السّؤال: انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

السّؤال:

انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

الجواب:
كتاب الفنون، يقول الإمام ابن رجب: رأيت منه مجلد رقم: أربعمائة ونيّف.
يعني: كتاب الفنون لو طُبع؛ يصل أقلّ شيء إلى ألف مجلّد، جمع فيه الإمام ابن عقيل العلوم -كلّها-، العلوم اللّغوية، والعلوم الشّرعية…ووجِد قطع يسيرة منه في المكتبة الوطنيّة بباريس، ونشرها رجل من فلسطين نصراني، اسمه: جورج المقدسي، وما عدا هذه القطعة مفقود.

كان ابن عقيل يكتب حتّى يتعب، فإن تعب؛ نام على ظهره، وذهنه شغّال، يُجمّع ماذا يكتب، ثم حينَ يجد قوة يستيقظ ويكتب، يكتب ما كان يفكّر فيه -وهو نائم على ظهره-، يأتي الطعام، فكانت زوجه تذيب له الطّعام في الحليب، فكان يشرب، فكان يُقال له: لماذا لا تأكل؟ قال: لا وقت عندي للمضغ، مضغ الطّعام يُذهب جزء من الوقت، فأنا ما عندي وقت للمضغ، فزوجته كانت تضع له الطّعام… وهكذا.
فألَّف هذا الكتاب، واعتبروا هذا الكتاب من فتوح الله -تعالى- عليه.
قرأتُ المجلدين المطبوعين، تقرأ كلامًا عميقًا دقيقًا، من أدقّ ما يُمكن أن تقرأ، ومن ألذّ ما يُمكن أن تقرأ، عندما تقرأ تشعر بلذّة، تشعر بنشوة، تشعر بافتخار، تشعر باعتزاز، تشعر بأنّ الله -عزّ وجلّ- كيف فتح هذه العلوم على هذا الرّجل.
كلامٌ دقيق للغاية، وهذا في مجلّدين، وكلّ الكتب هكذا.
ظهرت بشارة قرأتها، فقالوا: كتاب الفنون وُجِدَ في بعض مكتبات تركية، فقلت: أنا لا أستبعد، لكنّي لا أُصدق حتّى أرى، من يرى كتاب الفنون، اليوم بالجوال تأخذ صورة عنه، تأخذ صورة عن الغلاق، صورة عن الكتاب.

أي مخطوط قيل لي: إنّه مفقود، ثمّ وجد؛ أنا لا أستبعد، لكن لا أصدّق حتّى أرى بعينيَّ، فإن لم أرَ بعينيّ؛ فالأمر ليس بصحيح.
بعد السّؤال والتّحري وجدت أنّ الكلام ليس بدقيق، الكلام ليس بصحيح، ولا نعلم وجودًا لكتاب الفنون إلّا القطعة المتبقية في المكتبة الوطنيّة بباريس.
مكتبات الدّنيا تتنافس في تحصيل مخطوطات أئمتنا وعلمائنا، وممّن لهم سهم واسع وسريع، وتقدّم كبير في العقدين الماضيين أو الثّلاثة عقود الماضية -وللأسف-: مكتبة (أورشليم) في القدس لليهود!
حريصون -كلّ الحرص- على وجود مخطوطاتنا.
كان صدام حسين عنده في قصره مصاحف خُلفاء بني عبّاس، الخلفاء لهم مصاحف مُذَهّبة، ومصاحف موثوقة، ومصاحف جيدة، نُسّاخ كبار نسخوها، ثمّ بقدرة قادر انتقلت هذه المخطوطات من قصر صدّام إلى مكتبة أورشليم، قبل خمس سنوات كان هنالك برنامج يومي على النّت تُعرض مخطوطات هؤلاء الخُلفاء، كلّ يوم يعرضون مصحفًا، برنامج “باحثة دقيقة فاهمة” من اليهود، يعرضون كل يوم مصحف الخليفة فلان، غدًا مصحف الخليفة فلان، كلّ المصاحف الّتي كانت في قصر صدّام عُرضت في مكتبة أورشليم، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ومن المكتبات الحريصة جدًّا على المخطوطات: المكتبة الوطنيّة بباريس، سافرتُ للهند حتّى أُحصّل مخطوطة الخلافيات للإمام البيهقيّ، فوقفت على رجل قال لي: مخطوطة كانت عندنا وأهديناها أو بعناها للمكتبة الوطنيّة بباريس.
وهذا الكتاب -للآن- طُبِعَ وطبعته ناقصة.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor