السؤال: هل هذه العبارة صحيحة “لا يجوز نسبة الشر إلى الله بإطلاق ولو على سبيل الإيجاد”؟

السؤال:
هل هذه العبارة صحيحة “لا يجوز نسبة الشر إلى الله بإطلاق ولو على سبيل الإيجاد”؟

الجواب:
هذا خطأ ، هذا مذهب المانوية، هذا مذهب القدرية القُدامى.
لذا قال القاضي عياض والنووي وغيرهم ، قال هذا المذهب اندثر وزال، قال مذهب المجوس الذين يعتقدون أن الشر لا يخلقه الله ، وأن الذي يخلق الشر الإنسان ، وهذا ليس بصحيح.

الشر لا يُنسَب إلى الله من باب الأدب مع الله ، كما قال إبراهيم عليه السلام: ((وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ ))
فنسب المرض لنفسه ونسب الشفاء إلى الله عز وجل.
ولو أنك استقرأت القرآن الكريم من أول آية فيه إلى آخر آية فيه تجدُ أن الشر يُنسَب أحيانًا بالفعل المبني للمجهول، كقول الله تعالى في سورة الجِنّ: ((وَأَنَّا لَا نَدۡرِیۤ أَشَرٌّ أُرِیدَ بِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدࣰا))، فلما ذكر الشرّ قال ” أريد بمن في الأرض ” ولما ذكر الرشدَ وهو الخير ” أم أراد بهم ” قال “ربهم ” ، ما قال أُريد ، هذه واحدة.
الثانية : أنْ يُذكَر الشرُّ بالعموم وأنْ يُضاف الشرُّ إلى سببه ولا يُضاف إلى الربِّ عز وجل كقوله سبحانه ((قُلْ أعوذ برب الفلق من شر ما خلق))، فتُضاف الشرّ بالسبب ، لكن لا تقول الله جل في علاه يا مُضِّر هذا خطأ ، من الضّار؟
هو الله.
أمّا أن تدعو الله وتقول يا مضر يا مُتسبِّب الضرر فلا ، فمن الأدب مع الله أنْ لا تَنسِب الشر إليه.
لكن من الذي خلق الخير والشر؟
الله ، الله خالق الخير وخالق الشر ، لذا ورد في الحديث القدرية مجوس هذه الأمة.
من هم القدرية؟
الذين يقولون أن الشرّ لا يخلقه الله ، وإنما الذي يخلقه البشرُ ، وهذا قول منسوب للمعتزلة.
كان الصاحب بن عباد في مجلس فيه سُني ومعتزلي ، فقال المعتزلي في حضرة الصاحب ابن عباد :
سبحان من تنزّه عن الفحشاء.
لأن المعتزلي يعتقد أننا إذا نسبنا الشر إلى الله فإننا ننسب إليه الشر.
فقال السني :
سُبحان من لا يكون في مُلكه إلا ما يشاء.
ودائماً العلماء لما يجلسون يفهمون – سبحان من تنزّه عن الفحشاء ، هو يعرض بأهل السنة.
فالسُني رد عليه وقال:
سبحان من لا يكون في مُلكه إلا ما يشاء.
فقال المعتزلي مستنكراً مستهجناً : أوٓ يشاء ربنا أن يُعصى.
فقال السني : أوٓ يُعصى ربنا قهرًا؟ يعني الذي يعصي الله يقهرِ الله عز وجل؟
فالشاهد أن الله خلق الخير والشر ولكن من الأدب مع الله عز وجل لا يُنسَب الشر إليه.
ولذا قول السائل في السؤال : لا يجوز نسبة الشرّ إلى الله بإطلاق ولو على سبيل الإيجاد ؟
لا.
خالق الشر هو الله جل في علاه ، ولكن من باب الأدب مع الله فإننا لا ننسب الشر إليه✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل هذه العبارة صحيحة “لا يجوز نسبة الشر إلى الله بإطلاق ولو على سبيل الإيجاد”؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor