http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-3.mp3الجواب :- حديث العنوهُن فإنهُنَّ ملعونات زيادة على ما في صحيح مسلم ، صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرهُما ، وذكر الثانيةَ فقال : نساءٌ مائلات مُميلات على رُوؤسِهِنَّ كأسنِمة البُخْت لا يدخُلنَ الجَنَّةَ ولا يجدنَ ريحها ، زاد ابن حبان على رواية “مسلم” ، فقال : فالعنوهُن فإنهُنَّ ملعونات .
سبحان الله ، يوجد علاقه بين الأشياء المادية وبين القضايا النفسية ، يعني المرأة ممنوعة شرعاً أن تكون على رأسِها كأسنمةِ البُخْت ، ووردَ على لسان بعض “السلف” وهذا (معروف) في الأخبار والآثار أنَّ هذه مِشطة الزانيات ، يعني هذا الصنيع صنيع الزانيات ، فإذا المرأة اعتادت رفع شعرها فوق رأسِها يعني سَهُل أن تصبح زانية كيف ما ندري ، هناك علاقة هذهِ العلاقة تَخُص العلوم التي تمس الإنسان ، وللأسف التخصصات العلمية سيئة وقبيحة ، يا ليتها تُوظَّف لخدمة الشريعة ، فهذهِ المِشطة سيئة ” النبي صلى الله عليه وسلم يقول : على روؤسِهنَّ كأسنِمة البُخْت” فكان عند العرب تُعرف من تمتشِط هذهِ المِشطة هذهِ علامه على الزني ، الزانيةُ تُعرف بهذا ، وتُعرف أيضاً ” كما تقول عائشة في ” صحيح البخاري ” قالت : النساء اللواتي يزنِين يُشعلنَ نيراناً ، يُحدثني بعض إخواننا في إيطاليا يقول : مازالت بيوتُ (المومسات) في إيطاليا تُشَعَّل النارُ من جانِبها ، سبحان الله شيء عجيب ! شيء عجيب ! .
دائماً المجتمعين في عمل يجتمعون في مزاج وطبع وهذا أيضاً عنيد في النفس البشرية ، يعني هذهِ الموافقات ليست صدفةً وإنما لها تحليل ولها عِلل ولها حِكَم .
“فالعنوهُن فإنهُنَّ ملعونات” ، هذهِ امرأه متى ضَعُفَ الإنسانُ ما أسهلَ أن يزني ، فالشرعُ أمر من يراهُنَ أن يلعنهُنَّ حتى يُحصِّنَ نفسهُ من شرهِنَّ ، أنت تستشعر تقول هذهِ ملعونه ، لماذا تقولَ ملعونة ؟ حتى تُحصِّنَ نفسك من شَرِها ، لأنَّ الأمر سهل ، الزنا سهل ، المرأةُ التي تُظهر مفاتنها ماذا تُريد ؟ إما غافلة ، وإما مُتعمدة .
أحد إخواننا في المسجد هُنا يقول : كنت في (السيفوي) ، قال : فكانت أمامي امرأة شابة متبرجة فأعطيتها ظهري أو جنبي حتى تفرُغ ومن ثم أحاسب ، قال : فوضعت يدها على كتفي ، وقالت لي : تمتع بالنظر إلى خلق الله ، هي تقول له أنظر ، أعوذ بالله من الشياطين ، نسأل الله الرحمة ، أعوذ بالله من الشياطين حال المُسلمات وصل إلى هذا الحد !!
إلى الله المُشتكى ، فالنبيُ صلى اللهُ عليه وسلم أمر الرجال إذا رأى الرجلُ امرأةً متبرجةً أن يستشعرَ بلسانهِ أنَّ هذهِ امرأة ملعونة ، يحتاج أن يلجأ إلى الله عز وجل ويتعَوَذ باللهِ منها وأن يلعنها .
هل اللعن للتعيين تقول لعنكِ الله و “ما معنى اللعن ” ؟
اللَّعن إما بمعنى الدعاء عليها ، فإذا كان مُرادُ اللاعن الدعاء عليها فهذا يجوز على التعيين ، وإما أن يكون مُرادُ اللاعنِ أن يطرُدها من رحمةِ الله وأن يُقرر أنها من أهلِ النار ، ومن أهلِ الهلاك فهذا ممنوعٌ ، وعلى هذا المعنى يحرمُ اللَّعنُ على التعيين ، إنما يقول لعنَ اللهُ المتبرجات ، لعنَ اللهُُ الكاسيات العاريات ، فالذي يجوِّز أن تلعنَ على التعيينِ أو على عدم التعيين المعنى الذي من أجلهِ تقول ، فإن قلت بمعنى أنك تدعُ عليها فلكَ أن تخُصها ، وإن ترتب على إسماعِها هذا اللعن مفسدة ، فهذا ينبغي أن يكون في السِّر وفي النفسِ وما ينبغي أن تُسمعها ، وأمَّا إذا كانت لا يترتب على هذا كأن تكون لك ولايةً عليها فينبغي إرشادُها وتعليمُها ، فإن أبت وقد قامت عليها الحُجَّة فحينئذ تُلعن في وجهِها .
وهذا التفصيل أراهُ صواباً ، والتفصيلُ هذا يدلُ عليه “حديث المُسيء لجاره : شكى رجلٌ رجُلاً للنبي صلى اللهُ عليهِ وسلم بأنَّ جاره يُسيِء إليه ، فقال له النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم : أَخِرج متاعكَ للطريق”.
سمعاً وطاعه ، يبدو لي ولك أنَّ العلاج ليس من جنس العمل ، ما علاقة أن تُخرج متاعك بشكوى الجار ، لكن كانوا يمتثلون ، فهو شكى سوءَ جارهِ إليه ، وسوء معاملتهِ إليه ، فقال لهُ النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم : أَخرُج متاعكَ إلى قارعة الطريق ، فأخرجَ متاعهُ للطريق ، فكان الناسُ يمرون به ماذا تفعل يا فلان ؟ قال : شكوت جاري للنبي صلى اللهُ عليهِ وسلم فأرشدني إلى أن أُخرج متاعي إلى قارعةِ الطريق.
في الحديث قال : فكانوا يعني الصحابة يلعنونهُ ، ما معنى يلعنونهُ ؟ يدعونَ عليه ، فلما رأى الناس هكذا ، اعتذر من جارِه الذي يسيءُ إليه ، فكان علاج نبوي ، كان هذا الصنيع علاج نبوي ، ولذا العاقِل ينظر إلى عواقِب الأمور .
فهذا اللعن اذا كان بمعنى الدعاء لا بمعنى التقرير أنها مطرودة من رحمةِ اللهِ تعالى فمشروعٌ على التعيين ، والله تعالـــــى أعــــلـــم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
15_7 _ 2016
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍