السّوال:
شيخنا -بارك الله فيك-، ونحن على الطّريق كنّا مع بعض الإخوة نتكلم عن حبّ الكافر، وقالوا: (إنّ حبّ الكفّار كفر).
فقلتُ لهم: (إنّ المقصود -هنا- هو “حبّ الاتباع”، وهو الّذي لا يجوز، وأمّا حبّ الكفّار، كحبّ الزّوجة الكتابية فهو جائز). فما قولكم؟
الجواب:
(الحبّ يتجزأ)..
أن تحبّ الكافر لأنّه كافر؛ فُحبّ الكفر كفر.
لماذا تحبّ فلان؟
أحبّه لأنّه صادقٌ في وعده؛ لا حرج. أحبّه لأنّه أفاد الأمّة؛ فاكتشف كذا،
فهذا الحبّ يتجزّأ.
أمّا أن تحبّ الكافر لأنّه كافر، أو لأنّه يحمل الكفر؛ فهذا حرامٌ شرعًا.
(الحبّ الغريزي):
كحبّ الزوجة والشّهوة، رجلٌ يتزوج كتابيةً، فيراها جميلة مطيعة، ذات أخلاق عالية -وهي غير مسلمة-، فهذا الزّوج الّذي تزوج هذه الكتابية إن أحبّ زوجته فلا حرج.
يحبها حبًّا غريزيًّا، فلا حرج في ذلك.
ابنها يحبّها -أيضًا-، امراةغير مسلمة تزوّجت مسلمًا، وانجبت له أولاد، فالأولاد هل لهم ان يحبوا أمهم؟
نعم، حبّ غريزي.
لذا من بديع تفريق الإمام علي القاري في كتابه “شرح ألفاظ الكفر” قال:
(هذا الولد، هل له أب يبعث أمه للكنيسة)؟ أمّه كتابية تريد أن تذهب إلى الكنيسة، فهل يجوز للولد أن يُوصِلها للكنيسة؟
يقول القاري-رحمه الله-:
(له أن يُرجعها من الكنيسة، وليس له أن يذهب بها الى الكنيسة).
فإن طلبت منه أن يرجعها من الكنيسة إلى البيت؛ فتجب عليه الطّاعة.
و أمّا إن طلبت منه أن تذهب الى الكنيسة، فهذا أمرٌ في معصية الله، والأمر في معصية الله لا يجوز فعله، وهذا تدقيق جميل، هذا تفصيل جميل، يُنبئ عن فقه، والله -تعالى- أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor