السّؤال:
ماهي الطريقة المُثلى للتّعامل مع الأولاد الصّغار؟
الجواب:
الولد الصّغير يحتاج أن تحبّه الحبّ الطّبيعيّ الّذي غرسهُ الله -تعالى- فيك من غير تكلّف.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعِنْدَهُ الأقْرَعُ بنُ حابِسٍ التَّمِيمِيُّ جالِسًا، فَقالَ الأقْرَعُ: إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ منهمْ أحَدًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قالَ:
“مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ”.
رواه صحيح البخاري (٥٩٩٧).
وثبت في البخاري (١٣٠٣) عن أنس أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخذَ إبراهيم فقبّله وشمّه.
ليس -فقط- التّقبيل، والشّمّ.
وكان المغيرة بن شعبة يتصابى في بيته (يكون صبيًّا -مثلهم_).
فأنت مع الأولاد عش حياتك السّابقة وأنت صبيًّا مثلهم، هذه سنّة، تصابى مثلهم، وابقى على راحتك مع أولادك، وأساس الطّاعة الحبّ، والحبّ بين الوالد والولد، والزّوج والزّوجة حبّ طبيعيّ ليس فيه كلفة، والمصائب الشّديدة الّتي تقع في البيوت بسبب عدم الحب.
تصوّر زوجتك لا تحبّك، تلبس لك خمارًا، وتعمل العجائب وراءك.
وتأتي شكاوى كثيرة على هاتفي من كثير من طلبة العلم يشكونَهم أزواجُهُم، مشغول بالدّرس، مشغول بأوراقه، مشغول بهاتفه، لا يلتفت إلينا، لا يراعي مشاعرنا، هذا كثير، إن قلت كلّ يوم تأتي أربع وخمس رسائل من الزّوجات على الأزواج أقول الأمر قليل.
وبالتّالي إخواني: عيشوا حياتكم على طبيعتها، مازح زوجتك، مازح أولادك أحبّهم ابقى على حبّك، الحبّ الّذي في قلبك تمتّع به مع الّذي تحت يدك مع الامكانات الّتي عندك، لا تبقى تعيش في خيال تقول: سعادتي في التّعدّد، ماذا تريد بالتّعدد -الآن-، اسعد بالّذي بين يديك، فإن جاء التّعدد؛ قلب الرّجل أوسع من قلب المرأة، الرّجل يحبّ واحدة واثنتين وثلاثة، وأربعة والمرأة لا تحبّ إلّا رجلًا، فلا تحلم، لا تجعل كلّ سعادتك عبارة عن حلم، اسعد فيما بين يديك.
كيف تكون السّعادة؟
تحبّ أولادك وتحبّ زوجتك، هذه هي السّعادة، وهذا من أكبر نعم الدّنيا .
ثبت في صحيح مسلم (١٤٦٨)
عن عبدالله بن عمرو: قال:
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“الدُّنْيا مَتاعٌ، وَخَيْرُ مَتاعِ الدُّنْيا المَرْأَةُ الصّالِحَة”.
أحسن عرض في الدّنيا الزّوجة الصّالحة، وأنت تطوف بالكعبة المشرّفة من السُّنة أن تقول وأنت بين الرّكن اليماني والحجر الاسود:
(رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ).
قال أهل التّفسير: حسنة الدّنيا: الزّوجة الصّالحة، وحسنة الآخرة: أن ترى وجه الله -عزّ وجل- .
نسأل الله رؤية وجهه -سبحانه وتعالى-.
فتقول: ربنا آتنا في الدّنيا حسنة (الزّوجة الصّالحة).
فالطّريقة المثلى للتّعامل في البيت ما في قلبك من حبّ تترجمه إلى حياة، وتترجمه إلى مواقف، بعد ذلك لا يضيرك أن تقرأ وتكتب وأنت غير عبوس ولا تُشعر النّاس كأنّك طالب علم وكأن الأجواء مقفهرة، والأعصاب مشدودة، والعبس قاطب بالوجه، ليس هكذا الدّين .
الدّين أت تراعي مشاعر زوجتك، أن تراعي مشاعر أولادك، وعش حياتك، وافرح بحياتك.
ولذا “خيرُكم خيرُكم لأهلِه”.
رواه التّرمذيّ (٣٨٩٥)، والنّسائي (٤٦١٩)، وابن ماجة (١٩٧٧).
والله لو أعرف شخصًا محدّدًا -بعينه-، أن زوجه تشكو منه، وكان من خواصّ أصحابي، والله لا أقبله أن يكون صاحبًا لي .
لماذا ؟
لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
” خيرُكم خيرُكم لأهلِه”.
والّذي ليس فيه خيرٌ لأهله؛ ليس فيه خيرٌ لغيريه، لماذا تصاحبه،
لماذا تصاحب رجلًا ليس فيه خيرٌ لأهله؟!
هذا لا يصاحب.
من الّذي يصاحب ؟
من كان فيه خيرٌ لأهله يُصاحب؛ لأنّ الخير سيتعدى إليك.
فإخواني طلبة العلم طلب العلم ينبغي أن يكون معينًا لكم على سعادتكم، وأن يكون معينًا لكم في طاعاتكم لربّكم، ومعينًا لكم في أن تفرّغوا مشاعركم تجاه من يحبّ الله -تعالى-، الحبّ الشّرعي الصّحيح تجاه الزّوجة .
الّذي لا يحبّ زوجته ولا يفرّغ مشاعره مع زوجته؛ سيبحث عن أُخرى يفرّغ لها المشاعر.
وأحسن خُلق في الرّجل عند المرأة، ويهون كل خُلق عند هذا الخُلق: *(العفة)*.
أن تعلم المرأة من زوجها أنّه عفيف، عواطفه ومشاعره عندها وليس عند غيرها، فإذا المرأة رأت أنّ المشاعر والحبّ وتعلّق القلب ليس عندها؛ تبدأ حينئذ المشاكل، والمشاكل لا أول لها ولا آخر.
هذه نصيحة، وقد أحببت أن أجيب على هذا السّؤال الّذي وردني الآن في الحقيقة.
وارجو الله -تعالى- أن يتقبّل منّا ومنكم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor