السؤال: أخ فاضل طالب من طلبة التوجيهي يقول حصلت على معدل (99.6) في الفرع العلمي والناس يطلبون مني دراسة الطب، وأنا أحب طلب العلم الشرعي. هل نصحتني؟

السؤال:
أخ فاضل طالب من طلبة التوجيهي يقول حصلت على معدل (99.6) في الفرع العلمي والناس يطلبون مني دراسة الطب، وأنا أحب طلب العلم الشرعي. هل نصحتني؟

الجواب:
أولا أهنئك أخي الحبيب بهذا التفوق، وهذا التفوق من طالب العلم ومن المحافظ على الصلاة ليس بغريب الصلاة مدرسةٌ عظيمة، ذاك المصلي الذي ينزع ذهنه خمس مرات في اليوم و يقف بين يدي الله ويركز ويقرأ بتدبر وخشوع ينبغي أن يكون أذكى من غيره وعنده مقدرة عقلية أحسن من مقدرة ذاك الغافل اللاهي.

فالصلاة وسيلة من وسائل الذكاء، ووسيلة من وسائل تجميع الذهن والمقدرة على أن تجمع ذهنك مع سائر ما يمر بك من مشاكل.
مدرسة الصلاة هذه فائدة قل من انتبه لها من الناس.
فالمصلي يقينا أذكى من غيره.
ثم المصلي لا يعرف الملذات والشهوات وإن أخذت منه تؤخذ منه سرقة بغفلة لكن الأصل أنه متدارك.
وهذا بلا شك أنفع واقدر أن تكون كذلك أن تكون من الاذكياء وتحصل هذا المعدل (99.6) فهذه دلالة إن شاء الله على توفيق من الله لك.

أنا جاءني مرة أخ متفوق كان يحضر معنا الدروس وكان يحضر معنا والده ووالده طبيب، وهذا الأخ همس في أذن أمه قال لها أنا ما أريد أن أكون طبيبا، وأبوه يريد أن يعلمه طبا، فما يستطيع الولد أن يخبر أباه، فأخبر أمه، فأمه أحن عليه من أبيه فيبوح لها بما لا يبوح لأبيه، فالوالدة قالت للزوج إن ابنك ما يريد يدرس طبا، يريد يدرس شريعة ثم اتفق الثلاث الوالد والوالدة والولد أن نتحاكم إلى فلان نذهب إليه ونزوره وماذا يشير علينا نمشي.

والله فاجئوني بزيارة أهلا وسهلا وقعت حقيقة في حرج، ثم ألقى الله عز وجل علي حل توافقي لهؤلاء،
فقال كلٌ رغبته وقالوا لي أنت حكم بيننا فقلت أنا احكم أن يدرس دكتورا ما قلت طبيب ففرح الأب والولد غضب فقلت يا أبا محمد يدرس ولدك شريعة بشرط أن يكون دكتورا يدرس شريعة ويصبح دكتورا.
قال: أنا أوافق.
فالولد قال أنا أوافق.
هو لعله الآن معنا يحضر الدرس.
ما أدري أنا ما رأيته لكن لعله معنا. وهو الآن حصل درجة الدكتوراة في الحديث النبوي.
فالدكتور في الحديث أو في الفقه من حيث المنزلة الاجتماعية أحسن من طبيب، من حيث الراحة البدنية مرتاح، والله الأطباء كان الله في عونه والله الطبيب لا يعرف راحة ولا يجلس.
أخونا أبو أحمد عنده بنت طبيبة وزوجها طبيب، ولعل زوجها معنا ايضا، لا يعرفون الراحة، جزاهم ربي خيرا.
الطبيب إذا اتقى الله وأحسن النية في معالجة الناس وكان على استقامة فوالله إنه مجاهد.
وأنا لما أذهب للطبيب أكثر من الدعاء له، دكتور اسنان او طبيب تخصص أخر قلبي يتوجه للدعاء له.
لماذا ندعو له؟
هذا يخشى إذا أخطأ يترتب عليه مصائب، فندعو الله تعالى له بالتوفيق. هذا الدعاء لصالحي أنا.

فالشاهد بارك الله فيكم الطالب الذكي لماذا لا يتعلم الشريعة؟
الشريعة لمن؟
الشريعة لنا، لكن صاحب النهمة والهمة في الطلب يكمل دراسة اليوم البكالوريوس والماجستير والدكتوراة مع حبي واحترامي لأخواني أصحاب الشهادات العليا، الآن ليست علما، صاحب الدكتوراة ليس عالما، لا سيما هذه الأيام.
فأنت ما تتعلم للشهادة، لكن لا بأس تأخذ الشهادة وتبقى ترتقي في الطلب حتى ينفع الله بك.

ما أحوج الناس لمن ينفعهم في دينهم!
وما أحوج الناس أن يتفقهوا!
وما احوج هذا الدين للأذكياء.

هذا العلم الشرعي بحاجة إلى الأذكياء.

والله تعالى أعلم.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: أخ فاضل طالب من طلبة التوجيهي يقول حصلت على معدل (99.6) في الفرع العلمي والناس يطلبون مني دراسة الطب، وأنا أحب طلب العلم الشرعي. هل نصحتني؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor