*السؤال السادس: أبي اختلط ماله بحلال وبحرام فهل لي أن آكل من ماله أو أركب سيارته وهل أنا ممن غُذِيّ بالحرام، بحثت كثيراً عن الجواب ولم أجد؟*
الجواب: لا، الجواب موجود، وكثير في كتب أهل العلم.
ووجدت *الإمام القرطبي* في تفسيره اعتنى بهذه المسألة عناية كبيرة في عدة مواطن .
لو أن الأخ يريد مثلا قراءة واستفاضة وبحثا، فأنا يسر الله لي أن عملت *كشاف لتفسير القرطبي*، وذكرت وجمعت كل المواطن وقد تصل إلى فوق ( ١٠ ) مواطن في تفسيره وذكر لهذه المسألة.
وشيخ الإسلام في الفتاوى كذلك هناك سؤال أن الحلال الخالص في زمنه متعذر.
*إعلم علمني الله وإياك لو أن الحلال أصبح عديماً أو عزيزاً وأطبقت السماء على الأرض وأصبحت الحرمة محكمة في تناول المال، فالفقيه والفطن يتناول حاجته حلالا*.
فالميتة عند الجوع كما يقول *الحافظ ابن حجر:* من أكلها عند الحاجة تكون في حقه حلالا، وشرب الخمر لما يغص الإنسان بلقمة ويخاف ويخشى من الهلاك ولم يجد ما يسوغها إلا شربة خمر ولم يجد غيرها فهي في حقه حلالا، وهكذا قال العلماء.
هذا الحرام الصافي، أما الحرام المخلوط فمن الورع أن يتركه الإنسان، والحلال مع الحرام المخلوط فيجوز أن تقبل هدية من كان ماله مخلوطا وأن تأكل طعامه وما شابه، فالمال المخلوط أمره واسع، وكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يتعاملون مع اليهود والنصارى في المدينة وكان يعرفون عنهم الهدية ويقبلون الهدية، والنبي عليه السلام رهن درعه عند يهودي وما شابه.
فالأحكام الشرعية تتعلق بالأفعال ولا تتعلق بالذوات، فالفعل الذي يجوزه ويجوِّزه الشرع يجوز للمسلم أن يقبله.
أنا الآن ما أتعامل مع أحكام تخص أشخاصا، أنا أتعامل مع أفعال تعرض على الشرع، فالمقبول منها مقبول والمردود منها مردود، يعني قد أتعامل مع مسلم معاملة تكون فيها إثم وقد أتعامل مع نصراني معاملة لا يكون فيها إثم.
فالأحكام الشرعية عند الفقهاء فالحكم هو الأفعال التي تخص المكلفين.
هذا هو الأصل في الفعل, المال الحرام الصرف يجوز للولد القاصر والبنت القاصرة والزوجة القاصرة أن تأخذ منه حاجتها، الولد المتكسب متى أصبح قويا واستطاع التكسب إذا كان مال أبيه حراما خالصا فحينئذ يجب عليه أن يتكسب بقوته ولا يجوز له أن يأخذ المال الحرام الخالص، أما الحرام الذي هو مخلوط فهذا مما يجوز للولد أن يأكل من مال أبيه لا سيما إذا كان قاصرا طالباً ضعيفا وما شابه؟ وكذلك الزوجة وكذلك الإبنة.
السؤال الخامس :ما حكم الصلاة في ثوب يظهر جزءا من العورة علما أن شخصا استيقظ من النوم وبقي عشر دقائق على فوات وقت صلاة الظهر فاذا قام بخياطة ثوبه فات وقت الصلاة ؟
الجواب:
اخونا يتخيل المسألة، يعني واحد ما عنده الا ثوب اذا اشتغل بخياطته فاتته الصلاة .
ما حكم كشف العورة؟
قال علماؤنا رحمهم الله تعالى بناءا على حديث عمرو بن سلمة
عن عمرو بن سلمة قال قال لي أبو قلابة : ألا تلقاه فتسأله ؟ قال فلقيته فسألته فقال : كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم : ما للناس، ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون : يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه . أو : أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام، وكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون : اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح، بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال : جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقا، فقال : ( صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا ) . فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي : ألا تغطون عنا است قارئكم ؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص .
الراوي:عمرو بن سلمة المحدث: البخاري -المصدر:صحيح البخاري – الرقم:4302
،فقال بعض اهل العلم أن ستر العورة واجب على المستطيع ،
اما غير المستطيع ما عليه شيء، فلو تصورنا مسألةً ان الرجل انشغل بخياطة ثوب يستر عورته على وجه التمام والكمال او ان يصلي الصلاة خارج وقتها فهذا الحديث يدلل على ان الواجب على المستطيع وان هذا ليس بمستطيع في هذه الحالة .
والمسألة اشبه كما قلت انفا اشبه ما تكون بمسألة نظرية والمفتي اسير المستفتي وانا اسير الفاظ من يسأل
*السؤال الرابع :مات عم لي الاسبوع الماضي ليلة الجمعة فهل ليوم الجمعة أو ليلتها فضيلة؟*
الجواب:نعم، *من علامة حسن الخاتمة أن يموت الانسان في يوم الجمعة وليلة الجمعة.*
لا إله إلا الله.
*وهذا يدل على فضل الجمعة، وهذا يدل على أن الفضل للمكان لذاته، وأن الفضل للزمان لذاته، خلاف ما يقوله المعتزلة، وخلاف ما تقوله الأشاعرة،* وهذا له تفصيل وكلام طويل، وله فروع.
لكن الذي يهمني في هذا المقام أن أقول: *أن الإنسان مجرد موته في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة قال العلماء رحمهم الله هذا دلالة على حسن الخاتمة،* والدليل على ذلك ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر*
إذا كان هذا اليوم من مات فيه ببركة هذا اليوم التي جعلها الله تعالى لصيقة به يصنع به هكذا *فكم هو غافل من جعل يوم الجمعة كسائر ايامه.*
*احرص على ان تملأ وقتك يوم الجمعة بالخيرات،* والذي يتعب أول النهار يأخذ الأجر آخر النهار.
لذا ما هو اجر من يتعب في العبادة يوم الجمعة ويحرص عليها ويكون فطنا؟
يستجاب دعاءه في آخر ساعة .
فالذي يتعب في الاول يُجز في الاخر .
وخير صلاة واحبها الى الله صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة ؛فهذه الصلاة التي صليناها هي أحب صلاة الى الله عزوجل ،ثم التبكير للجمعة، وقبل التبكير الغسل ثم التطيب، وقراءة سورة الكهف ؛ فالشرع ملأ لك يوم الجمعة، ثم جعل لك في آخره في أن يكون لك دعاء مستجابا.
*لذا كان السلف الصالح اذا أحد صلى صلاة العصر في المسجد بقي جالسا في مجلسه حتى تغرب الشمس،* ويكون بين ذكر وصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم حتى آخر شيء يرفع يديه، فكانوا يريدون البركات والخيرات، وكانت أمورهم معمورة مع رب البريّات سبحانه وتعالى.
*السؤال الثالث: في الصلاة الإبراهيمية هل يجوز أن نقول اللهم صلي على سيدنا محمد وهل يوجد فرق بين داخل الصلاة أو خارج الصلاة؟*
الجواب: أولا نبينا صلى الله عليه وسلم سيد الخلق كما ثبت في الصحيح، أنا سيد ولد الخلق.
النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق.
الصلاة أقوال وافعال مخصوصة فلا يجوز لنا أن نزيد أو نغير أو نبدل في الصلاة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا فلا يقول كما يقول الناس ان النبي صلى الله عليه وسلم ما قال قولوا اللهم صل على سيدنا محمد تواضع منه ،لا، ولو يريد التواضع ويجوز ان نقول اللهم صلى على سيدنا محمد في الصلاة لو كان الامر كذلك لفهم ذلك الصحابة ولصنع ذلك صحابته فهم اكثر الناس تعظيما لنبينا صلى الله عليه وسلم ،وتعظيمنا لنبينا صلى الله عليه وسلم هو حبنا له وهو تعظيم شرعي حب شرعي ندور معه ما امرنا به وما ارشدنا اليه، الاول وجوبا والثاني ندبا،
طيب خارج الصلاة هل يجوز ان نقول اللهم صلى على سيدنا محمد؟
لا حرج في ذلك.
طيب خارج الصلاة الفاظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هل هي توقفيه ؟ ما هي الصيغة الفاضلة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،ما هي ؟ الصلاة الابراهيمية.
طيب هل يجوز ان نقول اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هل هذا مشروع؟ مشروع، ما هو دليل المشروعية؟
اسمع الصلاة الابراهيمية لوانك تتبعت صيغها فيما ثبت في السنة هل الصيغ الثمانية المعروفة، هل تجد فيها اللهم صلى وسلم على نبينا محمد، كلها صلاة اللهم صلى واللهم بارك، اللهم صلى على محمد اله محمد واللهم بارك على محمد اله محمد، ربي جل في علاه يقول” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” هذه الاية ماذا تفيذ؟ انه يجوز لنا ان نصلى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بصيغة صلى وسلم، ولم نرى صيغة في السنة التي نقلت الينا وحفظت فيها الجمع بين الصلاة والتسليم فلا يبقى الا المشروعية في حق من قال اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وهذا امر يفتح لنا باب القول خارج الصلاة اللهم صلى على سيدنا محمد، فالأمر واسع خارج الصلاة، أما في الصلاة نقول ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم … والله اعلم
*السؤال الثاني: أخ يسأل يقول لقد ظهر في الشهور الأخيرة عند بعض شركات الاتصالات في هذه البلاد ما يسمى “برصيد الطوارئ” بحيث إذا انتهى رصيدك و أردت القيام باتصال هاتفي بالمحمول فإن الشركة ترسل لك رسالة بأنك تستطيع الحصول على رصيد طوارئ بقيمة دينار مثلاً على أن تقوم بتسديد القيمة في أقرب وقت و لكن ستدفع ديناراً و ربعاً، أي بزيادة ربع دينار؟*
الجواب: نريد أن نفهم لماذا هذه الزيادة.
فإذا كانت الزيادة من أجل الزمن فهذا فيه معنى *الربا*.
*فالربا* من *ربا* يربو، أي زاد يزيد زيادةً.
فالأصل في *الربا الزيادة* .
وأما إذا كانت الزيادة ( الربع دينار ) لها مسوغ غير الزمن فحينئذ ننظر في المسوغ و نحكم على المسألة بحسب ما ينقدح في نفس المفتي.
فإذا كانت الزيادة من أجل الزمن فهذا ممنوع.
و للأسف *الربا* فيما أخبر وثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم *الربا بضع و سبعون باباً*، صحيح الترغيب و الترهيب للعلامة الألباني.
فهنالك أبواب خفية في *الربا* و هنالك أبواب كبيرة وظاهرة وواضحة و الناس اليوم لا يتورعون ولا يتحرجوا في الولوج في الأبواب الواضحة من *الربا* فما بالك بالأبواب الخفية التي فيها الحيل.
*وشعار العصر اليوم المال والدنيا، والتحايل على تحصيل المال.*
ولذا قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: *إذا تباعيتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم،* قال العلامة الألباني صحيح بمجموع طرقه.
*والتبايع بالعينة هو نوع من أنواع التحايل على الربا.*
فالمسألة كما قلت، *إذا كانت الزيادة من أجل الزمن فهذا ربا، وهو حرام، قل أو كثر.*
السؤال:
أخ يسأل فيقول: أرجو التوضيح على حديث ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غير رمضان، وماذا يفعل هذه الأيام بالصلاة والوتر والعودة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصلاة ثماني ركعات أخرى في الحرم المكي، وهم يصلون الآن عشرين ركعة، أرجو البيان الصحيح؟
الجواب:
أولا بارك الله فيكم، خير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة.
وقد استشكل أهل العلم على هذا الحديث بحديث ابن عباس عند مسلم ذكره على إثر حديث عائشة، وفيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي ثلاثة عشر ركعة.
فكيف ما زاد عن إحدى عشرة ركعة وصلى ثلاثة عشر ركعة.
فقال أهل العلم جمعا بين ما ورد في الباب، قالوا رواية ثلاثة عشر اذا كان – صلى الله عليه وسلم – يصلي أول الليل تكون مع سنة العشاء، واذا كان – صلى الله عليه وسلم – يصلي آخر الليل تكون مع سنة الفجر.
النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي صلاة طويلة، ولذا قالت عائشة – رضي الله تعالى عنها – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن ولا طولهن.
ولذا رأى الصحابة -رضي الله تعالى عنهم – كما ثبت عند البخاري عن أنس أن صلاة الناس بعده ما كانت مثل ما هو معروف من هديه، فكان أنس يقول: لو أن النبي- صلى الله عليه وسلم – بعث فيكم ما عرف إلا هذه القبلة.
ما عرف الصلاة عرف القبلة.
وثبت في صحيح مسلم أن أول من مدَ في الصلاة عمر في صلاة الفجر، فصار في زمن الصحابة بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة من حيث الطول والقصر تختلف، فأول من مد في الصلاة عمر في صلاة الفجر، أصبحت صلاة الفجر فيها امتداد زائد عن باقي الصلوات.
أيهما أفضل الكثير القصير أم القليل الطويل ؟
يعني واحد يقول أنا أصلي ركعتين طويلات أو أصلي أربع أو ست ركعات قصيرات، أيهما الأفضل؟
علّمنا علماؤنا وقد ظهر لنا هذا في عدة أجوبة في هذا المجلس أن الأمر في التفضيل الصواب فيه التفصيل.
فلأهل الطاعات والخيرات
والبعيدين عن النجاسات والخطايا والموبقات الأفضل في حقهم التطويل.
وأصحاب الخطايا والمعاصي الأفضل في حقهم التكثير.
فقد صح أن الرجل إذا قام يصلي في الليل جيء بذنوبه فوضعت بين كتفيه، فكلما ركع وسجد تناثرت خطاياه عنه، وأحب الصلاة إلى الله طول القنوت.
هل ممكن أن تكون صلاة عدد ركعاتها أكثر وهي مفضولة على الصلاة التي ركعاتها أقل؟
نعم ممكن.
فلما تصلي مسبوق، ثم تقوم فتتم ما فاتك، فلو أنك عرضت صلاتك على صلاة من حضر أول الصلاة، أيهما أطول، صلاة المسبوق أم صلاة من حضر من أول التكبير؟
صلاة المسبوق.
أيهما أفضل؟
الأول.
يعني الكثرة لا يلزم منها التفضيل.
إمام يزيد على احدى عشر ركعة ماذا نصنع؟
ماذا نقول فيمن يزيد؟
نقول فيه ما كان معروفا في زمن التابعين، فمالك في الموطأ – رحمه الله تعالى – في كتاب الصيام ذكر أن التابعين كانوا يصلون ثلاثا وعشرين، بل ذكر في شروح الموطأ أنهم كانوا يصلون اثني وثلاثين ركعة، قالوا كان أهل مكة بين كل أربع ركعات يطوفون فكان أهل المدينة بين كل أربع ركعات يزيدون.
يا ريت أن تكون صلاتنا طويلة، وتكون هذه الصلاة الطويلة هي التي نقتدي بها بنبينا – صلى الله عليه وسلم – وهي التي نزكي بها أنفسنا ونهذب بها أنفسنا.
الإمام إن طوّل وإن زاد فنتابعه، وقد ثبت في حديث عثمان عند البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: يصلون فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فعليهم.
لا نستطيع أن نقول أن الزيادة على إحدى عشرة ركعة بدعة، لأن هذا كان هو المعروف في جيل التابعين، وتبديع جيلاً بتمامه وكماله مظنة دخول شر عظيم على الأمة.
القرآن وصلنا بالتواتر فإذا بدعنا جيلا انقطع التواتر، فإذا انقطع التواتر حينئذ مسلمات الدين لا تسلم لنا.
ولذا السؤال ، يصلّون ويوترون ثم يعودون هذا خطأ، هذا كان في سنة من السنوات، وكنت قد حضرت في مكة المكرمة وكان الإمام الشيخ السبيل رحمه الله، قام وقال جاءنا الشيخ ابن باز – رحمه الله – أن الوتر مرة وليس مرتين، أنا أدركت أنهم يوترون مرتين، وكانوا يقرؤون في القيام الثاني في كل ليلة بثلاثة اجزاء، كانوا يختمون في العشر، وكانت صلاة طويلة جدا، وكان الذي يصلي خلف الإمام في مكة عدد قليل من الناس، كان القيامان صلاتين مستقلتين يوترون مرتين، يوتروا في أول الليل وهذا له وجه فمن يحضر في القيام الثاني يكفيه، لكن فيما بعد أنا سمعت الشيخ السبيل رحمه الله يقول جاءنا الشيخ ابن باز ألا نوتر إلا مرة واحدة وأن نجعل القيامين قياما واحدا.
الآن لا يوجد وتر بالأول، الآن في صلاة ثم صلاة ثم عودة ثم يوترون مرة واحدة، وهذا ينطبق عليه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – “من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة”.
انت صلّ مع الإمام حتى ينصرف، وإنصراف الإمام ليس الإنصراف الأول، إنما إنصراف الإمام بالوتر. من صلى مع الإمام حتى ينصرف.
ما معنى حتى ينصرف؟
حتى يتم الصلاة وحتى يوتر وليس حتى ينصرف يصلي الصلاة الأولى ولم يوتر، هذا ليس الإنصراف الشرعي، وتجزيئ الصلاة قبل وبعد لا حرج فيه، لا حرج فيه، كان النبي – صل الله عليه وسلم – يقوم أول الليل ثم يقوم ثلثه ثم ثلثه كما في البخاري.
فتقسيم الصلاة في أكثر من وقت لا حرج فيه.
الخلاصة من يذهب إلى مكة ماذا يصنع؟
فهل نصلي ثمان ركعات، والثمان ركعات تصلى بريع ساعة الآن.
والصلاة الأولى – لا سيما – فيها شيء عجلة ، بل الصلاة الثانية فيها عجله الآن، حتى صلاة القيام في آخر الليل فيها شيء من العجلة،
فماذا نصنع؟
نصلي مع الإمام حتى ينصرف . لا تختلفوا على أئمتكم، لا تختلفوا على أئمتكم، لا تختلفوا على أئمتكم، فصلّوا الصلاة حتى ينصرف الإمام ثم إن أحسن فلكم وله.
وقلت هذه الصلاة الطويلة لو كانت قصيرة، فالقصيرة الطويلة أفضل لبعض الخلق، فالناس اليوم لا يطيقون الصلاة
– للأسف الطويلة-
للأسف كأنك تعذبهم إن أطلت بهم الصلاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
⬅️ مجلس فتاوى الجمعة.
20 رجب1439 هجري.
4-6- 2018 إفرنجي.
*السؤال العشرون: نحن مجموعة من النساء اختلفنا في مسألة دخول الأولاد الذكور على النساء والتحجب منهم، منهن من تقول بمنع الدخوب من سن العاشرة وهو سن وجوب الصلاة، ومنهن تقول من التمييز مهما كان عمره؟*
الجواب: طبعا الصغير تنطبع الصور في ذهنه، والصغير إذا دخل على النساء تنطبع صور النساء إذا كن متكشفات فهذه الصور تبقى في ذهنه إذا كان مميزا.
لذا المرأة أمام المميز لا تظهر عورتها، يعني لا تتبسط في خلعها لحجابها، تظهر وجهها وكفيها ويكفيها هذا.
يعني امرأة عند زميلتها لماذا تتكشف وتضع من ثيابها؟
إن أمنت أن لا يراها رجال ولا مميز من الصبيان فلها ذلك.
*السؤال التاسع عشر: هناك إنسان ظلمني كثيراً وأخذ من أموالي بالباطل والحياء واستغلني أبشع استغلال وأنا أدفع له من مالي كفاية شره، وضرني بأبنائي بتعليمهم طرق الضلال وأساليب الغش والفساد وزرع في عقولهم مالا يرضاه الله وأنا أدعو عليه ليل نهار بكل ألوان الدعاء من إنسان مبتلى مظلوم، فهل يحل لي أن أدعو عليه بما يشفي غليلي منه في نهاري وفي صلاتي ،وأشعر بالراحة عند ذلك؟*
الجواب: شيء عجيب.
طبعاً السؤال ناقص، وقد تكون المعصية مشتركة بين الرجل والمرأة، وقد لايكون.
لكن (إن الله لا يحب الجهر من القول إلا من ظُلم).
فيجوز لمن ظُلم أن يجهر بالسوء على من ظلمه وأن يدعو عليه.
والأحسن أن يدعو له.
وهنا مسألة( فمن عفا فأجره على الله وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها).
أيهما أفضل؟
قال العلماء *التفصيل*، إن عفوت ولا يترتب على العفو ظُلم واستمرار في المفسدة فالعفو أفضل، وأما إن علمت أنك إن عفوت عن فلان فعفوكَ يُطمِّعك فيه ويجعله يزداد في ظلمك فحينئذ يأتي وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
انتبه معي.
حتى يبقى العفو هو الأصل في نفس الإنسان جعل الله تعالى ردك للسيئة التي لحقتك من فلان جعلها سيئة من باب المشاكلة وهي ليست سيئة في الشرع،يعني بمعنى أن هذا العمل محمود و مشروع.
لكن كيف شرعه الله؟
شرعه بصيغة وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
لما قال سيئة حتى تبقى النفس نافرة من ما تسأل عنه الأخت ،فمع إنه مشروع إلا إن الله سماهُ سيئةً، فقال (وجزاء سيئةّ سيئةٌ مثلها).
فقوله سيئةٌ هذا من باب المشاكلة عند علماء البلاغة، وإلا هو مشروع، ولكن حتى لايكون هو الأصل في نفس البشرية ، فالأصل في النفس البشرية أن تميل إلى المسامحة وأن تميل إلى العفو.
*السؤال الثامن عشر: أخت تسأل تقول بفضل الله هداني الله للاستقامة والقرآن وزوجي على استقامة، و لكنه يسمع الأناشيد الدينية التي كلها موسيقى وعندما أكون معه أغلق المسجل خوفا على أولادي لأنني انبههم دائما لخطورة المعازف فيغضب ويتهمني بالتعصب وتعقيد الأولاد، ماذا تنصحني يا شيخ؟*
الجواب: *والله الذي لا إله إلا هو من شرح الله صدره للطاعة، وامتن الله عليه بانشراح صدر زوجته وأولاده لطاعه الله عز وجل فهو في نعمه لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، من ظن أن نعمة الله عليه إنما هي في المأكل والمشرب والمنكح فهذا عنده تفكير البهائم، لا تظن أن فضل الله عليك في المال، وأن فضل الله عليك في الطعام والشراب فقط، فضل الله عليك أن يشرح صدرك وأن يشرح صدر زوجك وأن يكون البيت فيه ديانة وفيه طاعة، وأن تكون الطاعة وشرع الله عز وجل هو الحكم وهو الظاهر في هذه الأسرة، هذه نعمة ومنة لا يعلمها إلا هو سبحانه.*
أولا: صدق النبي ﷺ كل من يسمع أو يحلل الغناء أو يقول لمن حرم الغناء متعقد و ما شابه فقل صدق رسول الله ﷺ.
لأن النبي ﷺ قال: *” ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة ، فيقولون : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، و يضع العلم ، و يمسخ آخرين قردة و خنازير إلى يوم القيامة “.*
السلسلة الصحيحة (٩١)
فابقي يا أختي علي ما أنت عليه وتناقشي مع زوجك نقاش واضح، *وتسلحي بسلاح *كتاب تحريم الآت الطرب، لشيخنا الألباني رحمه الله،* فقد درس المسألة دراسة من أعمق الدراسات واحاط بالأدلة النقلية وبكلام العلماء، ومما قال في كتابه رحمه الله تعالى يقول: *أخشى أن يأتي على المسلمين يوم يستنكرون فيه تحريم الغناء،* وكان هذا هو سبب تأليف الكتاب حتى يسلّح طلاب العلم بالأدلة.
فتسلحي بالأدلة الشرعية، وناقشي زوجك نقاشا علميا.
وأما التعقيد، فما شأن التعقيد في موضوع الغناء؟
الغناء كما يقول الفضيل بن عياض *”رقية الزنا”.*
لذا الذي لا يستطيع أن يزني والعياذ بالله يأخذ دواء لعدم زناه.
ما هو هذا الدواء؟
الغناء.
لذا الغناء شعار الفجرة من قديم.
ولذا قال العلماء من اشترى امة أو جارية فوجدها مغنية فله أن يردها قالوا لأن هذا عيب، فالغناء رقية الزنا.
ولذا لا يجتمع في القلب قطعا -وهذا أمر المعروف بالتجربة- لا يجتمع في القلب حب القرآن وحب الغناء.
ترون واحد جمع بين القرآن والغناء، دائما أهل القرآن يبغضون الغناء.
ودائما أهل الغناء لا يقدرون على القرآن، لا يقرؤون القرآن، لا يقرؤون القرآن.
وكلام الإمام ابن القيم في حكم السماع رحمه الله تعالى يقول« الغناء قرآن الشيطان ».
ومن اقترن بقرآن الشيطان لا يتأثر بقرآن الرحمن.
لذا قرآن الشيطان وقرآن الرحمن لا يجتمعان.