السؤال: أخ يسأل فيقول: هل يمكن أن يكون مرتكب الكبائر والمصر على الذنب محبًا لله ورسوله؟

السؤال:
أخ يسأل فيقول:
هل يمكن أن يكون مرتكب الكبائر والمصر على الذنب محبًا لله ورسوله؟

الجواب:
أمّا مرتكب الكبائر فنعَم، والإصرار على الذنب كبيرة على أرجح الأقوال، ذلك أنه ثبت في الصحيح أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما رأى رجُلًا قد زنا قال لعَنكَ الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل هكذا إنه يحب الله ورسوله.
وقال صلى الله عليه وسلم في المرأة التي رُجِمَت وجاءت ليُقام عليها الحد لقد تابت توبةً تَسَعُ أهل المدينة. فالتوبة تجُبُ ما قبلها.
والواجب أن ننظر للعصاةِ بعين الرحمة وهم يحبون الله.
سبب الفساد يا أخواني ووقوع الناس في المخالفات أمران كُلِيّان ويتفرع عنهما أشياء كثيرة:
الأمر الأول: فساد الإرادة.
فساد الإرادة تحتاج إلى تقوى.
الأمر الثاني: فساد التصوّر .
وفساد التّصور يحتاج إلى عِلم.
فساد التصوّر المخالفات التي تخُص البِدع.
وفساد الإرادة المخالفات التي فيها المحرمات .
فالإنسان الذي يحبه الله تعالى يكون ذا علمٍ نافع وعمل صالح.
فالعِلم النافع يضبط التصور والعمل الصالح يحتاج إلى إرادة صحيحة. ولذا من بديع ما ذكر بعضهم ممن كتب في التزكية قال: إذا رأيت رجلًا على معصيه لا تفتكَ عنه إلا وأنت تُحسن الظن به، فلا تدري فالأمور عند الله عز وجل.
وفي الحديث الذي صححه شيخنا الألباني رحمه الله رأى رجلٌ رجلاً عاصيًا فيمن قبلنا فقال إن الله لن يغفر له، فقال الله تعالى من ذا الذي يتألى علي، فأوحى إلى نبي ذاك الزمان أن قل له إني قد غفرت له وأحبطُت عملك، إني قد غفرت لهذا الرجل العاصي.
لذا ينبغي أن ننظر إلى العُصاة على أنهم ليسوا أعداءً لله سبحانه وإنما أُتوا عدم حُسن الإرادة في الطاعات. نسأل الله أن يرزقنا إرادةً صحيحةً سليمةً مع علمٍ نافع لنُحصِّل على ما يحبه الله تعالى من التقوى.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
١٣- ١ – ٢٠٢٣م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل فيقول: هل يمكن أن يكون مرتكب الكبائر والمصر على الذنب محبًا لله ورسوله؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor