السؤال: هل الولد الذي والِدهُ حُر وأُمه أَمَّةً وتُعتق بسبب ولادته، هل يكون هذا الولد وفّى أمه حقها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يوفّي ولد والده إلا أن يجده عبداً فيعتقه.

السؤال:
هل الولد الذي والِدهُ حُر وأُمه أَمَّةً وتُعتق بسبب ولادته، هل يكون هذا الولد وفّى أمه حقها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يوفّي ولد والده إلا أن يجده عبداً فيعتقه.

الجواب:
الحديث عند مسلم: لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا، إلَّا أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيُعْتِقَهُ. وفي رِوايَةٍ: ولَدٌ والِدَهُ.
صحيح مسلم(١٥١٠)
متى يستطيع الولد أن يفي أباه حقه؟ قال الوالد ولم يقل الوالدة.
النبي صلى الله عليه وسلم  قال: لا يجزئ ولد عن والده. ما قال الوالدة، لا يُمكن ولا يوجد صورة، هذا يسمى عند علماء التفسير وعلماء شرح الحديث التعليق على مستحيل، الله عز وجل في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم في صحيح حديثه علّقوا أشياء على مستحيل، من مثل قول الله تعالى: { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}
إن كان للرحمن ولد: هذا تعليق على شرط مستحيل، مستحيل أن يكون لله ولد.
لكن أنتم أيها المشركون تعبدون غير الله فلو كان مع الله ولد فأنا لا أعبد إلا الله. وكقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: قالَ: كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فمَن وافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ.
صحيح مسلم (٥٣٧)
كان نبي: المراد بالنبي ادريس عليه السلام. معنى يخطُّ: يمسك ويخطُّ في التراب فإذا خطَّ أنزل الله عليه الوحي فيعرف الغيب من الوحي عند خطّه في التراب، وليس علم الخط وعلم الرمل الذي يزُعم أصحابه اليوم بأنهم يعرفون الغيب، فهذا من الشرك.
فكان نبي يخطُّ فعلّق النبي صلى الله عليه وسلم علم الغيب على موافقة الخط، وموافقة الخط أمرٌ مستحيل.
وبالتالي موضوع أن يُجزئ الولد والده يستحيل أن يُجزئه.
لكن الأم؟ الأم ممكن، الرجل إذا وطأ أمَّتَه فتصبح أمَّتُه بعد أن تلد تصبح أمَّ ولد، فإن اصبحت أم ولد فحينئذ تُعتِق أمها، لكن لا يلزم الرجل أن يطأ أمّته، الناس قديماً لمّا كان عندهم عبيد والعبيد ذكور وإناث يُزوجوهم بعضهم ببعض، فيتكاثرون، فالعبد يكثر تجارة.
الحر إذا ما استطاع أن يطول الحرة يجوز له أن ينكح الأَمَّة والأحسن ألا يفعل، فإن نكح أَمَّةً فأولاده عبيد لمالك الأَمّة، أولاده يصبحوا عبيداً.
الولد يتبع أمه في النسب وفي الحرية وفي أعلى النسب.
لذا قال أهل العلم رجل أُمه شريفة من آل البيت، وأبوه من عوام الناس، فالولد شريف فيلحق أمه.
يعني الشريف من هو الشريف؟ من كان أبوه شريفاً ومن كانت أمه شريفةً أيضاً. طبعاً كلمة السيدة وكلمة الشريفة في الشرع لا تُطلق إلا على عِليَّة القوم وإلا على أصحاب الديانة وأصحاب الفضل وأصحاب العلم وأصحاب السيادة، لا تُطلق في الشرع السيدة على العاهرة والمتبرجة والمجرمة والآثمة، هذه في الشرع لا يجوز لك أن تقول عنها سيدة.
السيدة من هي؟ ذات السيادة، من عندها سيادة.
وذات الشرف.
الشريف تطلق على الإنسان أنه شريف إذا كان من أهل البيت، إذا كان من أهل البيت يسمى شريفاً. فمتى تُسمّى شريفاً؟ إذا كانت أمك من آل البيت فأنت شريف وإذا كان أبوك من آل البيت فأنت شريف أيضاً، الشريف جاء من الجهتين الأب أو الأم حتى لو كانت الأم أرفع من الأب في النسب فالولد في النسب يلحق بأمه. لذا أُمه لو كانت أَمَّة وأبوه حر فيلحق بمن؟ يلحق بأمه ولا يلحق بأبيه.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٤ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
١٨ – ١١ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل الولد الذي والِدهُ حُر وأُمه أَمَّةً وتُعتق بسبب ولادته، هل يكون هذا الولد وفّى أمه حقها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يوفّي ولد والده إلا أن يجده عبداً فيعتقه.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor