الجواب : الجمع يكون عندَ العُسرِ والمشقّة ، على مذهب بعض المحققين من المالكيّةِ كأشهب ، ومن الشافعيّةِ كالخطّابِ ، وهو مذهب أحمد .
فإذا هذه المشقّة دُفِعت بأن تتوضأ لكل صلاة ، وتكون من أصحاب السلس ، والوضوء لا يـتعِبها ، فالواجبُ حينئذ أن تُصلّيَ كُلّ صلاةٍ بوقتها ، وأن تقتصرَ على رُخصةِ صاحب السلس .
احفظ عني ، كل سبب يجعلكَ تترك الصلاة ولا يمكن أن تصلّيها في وقتها فلَكَ أن تجمعها مع الصلاة التي بعدها ، يعني أنت أمام خيارين : إما أن تترك الصلاة ، وإما أن تجمع ! ماذا تعمل ؟ اجمع.
ولذا الفطن من طلبة العلم يعلَم السرّ في أنّ النبيّ جمع من غير كذا ولا كذا ولا كذا ، من غير خوف ولا سفر ولا مطر ، الحديث ما فيه أن النبيّ جمع لمطر ، النبيّ جمع بسفر ، النبيّ جمع بخوف ، النبيّ جمع من غير كذا ولا كذا ولا كذا ، فهذه أعذار نموذجية ، فغيرها من الأعذارِ يلحقُ بها ، فكل عذرٍ يجعلُ المُكلف بين أمرين إمّا أن يترك وإمّا أن تفوته الصلاة عن وقتها وإمّا أن يجمع بين الصلاتين ، يجمع بين الصلاتين ، ولذا الأوزاعي – كما في مصنّف ابن أبي شيبة – جاءه أعرابي فقال: يا إمام أنا لا أستطيع أن أبقى للعشاء ، إما أن أجمع وإما أن أنام ، قال: اجمع ونم ، يعني لو واحد جاءك وقال لك مستحيل أن أبقى للعشاء لسبب أو لآخر ، يعني واحد يعمل عمليّة مثلًا ، سيعمل العمليّة ويستيقظ ثاني يوم ، هو سيعملها قبل العشاء ، ماذا تقول له ؟ تقول: اجمع واعمل العمليّة ، وهكذا .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان