السؤال الثاني:
هل الصيام يحتاج إلى نية كل يوم، وهل هي واجبة؟
الجواب: قطعاً.
الصيام هو ترك، صحيح؟
نعم صحيح.
ماذا يعني ترك؟
أن تترك شهوتك، أن تترك طعامك، أن تترك شرابك.
هل الترك عمل؟
الخبيئة التي بين الرجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، -طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد، الخبيئة في كل الأمم-.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قص علينا قصة من كان قبلنا، فقال: ” خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ”.
(أي: لا يوجد خروج، ومعنى لا يوجد خروج، معناه أن هناك هلاك، وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا، فقالوا: لن ينجيكم إلا عملكم، كل منكم يسأل الله بخبيئته.)
هذا الرجل ماذا عَمِل؟
الجواب: تَرَكَ، ولكن تَرَكَ بإخلاص.
يعني: الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول:
يا رب أنا أغض بصري من أجلك، فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة -كان بينه وبين ربه خبيئة- يقول:
يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة، -طبعا هذه خبيئة صعبة-، أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال: يا رب؛ فإن الله سيستجيب له.
لذا علماؤنا علّمونا أصْلاً.
وهذا الأصل مهم: أن الترك عبادة.
قال الله تعالى: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾[الفرقان: ٣٠].
هجران القرآن، الله تعالى قال عنه: اتخاذ.
فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن وتدبر القرآن، الله تعالى جعل التركَ عملاً، فالترك يحتاج لنية.
والتركُ اللهُ يعاقب عليه.
علماؤنا يقولون:
لو عندنا طبيب وشخص ينزف، والطبيب يستطيع أن يعالجه، ولم يصنع له شيئا، يقف وينظر إلى المريض ولم يعالجه وترك مداواته.
علماؤنا يقولون: هذا الطبيب قاتل، الطبيب لم يعمل شيئا، الطبيب ترك الإسعاف.
فالترك في شرعنا عمل.
فترك الطعام والشراب عمل، وهذا العمل يحتاج لنية، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله: “من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له” المجتبى من السنن ٢٣٣١ وصححه الألباني.
فلا صيام لمن لم يبيت النية من الليل.
طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي.
الإخلاص هو النية الصادقة، النية التي يحبها الله.
ما هو الإخلاص؟
أن يتجه قلبك إلى ربك، أن يَخْلُصَ اتجاه القلب للرب جل في علاه.
فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً شربت، أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية.
لا يلزم من النية النطق بها، أنا وإياكم وكلنا إن شاء الله ننوي أن نصوم إلى العيد.
فمتى رفض العبد النية كأن يكون مثلاً مريض، طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل، فلا بد من استحضار النية من جديد، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب، ولا يلزم نطق اللسان.
فلا صلة بين النية واللسان.
فأنت مجرد أن تتناول العشاء قبل أن تنام، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة، لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا.
فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يُؤذَن لك بالأكل فهذه نية، وهذه النية تُجزئ.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور:
هل هذا أيضاً في صيام النافلة؟
السؤال الثاني والعشرون : رجل اشترى ذهباً ودفع إلى صاحب المحل جزءاً من المبلغ وترك الذهب عند صاحب المجوهرات وبقي عليه ثلاثمائة دينار ، ورجع بعد أسبوع ودفع الثلاثمائة دينار فهل هذا جائز ؟
الجواب : في الحديث الذي رواه الستة { الذهب بالذهب يدا بيد وهاء بهاء } ، المال ذهب وعلماؤنا يقولون العلة في تحريم الذهب أن يباع نسيئةً لأنه الأصل في تقويم الأشياء ، فالمال كالذهب لأنه الأصل في تقويم الأشياء.
لماذا تجب الزكاة في المال ؟ ولماذا يجري الربا في المال ؟
لأن المال يعامل معاملة الذهب ، المال هذا ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأول من ضرب المال قالوا عمر وقالوا هشام بن عبدالملك ، الدينار والدرهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان نادراً ، وكان الدرهم البيزنطي والدينار الفارسي هو الذي بين يدي الصحابة .
الآن الدينار والدرهم الذي بين أيدينا تجب فيه الزكاة ويجري فيه الربا لأن أحكامه أحكام الذهب ولذا لا يشرع بيع الذهب إلا مثلاً بمثل ويداً بيد ، ولا يجوز لك أن تشتري الذهب نسيئة ؛ لأن المال هو أصل في تقويم الأشياء كالذهب .
فما يجوز أن تشتري ذهب وتترك ثلاثمائة دينار ثم ترجع لأن المال هو اصل التقويم ويتذبذب وهذا التذبذب يولد مُشاحّة ومنازعة بين البائع والمشتري ، يعني لو اشتريت الذهب بسعر ثم غبت ورجعت فاختلف السعر فكل منهما سيقول أنا أشتري بالسعر الذي هو لصالحه ، فحسم الشرع ومنع هذه المشاحة وهذه المنازعة فمنع بيع الذهب والفضة إلا يداً بيد ، هات وخذ من غير نسيئة ومن غير زمن.
فأنت الذي تشتري ذهب بقي ثلاثمائة دينار إحمل الذهب بقيمة المال الذي دفعت ثم فيما بعد تشتري بالمبلغ المتبقي .
*السؤال الحادي و العشرون: مجمع تجاري فيه محلات و مصلى و هذا المجمع بناه البنك الإسلامي هل يجوز الصلاة فيه ؟*
الجواب: طبعاً يجوز الصلاة فيه قطعاً تجوز الصلاة فيه
ما الذي يمنع أن تصلي في مسجد بناه من بناه
فبنى المسجد لله أو المصلى لله فما يمنعك أحدٌ أن تصلي فيه فالصلاة جائزة .
إخواني لا نظلم البنك الإسلامي، أيضاً
البنوك الإسلامية فيها آفات و بعض الآفات ليست باختيار منها ،
و البنوك الإسلامية فيها ثلاثة آفات رئيسية :
الآفة الأولى: أنها خاضعة تحت أحكام البنك المركزي و البنوك المركزية الربا من أركانها(طريقة التفكير بالاقتصاد العالمي اليوم)
حتى هذا أثر على عطلتنا يعني بدل أن تكون العطلة يوم الخميس صارت يوم السبت، لماذا؟
لسيطرة البنوك العالمية فيوم الخميس كان عندنا عطلة و الجمعة عندنا عطلة و السبت عندهم عطلة و الأحد عندهم عطلة و فرق التوقيت بين البلاد يضيّع نصف نهار يوم الإثنين فلا يبقى إلا الثلاثاء و الأربعاء ،
فنحن الذين نغير وليس هم ،كان أيام زمان أيام الأسلاف ،غير المسلمون هم الذين كانوا يغيرون والآن نحن صرنا نغير،
البنوك المركزية خاضعة لقوانين دولية البنك المركزي خاضع للاقتصاد العالمي والربا منه يعني أُس أصل ،
البشرية قطعاً ستتدمر من توالي التضخم الموجود وستصبح الدنانير و الدراهم لا قيمة لها البتة و الصراعات السياسية و قتل بعض الشعوب لها صلة بالاقتصاد
علم ذلك من علم و جهل ذلك من جهل،
وما يجري على الأرض اليوم نزاعات الأموال و حل الأزمات المالية هي أساس من الأسس،نعم لها تداخلات لكن
القضايا المالية لها تداخلات كبيرة،
فالسياسة و الإقتصاد أصبحا وجهان لعملة واحدة،
فالذي أقوله بارك الله فيكم البنوك الإسلامية فيها ثلاثة آفات :
الآفة الأولى: البنك المركزي لانه مراقب بقوانين
الافة الثانية : للأسف الكبير أن الرقابة الشرعية رقابة وظيفية لا يغلب عليها الديانة و أن العمل الإداري غيرالعمل الشرعي،
يعني ليس الرقابة الشرعية هي التي تتحكم في سير البنك،
وبودنا لو أن البنوك تتجه بدل ما يسمى بالقروض التي يسمونها مرابحة تصبح استثمارات عن طريق المضاربة،
يعني البنك يعمل مشاريع و الجالسين عن العمل يشغلون فيها بإدارة من البنك فيفيد العاطلين عن العمل و يفيد المجتمع و يتوسع العمل و يصبح العمل حلالاً،
لكن هذه تعرض البنك لبعض المغامرات وهم لا يريدون هذا،
نتمنى من البنوك أن تشتري سلعاً، فتخيل معي الآن فستعرف بركة الشرع، ولا نحب أن نبقى نقول حرام حرام
نحب أن يتوجه الناس للشرع لننعم ببركة الحلال،
فالبنك الآن يعطيك فلوس و يأخذ فلوس ،
طبعاً الذي يستثمر بالقرض ربوي أفضل له من أن يستثمر بما يسمى بنك إسلامي من حيث المال و هذا جرم بعينه، ماذا يعني؟
أي الذي أقوله مجرد ما يشعر الإنسان العادي أن الربا أحسن له في دنياه من الحلال فهذا جرم عظيم و هذه كبيرة من الكبائر ،يعني يعمل حسبة ويقول لا و الله أروح على
البنك الربوي ولا اروح على البنك الإسلامي من حيث المصالح الدنيوية، فالاصل في البنك الاسلامي ان ينافس فكيف ينافس بنك إسلامي بنك آخر؟
البنك الإسلامي لو يصرف مشاريع ناجحة في الواقع
أولا : هذا لصالح البنك و لصالح المستثمرين في البنك بدل ما يأخذ ٢% او ٣% يعطي ١٠% و ١٢% و ١٣%
و قد يزيد
ثم تكون البركة واضحة في المجتمع
فتخيل البنك عنده مصنع حديد
كم واحد سيعمل في المصنع؟
كم سيارة ستنقل؟
كم معرض سيتأجر؟
كم مظف سيُوظف؟
يعني تخيل ليست المسألة أن تعطيني فلوس و أعطيك فلوس
تيجي على البنك و اعملك حساب ١٤% و أعطيني ضمانات و أعطني و انتهى الأمر
هذا البنك الآن لا يفيد المجتمع شيئاً
بل ما أفاد نفسه كثيراً
لكن لو كان له مشاريع على أرض الواقع لأفاد المجتمع و أفاد الناس و حل مشكلة كبيرة من البطالة
فوجود البنوك سبب من أسباب البطالة
فالآن يلي عنده فلوس يقول بحطها في البنك ويأتيني من ريعها ما يكفيني في حياتي ليش أشتغل؟!
هذا أيضاً جرم هذا أيضاً جرم
أنا لي مشاريع في الواقع إما تربح و إما تخسر
و إن خسرت بقي المال في المجتمع ما بقي في البنوك و الناس تنتفع به،
بركات الشرع
فالشرع له بركات الأعمال الشرعية لما نقول هذا مشروع و هذا ممنوع ليس هو سوط نجلد به ظهور الناس
و إنما هو خير و بركة للأمة خير و بركة للمجتمع .
السؤال العشرون نويت على ذبح بقرة وتوزيعها على الفقراء ولي أخ فقير جدا ومستأجر وليس له بيت ،ومعه أولاد ،هل أعطيه ثمن هذه البقرة ؟لأنه أولى من الفقراء
الجواب
أولا : (نويت على ذبح بقرة )هل هذا نذر ؟إذا نية فقط فلك أن تعطي ثمن البقرة لأخيك ، وهذه صلة رحم وعبادة ،
فيجوز لمن نوى شيئا أن يغيره لشيئ آخر، ولا حرج في هذا ،أما إذا نذرت أن تذبح فقد قال تعالى
« لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم »
فمن نذر الذبح فلا يجوز له أن يعدل عنه ،لأن الله عز وجل يحب إراقة الدم _دم الأضاحي، ودم الذبائح-،
فالواجب أن تفي إذا نذرت ،وأما (أنا نويت أذبح بقرة وأوزعها على الفقراء ..فقلت ليش أذبح بقرة؟
وأخوي فقير وفي أزمة مالية ،)
فثمن البقرة أنا أعطيه لأخي فالحمد لله لا حرج في هذا ،هذا أمر لا حرج فيه والله تعالى أعلم✍✍
السؤال التاسع عشر:بعض من طلبة العلم يفضّلون شيخ الإسلام ابن تيمية على الإمام الشافعي ماتعليقكم؟
الجواب: هذا جهل وهذا ظلم،هذا جهل وظلم لو أن الإمام ابن تيمية سمع هذا لغضب غضبا شديدا وما قبله، وما وضع الإمام ابن تيمية نفسه _رحمه الله تعالى_ هذا الموضع ،فالإمام الشافعي رحمه الله تعالى سمعت شيخنا الألباني مرات يقول :لو جاز لأحد أن يقلد أحدا ما قلّدت إلا الإمام الشافعي،وشيخنا الالباني يعرف ابن تيمية،عاش مع كتب ابن تيمية ويعرف كتب ابن تيمية،فتفضيل ابن تيمية على الإمام الشافعي هذا عدم معرفة بمنزلة الإمام الشافعي،والناس عيال في الجمع بين الحديث والفقه على الإمام الشافعي رحمه الله،
فالإمام الشافعي لما دخل العراق وجد مدرسة الرأي ؛
الإمام أبو حنيفة له حلقة ،ووجد مدرسة أهل الحديث لهم حلقات فجلس هاهنا وجلس هاهنا ، وقال :لأجمعن بين الحلقتين، الإمام الشافعي جمع بين فقه الحديث وبين الحديث،يعني الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مدرسة جامعة بين الحديث رواية وبين الحديث دراية ، حتى الإمام أحمد لما التقى بالإمام الشافعي وجد الإمام الشافعي أن الإمام أحمد صاحب رواية واسعة فقال الإمام الشافعي للإمام أحمد:أنتم الصيادلة ونحن الأطباء،أنت الدواء عندك أنت الروايات عندك ، فالروايات عند الإمام أحمد أكثر من روايات الإمام الشافعي،
لكن من الذي يستنبط ؟
الإمام الشافعي،
لذا الإمام الشافعي إذا ناظر أحدا،الإمام الشافعي بدأ يناظر محمد بن الحسن الشيباني، ما أدرك الإمام أبو حنيفة، قالوا :_وهذا سر عظيم_: ولد الإمام الشافعي في اليوم الذي مات فيه أبو حنيفة ، فما أدرك أبا حنيفة،أدرك تلاميذ أبي حنيفة، فله مناظرات مع محمد بن الحسن الشيباني عجيبة؛ وقالوا : الامام الشافعي إذا ناظر رجلا كأنه أسد فاغر فاه، يعني إذا ناظر أحدا بلعه، أسكته ما جعله يتكلم،فمنزلة الإمام الشافعي عظيمة ، لكن هذا غلو من طلبة العلم ويأتي من جهل وعدم معرفة بالطرف الثاني، سمعت شابا في مكتبة شيخنا رحمه الله يقول لشيخنا: أنت أعلم من أئمة الحديث أبوداود والترمذي ،فهم كتبوا أحاديث ضعيفة وأنا مارأيت في كتبك أحاديث ضعيفة ، فغضب الشيخ غضبا شديدا، بل قيل _وهذا أيضا مما سمعته- : قيل للشيخ: أنت أعلم من ابن تيمية فغضب الشيخ غضبا شديدا،أين شيخنا وأين ابن تيمية ؟هذا لاينقص فضل شيخنا لانريد أن ننقص فضل شيخنا، لكن حقيقة أين الشيخ وأين ابن تيمية
-رحمه الله تعالى- ،وأين ابن تيمية من الشافعي ؟
«وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لاحجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير»
العدل واجب،لكن هل يمكن أن يكون هنالك صواب عند المفضول وخطأ عند الفاضل ؟
ممكن
العلم حجج ، يعني ليس معناه أن الإمام الشافعي أفضل من فلان أن كل ما قاله هذا صحيح ،.وكل ما قاله ذاك غلط ،العلم ليس هكذا هذه عصبية ،العلم بالحجج والبراهين والبينات، لكن بالمجمل الأئمة الكبار كبار ،يعني وضع الله لهم
القبول وهم الذين أصّلوا الأصول، فرق بين من أصل أصلا، وبين من استخدم هذا الأصل وفرع عليه، فرق كبير هؤلاء الأئمة هم الذين أصل الأصول، فعلى أي حال لعله إن شاء الله تعالى قد حصل الجواب.✍✍
*السؤال الثامن عشر: هل الأذان وإقامة الصلاة في أذن المولود أمر من السنة أم لا يستحب العمل به؟*
الجواب: وردت أحاديث في هذا عن الحسن بن علي في الأذان في أذن المولود والإقامة.
الأذان باليمنى والإقامة باليسرى حتى قالوا :
الحياة كأنها إقامة وأذان وصلاة فالمولود أول مايستقبل بالأذان والإقامة وآخر ما يغادر الدنيا بالصلاة فكأنما الحياة هكذا .
وهذا قد صح عن عمر بن عبدالعزيز؛ أما الحديث الذي ينسب أنه ورد عن الحسن بن علي فلم يثبت عنه، وهو حديث ضعيف .
فالأذان والإقامة في أذن المولود لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.
*السؤال السابع عشر: أناس يطلبون مني هواتف فأذهب وأشتري الهواتف المطلوبة وأنا أصرح لهم أنني أبيع الهواتف ثم أبيعها لهم مع العلم أنه لو تراجع المشتري فلن يتحمل ذلك وأبيعه أو أرجعه؟*
الجواب:هذه هي التجارة,
التجارة أن تعرف مايريده الناس تشتري وتبيعهم.
أما أن تعقد البيع وأنت لا تملك فهذا الممنوع ,أي تاجر في الدنيا يتلمس حاجات الناس وماهي البضاعة الرائجة , يبيع ويشتري ويربح ؛لكن أنت تبيع شخص وتُلزمه بالشراء كأن تأخذ منه عربون أو تعقد عقد أو ماشابه وأنت لا تملك فهذا بيع مالا يملك وهذا البيع لا يجوز.
وهنالك قصة جميلة أخرجها الإمام أبو داوود في سننه حصلت مع عبدالله بن عمر وزيد بن ثابت:عن ابن عمر قال: (ابتعت زيتاً في السوق، فلما استوجبته -أي: صار في ملكي- لنفسي لقيني رجل فأعطاني به ربحاً حسناً، فأردت أن أضرب على يده، فأخذ رجل من خلفي بذراعي، فالتفت فإذا زيد بن ثابت فقال: لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلع حيث تبتاع، حتى يحوزها التجار إلى رحالهم) ]. ٣٤٩٨ سنن أبي داود وقال الشيخ الألباني حسن لغيره.
فلا يجوز لابن عمر أن يبيع هذا الرجل زيت وهو اشتراه وتاركه عند صاحبه بل لازم عليه أن يحوزه.
اليوم الناس تبيع وتشتري لا لأنها تملك سلع وإنما لأنها تملك أموالا، فأنت إذا اشتريت الهواتف ولو ديناً فيجوز شرعاً أن تشتري البضاعة وتملكها ولو ديناً فأنت ملكتها الآن والبيعان بالخيار مالم يفترقا، وإذا افترقت أنت ومن اشتريت منه ثم بعد أن تملكها تبيعها للناس لا حرج في هذا.
المهم أن لا تعقد البيع والسلعة ليست عندك ،أما أن تتلمس حاجات الناس وتشتري الأشياء وتقبضها ثم هذه الأشياء تعرضها للبيع هذا هو البيع والشراء.
مداخلة:لعله شيخنا قصد بيع الموصوف يعني يأتيه رجل فيقول أريد هاتفا من (النوع الفلاني) فهو يصف له هاتفاً فيشتريه وهو يعقد نية البيع لكن البضاعة ليست عنده ثم يشتريها له حسب وصفة.
الشيخ :
هذا جائز في صورة واحدة؛ هذا جائز فقط في الاستصناع.
ماهو الاستصناع?
يعني تشتري شقة على مخططات هذا يسمى بيع سلم أن يوصف وصفاً مضبوطاَ كأنه حاضر .
مثل بيع خزان الماء والخزانة ومكاتب العمل فالاستصناع حلال.
الاستصناع ما هو؟
الاستصناع الشيء الذي يصنع هذا مستثنى من بيع المعدوم.
أما الأصل في بيع المعدوم المنع، والأصل فيما لا يملكه الإنسان المنع.
يعني أتكلم بكلام أوضح ؛فاليوم البنوك فأنت تذهب للبنك تشتري سلعة والسلعة عند البائع وليست عند البنك.
البنك يريد أن يربح ؟نعم يريد أن يربح، ويسألك متى ستدفع سنة أم سنتين أم ثلاثة وعلى سنة7% وسنتين14% ثلاث سنوات24% فتفضل هذه ألف وأريد منك 7% ….وهكذا
فهذا مال بمال كما قال ابن عباس:درهم بدرهم و بينهما حريرة.
البنك لا يحلم أن يشتري ويبيع ،البنك عنده مال فيعطيك مالا ويريد مالا .
كيف هو يخزن الموضوع هو بطريقته الآن هو الآن درهم بدرهم بينهما حريرة، هذا الأمر ممنوع شرعاً لأن البنك ما يملك وأنت تذهب إليه ليس لأنه عنده سعلة أنت تذهب إليه لأن عنده مال.
لو كان عنده سلعة فاشتريت منه فلا حرج ،لكن البنك لما يبيع سلعة يقول لك هذا ليس عملي أنا مرخص أعطي مالا وآخذ مالا فقط ،أما ترخيص البيع والشراء من جهة أخرى فالمال الذي يعطى ويرد وهو مال وأُدخلت السلعة إدخالا صوريا لا حقيقيا هذا ممنوع.
وأما البيع الذي يكون فيه ملك لسلعة فهذا أمر لا حرج فيه.
الجواب: نعم ثبت عند أبي عبيد في كتابه “الأموال” أن العسل عليه زكاة، لكن يحتاج الأمر إلى تفصيل زائد ودراسة للأسانيد والآثار، لكن هناك آثار عن عدد كبير من التابعين تثبت زكاة العسل .
السؤال الخامس عشر : أخت تسأل وتقول أنا حامل والحمد لله بداية حملي قلت يا رب إذا جائني ولد أسميه أحمد على اسم نبينا صلى الله عليه وسلم وكنت في الشهر الثاني ثم أصبحت في الشهر الخامس وذهبت للدكتورة وعرفت أنه ولد، لكن زوجي رفض الاسم وقال نسميه عبدالله هل علي ذنب أو كفارة؟
الجواب: إن كان القول نذر وعقدت قلبك على النذر عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” إِنَّمَا النَّذْرُ يَمِينٌ، كَفَّارَتُهَا كَفَّارَةُ الْيَمِينِ “.
مسند أحمد
17340
مالفرق بين النذر واليمين؟ الأصل في النذر أن يوفى أما اليمين ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ “.
رواه مسلم 1650
في الشرع أيهما أعظم النذر ام اليمين؟
النذر ،لذا مدح الله المؤمنين وقال { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (7) }
اﻹنسان[ 7 ]
مدح الله المؤمنين الذين يوفون بالنذر فالأصل فيمن نذر أن يفي، فإن تعذر الوفاء فحينئذ يأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم *إِنَّمَا النَّذْرُ يَمِينٌ*
فأنتِ إن كان نذرا، وأما ان كان حديث نفس من غير تعقيد قلب فالأمر سهل ما عليكِ كفارة ،فإذا نذرتِ فاقنعي زوجك أن يكون اسمه أحمد فإذا ما استطعت أن تقنعيه أن يكون اسمه أحمد فحينئذ تأتي كفارة اليمين .