السؤال: ما معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم (كلّها في النار إلّا واحدة)؟

السؤال:
ما معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم (كلّها في النار إلّا واحدة)؟

الجواب:
طيب هات الحديث من أوله.
حتى تفهم أي كلام ما يجوز لك أن تأخذه من آخره.
الحديث أوله قوله صلّى الله عليه وسلّم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلّا واحدة).
هكذا الحديث.
الحديث: عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (افترقَتِ اليهودُ على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً، وتفرَّقت النَّصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً، وتَفتَرِقُ أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقةً) سنن أبي داود (7/ 5) (4596)، سنن الترمذي (4/ 322) (2640)، سنن ابن ماجه (5/ 128) (3991)، مسند أحمد (14/ 124) (8396).
أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم في نصوص الشرع يُراد بها أمران، أجمَلَهُمَا أهلُ العلم بقولهم أمّة دعوة وأمّة استجابة.
اليهود والنصارى هل هم من أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم؟
إن قُلت نعم أخطأت، وإن قُلتَ لا أخطأت.
ينبغي أن تسأل أنت تقول هل هما مِن أمّة محمّد؟ أمّة الاستجابة أم أمّة الدعوة؟
إذا قلت من أمّة الاستجابة خطأ، وإن قلت من أمة الدعوة صواب.
فاليهود والنصارى من أمّة الدعوة. النّبي بُعث صلّى الله عليه وسلّم مبعوثاً لهما.
قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: افترقت اليهود، افترقت النصارى، وستفترق أمتي.
ذكر أمّة الدعوة اليهود والنصارى أمّة دعوة، وأمتي أصبحت أمّة استجابة. لمّا ذكر النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمته وجعل أمته تقابل أمة الدعوة فلم يبق معنى لقوله (أمتي) إلّا أمة الاستجابة.
مَن الذي سيفترق؟
وهذا معنى قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنّه مَن يَعِش مِنكم فسيرى اختلافا كبيراً)، مِنكم أنتم أيها الصحابة، من تأخر به الزمن سيرى اختلافاً كبيراً.
والآفة الكبيرة في أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم: الفُرقة، ولا يجمع أمّة محمّد إلّا نهج العلماء.
والمُصيبة التي حلّت في أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم : ناس متحمسين بصدق، حملوا الدّين بجهل، ففرقوا الأمة، فأرادوا أن يجمعوها فقالوا: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، الفم يدعو للجَمع والأفعال تدعوا للفرقة، هذه آفة كبيرة، هذه آفة ما بعدها من آفة.
لا يمكن لأمة محمّد صلى الله عليه وسلم أن تجتمع إلّا على أفهام العلماء، والأفهام للعلماء ليس اجتماع بدني، أفهام العلماء اجتماع بالفهم، أمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم مجتمعة في أصول دينها على لا إله إلّا محمّد رسول الله، ولا يجوز لأحد أن يكون مسلماً إلّا إن قال: (أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله)، لكن كثيرٌ مِن أفراد أمّة محمّد لا يُؤدون ولا يعرفون معنى لا إله إلّا الله محمّد رسول الله.
وبإيجاز معنى لا إله إلّا الله أي: (لا معبود بحق إلّا الله)؛ لا أعبدُ أحداً إلّا الله، لا أدعو أحداً ولا أخاف أحداً ولا أرهب أحداً ولا أذبح لأحدٍ ولا أحلف بأحدٍ إلّا بالله سبحانه وتعالى.
ومحمد رسول الله :
(لا مَتبُوعَ بحق إلّا رسول الله)، فكل من اتخذ شخصاً غير رسول الله وهو الآمر والناهي، وقوله الحق وغيره قوله الباطل، أنّا كان من أبو بكر الصديق إلى أي إنسان فهذا لا يفهم معنى قوله محمد رسول الله.
لذا لمّا تكون في القبر أول سؤال تُسأله من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ماذا يعني من نبيك؟
يعني أنت ليل نهار عَمَلَك أن تتّبِع محمد صلّى الله عليه وسلّم، تحَقِّق معنى قولك وأشهد أنّ محمّداً رسول الله.
هل هذا المعنى بهذا الايجاز والوضوح موجود عند المسلمين؟
لا.
مَن الذي يدعو لِجَعل أقوال أقوام هي الفيصل بين الناس ويفرقون الناس باسم علمائنا وفقهائنا الأقدمين؟
مَن الذي يدعو لهذا؟
أعداؤنا يدعون لهذا، يخافون مِنّا إن بقينا على فهمنا الصحيح.
لذا هناك توصيات والتوصيات شديدة في أن ندعو إلى مذهبية، وأن ندعو إلى ترك محمد (اتركوا محمد ندبركم ونزبطكم فيما بعد)، أما وأنتم تقولون لا إله إلّا الله محمّد رسول الله هذه مشكلة هذه مصيبة من المصائب.

لا إله إلّا الله.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٨- جمادى الأولى – ١٤٤٤هـ
٢- ١٢ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ما معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم (كلّها في النار إلّا واحدة)؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor