السؤال:
من الأسئلة التي يُكثر الناس السؤال عنها هذه الأيام، وردني عدة أسئلة، اخترت اثنين لاختلاف الصيغة.
حُكم هذا الجهاز الذي يضعه الناس على بيوتهم ويُذكّر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خمس دقائق وصوته عالي، كل خمس دقائق يقول :صلوا على النبي، كل خمس دقائق يقول :صلوا على النبي.
وأخبروني الإخوة أن هذا يكون في الأسواق..
والسؤال الآخر نفس السؤال.
في بعض المحلات يضعون مكبرات خارجية تقرأ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لهم :صلوا على نبينا محمد تذكير للناس، وفي بعض الأماكن تبقى لساعات متأخرة من البيع، والبعض لا يُغلقها، تبقى شغالة طول الليل، والبعض لا يُغلقها تبقى تُذكّر أربع وعشرين ساعة، ويوجد بعض البيوت القريبة لا يستطيعون النوم أو يستيقظون عند التذكير في منتصف الليل.
فهل من توجيه؟
وما العمل؟.
الجواب:
الذاكر والغافل أمرٌ قلبيٌ خالص وليس أمر بمثل هذه الأجهزة.
مَن هو الذاكر؟
هذه هبة من الله.
الله يُكرم بعض خلقه بأن يُبعد عنه الغفلة.
أرجو الله أن نكون منهم.
أغلب الناس غافلون.
وبعض الناس غافل وهو واقف بين يدي الله.
يعني من الناس الذين يصلون وهو واقف يقول :الله أكبر وهو غافل.
الذِكر ليس بالجهاز.
موضوع الذكر صلة بين اللسان والقلب، وتكون المساحة بين اللسان والقلب مسلوكة ولا يوجد عثرات، هذه مِنّة وفضل من الله.
تكون الصلة بين لسانك وبين قلبك سالكة الطريق وما في شهوات ومحرمات، ولا في غفلة شديدة ولا حب للدنيا ولا تقديم الأمور الدنيوية على الأخروية، هذه نعمة من الله عز وجل، ولو أحضرت جميع أجهزة الدنيا وتقول لك صلِّ ع النبي ، صلِّ ع النبي لا تصبحُ ذاكرًا.
فالذكر في الشرع ليس بهذه الطريقة.
الشرع علّمنا في أعماق قلبك أن الجمعة خير يوم من أيام السنة، والله أكرمنا نحن المسلمين بيوم الجمعة دون اليهود والنصارى، ضاع عنها اليهود والنصارى، ونحن نُعظّم الجمعة تعظيمًا شرعيًا، فَيوم الجمعة ليس للرحلات، يوم الجمعة ليس لإعداد الطعام وتأكل ما تريد، يوم الجمعة يوم ذكر يوم صلاة يوم كثرة صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبكير لصلاة الجمعة، يوم الجمعة فيه من العمل ما لا يمكن أن يُعوّض.
ولذا قال بعض السلف:
من سلمت له ليلة القدر ويوم الجمعة فهو على خير.
نحن أقصر الأمم أعمارًا.
الله قصَّ لنا قصة نوح وذكر لنا أنه مكث فيهم تسعمئة وخمسين عام، نوح مكث في قومه وهو يدعو إلى الله تسعمئة وخمسين عام.
نحن كم نعيش؟
أعمار أمتي؟
أعمار أمتي الإنس والجن.
بين كم وكم.
بين الستين والسبعين.
الستين متى يبدأ الإنسان بالستين؟متى يدخل الإنسان عقد الستين؟
لما يصبح عمره واحد وخمسين.
ابن واحد وخمسين دخل عقد الستين.
وإذا طال للسبعين.
متى يدخل عقد السبعين؟
واحد وستين.
من وصل سنه في الهجري وليس في الميلادي ستين سنة هذا الآن في العقد السبعين.
أنّا لنا أن نُدرك أقوامًا قبلنا؟
الله عز وجل جبر كسرنا فأعطانا ليلة القدر بألف شهر.
ألف شهر تعادل خمسة وثمانين سنة ونيّف.
وأعطانا يوم الجمعة.
ثبت في سنن أبي داوود من حديث أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا “.345.
قالوا: غسّل زوجه.
لذا يُسَن للإنسان أن يأتي أهله.
مَن غسَّل أهله: أي جامعهم.
ومنهم من قال : الشريعة عامّة، هنا أناس ما لهم زوجات وشباب غير متزوجين، قالوا: غسَّل واغتسل : أي غسَّل رأسه واعتنى بنظافة بدنه غُسلًا خاصًا ليس كسائر الأغسال.
مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا.
هذه شروط.
كل خطوة لك من ذهابك من بيتك للمسجد ومن المسجد للبيت قيام سنة وصيام سنة.
فَمن سلمت له ليلة القدر ومن سلم له يوم الجمعة فهو في خير عظيم.
مداخلة:
شيخنا بارك الله فيك ما الفرق بين بكَّر وبين ابتكر؟
الجواب:
المراد بكَّر وجاهد نفسه على هذا التبكير فابتكر.
يعني عزم وهذه العزيمة ما بقيت وإنما أصبحت واقعًا طبَّقها إلى عمل.
متى يكون البكور في الجمعة؟
والله كل الخير عند من قبلنا.
قديماً كانوا يصلون الجمعة وقت الضحى.
يعني يصلوا الجمعة على الساعة العاشرة أو التاسعة.
فالبكور مثلاً الآن أول ساعة جمعة الآن.
ما هي الآن؟
أول طلوع الشمس.
لو صلينا الجمعة على التاسعة مثلاً فمتى انتهى درس نذهب للبيت نتغسل ونرجع نصلي ونرجع، و نقيلل، والنهار معنا طويل.
الآن وقت الجمعة ووقت الظهر وقت واحد.
فالآن صار الوقت طويل.
الذي يبكر ويأتي على الساعة السابعة أو الثامنة يبقى للثانية عشر، الوقت طويل الآن، وهذا معنى بكَّر وابتكر.
بكَّر: عزم أن يأتي مبكرًا، وليس بغافل، يعلم أن اليوم يوم جمعة.
وأول ما يأتي يوم الجمعة تُحفّز كل قوتك من ليلة الجمعة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تُكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
السعيد من نام وغفيت عينه وهو يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة و يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهار الجمعة.
وهذا التعب تعب تُجاهد نفسك في يوم الجمعة.
الله في آخر النهار من عمل فله مكافأة.
من عمل عملاً صالحاً فله مكافأة.
ما هي المكافأة؟
أعطاك ساعة آخر الجمعة إن رفعت يديك ودعوت استجاب الله لك.
أما ترفع يديك وتدعو وأنت غافل طول اليوم، وما فعلت شيء يوم الجمعة ولا قدمت شيئًا ولا فعلت شيئاً مميزًا ثم تقول ساعة استجابة، ساعة استجابة لغير الغافلين، ساعة الاستجابة للعاملين الذاكرين، هي مكافأة مقابل ما بذلوا وما جاهدوا وما اجتهدوا في هذا اليوم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٠ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
٤ – ١١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى: https://meshhoor.com/fatwa/f30/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor