك ، وأحياناً يكون ولدك فاسداً ابتلاء لك ، فالابتلاء بارك الله فيك حتى يرى الله عز وجل كيف أنت وكيف تتعامل مع هذه النازلة كما حصل مع نوح عليه السلام ، أما أن يكون ولدك قد قصر و ابتعد عقوبة لك أو أنك قصرت في تربية أولادك أو لأنك تريد المباهاة والمفاخرة بأنك من أعلم الناس فحينئذ الله يبتليك بولدك فهناك فرق بين الابتلاء والعقوبة ، فبعض الناس أولادهم فاسدين عقوبة لهم وبعض الناس أولادهم فاسدين من باب الابتلاء لهم ، الكلام طويل عن البلاء والعقوبة لكن أُوجِز و أختصِرُ بخبر بل بحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة أيوب عليه السلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبو هريرة الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه يقول ” مكث أيوب في بلائه ست عشرة سنة حتى قذره الناس حتى بقي له رجلان من أصحابه كان يخدمانه في الصباح والمساء فقال أحدهما للآخر : لقد عصى الله أيوب معصية فانظُرْ أنّه في بلائه ست عشرة سنة و بقي في بلائه ولم يرفع البلاء عنه. هذا الرجل ما عرف الفرق بين البلاء وبين العقوبة فقال لأيوب : هذا يقول أنك أذنبت ذنباً يقول عن صاحبه فلم يرفع الله عنك هذا البلاء بسبب الذنب الذي أذنبته ، فقال أيوب عليه السلام : أما هذا فوالله إني لا أعرفه فوالله إني كنت أمُرُّ بالرجلين يحلف أحدهما بالله تعالى فأنقلِبُ إلى بيتي فأُكفِّر عن يمينه مخافة أن يُذكَر الله إلا بحق ، فرفع الله البلاء عن أيوب وأرجع له صحته وقوته وماله وكان يغتسل كما في صحيح البخاري وهو عُريان ، يتساقط عليه الفَراشُ من الذهب فيقول يا رب إني لا أنقطع عن فضلك وكرمك وعطائك وأحيا له أولاده وتمتع بأهله وكَثُر ماله

فعاقبةُ الابتلاء لمن صبر: الحُسنى .

فإذا كان هذا الولد قد وقع بسبب بلاء فعاقبتهُ الحسنى ، إلا أن يقضي الله أمرًا ، ففوق إرادته .
هذا خلاف بمن فرط بتربية أولاده ، ففرق بين تربية الأولاد وقيام الحق بهم ، أنا أؤدي الذي علي وأطلب الذي باستطاعتي وما يجريه الله عز وجل أصبر عليه.✍️✍️

↩️ الرابط:

السائل: ما توجيه القول شيخنا : أربعةٌ لا تأنس منهم خير وذكر منهم ابن المحدث ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor