السّؤال:
هل يجوز التّحدث مع الإمام أثناء الصّلاة لتنبيهه على خطأ، علمًا أنّه قيل له: سبحان الله! ولم ينتبّه للخطأ؟
الجواب:
الأصل في الإمام إذا نُبّه (بسبحان الله) -وهو لا يجوز له أن يُطاوع من نَبّهه-، ووجد إصرارًا من النّاس على قولهم: (سبحان الله)، أن يقول مثلهم: (سبحان الله).
ثبت في “جامع التّرمذي (٥٦٤) بإسناد قوي، و صحّحه الألباني، عن المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه-، أنّه صلّى ذات يوم صلاة المغرب، فقام للثّالثة ونسي التّشهد الأوسط (قام للثّالثة) فسبّح به النّاس، فلمّا رأى إصرارهم على التّسبيح.
ما معنى التّسبيح؟
فاتك التّشهد الأوسط؛ فاجلس.
هل يجوز للإمام إذا استتم قائمًا للثّالثة -ونسي التّشهد الأوسط- أن يعود؟
لا يجوز له أن يعود.
لكن هل انتبه هو للخطأ؟
نعم، انتبه للخطأ، وليس له أن يعود، قال: فسبّح به النّاس، فسبّح بهم.
فلمّا أصرّوا (سبحان الله، سبحان الله)، قال لهم: (سبحان الله).
ما معنى قول المغيرة: (سبحان الله)؟
أنا مخطئ وأعرف خطأي، ولا يجوز لي أن أرجع؛ فاسكتوا، أسجد للسّهو وتنتهي المسألة.
فلمّا جلس للتّشهد سجد قبل السّلام، ثمّ قام بالنّاس خطيبًا، وقال: هكذا رأيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم يصنع.
هل يجوز أن أُكلّمه بغير القرآن؟
لا.
إذا استطعت أن تتكلّم بالقرآن؛ فلا حرج.
كان الإمام الدّارقطني -والإمام الدّارقطني إمام كبير من أئمّة المحدثين، ضابط للرّجال عارفٌ بهم- فجاءه طلبة يقرؤون عليه الأحاديث، فقام يُصلي وهم يتذاكرون، فقال أحدهم: حدّثنا بشير، والصّواب نُسَير، بشير و نُسير، وكان يُصلّي، فسمعه يقول: يقول طالب: حدّثنا بشير، وكان الدار قطني قد فرغ من الفاتحة، فقرأ الإمام الدّراقطني نون وأكمل.
ماذا يعني بنون؟
يريد أن يقول للّذي يقرأ قال له: بشير خطأ، ونُسير صحيح.
فقال: نون ثمّ أكمل.
فلا حرج إذا كُنت حافظًا و استطعت أن تفيدهم وأنت تقرأ فلا حرج في ذلك.
أمّا أن تقول له: هي ركعة خامسة، اجلس، هذا ورد عن الأوزاعي، إمام أهل بيروت.
رحم الله بيروت وأعادها إلى عزّها، بيروت بلد العلم، إلى مطلع القرن العشرين بيروت فيها من العلم ما ليس في غيرها، إلى سنة تسعين وثمانمائة وألف، وعشر وتسعمائة وألف، في هذا الوقت كان أئمّة العلم في بيروت، محمّد رشيد رضا أصله من بيروت، أصله من صيدا لبنان، ترك بيروت وذهب إلى مصر، وأصبح إمام.
الشّاهد بارك الله فيكم:
الأوزاعي يقول: لك أن تتكلّم في الصلاة لصالحها.
والصّواب قول جماهير أهل العلم لا يجوز لك في الصّلاة أن تتكلم بشيء؛ لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال عن الصّلاة: إنّها ذكرٌ لله؛
فلا يجوز فيها الكلام، كان في أوّل الإسلام يجوز للإنسان أن يتكلّم،
وورد حديث في “صحيح مسلم”
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ. فَقُلْتُ : وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي. قَالَ : ” إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ “.
أما فيما بعد فلا يجوز في الصّلاة إلّا ذكر الله -عزّ وجلّ، وقراءة القرآن، والأذكار، ولا يجوز الزّيادة عليها.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor