الجواب : الأفضل الجمع ؛ ” إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تجتنب معاصيه ” في بعض الروايات.
و الجمع رخصة ، والقصر عزيمة ، لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك القصر ، ولم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه جمع مرات معدودات ، وقد ألف في هذه المرات -الأحاديث التي وردت في الجمع – الإمام الشاب (محمد بن عبد الهادي ) تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ، له جزء اسمه ( جزء الأحاديث في الجمع بين الصلاتين ).
وللإمام ( أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي ) كتاب لم نظفر به لهذه الساعة اسمه ( الدليل القويم على صحة جمع التقديم ) .
بعض الإخوة يطالب في كل جمع كيف كان الجمع ، طيب ونحن نطالب في كل قصر كيف كان القصر ، الجمع أصبح عرفا للشرع ، وهو نقل الصلاة عن وقتها إلى الصلاة التي قبلها أو التي بعدها ، جمع تقديم ، جمع تأخير ، والجمع جمع وقت .
إذا أردت أن تتعنت وتسأل عن كل الجمع كيف كان؟! ، أنا أريد أن أتعنت أسألك عن كل قصر كيف كان؟! يقول مثلا هذه الأربعة اثنتين ، والفجر صارت واحدة أم لم تصبح واحدة ؟!! النبي صلى الله عليه وسلم أشهر الجمع وأشهر القصر أمام الملأ كلهم ، مئة ألف ، وصار القصر والجمع أمرين معروفين ، ما يحتاج كل حاجة نقول ما الدليل على هذا ؟ ، وما الدليل على هذا ؟ وقرن الظهر والعصر في رواية عبد الله بن عباس .
ولذا أعجبني ( ابن رشد ) في بداية المجتهد يقول : ( وقد صوب الشافعي مالكا إذ استدل مالك بجزء من الحديث ،وهو السبع ، وتؤول الجزء الآخر، وهو ثمان) ، فكان استدلال الشافعي على صحة الجمع بين الظهر والعصر ، هذا هو الصحيح، ثم الشريعة معقولة المعنى .
لذا العلماء يحرمون للحاج أن يصوم في عرفة ، حتى لا ينشغل بإعداد الطعام ، وأن تتوق نفسه للطعام، لذا لا يصوم حتى يبقى منشغلا بالدعاء، فهي معقولة المعنى ، و الذي يقرأ الأحاديث يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع للحاجة ، وربط الجمع بنصوص القرآن بالأوقات الثلاثة ، وهنالك كلام بديع لشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم ، أنصح كل من تشكك في صحة الجمع بعامة وجمع الظهر و العصر بخاصة، أن يقرؤوه.
الإمام الشافعي يقول عبارة ذكرها الإمام الشاطبي بالموافقات ، يقول : ( ما من حديث إلا وله صلة بآية ، ولا يعرف ذلك إلا الراسخون بالعلم ) .
◀ محاضرة بعنوان فقه السلف في الجمع بين الصلاتين .
⏰ الثلاثاء 2016 – 11 – 29
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?