السؤال: ما هي ماهية الضرب في الإسلام؟

السؤال:
ما هي ماهية الضرب في الإسلام؟

الجواب:
ماذا يريد الأخ بالسؤال؟
أي ضرب يقصد؟
مداخلة أحد الحضور:
يقصد ضرب الطفل الذي دون العشر سنوات من أجل الصلاة.

الجواب:
الضرب الذي تُشعر فيه الولد أنك غير راضٍ عنه، وليس الضرب بالذي يكسر عظماً ويُظهر ألماً شديداً باقياً في البدن.
أهمية التربية.
هنالك أربعة وسائل في التربية.
1 – الوسيلة الأولى: الأبوين.
2 – الوسيلة الثانية: المجتمع والحارة.
3 – الوسيلة: الثالثة المدرسة.
4 – الوسيلة الرابعة: وسائل الإعلام (المقروءة والمسموعة).
الولد أول ما ينشأ لا يعرف في الدنيا إلا أبويه، ويرى الكمال والتمام في الأبوين.
الأصل في الخلافات الزوجية أن لا تنتقل إلى الأولاد.
والزوج إذا أراد أن يهجر زوجته يكون في غرفة النوم، ما يكون خارج غرفة النوم، ولا يظهر هذا الأثر على الأولاد.
فالولد وهو صغير لا يعرف شيئاً إلا أبويه، وهذه نعمة عظيمة من الله عز وجل ينبغي أن يستفيد منها الوالدان.
فأهم شيء عند الوالد بالنسبة لولده أن يكون ولده مُصلّيا صالحاً.
ثبت في مُسند أحمد من حديث ثوبان
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خير موضوعٍ الصلاة).
خير شيء في الدنيا الصلاة.
فلمّا الولد تحسسه إن كسر كاسة ماء أو إن اتلف شيء تغضب وتضرب وتفقد صوابك، وتنفعل، ولما يترك الصلاة لا تتأثر، هذه مصيبة.
ينبغي أن تُحسس الولد في كل حين أن الصلاة بالنسبة إليك لا يقابلها شيء،
أهم شيء عندي الصلاة.
فلما يبلغ الولد سبع سنين الصلاة الصلاة.
ذاهب على صلاة الظهر قل له: الصلاة، على العصر قل له : الصلاة، ذاهب على صلاة المغرب قل له: الصلاة، ذاهب على صلاة العشاء قل له : الصلاة.
أهم شيء عندك الصلاة، كل وقت الصلاة الصلاة، ترجع من المسجد تسأل هل صلّى فلان؟ ومن العصر صلّى فلان،هل صلّت فُلانة. هذا ابن السبع
وهذا معك من السبع للعشر.
عندما يصبح عشرة تضرب، قوم صلّي، اللهجة تختلف والحرص يزداد والرحمة حاصلة.
الضرب يكون على وفق ماذا؟
الفهم.
أنا لي زوج أُخت -أسأل الله أن يحفظه وأن يعافيه ويشافيه- لما يُخطئ ولده يُجلسه فَيُقرّره بسؤال وجواب، فيُقنعه أنه ينبغي أن يُضرب. اقتنعنا في ضرب.
ننتقل للمرحلة الأخرى.
ما هو الضرب وكم الضرب؟
يُناقشه ويُقايس هذه مع تلك هذه مع الصلاة، من الأهم، فَيضربه بعد أن يُقرِّره، ويضربه بعد أن يقرر الضرب على حسب الأخطاء التي وقع فيها.
فَالضرب تربية، ليس الضرب ضرب انتقام، أو ضرب هيجان.
الأب اليوم لما يضرب يضرب لما يهيج، لا هذا ما ينفع، لماىتهيج ابتعد ما تربي ما تصلح تكون مُربّي.
وأنت غضبان وأنت هايج لا تربّي لا زوجتك ولا ولدك.
اخرج من البيت واطلع من البيت ريّح أعصابك وريّح نفسك وارجع وأنت هادي وربّي وأنت هادي، ربّي وأنت هادي.
الكبار هكذا يفعلون.
فلمّا الولد تضربه، ضربك له عقوبة بأنه انتهك أشد شيءٍ فيه حُرمة عندك، وهو عندك بحق أعظم شيء.
فالولد حينئذ يعرف قيمة الصلاة.
فالضرب نوع من التحفيز بالشيء الملموس، بأن تُعرّفه قيمة الصلاة عندك.، ليست عندك لأنك فلان، هكذا الصلاة عندي لكن هكذا هي عند الله، فأنا أُحسسه بعظمة الصلاة، حينئذ أولادنا يكونوا صالحين.
كان الله في عون الناس اليوم .
اليوم في عندنا أركان أربعة للتربية:
الأبوين.
الحارة .
المدرسة .
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
الصالح اليوم إذا فاتته هذه التنشئة الأولى، هذه التنشئة الأولى مهمة جداً .
الأولى قال بعض السلف:
ابنك في السبع الأُوَل ريحانة تُشَم وفي السبعة الثانية خادم مُطيع وفي السبعة الثالثة صديق أو عدو.
لما يصير ابنك أربعة عشر سنه وفوق ينبغي أن تُعامله معاملة الصديق.
كثير من الآباء لا يُراعون أولادهم واحتياجاتهم.
ابنك عمره ١٤ و١٦ و١٧ وسن البلوغ، وأنت عندك زوجة وشهوتك مُلبّاة وبراحتك وابنك يعاني.
فينبغي أن يُراعي المُربّي مَن يُربيه.
ما تقيسه عليك.
من وصية الإمام أبو حنيفة لأبي يوسف:
ربّوا أولادكم على زمانهم لا على زمانكم.
فالأولاد اليوم يحتاجون إلى جهد كبير ويحتاجون إلى دعاء.
وكثير من الآباء للأسف الله أعطاهم هبة وهذه الهبة ما استجابوا لها وما عملوا بها.
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(دعاء الوالد لولده مُستجاب).
أهم شيء في كل صلاة في كل وقت في دعاء إن رفعت يديك ادعو الله لذريتك بالصلاح ليس لأولادك،
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما).
ادعو لولدك وللذرية.
يعني للذرية الذين لم يأتوا.
تخيل واحد وُلد وله ست أو سبع أجداد يدعون له وكانوا من الصالحين.
فالولد محفوف برعاية الله سبحانه وتعالى.
فالشاهد بارك الله فيك، ولدك في السبع الأُوَل هذه عجينة، أنت تُكيّفها وتغرس فيها ما تريد، فإن فعلت
فكثير الآن من الآباء يقولون:
والله يا شيخ ربِّيناهم.
أهم عنصر في التربية أي عنصر؟المتابعة.
تحط خطة لولدك تريد منه كذا وكذا.
وهذه الخطة لا يمكن أن تقدر عليها إلا بالمتابعة.
ما معنى المتابعة؟
التربية ليست خطبة، ليست انفعال، ليست شتم.
التربية غاية ولها وسائل وبالعبرة هذه الوسائل تصل للغاية التي أنت تريد،ثم اكتشف ما بك ما بجدك ما بأبيك ما بإخوانك من خصال خير، فهذه سجيّة فهذه أقرب طريقة أن تُوظفها وأن تستخدمها بأن توافق السجيّة المجبول عليها الولد، لا تجعلها تموت، احييها.
كل إنسان فيه أخلاق والأخلاق قسمان:
١ – أخلاق جِبلّية.
٢ – أخلاق ليست جِبلّية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد قيس لما جاء أهل البحرين للنبي صلى الله عليه وسلم لما وصلوا المدينة كل منهم دخل المسجد وأراد أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أشج عبد قيس رئيس الوفد، كان رجلاً شاباً فلما نزل ذهب فاغتسل وتطيب ولبس أجمل ثيابه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إن فيك لَخَلَّتين يحبهما الله ورسوله: الحِلم والأناة.
فهو غير الناس، ففيه حِلم وفيك أناة.
بعض الناس عوام مجبولون على كرم ليس عند أهل الدين.
بعض الناس عوام مجبولون على شجاعة ليست عند أهل الدين.
هي جبلّة.
خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام إذا فقهوا.
إن الله قسَم بينكم أخلاقكم كما قسَم بينكم أرزاقكم.
رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت عن عبد الله ابن مسعود:
إن الله قد قسَم بينكم أخلاقكم.
ففي خُلُق جِبِلّي.
فإذا أردت أن تكون مُربّي صالح وتظهر ثمرة التربية على عجلة اعرف الجِبِلّة التي أنت عليها.
كيف تعرفها؟
من أبوك، من إخوانك، من خواتك.
ما الخُلُق الحسن الموجود في العائلة كلها؟
هذا أسهل طريقة للتربية، هذا شي موجود، الاستعداد موجود، الفطرة موجودة، فَتُغرِّس فيه، فَغرِّس بالولد، تُغرِّس فيه،إن كنت مثلاً بين قوم أهل كرم تقل له هكذا أبوك هكذا أبوك.{وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَآءِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَىْءٍۢ}.
اتباع سُنّة الآباء من أسهل الطرق للتربية.
السُنّة التي جُبِل عليها الآباء هذا أمر مهم جداً.
فَبارك الله فيك الضرب ليس انتقاماً، الضرب وسيلة من سائل التربية، الضرب الذي أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم: واضربوهم وهم أبناء عشر.
عندي بُنية صغيرة، كنت أوقظ أخواتها وهي كانت قبل العاشرة، وأتظاهر أني أريد أن أضرب فأرفع يدي لأضرب فتفتح عينيها، تنظر إلي تقول لي يا أبي أنا ما صار عمري عشر سنين، فقلت خلاص أنا مخطيء، هذا جواب جميل، هي فاهمة الدرس.
فالضرب له فقه.
وفقه الضرب تربية، أن يكون الضرب من أجل التربية والتربية من أجل إقامة دين الله.
كيف إنسان يُقيم دين الله وهو لا يُصلّي؟
كيف إنسان يُعاشر زوجته وهو لا يُصلّي؟
كيف آمَن على ابنتي إن زوّجتها لرجل لا يُصلي.
كيف آمن أن زوجها لن يتمتع بها بالحرام؟
هو تارك الصلاة.
لا أدري كيف.
يقول لك هو واحد جيد وخُلُقه طيب لكن لا يصلي هل أزوجه؟
ما هذا الكلام؟
كلام لا يُقال.
المسلم لا يقول هذا.
رجل لا يُصلي هذا ليس صاحب دين.
صاحب الدين هو الذي ينبغي أن يقيم دين الله عز وجل بصلاته.

سؤال:
حول ما يجري من عنف في الجامعات بين الحين والحين نجد يعني طُوش وضرب وأحياناً نصل إلى ضرب بالموسى وضرب بآلات حادّة وما شابه.

الجواب:
جُل هذه المشاكل سببها في الحق والحقيقة البنات.
ومن عصى الله، فمن زرع شوكاً لا يحصد عنباً يحصد شوكاً.
والأصل في التعليم أن لا يكون مختلطاً.
ما الحل؟
لا يوجد حل غير هذا الحل.
أن يفصلوا الرجال عن النساء.
إذا أرادوا أن ينزعوا هذه المشاكل من الجامعات فينبغي أن تكون الدراسة غير مختلطة.
انتبه أحد إخواننا -رحمه الله- مات بكورونا مات من قريب في هذا المسجد أخ فاضل الدكتور وجيه عبد الرحمن له جهود كبيرة في ترجمة الكتب من الأجنبية إلى العربية، أهداني -رحمه الله- كتاباً سمّاه” الغرب يتراجع عن التعليم المختلط” .
وترجمة كتاب لشخص بريطاني تربوي شهير وكبير من أصحاب التربية اسمه هنرلي تشو،كتب هذا الكتاب.وهذا الكتاب مُترجم لِلُّغة العربية، يدعو مؤلفه فيه إلى أن التعليم لا يكون فيه اختلاط لا في الثانوي ولا في الجامعة وأن الطلبة لا يفهمون ويؤدون رسالة التعليم وهنالك اختلاط بين الشباب والشابات.

فجوابي بإيجاز لحل المشكلة التي نسمع بها بين الحين والحين من اعتداء الشباب على بعضهم بعضاً السبب الرئيسي هو البنات.
فالحل هذا هو،
فإذا ما وقع هذا الحل فستبقى المشكلة وقد تصل أحياناً أسأل الله العافية إلى القتل، نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
فمتى ندرك محاسن إسلامنا؟
متى ندرك محاسن إسلامنا؟
الغرب يعرف محاسن إسلامنا، لكن تأتيه فجأة.
أخ من الأخوة يُحدّثني، يقول:
كنت في مؤتمر ومعي أصدقاء،كنا نُمثّل نقابة من النقابات وذهبنا إلى روسيا. وأصحاب سمر قال في المطار هم والبنات بالأحضان، يتذرعون بالإلحاد ويُطفؤون واعظ الله في القلوب حتى تنطلق الشهوات ولا يكون لها حد.
قال: وأنا وقّاف عند أوامر الله.
فجاءتني البنات.
فقلت: أنا لا أُصافح النساء.
عُقد المؤتمر.
قال: اجتمعت الصحفيات علي.
عجيب.
ظاهرة غريبة عجيبة.
فكان السؤال:
لماذا لم تصافحنا ؟
فكان الرجل مُوفقاً،
فقال كلاماً حسناً ألهمه الله لكلام طيب.
فقال: أنا بيني وبين زوجي ألّا أمسّ غيرها وألّا تمسَّ غيري.
أنا لا أمَس غير زوجتي وزوجتي لا تمَس غيري.
قال: فقالت الصحفية التي تُقابلني:يا ليتني زوجتك.
الغرب بسبب عدم وجود العفّة أصبحت المرأة الغربية تعقد على كلب بسبب الخيانات، كلبها تعمل حفلة تلبس لباس عروس وتلبّس الكلب لباس عريس، تعقد على كلب.
فالعفّة ما أجملها.
ما أجمل الزوجة لما تعلم أن زوجها عفيف لا يقرب الحرام.
وهذه العفّة الآن تنخرم في مظاهر كثيرة ومن أهمها الخلويات فتكون بعيد عنها كم متر وتقلّب وتقلّب وتقلّب، ……ولعلّ بعض الأزواج يخاف أن ينظر في هاتف زوجته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذه معالم التربية أحببت أن أُذكركم بها.وأرجو الله أن يكون مجلسنا هذا مجلساً شعاره التواصي بالحق والتواصي بالصبر ونتعلم دين الله عز وجل ونتعلم الأحكام حتى نمتثل وحتى ننجو عند الله.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ما هي ماهية الضرب في الإسلام؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor