السؤال الثاني عشر : أخرج من البيت كثيراً لأنني أذهب إلى الدروس في المسجد أو المحاضرات في الجامعة وأمي تشتكي من ذلك وتقول ألا وقت نجالسك فيه؟

السؤال الثاني عشر : أخرج من البيت كثيراً لأنني أذهب إلى الدروس في المسجد أو المحاضرات في الجامعة وأمي تشتكي من ذلك وتقول ألا وقت نجالسك فيه؟

الجواب : هذا الذي أشرتُ إليه: أنَّ أشد واجب في الشرع أن تعطي كل ذي حق حقه.

الصحابة رضي الله تعالى عنهم خصوصاً نساء النبي صلى الله عليه وسلم لما كانوا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ))سنن أبي داوود 2434.

فكان يعطي هذا ويعطي هذا ويعطي هذا.

النبي صلى الله عليه وسلم لما زار أم سليم (عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدخل علينا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نغر يلعب به، فمات فدخل عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير ما فعل النغير) البخاري 4971، مسلم 2150.

لاطف الصغير ولاطف المرأة فنام في فراشها فلاطف جميع من في البيت .
وروى مسلم (2331) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ قَالَ فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا قَالَ أَصَبْتِ .

فأن تراعي والدتك وأن تجالسها أمر حسن وأمر طيب خصوصاً  في الليالي الطويلة، يعني هذا الليل الطويل القادم يمكن أن توفق الدرس بين المغرب والعشاء وبعد العشاء مباشرة تخرج إلى والدتك والذهاب إلى الوالدة وأن تبرها أحسن من الجلوس في المسجد والسلام على الناس والكلام مع الأصحاب والمؤانسة بعد الدرس ، أُحضر الدرس وارجع أو خصها ببعض المجالس ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.

والله تعالى أعلم .

⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:

٢٥ – مُحَــرَّم – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٥ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.

↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:

السؤال الثاني عشر : أخرج من البيت كثيراً لأنني أذهب إلى الدروس في المسجد أو المحاضرات في الجامعة وأمي تشتكي من ذلك وتقول ألا وقت نجالسك فيه؟


⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):

http://t.me/meshhoor

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):

+962-77-675-7052

السؤال التاسع: ما حكم أن تطلب المرأة العلم الشرعي وزوجها غير موافق والسبب أنها يمكن أن تقصر في حقه وفي حق بيتها وأولادها؟

السؤال التاسع: ما حكم أن تطلب المرأة العلم الشرعي وزوجها غير موافق والسبب أنها يمكن أن تقصر في حقه وفي حق بيتها وأولادها؟

الجواب: هذا الزوج تفكيره ليس تفكيراً صحيحاً.

يقول لها -يا بنت الحلال- إذا أردت أن تطلبي العلم اطلبيه دون أن تقصري في حق الزوج.

وما أدراه لو أنها طلبت العلم لحسنت خدمتها له وحسنت خدمتها لبيتها وحسنت خدمتها لأولادها.

أولاً: هذه المرأة أمام نوعين من الطلب.

نوع فرض عين عليها قَبِل زوجها أو لم يقبل كأنه ما له وجود، أن تعرف أحكام الحيض وأحكام الاستحاضة وأحكام اللباس والأحكام التي تلزمها في يومها وليلتها وكلٌ أدرى بأحكامه التي تلزمه في يومه وليلته، فهذا أمرٌ ليس واجباً أن يستأذن الولد والده فيها، كيف يتعلم الطهارة وكيف يتعلم الصلاة هذا أمرٌ فوق إذن الوالد وفوق إذن الزوج.

أما المسائل العلمية الزائدة فهذه تحتاج لإذن الوالد وتحتاج لإذن الزوج.

والعلم ما كان إلا رحمة، يارب علمنا واجعلنا رحمةً لأمتنا، نحتاج أن نتعلم ونحتاج أن نرحم الأمة وأن نحسن إليها وأن نشفق عليها.

فهذا الرجل يقول تعلمي- يا بنت الحلال- العلم ولا تقصري في حقي ولا تقصري في حق الأولاد، وإلا فما هو حق الأولاد وهي لا تعرف شيئاً ولا تعلم شيئاً.

فالخير له في دينه ودنياه أن تتعلم أحكام الله عز وجل.

والله تعالى أعلم.

⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:

١١ – مُحَــرَّم – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٢١ – ٩ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.

↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:

السؤال التاسع: ما حكم أن تطلب المرأة العلم الشرعي وزوجها غير موافق والسبب أنها يمكن أن تقصر في حقه وفي حق بيتها وأولادها؟


⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):

http://t.me/meshhoor

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):

+962-77-675-7052

السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟

السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟

الجواب:
هذا الأخ كلّما نزل حدث جديد خاض وشرّق وغرّب، ثم كشفت الأحوال أنه أخطأ مرة ومرتين، وعشرة، وعشرين؛ وأربعين، وسبعين، ومئة، ومئتين، ثم ماذا؟

لا إله إلا الله.

هل تجدون إعلامًا إسلاميًّا؟

الجواب: لا.

الإعلام الإسلامي اليوم يأتي بالخبر ويزوق فيه، ويقرّب ويبعّد فيه، والحدث أصلاً يصنعه الكفار، ويفعلون بالمسلمين ماشاؤوا،
فماذا يصنع الإعلام الإسلامي أمامهم؟

فالإعلام الإسلامي قليل، وحجمه قليل بالنسبة للأحداث الكبيرة.

فالشاهد بارك الله فيكم، الأصل أن نُجلّ المنبر، أو من يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم.

تكلم خارج المسجد وافعل ما رأيت، وأنت تكلّم بشخصك،
ولا أنصحك أن تتكلم، لأن الأحداث كلها لا توافق قولك،
فإن أصبت فالإصابة قليلة، والغالب هو الخطأ، وإلى الله المشتكى ولاحول ولاقوة إلا بالله.

الذين يلوذون بك، ويتعلمون منك، ماذا يريدون من حضورهم بين يديك؟

أن تعلمهم دين الله -جل في علاه-، اليوم هناك غلو في السياسة، وإلى الله المشتكى، ولا حول ولاقوة إلا بالله.

اليوم أصحاب الأحزاب وما شابه ذهبوا؛ لأنهم خاضوا في السياسة إلى الركب، وما وجدت من يجلس ويدرِّس الناس ويعلِّم الناس أحكام الله عزوجل، وإلى الله المشتكى، ولاحول ولاقوة إلا بالله.

فنصيحتي لمثل هذا الإنسان أن ينصت، وما يعيد أحداث ذاك الصنف من الناس، كان على المنبر يقول لهم: صدام منصور من أربعين وجه، وبعضهم أرسل لحيته، ولما هزم صدام حلق لحيته، وضعها في ظرف، وقال له: يا شيخ توكل على الله
-عزّ وجل-، تبنا إلى الله -جل في علاه- من كلامك.

وسنن ربنا -جل في علاه- ليس بمنصور لا صدام ولا غير صدام.

الناس بعيدون عن النصر، مع أن الله -عزوجل- يقول: ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ نصر الله على هذا المكان قريب، وهذا المكان قريب.
لكن أنا أمشي وأتجه إتجاهًا آخر.

فبحاجة أن نُمسِّك الناس بالسُّنَّة والكتاب، وأن نذكِّر الناس بالله-جل في علاه-، وأن نعلّم أن الناس يحبون الله -جل في علاه- ورسوله، لكن يحتاجون إلى الهُوَينا والرفق والأسلوب الطيب والحسن، ثم لا نبالي إن مشينا في الطريق ولو كنا نمشي كالسلحفاة.
لا نبالي متى نصل، فالنصر من الله -جل في علاه-، الله يعطيه لبعض خلقه، والنصر ليس هو مطلوبًا منَّا، المطلوب أن ننصر ربنا، وأن نبقى مشددين، هل نصرْنا ربنا أم لا؟
فإذا بقينا نمشي على الطريق الذي فيه نصر الله عز وجل، ونبقى نفحص أننا نصرنا الله عزوجل، فالله ينصرنا إن نصرناه.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:٧].

والله أعلم .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

١١ محرم – ١٤٤٠ – هجري.
٢١ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:

+962-77-675-7052

السؤال الثامن عشر :ما قولكم في بعض الأخوة جعلوا همهم جمع الإجازات وتكثير المشايخ ؟

السؤال الثامن عشر :ما قولكم في بعض الأخوة جعلوا همهم جمع الإجازات وتكثير المشايخ ؟

الجواب :ليس هذا علما ؛فأن أذهب إلى شيخ ويعطينا كلاماً_إجازة_وهذه الاجازة نصية سندية وليس فيها علما .
العلم بالإجازة أن تقرأ عليه القرآن أو أن تقرأ عليه البخاري أو تقرأ عليه مسلم وتبحث في الكتاب بحثا دقيقا ،وكان قديما العلماء يبحثون هذه المسائل بدراسة نصية، يعني الاجازة تكون إجازة سند وإجازة بحث، أما أن أقول لك أنت مجاز -مثل ما يفعل الكثير من الناس – عندي بسند تتصل به بإجازة عامة بكل كتب الحديث،لكن ماذا قرأت ؟!!!
لا شيء .
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي التقى بالشيخ محمد عبد الحي الكتاني والتقوا في المسجد النبوي .
محمد بن عبد الحي الكتاني من أصحاب الإجازات الواسعة فلما التقى بالشيخ محمد البشير الابراهيمي فقال له: أجزتك بما عندي بشرطه وما يجوز لي روايته، فقال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي :لا أريد إجازتك فأنا ما استفدت منك وما علمتني .
يقول محمد البشير الإبراهيمي: فعقد مجلسا بعد المغرب في المسجد النبوي في الشمائل المحمدية فجلست عنده فأملى وأحسن جزاه الله خيرا قال :فلمّا فرغ من الدرس ذهبت إليه وقلت له أجزني بما سمعت !

وكان شيخنا الألباني _رحمه الله تعالى_والشيخ تقي الدين الهلالي والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين يُزهدون في هذه الاجازات ويحوشون الطلبة عنها يبعدونهم عنها .
فهذه تبقّر وتكثّر دون فائدة .
إذا أردت ان تستجيز الشيخ اقرأ عليه صحيح البخاري أومسلم ولما ينتهي من الكتاب قل له أجزني ،أما أنا الآن وأنا جالس أقول لكم أجزتكم بمروياتي وعندي إجازة من عشرين شيخا او اربعين شيخا أو من شيخ وبعض الناس عنده إجازة أكثر من ألف شيخ ،هذا ليس علما ،فهذه الإجازات الأصل فيها أن يصحبها قراءة تحرير وإتقان وأن لا تبقى فقط عبارة عن إسناد، فالأصل إسناد زائد ضبط والقراءة على الشيخ .

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٥ محرم – ١٤٤٠ – هجري.
١٤ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى

السؤال الثامن عشر :ما قولكم في بعض الأخوة جعلوا همهم جمع الإجازات وتكثير المشايخ ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:
+962-77-675-7052

السؤال الثاني عشر: هلّا بيّنتم لنا بعض ما يُعيننا على طلب العلم؟

السؤال الثاني عشر: هلّا بيّنتم لنا بعض ما يُعيننا على طلب العلم؟

الجواب: الذي يُعينك على طلب العلم أنك كلّما تعلّمت اعمل، فمن عمل بما علم أورثه الله -تعالى- علم ما لم يعلم، (ليس هذا بحديث)، بل هي حكمة حسنة.

فإن علم الله منك صدقًا، وأنّ الشيء الذي تتعلّمه تعمل به، وتمتثل أمر الله -عزَّ وجلَّ- فالله يكرمك بالمزيد، ويكون العلم رحمة بك، وبمن يلوذ بك، وممن يعرفك.

ثمّ أن تترك المعاصي،
(شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأنّ العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي)

ثمّ أن تدمن على العلم، فالعلم كما قالوا قديمًا: العلم عزيز، لا يوجد شيء مدلّل مثل العلم، قالوا: إن أعطيت العلم كلّك أعطاك بعضه، وإن أعطيته بعضك لم يعطِك شيئًا.

العلم لا يقبل المزاحمة، كالمرأة الحسناء لا تقبل الضرّة.

يعني: تريد علمًا، وتبقرًا في الشهوات المحلّلات، وذهابًا ومجيئًا، وشمّات هواء، ورائح وجاءٍ، لن تحصّل العلم، العلم إذا ما حبست نفسك، وماكنت بخيلًا بوقتك، وما كنت بخيلًا بكتبك، ما تفلح طول عمرك، طالب العلم بخيل بوقته، إذا رأيت طالب العلم بخيلًا بوقته احمَدِ الله، وقل: الله يكثر أمثاله.

وطالب العلم بخيل بكتبه.

فطالب العلم كما قالوا قديمًا: ينبغي أن يُعرَف بسرعة أكله،
وبسرعه مشيه، وبسرعة قراءته،
فطالب العلم رأس ماله الوقت.

كيف يَبزّ طالب العلم غيره وهو مضيع لوقته؟!

أنا في حياتي رأيت المحافظين على الأوقات يعدّون باليد الواحدة، أنا فيما رأيت في حياتي الذين يحرصون على أوقاتهم -فيما علمت- لم أرهم أكثر من اليد الواحدة، وأغلب من تعلم همل، يعني: ما هو فارق معه الوقت، ما عنده خبر، بل أسوأ أنواع الناس المحسوبين على طلبة العلم وصل لدرجة ليس فقط يضيّع وقته، بل وصل لدرجة أن يضيّع وقت غيره، ولا سيّما إن كان غيره طالب علم.

طالب العلم في كلّ وقت يجب أن يستفيد، وما يُروى عن عائشة -وهو ضعيف-: (لا بارك الله لي في يوم لم ازدَد فيه علمًا).

ينبغي لطالب العلم أن يزداد كلّ يوم من العلم، ولا سيّما أنّ الآن وسائل الطلب سهلة، ولكن العلّة في الهمّة، الناس ما عندهم همّة ونهمة لطلب العلم.

ثمّ طالب العلم ينبغي أن تكون له بيئة في طلب العلم، تريد أن تكون طالب علم؟ اجعل زوجتك طالبة علم، وأولادك طلبة علم، لمّا تجلسون تَباحَثُوا في العلم، وعلم زوجتك، وعلم أولادك أنّه أنت طالب علم، إن سألت عن مسألة، إن أردت أن تفعل شيئًا، ينبغي أن تتعلم، ينبغي أن تسأل، اجعل مصطلح طلبة العلم في البيت مصطلحًا شديدًا، وكلّ مسألة، وكلّ شرود، وكلّ بُعْدٍ عن الشرع، قل: نحن طلبة علم يا جماعة، نحتاج المسألة أن نتعلمها، ونعرف أدلّتها، ثمّ نعمل بها، اجعل هذا الاصطلاح دارجًا على لسانك.

والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- أوصى بطلبة العلم خيرًا، فوالله الذي لا إله إلا هو لا يحملني على هذا المجلس، وعلى دروسي إلّا وصية النبيّ عليه الصلاة والسلام بطلبة العلم خيرًا.

اسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم.

وإلّا والله، ما أجده في مكتبتي، وفي أوقاتي مع الصحابة ومع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة والتابعين ( أي في الكتب ) من التعليم ما أجد فيه لذّة لا تعدلها لذّة.

كانوا يقولون لعبدالله بن المبارك: جالسنا، كان يقول: أنا مع النبيّ عليه الصلاة والسلان وأصحابه.
لماذا أُجالِسكم؟
أنا عائش مع النبيّ وأصحابه.
من يترك النبيّ وأصحابه، ويشتغل بالناس؟
وكانوا يقولون له: إلى متى تبقى تتعلم؟
فكان يقول -رحمه الله-: لعلّ الحديث الذي فيه نجاتي لم أقف عليه بعد، لعلّني وأنا اتعلّم أجد شيئًا فيه نجاتي.

وكان بعض العلماء يقول لو علمت أنّه لم يبقَ لي من عمري إلا ساعات لما صنعت شيئًا إلّا أن أجلس أعلّم الناس.

أحسن الساعات تقضيها في طلب العلم.

لذا العلماء يقولون، والنوويّ
-رحمه الله- في مقدّمة كتابه الكبير العظيم “كتاب المجموع” قرر كلامًا بديعًا، قرر فيه أنّ فضل العلم أحبّ إلى الله -تعالى- من فضل العبادة.
يعني: عندك عبادة، وعندك علم، أيّهما أحسن؟ فضل العلم أم فضل العبادة، بعد الفرائض أيّهما أفضل؟

فضل العلم.

لماذا؟

لأنّ في فضل العبادة أنت في نور في أثناء أدائك لها، وأمّا العلم فأنت في نور يبقى معك إلى يوم القيامة.

فإن أكرمك الله فعلمت فيبقى الأجر متّصلًا بك إلى يوم القيامة؛
لذا ثواب العبَّاد في صحيفة العلماء، ثواب المجاهدين في صحيفة العلماء، ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والداعين إلى الله في صحيفة العلماء.

ولذا كان العلماء ورثة الأنبياء، فبعد الأنبياء مباشرة العلماء،
فالعلماء عند الله أحسن من العبّاد، والعالم وليّ كلّ مسلم، العالم وليّك، وليّ أمرك، يجب تعظيمه، ويجب احترامه، ويجب طاعته في غير معصية الله.

فالأولياء قسمان:

١ – أولياء أمراء وملوك في شؤون الدنيا.

٢ – علماء في شؤون الدين.

فالعلماء في تفسير قول الله -عزّ وجلّ-: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

قالوا: أولي الأمر هذا وهذا.

والله تعالى أعلم.

٢٨ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٧ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي
رابط الفتوى

السؤال الثاني عشر: هلّا بيّنتم لنا بعض ما يُعيننا على طلب العلم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟

*السؤال الثالث:*
*يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟*

الجواب:
أولاً: أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لك فيما أنت مقبلٌ عليه، وأسأل الله -جل في علاه- لي ولك ولإخواني الحاضرين وإخواني المستمعين الثبات على الاستقامة.

والاستقامة أمرها عزيز.

والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: *«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»*[هود: 112].

فالإنسان ما لم يستشعر أن الله بصير به مراقب له، ويعرف الله بأسمائه وصفاته؛ تَستعسر عليه الاستقامة.

الاستقامة أمر من الداخل.

والمستقيم اليوم يتحدى كثيراً من التحديات التي تبعده وتصرفه عن الاستقامة.

والإنسان بنفسه ضعيف وبغيره قوي ، فحتى تستقيم أولاً: أكثر من أن تلهج بالدعاء الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم: *«اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»* {متفق عليه}، *«اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»* {صحيح الترمذي}.

ثم احرص على الصحبة الصالحة التي إذا غفلت ذكرتك، وإذا جهلت علمتك، فاحرص على الصحبة الصالحة، الصاحب في البدايات من أهم المهمات في سبيل الاستقامة، والطريق طويلة ووحشة، فالصحبة الصالحة ترفع الوحشة.

فاليوم من أهم أسباب الاستقامة أن تصنع لك بيئة خاصة، من أهم أسباب استقامة أولادك أن تصنع لهم بيئة فيها استقامة.

وأنا أعجب من الآباء الذين لا يحضرون أبناءهم إلى المساجد ، أحضر أولادك إلى المسجد، يصاحب مجموعة من الشباب الطيبين أنت وإخوانك الكبار معك في المسجد، أولادكم يصاحبون بعضهم البعض ويحبون بعضهم بعضا، هذه من أسباب الاستقامة.

ثم من أسباب الاستقامة أن تكون الاستقامة على قواعد صحيحة شرعية، بأن تكون طالب علم، أن لا تفارق مجالس العلم ومجالس العلماء وأن تحضر عندهم.

واليوم الإنسان كالغريق يحتاج حاجة ماسة إلى اللجوء إلى الله وأن يبقى متمسكا بحبله، سائلاً ربه الهداية.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟

*السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟*

الجواب: ليس فيه حرج.

طالب العلم إذا أراد أن ينظم طلبه فيدرس مذهباً، هذا صنيع علمائنا.

أنت يا طالب العلم ينبغي أن تطلب العلم عن العلماء، وأن تمتهن فرصة عالم.

إتصل بي مرة أخ من البحرين، يقول لي: أحفظ بلوغ المرام أم عمدة الاحكام؟

قلت: احفظ العمدة ثم البلوغ.

فجاءه شيخ درس البلوغ، وبقدر الله علمت، فاتصل بي، فقلت له: أتحضر دروس عند الشيخ الفلاني وهو يدرس البلوغ.
قال: لا.
قلت؛ لم؟
قال: أنت قلت احفظ عمدة الأحكام.

سبحان الله عقول عجيبة.

شيخ يأتيك من بلد بعيد، ومفرغ لك وقته، ويشرح لك بلوغ المرام، وأنت تترك شرح بلوغ المرام لأنني ذكرت لك أن تبدأ بعمدة الأحكام.

تكيّف مع ما ييسر الله لك.

*فما الذي يمنع أن تدرس الفقه الشافعي، أو تدرس فقه أي إمام من الائمة؟*

متى ظهر لك حق في مسألة خالف فيها الإمام الشافعي -رحمه الله- الدليل فخذ بالدليل، وابق تعلم، وهذا العلم، العلم بحث.

قيل لبعض الشافعية *أبو العباس الأصم،* قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا صح هذا الحديث فهو مذهبي.
فيقول *أبو العباس الأصم:* لو أدركت الامام الشافعي، وهو يقول هذا لناديت بأعلى صوتي يا إمام صح الحديث، يا إمام صح الحديث، يا إمام صح الحديث.

الإمام الشافعي علق عددا كبيرا من المسائل على صحة الحديث، الأحاديث ما كانت مدونة، في زمن الشافعي، ما دونت الأحاديث.

فألف *الحافظ ابن حجر* كتابا يا ليت نجده اليوم فهو من المفقودات، ألف كتابا في تخريج الأحاديث وبيان صحتها من ضعفها التي علق فيها الإمام الشافعي القول على صحتها، قال: هذا إن صح قلت به وإذا لم يصح لا أقول به.

العلم لا يقبل الجمود، والعلم لا يقبل الهمود، العبرة بالعلم إنما هو البحث والدليل.

وأحسن حسنات العلم، وكله حسنات أنه لا يروج فيه إلا البرهان والدليل.

ومن أحسن حسنات العلم أن الذي يريد الدليل فيخطئ فله أجر، فإن أصاب فله أجران.

يقول: هل أقنت في صلاة الفجر.

ينظر في موضوع القنوت، مثلا روي عند أحمد في المسند وغيره
عن أنس :
ولفظه : ( أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ ، وَأَمَّا فِى الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ) .
أخرجه عبد الرزاق في “المصنف” (3/110) ومن طريقه الدارقطني في “السنن” (2/39)، وأخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف” (2/312) مختصرا، والبزار (556 – من كشف الأستار) وأحمد في “المسند” (3/162)، والطحاوي في “شرح معاني الآثار” (1/143) والحاكم في “الأربعين” وعنه البيهقي في “السنن” (2/201) .

والحديث فيه راو مغموز فيه، غمز فيه ابن معين.

قال يحيى بن معين : يكتب حديثه ولكنه يخطىء .

روى الامام أحمد ومسلم والنسائي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من العرب ثم تركه. وفي لفظ للبخاري: قنت شهراً حين قتل القراء فما رأيته حزن حزناً قط أشد منه.

لو اختلف المَخرَج، هذا عن أنس وهذا عن ابن عمر، لكان بالامكان أن نجمع بين الأحاديث، لكن أنس يقول في الصحيحين قنت النبي شهرا ثم ترك، وأنس يقول في بعض السنن لراو مغموز فيه ما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يقنت حتى فارق الحياة، فيُقدم ما في الصحيحين، ويقدم قول الجماهير، فجماهير أهل العلم لا يرون قنوت الفجر إلا قنوت النازلة، لا القنوت الراتب.

فطالب العلم إذا لم تبلغه الأحاديث وبذل جهده لأن الفتوى عامة للعرب وغيرهم، لمن هم موجودين وعندهم علماء لأهل السنة ولمن هم ليسوا كذلك، فالإنسان جاهل، لا يعرف الأدلة، مبتدئ، ظن أن هذا دين الله من خلال عالم علّمه، فمتى علم الصواب ما الذي يمنعه أن يعود إلى الصواب.

*ولأبي شامة المقدسي* وهو شافعي كلام بديع عن القنوت.

ولذا في الطبقات الشافعية الكبرى، *ابن السبكي* كان يذكر بعض محدثي الشافعية وكان يقول ومن اختياراته أنه كان لا يقنت، لأنه ما صح الحديث عنده؛ حديث القنوت، وهو شافعي.

ليست العبرة إلا في الدليل.

والواجب على الإنسان أن يبذل قصار ما يستطيع.

وإذا كان جاهلا بالكلية فيتبع العالم حتى يشتد ساعده وحتى يتسع فهمه.

*ومن أهم المباحث التي ينبغي على طالب العلم أن يرعاها وأن يعتني بها موضوع الدلالات.*

والله تعالى أعلم.✍?✍?

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟

*السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟*

الجواب: أنا أوصي نفسي وإخواني أن نثبت على الطلب، وأقول لهم: *من ثبت نبت.*

*والعلم يحتاج إلى مدة وإلى صدق وإخلاص، والعلم يحتاج إلى عمل، أن تؤدي زكاة ما علمت، وأن تتقيَ الله -جل في علاه-، وكل ما ازداد علمك ينبغي أن يزداد تقواك، وأن يزداد قربك من الله عز وجل، وأن يكون همك أن تنشر دينك، لا أن تفرض سلطانك، فالحق من أي جهة صدر أخذنا به، فالواجب على طالب العلم أن يقبله وأن يشرح صدره به.*

طالب العلم ينبغي أن يبقى في ترقٍّ، وينبغي أن يزداد من العلم، وكل شيء أنفقت منه ينقص إلا العلم، فإنك إن أنفقته زاد، ما أمر الله نبيه أن يتزود من هذه الحياة الدنيا إلا في قوله *«وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا»،*طه 114*.

*فالأصل في طالب العلم أن يزداد في الطلب كل يوم، وأن يبقى ثابتًا، *فطالب العلم يحرم عليه النكوص والرجوع، كالمجاهد في سبيل الله،* ولما أطلع الله نبيه على أجور أمته رأى أن من أشدهم صنيعاً من حفظ القرآن ثم نسيه، وثبت في الصحيح
50/1334- *عْن عقبة بن عامر أَنَّهُ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: منْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تركَهُ، فَلَيس مِنَّا، أوْ فقَد عَصى رواه مسلم.*

قال ابن القيم : الفروسية فروسيتان:

فروسية العلم والبيان. فروسية السيف والسنان.

فمن لم يكن من أهل هاتين الفروسيتين ولا ردءاً لأهلهما، فهو كَلٌ على نوع بني الانسان، وقرر أن من انشغل بفروسية العلم أو فروسية السنان الواجب عليه الثباب إلى الممات.

أنت يا طالب العلم الواجب عليك أن تثبت، وأن تزداد، والأصل في طالب العلم أن يثبت، لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله، في كتابه الجامع الصحيح، في كتاب الرقاق منه، باب القصد والمداومة على العمل، بسنده *عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أَدْوَمُها وإنْ قَلَّ))*.

*وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: *كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته.*
*رقم الحديث: 1241*
*كتاب صلاة المسافرين وقصرها* .

فالأصل في طالب العلم أن يثبت هذا العمل، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعرف عن واحد من السلف أنه تقدم في طاعة من الطاعات ثم رجع عنها.

ولذا أسند *اللالكائي* عن *عمر بن عبدالعزيز* رحمه الله تعالى قال: *كان السلف يكرهون التلون والتحول.*

أنت لست طالب علم وأنت في *دورة الإمام الألباني* فقط، *دورة الإمام الألباني* توالت عليك، وتكاثرت عليك الدروس، ويسر الله لك خلال مدة يسيرة -أسبوعين- أن تتلقى عدد من الدروس، لكن هذه بمثابة المراجعات، وبمثابة توالي المعلومات لتبقى لك نبراساً، وتبقى لك في حياتك مَعْلماً، ولا تنقطع عن العلم البتة، حتى في عملك، حتى في بيتك، في أصحابك، اصبغ من أنت بينهم بالطلب، واجعل المجلس الذي أنت فيه والبيئة التي تعيش فيها، اجعلها بيئة طلب، فذاكر العلم مع زوجك، وذاكر العلم مع أولادك وتلطف بهم، ولا تنقطع عن العلم البتة.

*العلم مدلل*، ودلاله شديد، فإن هجرت العلم يوماً هجرك أسبوعا،ً وإن هجرته أسبوعاً هجرك شهراً، فالعلم ينبغي أن تبقى معه على تواصل، وينبغي أن تحرص عليه كحرصك على طعامك وشرابك .

وأخيراً الناس ليسوا بحاجة فقط إلى علم العلماء وإنما الناس ايضاً بحاجة إلى أخلاق العلماء، احرص على أخلاقك، احرص على أعمالك، والمعصية قبيحة، ولكنها من طالب العلم أشد قباحةً، والغفلة قبيحة ولكنها من طالب العلم أشد قباحة، فابتعد عن الغفلة، وابتعد عن المعاصي، وخالق الناس بخلق حسن، فالناس يحتاجون إلى علمك وكلامك وبيانك، ويحتاجون إلى لحظك وسمتك، *فالناس يحتاجون إلى علم العلماء، وحاجتهم إلى أخلاق العلماء لا تقل عن حاجتهم إلى علمهم،* فاحرص أن تكون قدوة حسنة طيبة،ً تدعوا إلى الله بلحظك وبوعظك.

أسأل الله لي ولكم التوفيق .

والله تعالى أعلم.✍?✍?
⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟

*السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟*

الجواب : العلم رزق.

وقديماً قال محدثونا *السماع رزق*، أن يسمع التلميذ الشيخ رزق من الله.

وأشد واجب في فهمي وتقديري أن تعطي كل ذي حق حقه ؛ أن تعطي حياتك الدنيوية حقها، وأن تعطي الواجبات الشرعية حقها، وأن تعطي من يلوذ بك حقه، وأن تبقى قائماً مستقيماً جامعاً بين الحقوق، وأن تحسن بفقه وحذق وتوفيق من الله إن تعارضت الحقوق أن تحسن ماذا تقدم وماذا تأخر.

كثير من الناس اليوم يقدم حقوق الأصحاب على حقوق الآباء ويقدم حق الصديق على حقوق الزوجة والأولاد ويقدم السمر الذي ليس من وراءه إلا حظ النفس – غالباً – على أن يحبس نفسه على الطلب وأن يتقدم ، فهو لم يعط كل ذي حق حقه ، فالدنيا لها حقها.

وذاك الطالب الذي يتقوت ويأخذ من أموال الناس هذا ليس بفاضل فاليد المعطية خير من اليد الآخذة.

فالأصل في طالب العلم أن يجمع بين الدنيا والدين.

*ومن أسوء ما وجدته ذلك التبقر في النوم والشهوات وكثرة الراحة واتباع حظ النفس من قبل أئمة المساجد.*

إمام المسجد إذا ما اتقى الله وحافظ على وقته واسترسل في النوم وفي الطعام، ما عنده شيء غير صلاة -فالله يعاقبه إن اهدر وقته ، هو أهدر وقته، فتأتي العقوبة بأن يعمل على إهدار وقت المشايخ فهو ما اكتفى بالعقوبة في حق نفسه فيبقى يتمادى في العقوبة  فيصبح همه الذهاب عند المشايخ يضيع أوقاتهم يقال له لماذا جئت ؟يقول لا لشيء عندي وقت فارغ.

*طالب العلم إذا لم يكن بخيلاً بوقته، بخيلاً بكتبه لا يفلح ، إذا طالب العلم لم يكن بخيلاً بكتبه بخيلاً بوقته اكتب على قفاه “لا يفلح”.*

طالب العلم يمتاز عن غيره بحرصه على وقته، بعض الناس من شدة ذنبه يضيع وقته ويضيع وقت غيره، مثل الذي لا ينكر المنكر، بعض الناس من شدة شرب قلبه من المنكر أصبح لا يطيق أهل الحق ، ما ينكر إلا عمن يطول الصلاة، لا ينكر إلا على من تغطي وجهها .

*اعلم أن الإنسان إذا وصل به الحال الإنكار على أهل الخير فعلهم الخير أن قلبه امتلأ من شرب المنكر فوصل به الحال – لأنه تعطل النهي عن المنكر – وصل به الحال أن ينكر على من يعمل المعروف*.

هذه قواعد وينبغي على الإنسان أن يكون صاحب فراسة، *والسعيد والموفق من حفظ وقته وحرص عليه كل الحرص.*

فالحريص على وقته يجمع بين طلب العلم وبين العمل، ولا سيما أن الأعمال اليوم فيها فراغ وفيها أشياء كثيرة فيمكن أن يُترك لتلاوة القرآن، ويُترك للمراجعة.

أخبرني بعض تلاميذ *الشيخ مقبل*- رحمه الله – قال الشيخ في أثناء البحث ما كان يرد زائراً لكن كل زائر يشغله معه بالبحث، فالطالب البطال لا يرجع والطالب المحب يبقى، أما يبقى الكلام هكذا وتدور المجالس وتطول ولا تكون فيها فائدة فهذه هي المشكلة.

? الدرس ١٢ آيات الأحكام

↩ رابط الفتوى

السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟

*السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟*

الجواب: أولا: اعلم علّمني الله وإياك أن العلم قسمان:

١)حفظ.
٢) فهم.

ولا بد لطالب العلم من الحفظ والفهم، والموائمة والموازنة بينهما من مهمات الأمور.

ووجدنا العلماء الكبار بعضهم غَلبَ *الحفظ،* فإن سألته سال كالسيل ، وبعضهم غلبَ *الفهم* فما استطاع أحد أن يباريه أو يجابهه.

*والأصل في طالب العلم أن يبدأ بالحفظ قبل أن تتسع مداركه، ومع مِضي الزمن ينكح الفهم الحفظ، فإذا وقع نكاح بين الحفظ والفهم تولد عنه عجائب، وأصبح صاحبه من المشاركين، ولا سيما إن جادت القريحة بأشياء من ذاتها ثم عرضها صاحبها على كلام السابقين، فوجد موافقة، وغلبت الموافقة عليه من خلال التدبر والتأمل من عِندياته دون أن ينقل ذلك عمن قبله فيجد الموافقة فليحمد الله فهذا أصبح مشاركا، وله مشاركة في العلم.*

وقبل ذلك هنالك *مرحلة الإستشكال*، يقول *الإمام القرافي* رحمه الله: *من استشكل فهذا علامة فهم وهو أول مراحل المشاركة في العلم.*

الطالب النبيه الذي يستشكل، والذي لا يستشكل ليس بنبيه فهو يلقن ولا يفهم ولا يربط بين الأمور.

فطالب العلم في سن العشرين ينبغي أن يركز على الفهم والحفظ.

وأي طالب علم في أي زمان.

وقالوا قديما المثل المعروف وهو دائر على ألسنة الناس: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر.

فالصغير يحفظ وحفظ الصغير أقوى من حفظ الكبير لسعة ذاكرته ولقوة تصوره وشدة خياله فالصغير عنده خيال، بعض الآباء يؤدب ولده على الكذب والولد لا يكذب لكن يتخيل ويكون الوالد قد ظلمه.

فالصغير يحفظ ثم تتسع مداركه ويشتد فهمه بتقدم سنه فيُدخل الفهم على الحفظ وهذا الذي يكون قد رتب علمه.

*وأول ما ينبغي أن يحفظ الإنسان القرآن، ثم أحاديث الأحكام، لكثرة الحاجة إليها ولكثرة دورانها على الألسنة*.

وأما *الخطيب* من نحا منحى الخطابة والوعظ *فيحفظ أيضا ما يُستملح،* *والخطيب الناجح ليس الخطيب الذي ينشئ الكلام على المنبر،* فالذي ينشئ الكلام على المنبر يقع في ثغرات وتلعثم واضطراب ، الخطيب الناجح ينشئ شيئا ثم مثل السيارة التي تعمل بدون شيء يعني تكون (داحلة) متى الخطيب تعب يشغل حافظته فيأتي ببليغ الكلام من الحافظة تخرج على وجه التوالي دون تعب فيبقى متمالكا نفسه ، الذي ينشئ كلاما من ذهنه لمدة فيها شيء من الطول يتعب الذهن.

فالحفظ لا بد منه لطالب العلم ولا بد له من الفهم معا.

وينبغي للفهم أن يكون مضبوطا بقواعد أهل العلم.

*من أوجب الواجبات على طالب العلم أن يعلم مبحث الدلالات عند علماء الأصول، مبحث الدلالات مبحث مشترك بين الكتاب والسنة من جهة ومبحث دائما يحتاج طالب العلم طريقة توجيه وربط بين النص وبين الحكم ، ولما تزدحم الأحكام في المحل الواحد القواعد التي تسمح له ماذا يقدم وماذا يؤخر، فمن غير معرفة مبحث الدلالات يبقى الإنسان ضائعا وتائها ومضطربا، لا يكون له فقه مستقيم على أصول صحيحة.*

فطالب العلم لا بد له من أن يكون له نصيب من الأمرين، إن طلب في سن متأخرة فكلما تأخر السن زاد الفهم وقل الحفظ وكلما كان الطلب مبكرا منذ نعومة الأظفار جمع الله لصاحبه الحفظ والفهم وهذا هو المنهج الذي كان ينتهجه علماؤنا.

انظر في كتب التراجم مثلا انظر كتاب *الضوء اللامع* في الفترة التي وجد فيها عدد كثير من أهل العلم ،انظر إلى *عمدة الأحكام* واحد منكم الآن يدخل على ما يسمى بالشاملة وينظر الضوء اللامع وينظر عمدة الأحكام تجد لعمدة الأحكام ذكر آلاف المرات وذكر في معرض حفظ القرآن .

ألوف مؤلفة من طلبة العلم كانوا يحفظون كتبا معينة معروفة وهذه الكتب أنتجت علماء، فعمدة الأحكام من الكتب المهمة مثلا، وأنا أضرب مثلا.

*وأن تبقى على المهيع وأن تحفظ من الكتب المهمة كتب السابقين أحسن من أن تحفظ جمع المتأخرين، كلما حفظت كتب السابقين أفضل ولا سيما ذاك المقدار من الكتب التي ما اعتراها الضعيف، عمدة الأحكام فيها أحاديث الأحكام في الصحيحين وهكذا.*

والله تعالى أعلم.

? الدرس ١٢ آيات الأحكام

↩ رابط الفتوى

السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052