السؤال: ما الطريقة الأفضل في النصح وإنكار المنكر مع أصحاب القلوب المغلقة بكثرة عنادهم؟

السؤال:
ما الطريقة الأفضل في النصح وإنكار المنكر مع أصحاب القلوب المغلقة بكثرة عنادهم؟

الجواب:
الكلام ليس سواء.
إنكار المنكر درجات كما يقول الإمام ابن القيم وسبقه جمع من أهل العلم.
إنكار المنكر درجات:
-الدرجة الاولى:
إذا انكرت ترتّب على إنكارك زوال المنكر من أصله، فهذا واجب.
-الدرجة الثانية:
انكرت المنكر فقَلَّ المنكر، فهذا الإنكار واجب.
-الدرجة الثالثة:
أن تنكر المنكر ويزول ويحلُّ محلّه منكر مثله، وهذه فيها نظر.
-الدرجة الرابعة:
أن تنكر المنكر ويترتّب على إنكارِ المنكرِ منكرٌ أكبر منه، فهذه الدرجة الرابعة إنكارك للمنكر حرام وإنكارك للمنكر منكر.
عجيب! نعم هكذا الشرع.
يقول الإمام ابن القيم: كنت أمشي أنا وشيخي أبو العباس ابن تيمية فنمر بالتّتار -الذين كانوا يذبِّحون المسلمين- فأراهم يسكرون ويلوطون فأقف لأنهاهم، فكان أبو العباس يأخذ بيدي وينزعها، يقول: اتركهم، شربهم للخمر خيرٌ من صحيانهم وقتلهم للمسلمين.
دعهم مخمورين، يبقى مخمور؛ لأنّه إذا صحي قتل المسلمين، دعه مخمور، لأنّه إذا ترتّب على إنكارك له بأن يشرب الخمر أنّه يقتِّل المسلمين دعه في نكرانه، إبقه مخمورًا، يبقى مخمورًا.
اليوم الخمّارات واحد يتحمس: اِحرق الخمّارة… الخمارة حرام… تبيع الخمر حرام… اِحرق الخمّارة…، فالخمّارة مؤمَّنَة، رأصحاب الخمّارات ينتظرون مَن يحرق خمّاراتهم؛ لصالحهم.
الذي يترتب على إنكار المنكر منكر أكبر منه.
فإذا ترتب على إنكار المنكر منكر أكبر منه فهذا الإنكار الحرام.
ما هي درجات الإنكار؟
يبدأ الإنسان الإنكار بالقلب ثم باللسان ثم باليد، قال أهل العلم: ”كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله إذا رأى منكرًا الواجب عليه أن ينكره وأقل الإنكار في القلب“؛ لأنّ القلب إذا تعوّد على عدم إنكار المنكر وشَرِب المنكر مصيبة، صلاح الإنسان بصلاح قلبه، اللهم أصلح قلوبنا.
طلبة العلم والعلماء وأعوانهم من طلبة العلم إنكار المنكر يكون باللسان، العالم وطلبته طلبة العلم ينكرون باللسان، وهؤلاء درجات؛ لو إنسان عامّي يحب الله ورسوله جلس في مجلس فيه تاركوا صلاة الواجب عليه أن ينكر ولو لم يكن عالمًا، الصلاة يعرف أنّ الله يُحبُّها وأنّ تركها جريمة من الجرائم،)أمل المسائل التي وقع فيها خلاف تبدأ الآن تُنكر بمقدار علمك؛ تُميِّز هذا يُحبُّه الله وهذا لا يُحبُّه الله.
وأما إنكار المنكر باليد فلأصحاب السُّلطات، ولا يلزم من أصحاب السلطات أن يكون السُّلطان الأكبر، الوالد له سلطة على أولاده وله سلطة على زوجه، فالأصل يكون إنكار المنكر باليد، لذا إخواني إذا ابنك ما أمرته بالصلاة ابن سبع وضربته ابن عشر عذَّبَكَ وأصبح وسيلة عذاب لك إلى يوم الدين، اِتعب في البداية تسعد في النهاية، اِحكم البدايات تسلم لك النهايات، اِحكم البداية حتى تسلم لك النهاية.
فما هو السبيل؟
السبيل هل لك سلطة عليه؟ اِستخدم سلطاتك، الله زرع في قلبك الشفقة والمحبة للولد، إن ضربته قل له: يا ابني أنا أضربك وأنا أتألم، لكن الإنسان يضطر أن يشرب دواء مُر، أحيانًا الإنسان يشرب دواء والدواء مر.
فإنكار المنكر درجات كما قلت وإنكار المنكر يختلف من حالة إلى حالة ومن صورة إلى صورة.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٧-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٣٠- ١٢ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ما الطريقة الأفضل في النصح وإنكار المنكر مع أصحاب القلوب المغلقة بكثرة عنادهم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor