السؤال: أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

السؤال:
أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

الجواب:
وهُم أحياء أن تدعو لهم بالهدايةِ لا بالمغفرة فهذا أمرٌ حَسَن، و بعد أن فارقوا الحياة فالكُفَّار -كما أَخبر الله- و أهل الكتاب من أهل النار وهُم شرُّ البريَّة، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) سورة البيِّنة 6 ، هذا كلامُ الله، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) سورة البيِّنة 7.
و ثبتَ في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم قال: (والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار) صحيح مسلم (153)، هذا كلام النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم و هذا كلام الله، و لا نقبلُ بهذا الكلام بديلاً، لا نقبل بديلاً بما قال الله و قال رسول الله، و أمرُ الجنة و النار ليست للناس، و ليست لعواطف الناس، و ليست فلانة ماتت لأنها مجاهدة، و جهاد فلسطين، هذا كلام لا يصلحُ في الدِّين، الدِّين مآلُ الخَلْق عند الله عزَّ و جلّ؛ فاستنبط بعض أهل العلم من هذه الآيات أنّ المومنين خيرٌ من الملائكة، لأن الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) البينة 7، خيرُ من بَرا، خيرُ من خَلَقَ الله؛ و بعض أهل العلم قالوا: المؤمن الذي يُجاهدُ نَفْسَه و يَستقيمُ على أمر مولاه و يترك داعي هواه فهذا خيرٌ من الملائكة؛ و الراجح و التفصيل على ما بُسِطَ في غير هذا المكان، لذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّم في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم في الصحيح، قال: (فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ)، ما المُراد في قوله ملأ خير منهم ؟ الجواب: الملائكة، فجِنْسُ الملائكة خيرٌ من جِنْسِ البَشَر، و الآحادُ من البشر الذين ترقٌوا في الطاعات و العبادات و استقاموا هم خيرٌ بآحادهم من آحاد الملائكة، أما جنس الملائكة ـ بشكلٍ عام ـ خير من جنس البشر.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخٌ يسأل: ما حُكم ما يفعله بعض الإخوة من التَرَحُّمِ على النَّصارى و الكُفَّار و الدعوة لهم بالمغفرة ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor