السؤال:
هل يجوز أن نستبدل حجر النرد بأوراق يكتب عليها أرقام حيث أن أبنائي يحبون أن يلعبوا بلعبة فيها نرد، فهل هذا الفعل مَخرَج أم حِيلة؟
الجواب:
النرد كان معروفًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وثبت فيه حديثان.
1 – [عن بريدة بن الحصيب الأسلمي:] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكأنّما غَمَسَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، ٣١ ٣٠٦٢. صحيح. أخرجه مسلم (٢٢٦٠) باختلاف يسير، وأبو داود (٤٩٣٩)، وابن ماجه (٣٧٦٣)، وأحمد (٢٢٩٧٩) واللفظ لهم.
ليست العِبرة بالنرد المُكعب المصنوع من العَظْم، فإن استبدلنا هذا المُكعب بورقة وضعنا عليها الأشياء الحُكم هو هو.
وهذا الحديث مُهم يحتاج طلبة العلم أن يفهموه وأن يَعلموا مُراد النبي صلى الله عليه وسلم منه.
قبل الأكل الغَمس، لا يمكن للإنسان أن يأكل حتى يغمس يده بالشيء الذي يأكله.
فعندنا غَمْس وعندنا أكل.
فالنبي صلى الله عليه و سلم قال : من لعب بالنردشير فكأنما غَمَس يده بلحم خنزير ودمه.
حتى ذكر الدم، وذِكرُ الدم صورة الاستبشاع والاستشناع للأكل، الأكل للقمار، واللعب بالتسلية وتضييع الوقت بمثابة الغَمس.
فقبل الأكل يكون الغَمس.
فالقِمار فيه مصيبة كبيرة.
أسأل الله أن يعافينا جميعًا وأن يعافيَ من نُحِب من هذا الداء
والله جل في علاه قال ((إنما الخمر والميسر))، قرَن الخمر مع الميسر للعِلة المشتركة بين اقتران الخمر بالميسر : وهي الإدمان.
ففي الخمر الكأس يدعو إلى كأس. وفي الميسر الدست يدعو إلى دست.
يعني لعبة تدعي إلى لعبة، وشوط يدعو لشوط.
ففيه الإدمان.
فيبدأ الإنسان مستهترًا يغمس دون أن يأكل، وينتهي به الحال بعد أن يغمس يصبح يأكل.
فاللعب بالنرد مقدمات للولوغ في الإدمان على القمار، والشريعة تسدُّ هذا، عندها باب يسمى باب سدّ الذريعة، فحتى لا يصبح العبد متعودًا على القمار منع الشرع الناس من اللعب الذي هو بمثابة الغمس قبل الأكل.
فكل الألعاب القائمة على الحظ والنصيب والتي توصل إلى الإدمان وإلى تعلق القلب ووجود روح التحدي، أنك ستغلب، وأن تبقى على هذا الحال، فالشرع حرمه.
فلعب (الشدة) حرام وإن كان بدون فلوس حرام لأنها بمعنى النرد.
ولعب السلم والنرجس لعبة النسوان السوريات أخواتنا السوريات عندهن ألعاب خاصة بهن.
في فترة من الفترات تطلبت هذه الألعاب ،و كتبتُ كتيب صغير عن حكم اللعب بالشدة وسَميت بعض الألعاب بعد سؤال بعض الإخوة السوريين عنها.
فهذه الألعاب كلها القائمة على الحظ والتي تجعل في الإنسان روح التحدي يَغلب و يُغلب وإلى آخره كلها بمعنى النرد وكلها مُحرمة وكلها داخلة في قول النبي صلى الله عليه وسلم :”من لعب بالنردشير فكأنما غَمس يده بلحم خنزير و دمه”،
٢ – و في الحديث الآخر: [عن أبي موسى الأشعري:] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن لعِبَ بالنَّرد فَقد عَصى اللهَ ورسولَهُ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، ٢٨ ٢٦٧٠ • حسن. أخرجه أبو داود (٤٩٣٨)، وابن ماجه (٣٧٦٢)، وأحمد (١٩٥٢١) باختلاف يسير، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٥٥٨١) واللفظ له.
فاللعب بالنرد حرام وليس العلة في التحريم والله هذه عظمة أو مكتوب عليها رقم أو ورقة بدل العظم.
لكن الأولاد يريدون أن يلعبوا
والصغير ينبغي أن يلعب.
قال علماء التربية : الصغير الذي لا يلعب ويوارش (يتحرك) في تعبيرنا الدارج مثل الكبير الذي لا يعمل. الرجل الكبير جالس ولا يشتغل هذا معيب.
قالوا الصغير بلا لعب مثل الكبير الذي لا يعمل . كان عبد الله بن الزبير يمر على أولاده وهم يلعبون فينظر إليهم فيقول أنظروا إلى المربين يقول عبد الله بن الزبير لولده يا بني العبوا قبل أن تُخرم المروءة بسبب لعبكم.
وكان ابن الزبير يسمع ولده يقول
مع من ألعب؟
فيقول له ابن الزبير لا تقل هكذا يابني.
قل من يلعب معي.
كانوا يربون أولادهم.
هناك رياضات فيها أجر مارسها النبي صلى الله عليه و سلم و مارسها تارة مع الناس ومارسها تارة مع زوجه و الصحابة رضي الله تعالى عنهم لعبوا الرياضة، فنُمارس ما لعبوا .
من الممارسات:
ممارسة رياضة المصارعة.
اجعل أولادك يتصارعون أمامك هذه سُنة.
قل تصارعوا أمامي نرى من يَغلب، من أقوى أنت أم أخوك .
المصارعة سُنة.
النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة فمرة سبقته و مرة سبقها لما بدّن النبي صلى الله عليه و سلم في آخر عمره بدّن فسبقته عائشة.
عائشة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كم كان عمرها؟ كان عمرها 18 عاما.
قاتل الله من طعن في عائشة قاتل الله من لعنها وقاتل الله من طعن في عفتها.
عائشة رضي الله عنها كانت صبية صغيرة وتربت في بيت فضيلة.
فعائشة سبقت النبي صلى الله عليه و سلم لما بدّن لما كبر، وفي السباق الأول سبقها النبي صلى الله عليه و سلم.
فالشاهد المسابقة سُنة.
الغوص في الماء والصبر على التنفس تحت الماء ثبت عن جمع من الأصحاب.
حمل الحديد أيضا ثبت عن جمع من الاصحاب، يتنافسون من يحمل . الرياضة التي تلقح البدن وتُقويه هذا أمر لا حرج فيه بل مُرغّب فيه، الرياضة التي تعود على الإنسان بالقوة، هذا أمر لا حرج فيه
جاءتني أسئلة تتكلم عن الرياضات الموجودة اليوم رياضة كرة القدم وجعل كرة القدم سبب من أسباب تفرّق الشعوب، وزرع ما يسمى بالتعّصب والتحزّب.
نحن التعصب والتحزب نكرهه بكل أشكاله سواء كان نُسب للدين أو نُسب إلى قوميات وفرّقت الأمة فهذا كله مرفوض في شرع الله سبحانه وتعالى.
فالرياضة تصبح صنمًا وتُشعٍل في الأمة فتيل الخلافات والعصبيات و تفرّق الأمه فهذا التفرّق جاهلية وحرام في شرع الله عز وجل.
الرياضة: أيهما أفضل أن تمارسها أم أن تنظر إليها.
ما الفائدة أن تنظر إليها؟
أمّا أنت تمارسها لا حرج .
كرة القدم.
العبْ كرة قدم ما في مشكلة.
لكن أن تجعلَ كرة القدم تشغل الأمة و تفرقها وتسمع هتافات من هنا وهناك وهؤلاء تحزبوا لقوم وهؤلاء لقوم هذه جاهلية، وهذه ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
رياضة كرة القدم فيها محاذير:
المحذور الأول:
قلب الموازين.
البطل في شرع الله الذي يموت مجاهدًا في سبيل الله ذابًا عن دينه، وليس البطل الذي يركض وراء كرة ويتفنن في طريقة تقليبها وتبقى لصيقة ببدنه.
المحذور الثاني:
تضييع الطاقات وهدر الأوقات.
انظروا الآن مباريات كرة القدم في العالم، كم مليون يرى هذه المباريات، هذه الأوقات تضيع سدى، لو أن العاملين من المسلمين يعملون في ساعات رؤية مباريات كرة القدم ويتصدقون على شعب فقير تحل مشاكل الأمة.
لكن للأسف لكن للأسف ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السؤال:
ذكرتم بارك الله فيكم ذكرتم جواز لعب الصغار. لكن ما قولكم في الصغار الذين يلعبون في المسجد وآباؤهم من طلبة العلم ولا ينهونهم؟
الجواب:
الصغير ينبغي أن يُعلَّم، فإن تجاوز حد التعليم وما شوش ولا في وقت صلاة فأرشده علمه و الاستجابة لا تكون فورًا الاستجابة لا تكون فورًا لكن المهم الولد لا يقف مع المصلين فيقطع الصفوف و الولد لا يصدر أصواتا تشوش على المصلين، وأما بعد ذلك لو ذهب وجاء الأمر فيه شيء من سعة.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor