السّؤال:
بعضُ النّاسِ يأتي [ومعه] بِنتٌ -لَهُ- صغيرة إلى صلاة الفريضة، فتقف بين الرّجال فما حكم ذلك؟.
الجواب:
هذا داخلٌ في قول -النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَينَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيدِي إِخوَانِكُم، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيطَانِ، وَمَن وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَن قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله”.
أخرجه أبو داود (666)، وأحمد (5724)، والطّبراني (13/319) (14113) باختلافٍ يسير.
من قطعَ صفًّا قطعه الله، تأتي بابنك الصّغير الّذي لا يُحسن الصّلاة، أو بابنتك الصّغيرة أو الكبيرة، وتجعلها بين الصّفوف؛ فأنت قطعت صفًّا.
قال الإمام النّووي “في شرحه على صحيح الإمام مسلم”:
(من وصل صفًّا وصله الله بجنّته أو برحمته، ومن قطع صفًّا قطعه الله عن جنّته أو عن رحمته).
فلا يجوز أن تأتي بالصّغير ويقف بين الصّفوف.
فهِمّ ولدك، قل له: يا بُني، حينَ نقف في الصّف كُن أمَامَنَا، يعني: الوالد حينَ يأتي بولده، وقد يضّطر الوالد أن يأتي بولد صغيرٍ معه إلى المسجد، لسببٍ أو لآخر، كان معه وأذّن؛ فلا يجوز أن تفوته الجماعة، فيقول له: يا بُني، أنا حينَ أقف في الصّلاة لا تقف بجانبي، [بل] تَقف أمامي.
وإذا أردت أن تكافئه اجعله بجانب الإمام، يعني: لا تقطع الصّف،
لا تقطع به صفًّا.
هذا الوالد الفقيه.
ممّا أعجبني، حَفيدٌ لأخينا أبي أحمد، زوج ابنته داخلٌ ومعه ولدٌ صغير، الولد الصّغير ذهب ليجلس عند الحائط، فالوالد قال له: تعال اجلس هنا، فقال له الصّغير: لا، أنا أَجلسُ هُنا (عند الحائط)، فالولد الصّغير فهم المسألة فطبّقها، والأب جهلها.
فالصّغير أراد أن يجلس بعيدًا، والوالد قال له: اجلس بجانبنا، قال: يا أبي، أنا لا يجوز لي أن أقف هُنا، ينبغي أن أجلس هناك.
فالصّغير حين يعرف المسألة ويتعلّمها، هذا أمرٌ حسن.
علِّم ولدك متى يقف بجانبك، ومتى لا يقف بجانبك إلى آخره.
والصّغير إن عُلِّمَ تعلّم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor