السؤال :
ما هو الأنفع للمُؤَلِّف التحقيق أو التأليف سواء القارئ أو المُؤلِّف ؟
الجواب :
بارك الله فيك .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أولاً :
القراءة أنواع.
المُبتدِئ في القراءة ولا سِيّما مع السِّن المُبّكِر يبدأ الطالب بالحِفظ ، فبعد أن يحفظ كتاب الله ويحفظ مَتِن من أحاديث الأحكام وإذا استطاع أن يحفظ تقريب التّقريب للعراقي وشرحُه طرحِ التّثريب ويستطيع أن يُركِّبَ عليه الأسانيد ، مُرتّب بشكل تستطيع أن تُركِّبَ عليه الأسانيد عليه بشكل جميل وبديع ، تحفظ الحديث بالسند وبعد هذا يحفظ المتون المعهوده ،ثم عندما يكبر طالب العلم يُدخِل الفَهم على الحِفظ ، وإذا عملنا نِكاح بين الحِفظ الفَهم و زاوجنا بينهما يكون المولود عالِم ، العالِم هو نكاح بين الحِفظ والفَهم ، فإذا أدخلَ الإنسان الفَهمَ على محفوظاته ، فيكون هذا أحسن ما يكون.
والأحسن في طالب العلم أن يقرأ شَرحَ ما حَفِظ على عالِم ، أن يقرأَشرح المَتِن على عالِم أو الآن هناك صوتيّات كثيرة وشروح العلماء كثيره ، فيحفظ ويدخل عليه الفَهم ، هذا نوع من أنواع التحصيل للكتب ، أن يحفظ قراءة حفظ ويتَمَكّن من الحِفظ خصوصًا من رَوّضَ عقلَه أو مَلَكَتَه للحِفِظ ولا سِيّما ممّن حَفِظَ كتاب الله ، حِفظْ كتابَ الله له بركات لا يعلم بها الا الله .
أنا أكاد أقول وأقول هذا فِراسة ، ما عاذَ الله أن أقول عِلمِ الغَيب ، إن رأيتُ حافظاً تُحَدِّثُني نفسي أنه حافِظ ، وما سألتُ حافِظاً هل أنت حافِظ إلا في جُلّ الصُّوَر يقول لي نعم أنا حافِظ ، فالحافظ لكتاب الله (سبحان الله) والحافظ المتشابهات هذا يضبُطُ العلوم ضبطاً مُتقناً ، فأقول هذا نوع من أنواع القراءة.
هناك نوع آخر من أنواع القراءة قراءة النُّزهة ، تقرأ أشياء تقرأ مُقدِّمة تقرأ فهارس وهذا يلزم أصحاب المكتبات .
من الأسئلة المُكرّره التي لا تُدلِّل على عِلم سؤال كثير من إخواننا عندما ينظر في مكتبة طالب علم كبيرة واسعه يسأل : قرأت كل الكتب ، هذا ليس سؤال طالب علم .
أصحاب المكتبات يعرفون ما في الكتب ، مرّوا بالكتاب وعرفوا مباحِثه وما شابه ، خصوصًا عندما يكون للكتاب الواحد عدّة شروح مثل البخاري ومسلم وكتب السنن فأعرف أنا الأبواب ، فعندما أحتاج امسك شرح جديد لأبي داوود واضعه على الرف أعرف ما فيه ، أعرف الأبواب لأني قرأته فأعرف الأبواب، كذلك سائر كتب السنن ، وكذلك الصحيحين وما شابه ذلك، وكذلك الكتب المعروفة في الفقه ، الكتب المشهورة أصحاب المُتون مثل المنهاج عند الشافعية وما شابه.
هذه القراءة الثانية هذه حظ نفس. القراءة الأولى جادّه قراءة البِناء ، بِناء الشخصيّة.
القراءة الأخيره قراءة النُّزهة قراءة حظِ النّفس.
والنّوع الثاني من القراءه ما ينبغي أن ينقطع عنه طالبُ علم ، طالب العلم الذي يعرف الكتب تجد في غرفة نومه كتب ، ويقرأها مع زوجِه ، ولا تصلح أن يقرأها إلا مع زوجِه ، وفيها علم ، علم من نوع خاص متَخصِّص في جانب معيّن وقد يضطّر الإنسان أن يبوح بشئٍ منه في بعض المناسبات ، لِمُلابسات ولأسباب قد تدعوا الحاجةُ إليها أحياناً.
فالشاهد طالب العلم الكتاب روحه ، أنا أقول طلَبَةِ العِلمِ المتينه ينبغي في المطبخ أن يكون كتب .
هناك كتب لابن العادين في طُرق الطبخ وللمالقي المغربي في طبخات أهل الأندلس وقد أُلِّفَت في القرن الخامس والسابع والثامن ومفيدة جدًا.
وأنا أتمنى طالب علم يكتب الطبخات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكيف نُحصِّلها ، النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يأكل وما الطبخات التي كانت في زمانه ، وكيف نطبخها ، عجيب أنّه إلى الآن ما يوجد كتاب في هذا الباب ، وهذا عجيب ، مع أنّ بواقي طعام النبي صلى الله عليه وسلم وطُرُق طَهيُه موجود في الجزيرة العربية بالجملة البواقي موجودة ، يعني نسمع في السيرة والسنة.
نلتقي مع إخواننا طلبة العلم فتسأل فيعرّفك يقول هذا ما زال نطبخه إلى الآن ، السليق مثلآ ، نحن ليس لدينا سليق هنا في الأردن ، لكن في بلاد الجزيرة يعرفون وهكذا .
هذا نوع ثاني من أنواع القراءة وهو الأخير .
الباحِث قراءته غير قراءة طالب العلم ، حتى التأليف.
بعض إخواننا ألَّفَ كتاب جمع السنة في ثلاث مُجَلّدات ، كل كتب الصحيحين والسُنن ، في ثلاث مُجلّدات ، أنا لما رأيته قلت الكتاب ناقص، ذكر البخاري ومسلم و السنن ولم يذكر الأرقام، أنا باحِث، أنا أي كتاب تُعطيني إياه أقَوِّمَه لأني باحِث .
ماذا يعني باحث ؟
يعني بمجرد أن امسك الكتاب ينبغي أن تكون هناك فهارِس مُعَيّنَة تكون مُضِيْئَه لي ، كثير من إخوانا ممّن يكْتُب ممّن ليس بباحِث تخفى عليه أشياء يقول يا ليت رأيته قبل أن يُؤلِّف، حتى أُنَبِهَهُ على أشياء ، هذا الذي ألّفَ الكُتب الستّه في ثلاث مُجلّدات لو كتب رقم ، كتب خاء وميم كتب قوسين ورقم ميم رقم دال رقم، أنا بالنِّسبة لي مُهّم جِدًا أنا اعتني بكتبي ، يعني لو وضعتني في مكتبة غير مكتبتي نفس ما في مكتبتي أنا لي علاقة مع كتبي خفيّة لا يعرفها أحد ، أستطيع اتعامل مع كتابي غير الكتاب الذي ليس ملكي، اتعامل معه بطريقة خاصّة ، هناك علاقة مُعيّنَة بيني وبين الكتاب الذي أملكه فالباحِث له نمط معيّن وكتب معيّنة إلى آخره .
هناك قراءة أخرى هي قراءة الجرد ، قراءة الجرد إخواني آفة عظيمة من جهه وفيها فوائد عظيمة من جهة، آفه كبرى للمبتدئ أن يجرد ، بعض طلبة العلم حديث عَهْد لكن عنده مقدرة للجرد ، عنده مقدره لكنه ما زال حديث عهد بالطلب، فطالب العلم في البدايات إذا جرد لا يَقنَع بِمُدرِّس ، لا يقنع بعالِم أبدًا لا يقنع بأحد ، يبدأ يقرأ ويحفظ زوايا وشواذ ونوادر وفرائِد وأشياء لا يَطَّلِع عليها كل الناس ، لأنه يجرد مُطَّولات ويسأل المشايخ ، والمشايخ لم يعرفوها، وأكبر سبب من أسباب التعالُم ولا سِيّما عند المبتدئين هي الجرد ، هذه القراءة ينبغي أن تتأخر ، هناك قراءة جرد للمُتَبّحِر ولا سِيّما للباحِث ، هذا يحتاج أن يجْرُد جَرْد كبير ، فطالب العِلم يقرأ ، يقرأ وهو في الطّريق وهو في السِيّارة يقرأ في كل مكان ، دائمًا الكتاب صاحِبه ، لو سافر يأخذ معه كتاب فقط لو يجرد يجرد ويكتب ملحوظات ، وكما قلت في الأول لو هناك بطاقات يكون شيء آخر.
هناك قراءة أخرى من قراءة طالب العلم وهي قراءة المُذاكرة.
العلم ليس إملاء شيخ وتدريس شيخ للطالب، طالب العِلم له أقران وأصحاب وأحباب يُحِبّهم ويُحِبّونه يرتاح إليهم ويرتاحون إليه، وفي مجالسهم ليست فاكهتهم أكل لُحوم النّاس ، ولا قيل وقال ، مجلسهم وفاكهتهم والحلوى في مَجلِسِهِم المذاكرة، يقرأون المطَوّلات ، قراءة مُتَأنّاة ، مثلًا يقرؤون تفسير ابن كثير ، في الديوانيّة يقول كل ما اجتمعنا كُل ليْله نصف ساعة من تفسير ابن كثير وتقرأ نصف ساعة من فتح الباري ، داوم على هذا سنتين أو ثلاث تكون قد قرأت فتح الباري وتفسير ابن كثير وليس أي قراءة ، قراءة مُذاكرة، قراءة المٌذاكره أرسخ من قراءة النَّظر وأرسخ من قراءة الجرد ، قراءة المُذاكرة من القراءات المُهِمّة جداً .
هذه أنواع القراءه عند طالب العِلم. وطالب العِلم حتّى لا ينقطِع لا بُدَّ أن يكونَ له نصيب منها كُلها ، يبقى متوازناً ويبقى في حياته العاديّه، في صُحبتِه مع أصحابه وصبغ نفسه بأنه يزداد من علمه فهو في كل مكان ، وهو يأكل وهو مع أهله في بيته ، وهو في غرفة النوم ، وهو مع أصحابه وهو في مكتبته فَصَبَغ نفْسَهُ بأنّه طالِب عِلم.
فطالب العلم ينبغي أن يكون طالب علم في كل مَيْدان ويأخذ نصيبه وحظَّ نفْسِه الذي أحَلَّ الله له بدون تَعَنُّت وبدون تَكَلُّف.
انظر الآن إلى الإنسان النّاجِح في مشروعه الدُّنيَوي ، الذي يُحِّب عَمَلُه ويُبْدِع فيه النّاس تأتي إليه وتُقبِل علَيْه وينجح نجاح باهر أكثر بآلاف المرّات من ذاك الذي فكَّر كيف يقنُص النّقود من جُيوب الناس ، أنت أتقِن عَمَلَك احبب عملك تفانا في خدمته ، ابقى طوّر في عملك وارتاح .
فطالب العلم إن كان هكذا أحَبّ العِلم ودخل العلم في حياته كلها وما تَكَلّفَ و بقي يعيش في حياة هنيئة، الزوجة لا تشكو منه ، إخوانه لا يشكون منه، أهل بيته لا يشكون منه ، زوجته لا تقول أنا غريب عنك. لماذا أنا غريب عنك ؟
أنا تزوجت وأنا أُحقِّق رسالة إلى الإمام النّسائي من لم يروي عنه إلا واحِد وكُنتُ احتاج الى جرد فأنا في فترة زواجي الأيام الأوائل من فترة زواجي أول أسبوع او أكثر زوجتي جَردَت معي( تهذيب التهذيب) في من لم يروي عنه إلا واحِد ، وهي بجانبي وأنا مرتاح وهي مرتاحة ، أنا لست بعيد عنها ، طالب العلم الصادق أوّل ما يعكس اهتمام زوجته على الِعلم .
لكن تبقى الآن توغل في العلم وزوجتك تبعد يصبح هناك ظرف تشعر بانفصال ، تصبح حياتك غير طبيعية خصوصًا أنتم إخواننا في الكويت ، الآن الدوله تأذن لك بأن زوجتك تتعلّم وعلى حِساب الدّولة، ما أجملها انت تدرس وزوجتك تدرس ، ما المشكلة، وتصبح ماجستير وزوجتك ماجستير وقد تفوقك ، يعني قد تتقدم عنك ، وغالباً النساء يتفوقن على الرجال، لذا إذا اعتنينا بشئ في العلم إلى آخره.
هذه نصيحه تتضمن الجواب بارك الله فيكم .
⬅ رابط الفتوى:
السؤال : ما هو الأنفع للمُؤَلِّف التحقيق أو التأليف سواء القارئ أو المُؤلِّف ؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor