السؤال: أخ يسأل -وتكرّر السؤال- يقول: شيخنا الحبيب عندنا مشكلة، زوجات إخوتي يلبسون البنطال ونحن من عائلة معروفة بالاستقامة، تكلّمت مع إخواني دون فائدة، الوالدة تقول الإثم على والد الزوجات، وعلى والد الأزواج لأنّه لا يكون حازم معهم لِلِبس الجلباب خوفا منه. فعلى مَن يكون إثم هذا التَّبرُّج؟

السؤال:
أخ يسأل -وتكرّر السؤال- يقول: شيخنا الحبيب عندنا مشكلة، زوجات إخوتي يلبسون البنطال ونحن من عائلة معروفة بالاستقامة، تكلّمت مع إخواني دون فائدة، الوالدة تقول الإثم على والد الزوجات، وعلى والد الأزواج لأنّه لا يكون حازم معهم لِلِبس الجلباب خوفا منه.
فعلى مَن يكون إثم هذا التَّبرُّج؟

الجواب:
سبحان الله كلُّ واحدٍ يرمي الإثم على غيره، الوالدة تقول الإثم على أبوهم ما ربّاهم.
والإثم كذلك على (إخوتك) الذين تزوجهوهن وهنَّ لسن مُتَدَيِّنات، عليكم بذات الدين، أخوك اختارها وهي تلبس بنطلون عليه إثم أيضًا، أبوها ما ربّاها عليه إثم ،لكن أخوك الذي تزوجها وهو يعلم أنّها تلبس بنطال عليه إثم.

التَّبرُّج جريمة ليست شخصية، التَّبرُّج جريمة عامّة وعلى كل فرد من أفراد الأُمَّة يستطيع أن يُغيِّر التَّبرُّج الواجب عليه أن يفعل.
جرى في معرض عمَّان عندنا مِن فترة وكنت لمّا أدخل المعرض أرى التَّبرُّج، فإذا رأيت امرأة وجهًا لوجه خصوصًا إذا كانت بائعة كتب، والآن أصبحت الناشرات ليس فقط الناشرين؛ صارت المرأة تعمل دار نشر تبيع كتب، فأدُخل ولي حاجة أشتري كتاب، فأبدأُ معها
-السلام عليكم
– أنتِ مسلمة؟
– فتقول :أنا مسلمة.
-لباسك ليس لباس المسلمة، لباسك لباس الكافرة، المسلمة تُعرف بلباسها، وأنتِ شكلكِ والكافرة سيّان، وأرى هذا واجبًا عليّ، أنا مُضطر أتعامل معها رغمًا عني، أيُّهما المُقدم في شَرْعِي أشتري الكتاب أم أنهاها عن المنكر؟ لا والله أنهاها عن المنكر ثُمَّ أشتري الكتاب، أشتري الكتاب وقبلها أنهاها عن المنكر، أغضُّ بصري وأتكلم معها بطاعة وأنا مُستحضِر الطاعة.
الإمام الأوزاعي كما في سير الفزاري يقول: أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يُؤْتَيَنَّ مِن قبلك.
كل مسلم على ثغرة، هذا يرووه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم لكن ليس هو بصحيح، والصحيح أنه من كلام الأوزاعي رحمه الله.
الأوزاعي يقول لك أنت على ثغرة من ثغر الإسلام لا يأتين من قبلك، أنت حارس، حارس حدود، تعرفون حارس الحدود؟ حارس عقيدة، حارس خُلُق، أنت حارس عملك حارس، عملك أن تُعظِّم الله أن تُعظِّم أوامره، فإن وُجِدتَ في مكان وَجَبَ عليك لله فيه مقال فلا تسكت، ولكن كن مُؤدَّبًا، لا تفقد أعصابك لا تتكلم بتهوُّر لا تَشتُم لا تَتَّهم.
كان معروف الكرخي يمُّر على رجلين مِن أهل البربط أهل الغناء، فيراهم فيقول: يا رب كما فَرَّحْتَهُم بمعصيتك يا رب فَرِّحْهُم بطاعتك، كما فَرِحَ هؤلاء بمعصيتك فرِّحهم بطاعتك.
لو تصبح المرأة رجلًا دقيقة وتعلم كيف الرجال ينظرون إليها ما أبت إلا أن تلبس خيمة كبيرة ما يراها أحد، ليس جلباب ولا خمار.
الرجال لمّا ينظرون والنساء لمّا ينظرن: النساء لمّا تنظر بعضها لبعض تنظر بإعجاب وزينة وجمال، الرجال لا يعرفون هذا؛ الرجل يريد الشهوة، إذا نظر ينظر للعورة، لا يُفكِّر الرجل إلّا بالعورة.
المخطوبة لمّا تتذكّر خطيبها من أول الخطبة تتذكّر خطيبها (مشيَّك) ولابس مِن أجمل اللباس ومُهذّب وصاحب خُلُق، الرجل لمّا يتذكّر مخطوبته يُعرِّيها، هذه طبيعة الرجال وطبيعة النساء، ليس الذكر كالأنثى.
لو المرأة تصبح رجلًا يومًا، ساعةً، دقيقةً إذا كانت فيها شيء من خُلُق الذي أجمعت عليه البشريّة ليس الشريعة المُحمَّديّة (البشريّة أجمعت على الخُلق) لو أصبحت رجلًا دقيقة لأبت إلّا أن تمتثل أمر الشرع وألّا تخرج إلّا مستورة، إلّا العواهر والعياذ بالله تعالى.
المرأة ليست كالرجل، فأنتِ تلبسين البنطال ما هو لبس البنطال؟ عجيب! لبس البنطال ليس كشف عورة هو تزيين العورة؛ المرأة لمّا تلبس البنطال تزيّن عورتها حتّى ينظر إليها الناس، تختار لون تختار نوع تختار حجم، فتلبسُهُ حتّى تجذب أنظار الناس، وهي في غفلة، هي في غفلة هي تظن أنّ الناس ينظرون إليها نظر إعجاب، هم لا ينظرون هكذا.
فكل من يستطيع أن يأمرها وأن يكون له أثر عليها فهو آثم.
أنت تأمر، إخوانك ينبغي أن يُقال لهم اتّقوا الله وأمروا زوجاتكم، أبوك ينبغي أن يأمر، أُمّك ينبغي أن تأمر، أهل الصّلاح مِن ذوي هؤلاء الزوجات يأمرن؛ أُمّها وأخواتها وخالاتها إلى آخره.
أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، وماذا نفعل نحن الآن؟ انتبهوا علي حتّى أختم بهذه الكلمة،
أنا أملك المسافة مِن فمي إلى أذنك فقط، مِن أذنك لقلبك بيد الله ليست بيدي، أنا أوصل الكلام لأذنك أُسمعك كلمة طيبة، وطيب الكلمة وحسن الأسلوب هو مِن أجل أنّ الكلام لا يبقى في الأذن حتّى تكون الطريق من الأذن للقلب سالكة، حتّى تكون الطريق سالكة من الأذن للقلب أنا المطلوب مني أتكلم بكلام فيه شفقة، وأحسن شيء لمّا تنهَ عن المنكر تُشعِر مَن تنهاه أنّك شفيقٌ عليه؛ إن عَلِم أنّك شفيقٌ عليه فهذا مِن مدعاة الاستجابة والله تعالى اعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل -وتكرّر السؤال- يقول: شيخنا الحبيب عندنا مشكلة، زوجات إخوتي يلبسون البنطال ونحن من عائلة معروفة بالاستقامة، تكلّمت مع إخواني دون فائدة، الوالدة تقول الإثم على والد الزوجات، وعلى والد الأزواج لأنّه لا يكون حازم معهم لِلِبس الجلباب خوفا منه. فعلى مَن يكون إثم هذا التَّبرُّج؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor