السّؤال: أخت تقول بعد تركيب اللّولب أصبحت الإفرازات تستمر طول الشّهر، هل يجب الاغتسال لكلّ صلاة؟ أم أكتفي بالوضوء؟

السّؤال:
أخت تقول بعد تركيب اللّولب أصبحت الإفرازات تستمر طول الشّهر، هل يجب الاغتسال لكلّ صلاة؟ أم أكتفي بالوضوء؟

الجواب:

الواجب عليكِ الوضوء إذا نزل شيء من الدم.
والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أرشد بعض النّساء أن تغتسل لكلّ صلاة، وهذا ليس من باب الوجوب، هذا من باب الإرشاد.
فالمرأة إن أرادت أن تغتسل فلا حرج، لكن هل الواجب عليها الاغتسال؟
لا، يكفيها الوضوء.
الاغتسال يكون من الحيض.
والحائض يَحرُم عليها شرعًا أن تُصلِّي، ويحرم عليها أن تصوم، والصّلاة لا تقضيها، والصّوم تقضيه.

فالواجب على المرأة الّتي انتهى حيضها ، ورأت القَصَّة البيضاء واغتسلت، ثمّ بقي الكَدَرُ يَنزلُ من فرجها، فالواجب عليها ماذا؟
الوضوء، وليس الاغتسال.
الإفرازات هل يجب فيها الوضوء؟ هذا ممّا فيه خلاف بين أهل العلم، قدّمت طبيبة من تلميذات الشّيخ/ ابن عثيمين، لها بحثٌ مُطَوَّلٌ تبين فيه أنّ الإفرازات تَنْزِلُ مِن غَير الفرج (مِن غَير مَخرج الدّم والبَول)، فأفتاها بأن الإفرازات طاهرة وليس عليها وضوء منها.
والجماهير يقولون بأنّ الإفرازات فيها وضوء وهذا من باب الاحتياط ولكن ليس فيه غسل.
تقول: أنا قبل اللّولب عادتي الشّهرية سبعة أيام، الآن بعد انقطاع دم الحيض سبعة أيام، هل أغتسل أم أنتظر خمس عشرة يومًا؟
لا، هذه المرأة تُسمّى المُحَيَّرَة.
المحيّرة: اختلطَ عندها الحيض مع الاستحاضة، ويبقى الدّم ينزل لمدّة طويلة.
فالمحيرة تمكث كما أفتاها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (امكثي قدر أقرائك)، (امكثي قدر حيضاتك، ثم اغتسلي وصلّي).
تغتسل بعد أن تمكث في الحيض سبعة أيام، ثم أصبح الحيض مختلط بأشياء أخرى ولا تستطيع المرأة أن تَفْصِلَ بينهما؛ فحينئذ الواجب عليها ان تمكث قدر أقرائِها (قدر حيضاتها)، ثمّ تغتسل وتصلي.
لكن هل المرأة تختلف حيضتها؟ نعم، المرأة قد تختلف حيضتها من سِن لِسِن ومن حال لحال، فإذا استطاعت المرأة أن تُمَيِّزَ الحيض من غيره فالواجب عليها عند التّمييز أن تَتْرُك الصّلاة في وقت الحيض، المرأة البِكر حيضها ليس كحيضة المرأة المتزوجة، والمرأة الشابة ليست حيضتها كحيضة المرأة الكبيرة، والمرأة عند انقطاع حيضها قبل أن تيأس من الحيض تختلف مدّة حيضها عن مدّة المرأة وهي قويّة وهي شابة.
فالحاصل والخلاصة:
أن المرأة إذا اختلطت عليها الأمور؛ فهي متحيِّرة، وتمكث قدر أقرائِها، وإن استطاعت أن تميّز الحيض من غيره فالحيض تختلف مدته من حالة لحالة، فالواجب عليها عند التمييز أن تَترك الصّلاة وهي حائض.
والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الحيضُ دَمٌ أسودٌ يَعْرِف) أو قال: (يُعْرَف).
رواه أبو داود (٣٠٧)، والنّسائي (٢١٦).
إخواني نحن رجال، لكن قد يجب علينا نحن الرّجال أن نتعلّم هذا الأمر، ولذا أنا أفصِّل.
لماذا يجب علينا أن نتعلم هذا الأمر؟ زوجتك، لا تتعلّم إلّا منك، أنت وليّ أمرها، وأنت شيخها، فلا تكن جاهلًا!

زوجتك –
الآن- تريد أن تعرف أحكام الحيض، متى تصلي، ومتى لا تصلي، ليس لها مرجع إلا أنت؛ فالواجب أن تتعلّم ليس -فقط- من أجل أن تُعلِّم زوجتك، بل حتّى الزوجة تعلّم من؟ تُعلّم بناتك، كيف ستتعلم بناتك هذا الحكم؟ من زوجتك.
كثيرٌ من النّاس يقول: “المشايخ لا يشتغلون إلّا بالحيض والنّفاس”، يا جماعة، والله الحيض والنّفاس نحن غيرُ فاهمين له)! والله لا نعرف -للأسف-، فقد تترك المرأة الصّلاة، والصّلاة واجبة عليها، وإذا كانت حريصة قد تصلي صلاة وهي آثمة؛ لأنّ الحائض يحرم عليها الصّلاة، فينبغي أن نتعلم.
فالخلاصة والزبدة -كما يقولون-:
إذا كانت المرأة تميّز الحيض (دم أسود)، قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَعْرِف) أو قال: (يُعْرَف)
يَعْرِف: أي تَنْبَعِثُ منه رائحة كريهة من العَرَف، و(العَرَفُ): هو الرائحة.
دم الحيض أسود، فإذا رأت المرأة دمًا أسودًا تنبعث منه رائحة -والرائحة كريهة- فهو دم الحيض، أو قال: يُعْرَف، يُعْرَف من المعرفة، والمعرفة يَصْطَحِبُ الدّم آلام، المرأة الحائض يصطحبها آلام.
لذا أنا أوصي بالأزواج، وهذا أمر يعني ينبغي أن يعرفوه، أشدّ أيّام الرّجل في معاملته مع زوجه وهي حائض، تكون المرأة تَنزِف، والمرأة الّتي تَنزِف ماذا ينبغي للزّوج أن يفعل؟ يرحمها يستوعبها يفهمها؛ أغلب حالات الطّلاق في المجتمع -اليوم- والمرأة حائض، المرأة حائض يعني: مريضة، امرأة مريضة ، إن أمرتها لا تستجيب، المرأة وهي حائض مضطربة، فأنت في كلّ شهر لك موعد فيه بلاء مع زوجك، هذا البلاء اصبر عليه، هذا لكلّ الرّجال، ليس رجل بعينه، وليس امرأة خاصة، فبعض النّاس لا يعرف، يرى زوجته تتقلب، يقول: زوجتي ما شاء الله عنها، وتغيرت!
اسأل نفسك: إذا زوجتك حائض؛ فإذًا هذا التَقَلُّب أمرٌ طبيعيٌّ.
إذًا الشّرع حَرَّمَ أن تُطَلَّق المرأة وهي حائض، يحرم عليك شرعًا أن تطلقها وهي حائض.
فالشّاهد:
المرأة حين ينزل منها حيض؛
_ أولاً: لونه غير لون الدم العادي،
_ثانيًا: له رائحة،
_ثالثًا: هنالك آلام تصطحب الحيض.

فالرّجل ينبغي أن يفهم هذه المسائل، وأن يُعلّمها زوجه لِتُعَلِّم زوجته بناته.
هذا والله أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: أخت تقول بعد تركيب اللّولب أصبحت الإفرازات تستمر طول الشّهر، هل يجب الاغتسال لكلّ صلاة؟ أم أكتفي بالوضوء؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب ‎+962-77-675-7052 :
• تلغرام t.me/meshhoor :