السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

السؤال:
شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣].
شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-.
في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر.
شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-.
السؤال شيخنا -الله يحفظكم-:
هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟

الجواب:
أوَّلًا: نحتاج للتنبيه على أصل، وكذلك المداخلة في موضوع الصفات.
فعنترة الجاهلي الشاعر يقول لعبلة عشيقته:
إن كان ربي في السماء قضاها.
هذا يعتقد أن الله في السماء.
وهذا وارد في شعر الشعراء الجاهليين.
والأصل في توحيد الربوبية:
هو موضوع الرزق، وموضوع الخلق وما شابه، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.

أولًا أسأل سؤالين وهما مهمان جدًّا:
السؤال الأول:
-وهذه مسألة في الحقيقة تحتاج لدندنة كثيرة وتأصيل مهم جدًّا حولها:
أن سمات النص الشرعي غير التقسيم الاصطلاحي، هذه تقسيمات اصطلاحية، فسمات النص الشرعي الشمول، النص الشرعي شامل لكل أحد إلا ما ورد فيه الاستثناء، النص الشرعي غير التقسيمات، وغير التقعيدات، القواعد التي يذكرها أهل الأصول وأهل الفقه هي غالبة، أغلبية، وليست حرفية، ولا تشمل كل شيء.

لذا دائما في القواعد -وألف في هذا ابن نُجَيم-، هناك مستثنيات للقاعدة لا تدخل تحت هذه القواعد.

وكذلك التقسيمات:
تقسيمات التوحيد:
ربوبية، ألوهية، أسماء وصفات، هي غالبة وليست شاملة.
فهذه نقطة مهمة ينبغي أن يراعيها من يجيب على مثل هذا السؤال.

والدخول لهذا التقسيم بكليَّاته أي : كليَّات توحيد الربوبية: الإيمان بأن الله حق، والإيمان بأن الله جل في علاه هو الذي يرزق ..إلخ.

المسألة الثانية المهمة:
الصلة العميقة والقوية بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.
فالأصل في توحيد الألوهية لمّا يعلم العبد أنه عبدٌ لله تعالى بالاضطرار من خلال توحيد الربوبية بالجملة كما قلنا، فهو إن كان موفقًا فهو ينقل نفسه من كونه عبدًا لله بالاضطرارإلى كونه عبدًا لله بالاختيار.
فتوحيد الألوهية هو أن تختار أن الله ربك، وأنك عبد له، وهذا ينبغي أن يصنعه كل عاقل، وسبب ذلك أن الإنسان لما ينظر يجد أنه عبد لله بالاضطرار شاء أم أبى.
فهذا النقل هو توحيد الألوهية.

فالشاهد الغفلة عن مثل هذا الأمر تأتي من أمرين:
– الأمر الأول أن التقسيمات ليست كالنصوص، ليست شاملة لكل شيء، ويطرأ عليها بعض الأشياء، لأنها تقسيمات من البشر.

– الأمر الآخر: ينبغي أن يكون كل موحد لله في ربوبيَّته موحدًا لله في ألوهيته.

يعني الآن بتعبير سهل وحتى أوضح ما أريد:
واحد له جاكيت، هذا الجاكيت أهداه، فيقال له: لم أهديت جاكيتك؟
قال: أنا الذي أملكه، فلأني أملكه أفعل به ما أريد، فليس لك أن تعترض علي لماذا أهديتُه لفلان، أو لماذا أتلفته أو أو إلخ.

فلمّا تعلم أن الله الذي خلقك، وأن الله الذي رزقك، وأن الله الذي قدر عليك، فليس لك إلا أن تتضرع بالدعاء وأن تصل إلى ما ثبت عن عمر رضي الله تعالى عنه لما كان يناجي الله تعالى فيقول: اللهم إن كنت قد كتبتنا أشقياء فامح ذلك واجعلنا من السعداء.

والأثر : أخرجه الطبري في تفسيره (13/564) ، قال أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ: “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالشِّقْوَةَ فَامْحُنِي وَأَثْبِتْنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ “. وإسناده حسن كما قال ابن كثير في “مسند الفاروق” (2/549) .

فالأمر خالص لله جل في علاه.

مداخلة الأخ المتصل:
شيخنا هل لنا أن نقول: الإيمان بالربوبية هل هو من حيث المعنى اللغوي أم الشرعي لما يُطلقه العلماء؟

الشيخ مشهور بن حسن :
هو اصطلاح.
والاصطلاح على عدة أشياء: توحيد طلب، توحيد فِعل، فالاصطلاحات أمرُها واسع.

والله تعالى أعلم.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا أهل السُّنة يقولون أن المشركين الذين أُرسل لهم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يؤمنون بما يُسمَّى بتوحيد الرُّبوبية، ويستدلُّ العلماء بِنصوص من كتاب الله كقول الله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وكمثل قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦٣]. شيخنا -الله يحفظكم- هذا يدلِّل على أن المشكلة مع أولئك المشركين وأمثالهم، ليس في إثبات ذلك -أي الربوبية-، إنما هي في قضيَّة العبودية -إفراد الله عز وجل بالعبودية-. في ذات الوقت شيخنا نجد أن أولئك العرب المشركين كانوا لا يؤمنون أن الله قادر على البعث، وأن الآلهة لها إرادة تشارك الله في إرادته، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: ١٩] أي: في المسلمين والمشركين الذين كانوا في بدر. شيخنا -الله يحفظكم- فكيف يقال أنهم يؤمنون بالربوبيَّة، وهم لا يؤمنون بهذا -أي: أن الله قادر على إحياء الموتى-. السؤال شيخنا -الله يحفظكم-: هل مصطلح (يؤمنون بالربوبية) دقيق وإن كان ليس كذلك شيخنا، ما هي العبارة التي يمكن استعمالها والتعبير بها في الرد للدلالة على أهمية توحيد العبادة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor