🗒️ كلمة الشيخ مشهور بن حسن بعنوان: أصناف الناس بالنسبة للأمانة.

🗒️ كلمة الشيخ مشهور بن حسن بعنوان: أصناف الناس بالنسبة للأمانة.

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. أما بعد؛

فمرحباً بإخواننا الأضياف وجزاهم الله خيراً على هذه الفرصة للتعرف بهم واللقاء معهم، وأرجو الله تعالى أن نكون إخواناً وأن نُحشَر على سرر متقابلين في جنات النعيم.

الأمانة عظيمة، وللعلم فوائد عظيمة، ومن أهم فوائد العلم أن تؤدي الأمانة التي أوجبها الله تعالى.
فالأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم عَلِمُوا من الكتاب والسُنَّة، فَعِلمُ الكتاب والسُنَّة تثبيت للفطرة التي فطر الله الناس عليها.

الأمانة كما قال الله عز وجلّ: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) سورة الأحزاب (72).

بعث الله تعالى نبيه صلّى الله عليه وسلّم مُزَكِيّاً معلماً.
مزكياً: لِيَرفَعَ الناسُ الظلمَ عن أنفسهم، ومعلماً: ليرفعوا الجهل عن أنفسهم، وكان الناس بالنسبة للأمانة التي حُمِّلُوها أصنافاً ثلاثة لا رابع لها، فقال الله تعالى بعد هذه الآية: (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا):
• فبعض الناس حمل الأمانة في الظاهر دون الباطن وهم المنافقون.
• وبعضهم ردّ الأمانة في الظاهر والباطن وهم المشركون.
• ومنهم من حَمَلَها في الظاهر والباطن على تقصير (وأشفقن منها)، وحملها الإنسان.

ولذا قال الله تعالى: (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات)، فالناس في دائرة المِلَّة إمّا على إيمان وإمّا على نفاق (نفاق خالص)، وإمّا على شرك والعياذ بالله تعالى، وفي قوله تعالى: (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات) إشارةٌ إلى أنّ المقصرين والفاسقين في دائرة الإيمان.

فالعلم مِن ثمراته وبركاته أنه يعين صاحبه على حَملِ ما استطاع من هذه الأمانة، فالأمانة يتفاوت الناس في حَملِها على حَسَب قُدُراتِهم، ومن أهم القدرات:
• العِلْم، فالناس في العلم أصناف وأعلى أصناف العلم اليقين، قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)، فطالبُ العلم الشرعي من الكتاب والسُنَّة العامل فيه ينال اليقين، والعلم دون العمل لا يمكن للإنسان أن يتحصل على درجة اليقين، ويجب على الأمّة وجوباً كِفائياً أن يكون فيها مَن بَلَغَ الغاية مِن التزكية وهو الصَبرُ بأصنافه وأنواعه والعلم وهو اليقين.
• ويجب على كل فردٍ مسلمٍ فرضاً عينياً أن يكون عنده نصيبٌ من ذلك، كما ثَبَتَ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم لما قال: (خَصلَتَان لا تجتمعان في منافق، حُسنُ سَمتٍ وفقهٌ في الدين)، فحُسن السّمت مأخوذ من (يزكيهم)، وفقه في الدين مأخوذ من قوله تعالى: (ويُعَلِّمُهُم).

ولذا كان دَيْدَنُ شيخنا الألباني رحمهُ الله في حِله وتِرحاله، في محاضراته ودعوته التصفية التي هي وسيلة من وسائل العِلم، والتربية التي هي وسيلة من وسائل التزكية، والخير كُلُّهُ مَجمُوعٌ في العِلم النَّافِع والعَمَل الصَّالِح، فعلم دون عمل ليس بمحمود، وعمل دون علم ليس بمحمود، العلم والعمل وجهتان لعملة واحدة، والخير كله إنّما هو نابع من علم شرعي صحيح، وعملٍ بِصِحَّةِ تِصِوُّر وقوة إرادة، وعدم فسادها فَتَوَجُّهُه (تَوَجُّهٌ العبد) يكون سليماً صحيحاً لله سبحانه وتعالى في طريق الآخرة.

فهذا الدَّيْدَن الذي يُغَلِّق كل باب شر، الشر كله يكون في الشهوة المُحرّمة وفي الشبهة، فالشبهة تُدرَؤُ بالعلم والشهوة تُدرؤُ بالتزكية؛ فالخير كله مداره على هذين الأمرين التزكية والعلم والشر كله يُدفَعُ بتحقيق هذين الأمرين.

فهذه كلمة أحببت أن أجعلها بين يدي كلمتي أُذكِّر بها نفسي وأذكر بها إخواني حتى نكون ذا همة ونهمة وإقبال على العلم النافع والعمل الصالح.
أسأل الله جل في علاه أن يرزقنا ذلك وأن يوفقنا لهذين الأمرين.

⬅ لقاء الرابية

⬅ الرابط في الموقع الرسمي:

🗒️ كلمة الشيخ مشهور بن حسن بعنوان: أصناف الناس بالنسبة للأمانة.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب ‎+962-77-675-7052 :
• تلغرام t.me/meshhoor :