الأخ يقول: ذكرتم شيخنا أن إسماعيل لم يذكر كلمة مزعة. وفاتكم أن الإمام أحمد أخرجه في المسند برقم أربعة آلاف وستمائة وثمانية وثلاثين. عن ابن علية عن معمر، وفي المطبوع، مطبوع مسند أحمد (مزعة). فيكون الذي لم يذكرها هو عمر الناقد شيخ الإمام مسلم.

السؤال : الأخ يقول: ذكرتم شيخنا أن إسماعيل لم يذكر كلمة مزعة. وفاتكم أن الإمام أحمد أخرجه في المسند برقم أربعة آلاف وستمائة وثمانية وثلاثين. عن ابن علية عن معمر، وفي المطبوع مطبوع مسند أحمد (مزعة) فيكون الذي لم يذكرها هو عمر الناقد شيخ الإمام مسلم.

الجواب : الأخ كتب ورقة فيها تعقب فجزاه الله خيرا. ويدل على تحضيره. ووقفت على رواية أحمد. ورواية أحمد رواية إسماعيل بن إبراهيم عن معمر، وفيه ذكر مِزعة. أو ذكر مُزعة.
فالأخ يقول: ذكرتم شيخنا أن إسماعيل لم يذكر كلمة مزعة. وفاتكم أن الإمام أحمد أخرجه.
لا والله إني أعلم أن الإمام أحمد أخرجه. وغفلت عنها عمداً. وأذكر لك سبب الغفلة بعد قليل.
قال وفاتكم أن الإمام أحمد أخرجه في المسند برقم أربعة آلاف وستمائة وثمانية وثلاثين. عن ابن علية عن معمر، وفي المطبوع، مطبوع مسند أحمد (مزعة). فيكون الذي لم يذكرها هو عمر الناقد، عمر الناقد يعني من؟. شيخ الإمام مسلم.
هذا تعقب إن سلمت المقدمات يمكن أن يقال أن الذي لم يذكرها عمر الناقد. لكننا في شك في صحة مزعة الموجودة في مطبوع الكتاب. والأمر يحتاج مني والإمام مسلم يقول: ولم يذكر مزعة. والمراد إسماعيل. دائماً اسم الفاعل بعد الفعل ولم يذكر اسم الراوي الذي روى عمن شارك في الإسناد قبله الرواية عنه. الإسناد السابق عبد الأعلى عن معمر، اسناد إسماعيل بن إبراهيم عن معمر. فلما يقول ولم يذكر اسم الراوي الذي شارك عبد الأعلى في الرواية عن معمر وهو إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن علية.
فإما الخطأ من الناسخ، والناسخ اليوم قسمين: إما ناسخ المخطوط الأصل، وإما الناسخ الذي كتبه ليطبع الكتاب. ثم يحتاج أن ننظر إلى أمر مهم وهذا مهم للغاية. وهذا للأسف لا ينتبه إليه الشيخ شعيب رحمه الله على فضله وعلمه. الشيخ الألباني رحمه الله من إنصافه كأن يُسأل: أسأل من بعدك؟. بعد أن تموت أسأل من في علم الحديث؟. فكان الشيخ يقول رحمه الله: سلوا الشيخ شعيب. له خبرة وكبير سن وعنده علم، ولاسيما في علم الآلة، الشيخ شعيب لما يقع شيخنا فيما يراه خطأ وقد يكون كذلك وقد لا يكون فمباشرة يقول: وقد أخطأ الألباني في كتابه كذا ويذكر خطأه. فقلت مرة للشيخ الألباني، قلت يا شيخنا أرى شيئاً عجباً. في كتبك تتعقب الشيخ شعيب وتقول: قال المعلق على “الإحسان” لإبن حبان أو المعلق على مسند الإمام أحمد. الشيخ شعيب لما يذكرك يقول: أخطأ الألباني في كتابه كذا. فالشيخ فاجأني بسؤال. فقال لي: ما أدراك أن الشيخ شعيب هو الذي كتب هذا الكلام على مسند أحمد أو على صحيح ابن حبان؟. ثم قال مبرهناً على دقة ما يقول. قال: أجد الحديث الواحد المذكور في صحيح ابن حبان عدة مرات، وأجد عدة أحكام على الحديث في الكتاب الواحد في الكتاب نفسه. مرة يقول مضطرب مرة يقول ضعيف مرة يقول صحيح مرة يقول حسن. قال وهذا دليل أني ما أعرف الشيخ شعيب أي قول له؟ القول هذا ليس له. هذه الأقوال ليست له، فكان معه معاونون، فأنا ما أقول لشعيب.
الشيخ شعيب عنده منهج لا يقارن بين النسخ فمكنته في اللغة قوية،  ويثبت الصحيح دون النسخ، وأنا متيقن لو رجعنا إلى نسخ مسند الإمام أحمد لوجدناها محذوفة في غير نسخة، بل لوجدناها محذوفة في النسخ المعتمدة.
وأنا أطلب من الأخ السائل ومن الإخوة جميعاً ممن لهم رعاية وعناية بالمخطوط راجعوا هذا الحديث برقم أربعة آلاف وستمائة وثمانية وثلاثين في مسند الإمام أحمد ،راجعوا النسخة الخطية ، وراجعوا نسخة أحمد معبد عبدالكريم. نسخة أحمد معبد عبدالكريم محفوظة موجودة قابلها على أكثر من أربعين نسخة خطية، قابل مسند أحمد على أكثر من أربعين نسخة خطية. وأغلب نسخ مسند أحمد قطع، ليس الكتاب كاملا.
فسأذكر لكم في المرة القادمة من خلال طبعة الشيخ أحمد معبد عبدالكريم وفحصها هل (مزعة) موجودة أو غير موجودة، فيمكن الناسخ كتبها،
و أنا أقول ليس الخطأ من عمرو وليس الخطأ من إسماعيل والخطأ من النسخة المطبوعة. ولو الشيخ شعيب نسأل الله له الرحمة وأن يجمعنا وإياكم وإياه في جنات النعيم لو ذكر أن هذه المزعة موجودة في نسخة كذا دون كذا ذكرها يعني نسخة ألف نسخة باء نسخة جيم سقط أو لم توجد في نسخة كذا حينئذ حمنا حول الصواب.
وبمراجعة النسخة الخطية نجزم ما هو الصواب. فلما أعتمد على الملكة اللغوية، على مكنتي اللغوية ولا أذكر الفروق بين النسخ لأنها غير مؤثرة فهذا ليس بصحيح. هذا ليس بصحيح. وتكلم معي مجموعة من إخواننا من طلبة العلم النبهاء من الأردن وخارج الأردن، لماذا تثبتون كل فرق من الفروق؟. أقول هكذا النسخ وأنا أقول اعتمدت على هذه النسخ. فلا بد للقارئ أن يعرف ما هو في هذه النسخ.
نشرت كتاب الطبقات للإمام مسلم، نشرته ثلاث مرات. وفي النشرة الأولى والثانية اعتمدت على نسخة المتحف البريطاني، وهي نسخة آية من آيات الله في الضبط. بخط الحافظ ابو البدر عبد الرحيم بن حمد بن عبد الرحيم ابن المِهتَرّ، النهاوندي،الشافعي،الفقيه، من أهل نهاوند . وابن المِهتَرّ نسخها من عدة نسخ ومنها نسخة الإمام مسلم. -كتاب الطبقات-. ثم يسر الله لي أربع نسخ غير النسخة هذه. طبعتها للمرة الثالثة وقابلت النسخ. فأكتب في الهامش كلاماً غير مقروء غير مفهوم في الهامش. يعني في نسخة كذا اسم محرف واضح أنه محرف. ثم بعد فترة طبع كتاب التحفة اللطيفة للإمام السخاوي في أسماء علماء أهل المدينة فوجدت السخاوي ينقل الأسماء المحرفة معتمداً على بعض النسخ التي اعتمدتها ويقول كذا. أنا الآن ما أستطيع أعرف إنه هذا محرف. لكن من قارن الأسماء المحرفة في التحفة اللطيفة مع نسخة التي نشرتها مع الهوامش التي فيها يعلم الصواب أن هذه محرفة، نسخة محرفة، والمحرف لا تستطيع أن تعرف ما هو صوابه إلا بنص. فإثبات الفروق ولو كانت فيما يبدو للوهلة الأولى أنها غير مفيدة فهي مفيدة. ومن أمانة المحقق أن  يذكر الفروق. فهذه معلقة حتى نرجع إلى النسخ الأخرى.✍️✍️

⬅ شرح صحيح مسلم
2024/11/28

↩ رابط الفتوى:

فالأخ يقول: ذكرتم شيخنا أن إسماعيل لم يذكر كلمة مزعة. وفاتكم أن الإمام أحمد أخرجه.

⬅ خدمة الدرر الحسان.