السؤال:
أخ يقول شيخنا ما حكم المني من رجل لامرأة، ولكن هذا المني ليس لزوج المرأة إنما هو لرجل آخر لأن زوج المرأة عقيم.
الجواب:
هذا والعياذ بالله زنا .
أخواني أنا مضطر للتكلم في مسألة مهمة ذكرها أهل العلم وطوّلوا فيها، وأكثر من طوّل فيها الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات، الكتاب المبارك الذي هو أعلى درجة من درجات العلم، يعني طالب العلم في تدرجه في الطلب في علم الأصول يختم هذا المسار بكتاب الموافقات الذي هو يحدد مقاصد الشريعة، الشاطبي استقرأ القرآن الكريم وأقام كتابه على استقرائه للقرآن الكريم. فما وجد الشاطبي آية في كتاب الله منعت الرجل أن يأتي أهله ثم أذنت له إلا ونبهته للولد، وهذا مذكور في أكثر من آية.
ما هو المقصد الأصلي من الزواج؟ حتى لا يفنى نوع الإنسان، هذا المقصد الأصلي من الزواج.
ولذا الله جل في علاه روجَّ الوطئ بالشهوة لماذا الشهوة ركبت فيك؟ حتى يأتي الولد، والنظرة العقلية المحضة للإنسان في موضوع الولد المتاعب، لكن هذه نظرة غير شرعية، حتى قال بعض الشعراء قال:
هذا ما جناه أبي عليَّ.. وما جنيت على أحد.
لكن الإنسان لماذا يندفع نحو النساء؟ الله عز وجل يقول: {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}
النساء[ 28 ]
وهذه في سياق الزواج، وهذه في سورة النساء. فالله روّج للإنسان بأن يأتيه الولد بموضوع الشهوة.
لذا الإنسان يندفع للوطء حتى يقضي نهمته وحتى يقضي شهوته. وإذا كانت في حلال فهي عبادة من العبادات، لكن والعياذ بالله إن كانت حراماً.. النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صدقة، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ فقالَ النبي المربي صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ.
صحيح مسلم (١٠٠٦)، صحيح الجامع للألباني (٢٥٨٨)
ما هو الحرام أن تصبح البشرية مشاع والله الذي لا إله إلا هو عنوان الدول المتقدمة والكبرى في العالم والدنيا مع أخلاقها -الأخلاق في الحضيض- والعلم التجريبي وصل للقمة، والأصل في الدول المتقدمة أن تكون أيضاً متقدمة في أخلاقها، فإعراض الدول الكبرى عن الإسلام خسارة للبشرية.
وما أدري لماذا لا يريدون الإسلام ويتبعون تعاليم الإسلام، والإسلام فيه من الأحكام والأسرار والسمو في الخلق ما الله تعالى به عليم.
فأن يؤخذ المني من رجل أجنبي -مني أجنبي- ويلقح في امرأة أجنبية هذا حرام، وهذا الولد ولد حرام ولا يُشرع.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٧-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٣٠- ١٢ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor