السؤال: بعض الرُّقاة يستعينون بالجن، زعماً أن الجن مسلم، ما رأيكم؟

السؤال:
بعض الرُّقاة يستعينون بالجن، زعماً أن الجن مسلم، ما رأيكم؟
الجواب:
ما أدراك أنه مسلم؟
تتَعامل مع جن.
يقول لك الجن مسلم.
ما أدراك بأنّ الجن مسلم؟
جِن: غائب، من فعل جَنَّ، غابَ، فالعرب تقول الجَنَّة، جَنَّة لأن تربتها غائبة، وتقول فلان مجنون لأن عقله غائب، تقول جَنين لأنه غائب عن أنظار الناس وفي رحم أمّه.
ما أدراك أنّ هذا الجن وهو غائب عنك مسلم؟
هل الشيطان لما يأتيك يقول لك أنا كافر؟
فالأصل في الجنِّ أنهم غائبون ومنفصلون عنّا، ونعاملهم بمعاملة الشرع.
لو الآن سمعنا سؤالاً ولم نرَ أحداً، الواجب علينا أن نُجيبه إن كنّا نعلم، هل الجن موجودون معنا؟
ممكن ومُحتمل أن يكونوا معنا.
نستشهد بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية.
شيخ الاسلام ابن تيمية ما الذي جرى معه عن الجن؟
كان الناس يأتون إليه.
طبعا شيخ الإسلام وُجِد في عصر مليء بالظلمات، ومليء بالتعلّق بغير الله، ناضل وجاهد، وجهاد شيخ الإسلام كان مع المبطلين، كان الناس يأتونه ويقولون مررنا بشدائد ورأينا صورتك في هذه الشدائد وكنا نستغيث بك فكنت تعمل على إنقاذنا، فكان شيخ الإسلام يقول: (ما رأيتموه هو صورة الشيطان، تَمَثَّل بي، وهذا ما وقع معي).
وكان شيخ الإسلام يضرب الملموس بالجن، وهذا ثبت من حديث عثمان ابن أبي العاص، جيء للنبي صلّى الله عليه وسلّم في حديث عثمان ابن العاص برجل فيه جِنّي، فضربه النبيُ صلّى الله عليه وسلّم على صدره، وقال: (أُخرج عدو الله)، فأن تضع يدك على المقروء وأن تضربه ضرباً غير مُبرح، فهذا لا حرج فيه.
الحديث: لمَّا استعمَلني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ على الطَّائفِ جعلَ يعرضُ لي شيءٌ في صلاتي حتَّى ما أدري ما أُصلِّي، فلمَّا رأيتُ ذلِكَ رحلتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال: ابنَ أبي العاصِ؟ قلت: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. قال: ما جاءَ بِك؟ قلت: يا رسولَ اللَّهِ، عرضَ لي شيءٌ في صلواتي حتَّى ما أدري ما أصلِّي قال: ذاكَ الشَّيطانُ ادنُه فدنوتُ منْهُ، فجلستُ على صدورِ قدميَّ، قال: فضربَ صدري بيدِهِ، وتفلَ في فَمي وقال: اخرُجْ عدوَّ اللَّهِ ففعلَ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ قال: الحق بعَملِكَ قال: فقالَ عُثمان: فلعمري ما أحسَبُهُ خالطني بعدُ.
الراوي: عثمان بن أبي العاص الثقفي | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم: 2874 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

فشيخ الإسلام ما تجاوز حداً ولا علّق الناس به.
الذي حصل مع شيخ الإسلام لو وقع لغيره لعلّق هؤلاء الناس به.

أنت يا مَن تَرقِي اعلم أنّ النافع والضار هو الله، وعلّق الناس بالله ولا تعلّق الناس بك.
الشياطين جاؤوا لبعض الناس بصورة شيخ الإسلام ابن تيمية، وما علّق ابن تيمية الناس إلا بالله عز وجل.

فيا من ترقي اعلم أن بركة رقيتك بالقرآن وليست بك، البركة من القرآن.

والعجيب إنسان يحتاج من يقرأ على زوجه أو على أخته أو على ابنته فيأتي برجل أجنبي ليقرأ عليها، أنت اقرأ عليها، البركة بالقرآن، البركة ليست من فلان ولا علان، فالأصل في المرأة أنها عورة ولا تُعرض على الناس، وبعض الرقاة نسمع أخباراً نسأل الله العافية، نسمع جشعاً وطمعاً في الدنيا فيما بين ايدي الناس، ونسمع عن تجاوزات في موضوع النساء، فيضع يده على أماكن حساسة من المرأة بحجة أن الجن استقر في هذا المكان، ويُجَوِّز لنفسه أن يضع يده على خدها وعلى ثديها ولعله تصل الأمور الى أسوأ من هذا بحجة أن الجن هنا، أعوذ بالله، هذا الشيطان.

فِعلُ بعض الرُّقاة مع المصابين فعل الشياطين، نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
وكثير من الرقاة هم مصابون، وفيهم مس من مس الجن.

فالأصل أن نحكم على كل شيء بما هو مقرر في الشريعة، فالشريعة منعت الرجل الأجنبي أن يمسّ امرأة، ولا يجوز للإنسان الذي يعالج الناس بحجة أنّ شيخ الإسلام فعل كذا.
ما الذي حصل مع شيخ الإسلام؟ شيخ الإسلام ما تجاوز شيئاً-.
وأنظر الآن إلى بعض تلبيسات الشيطان على بعض الناس.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: بعض الرُّقاة يستعينون بالجن، زعماً أن الجن مسلم، ما رأيكم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor