السؤال الواحد والعشرون:
هل حديث : “كلوا من هذه الشجرة وادّهنوا منها ” صحيح ؟
الجواب :
نعم صحيح
فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة. ورواه أحمد والترمذي أيضاً من طريق أبي سيد رضي الله عنه، والحديث صححه شيخنا الألباني _رحمه الله_
بمجموع طرقه.
ما هي الشجرة ؟
_شجرة زيت الزيتون_
*كلوا الزيت وادهنوا منه ، ماهذا؟*
*هذا أمر إرشاد وليس أمر وجوب*
لأن زيت الزيتون ليس موجودا في كل البلاد، والشريعة عامة .
وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
والأطباء يقولون :
من أسباب طول العمر ، من أسباب التعمير أكل زيت الزيتون والإدهان به ، ويقولون هنالك أغشية بين الخلايا لا ينمّيها ولا يقوّيها إلا الإدّهان بزيت الزيتون.
المؤمن ليس بغافل، المؤمن يقظ فلما تجلس تأكل تفطر أو تتعشى وأمامك زيت وزعتر وتنوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
“كلوا الزيت وادهنوا به
فإنه من شجرة مباركة” .
وتأكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا
،فأنت تأكل وتؤجر أن تكون في عبادة، يعني تصنع هذا والأجر قائم في حقك إذا احتسبت .
كذلك ما يسمّى في إدّهان الزيت، جدّاتنا رحمهن الله كن حريصات على صنيع هذا مع الأطفال.
اليوم كثير من الأطفال ما يوضع زيت على بدنه تضع الزيت على بدنك
– تعمل لك حمام زيت يعني – هذا أمر حسن هذا أمر نافع وأمر يدخل عليك الراحة والسرور .
*السؤال السادس عشر: ما حكم من سمّى قبل شرب الخمر او الدخان؟*
الجواب: هل الخمر كالدخان؟
الخمر تواترت النصوص على تحريمه، و هو من المعلوم من الدين بالضرورة، و من استحل الخمر كفّرناه.
أما من استحل الدخان ضلّلناه وما كفّرناه.
فاذا واحد قال إن الدخان حلال ما نقول أنت كافر، نقول هذا الكلام فيه ضلالة.
أما واحد بيننا لا قدر الله يكون بيننا ويقول أن الخمر حلال او الزنا حلال هذا يكون كافر و العياذ بالله .
لما الرجل يشرب ماء و يقول بسم الله أو ياكل طعام و يقول بسم الله ما المعنى؟
ما معنى قول العبد إن شرب ماء أو اكل طعام بسم الله؟
معناه يا رب اشرب هذا الماء باسمك فأنت الذي حللته لي.
لما يطأ الرجل زوجته فيقول بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ما معناه؟
معناه يا رب أنا اطأ باسمك لأنك أنت يا رب الذي حلّلت لي هذا العمل.
إنسان يشرب خمرا و يقول بسم الله هذا فيه استحلال.
رجل يزني و يقول بسم الله هذا فيه استحلال.
*فما لم تكن هنالك شبهة في صنيعه فقوله قول كفر لا يخرجه من الملة حتى تقوم عليه الحجة.*
أما من وطأ بشبهة أو شرب شيئا بشبهة و قال بسم الله فلا يكفر.
مثلا إنسان استحل فرجا وهو يظن أنه في دين الله حلالا ثم تبين له أنه ليس كذلك أو شرب شيئا و هو يظن أن هذا الشيء حلال ثم تبين له خلاف ذلك فلا يكفر .
فقول بسم الله قبل الحرام ففيه الاستحلال، *واستحلال الحرام كفر،* لكن لا يكّفر الا بعد أن تقام عليه الحجة.
*سؤال من احد الحضور: هل نستطيع يا شيخنا أن نلحق بمن يقول بسم الله على فعل أصله صحيح كالوضوء مثلا والصلاة و قراءة القرأن إلا أنه لا يتقن الوضوء فيقول بسم الله تم يتوضأ و ضوء ليس صحيح؟*
الشيخ : هذا ما يقال عنه كافر، هذا يفعل طاعة وهو يفعل طاعة على الوجه الذي احله الله ولكن هو مخطىء هذا يحتاج إلى تعليم، الجهل في حق هذا واضح هذا يحتاج إلى تعليم.
لذا من مقتضيات بسم الله في الطاعات و العبادات أن تحسّنها و أن يسبقها تعلم أحكامها، و إلا فقولك ناقص.
*السؤال السادس عشر: اشتهر في بلادنا عبر وسائل التواصل طبيبان دكتور ودكتورة أعلنا حفل زفافهما وفي حفل الزفاف إشارة إلى أنهما يعظمان الشرع ولله الحمد والمنة ووقع دعوة شديدة وبعبارات فيها تحريض أننا لا نريد أن نصنع وليمة عرس وإنما نريد أن نطعم أيتاماً فهل هذا العمل صحيح ؟*
الجواب: ليس بصحيح.
وأن يتعبدوا الله بذلك ليس بسديد.
الولائم عند العرب لها حالات ولها أسماء، ونظمها الشعراء الفقهاء، وكتب فيها *فصل الخواتم في أنواع الولائم لإبن طولون* وهو كتاب مطبوعا.
فوليمة العرس لا يجوز أن تكون سرّاً، وأن لا يعرفها الناس.
قال العروسان في الدعوة لن نأكل منها نحن العروسان ولا أهلونا ولا ذوونا والحالة حالة فقر ونطعم فيها الأيتام.
طعام اليتيم مأدبة.
ومن السنة بل بعض أهل العلم أوجب على المستطيع الوليمة والوليمة تكون بعد البناء لا قبله.
في عادات كثير منا في بلادنا قبل أن يبني وأن تزف الزوجة إلى الزوج وقبل الإجتماع بينهما يطعمان وهذا خطأ، *الصواب أن يكون الإطعام بعد البناء.*
والوليمة تكون من أجل إشهار النسب والشرع حريص على إشهار النسب.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة قوله: *روى البخاري (5177) ، ومسلم (1432) – واللفظ له – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ ، يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا ، وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ ) ، إلا أن البخاري أوقفه على أبي هريرة رضي الله عنه ، ولفظه : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ) .* فما الذي يمنع أن يحضر الفقير وليمة العرس، ويحضرها الغني، والطعام فيه السرور والبهجة الذي يدخل على نفوس الناس.
يقول *الإمام مالك* رحمه الله: *لم يعرف السلف الصالح في أعراسهم ضرب الكف بالكف ولا ضرب الكف بالدف ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال.*
فهذا صنيع النساء.
وإنما كانوا يعرفون الوليمة ويجتمعون على الوليمة.
النبي صلى الله عليه وسلم لما بنى *بصفية* رضي الله عنها في السفر وهو راجع من فتح خيبر أولم، وما أولم بلحم: وقال العلماء لا يشترط العدل في الوليمة ، يعني من تزوج بأكثر من زوجة فتزوج مرة وهو فقير ومرة وهو غني فلا يلزم أن تكون وليمته وهو غني كوليمته وهو فقير، فهذا الذي يتعبد الله تعالى به.
بل قال الفقهاء بل أدركنا على هذا الآباء وهو مما أخذوه من الشرع قالوا: *يسن الإطعام في الزواج مرتين* ؛ عند عقد العقد وهذا نوع إشهار، وعند البناء .
فالشاهد الأصل أن ندور مع الشرع، و وجود الفقراء وحاجة الناس للإطعام لا يمنع أن يكونوا في الوليمة، وأما ان لا نشهر الطعام، ونجعل الطعام خاصاً بالأيتام ويرسل إليهم في بيوتهم أو في أماكن إقامتهم، و لا يشهر الزواج، هذا أمر ليس بسديد وليس بسديد.
*السؤال الخامس: أنا أعمل في محمص منذ سنوات وأبيع مشروبات طاقة مثل الرد بول الخ ومشروبات شعير مثل الباربيكان، فما هو الحكم في ذلك؟*
الجواب: الأصل في المطعومات والمشروبات الحل، وإذا حرمنا نحتاج إلى دليل أو نحتاج إلى قاعدة عامة تردُ هذه المشروبات إليها، وهذه القواعد تكون مأخوذة إما من نصوص وإما من مقاصد الشريعة.
ما يخص السؤال حديث ثابت عند أبي داوود وأحمد وغيرهما عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: *ما أسكرَ الفرق منه فحثو الكف منه حرام.*
العلة في تحريم المشروبات هي العلة في تحريم المطعومات.
فالخمر ليس حراما لسيولته، ولا لرقته ولا لونه، وإنما الخمر حرام
لأنه يخمر ويسكر العقل.
فالسكرُ هو العلة التي يدور معها الحكم سواء أكانت في المشروب أو كانت في المطعوم.
يعني الحشيش حلال أم حرام؟
حرام.
*والزركشي* ألف فيها كتابا، و*لشيخ الإسلام ابن تيمية* فيها فتاوى.
والحشيش قديما أصحاب الطرق كانوا يتعاطونها ويغيبون عن الناس ويزعمون أنهم يتواصلون بالله عز وجل، هذا كان معروفا عندهم قديما.
*الحشيش حرام لوجود علة السكر فيها.*
علماؤنا يقولون أيهما أشد حرمة الحشيش أم الخمر؟
ماذا تعلمنا بالتفضيل؟
التفصيل، التفصيل: قال علماؤنا حرمة الحشيش في حق متعاطيها أشد إثما وأشد ضررا من حرمة شرب الخمر في حق متعاطيها، وشارب الخمر أشد ضررا على المجتمع من شارب الحشيش.
من يشرب الخمر يضر الناس أكثر من شارب الحشيش، ومن يشرب الحشيش يضر نفسه أكثر من شارب الخمر.
فهذا هو التفصيل في أيهما أشد حرمة.
نرجع إلى السؤال، النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: *ما أسكر الفرق.*
الفرق مكيال.
نرجع إلى العرب، العرب كيف كانت تشرب الخمر؟
هل كان هناك ماركات للخمر؟ ماركات دولية واستيراد خمر من الخارج؟
لا، ما كان عندهم هذا، كانوا يصنعون الخمر.
العرب كيف كانت تصنع الخمر؟
تصنع الخمر وجبات.
ماذا يعني وجبات؟
يعني واحد يصنع الخمر لأسبوع، فكان هذا الذي يُصنع يسمى *فرق*.
الفرق في كتب شرح سنن أبي داوود في كتب المكاييل والموازيين يقولون الفرق *عشرة لتر وقليل*، يصنع عشرة لتر من السائل وثمانية لتر وقليل من الجامد.
النبي – صلى الله عليه وسلم- يقول ما أسكر الفرق.
يعني لو أخذنا كحول، نسبة الكحول في العشرة لتر وتعاطاها إنسان أو شرب العشرة أو وصل دمه الكحول التي في العشرة لتر، فإن أسكر كان حراما، حثو الكف حراما، وإن لم يسكر لم يكن ذلك حراما.
وهذا الحديث تقييد للحديث المشهور على ألسنة الناس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: *ما أسكر كثيره فقليله حرام.*
ماذا يعني كثيره؟
ما حد كثيره؟
الفرق.
يعني ما أسكر كثيره هذا اطلاق، وهذا الاطلاق قُيد بقوله – صلى الله عليه وسلم – ما أسكر الفرق.
ما المطلوب منا؟
أنا أدلكم الآن على طريقة عملية، المطلوب منا نحضر عشرة لتر من هذه العلب التي يسأل عنها الأخ، أو نعمل عملية حسابية ، العلبة الواحدة كم؟ وكم فيها نسبة كحول؟ ثم ننعمل نسبة وتناسب، لما يصبح عندنا عشرة لتر ونصف الذي هو الفرق من السائل
فكم فيه نسبة من الكحول؟
وهذه النسبة إذا وجدت في دم الإنسان هل يصبح مخمورا أم لا يصبح مخمورا؟
وبناءا على النتائج نعرف هل هذا مشروب الشعير هل هو حلال ام حرام؟
الأحسن من هذا كله، أنت اعمل *تلبينة،* وعائشة تقول كما في الصحيح *عليكم بالتلبينة فإنها تجم الفؤاد.*
يعني التلبينة من الطعام المفرح،
فهناك روائح مفرحة مثل الريحان، وفي طعام مفرح يجم الفؤاد.
فعائشة تقول عليكم بالتلبينة، التلبينة شعير ينظف ويطحن يصبح مسحوق، ثم يغلى ثم يوضع معه عسل، واليوم الله أكرمنا ووسع لنا في دنيانا، ممكن توضعه مثل المهلبيه وتوضع عليه فستق حلبي وبعض المروجات له، وتأكله مثل المهلبية.
الآن السؤال نحتاج أن نجيب عنه، هذه العلب نسبة التخمر فيها يختلف باختلاف طرق تخزينها وعمرها، أخذنا عينات من السوق وارسلناها للمختبرات وعملنا فحص، وعملنا الحسبة التي ذكرتها لكم، ووجدنا أن هذه العلب كلما قدمت في تخزينها وتصنيعها ظهرت فيها ما يقضي القول بتحريمها.
وإذا كانت حديثة عهد بصنع فأمرها سهل، فلا يوجد بها تلك النسبة، ولعلها إن خرجت من المصنع تكون في الأيام الأول فيها تكون نسبة الكحول تكاد تكون صفرا.
*ولذا إطلاق القول بأن هذه الأسماء التي سأل عنها الأخ حلال أو حرام فيها تجوز وعدم وعدم دقة، والصواب الفحص وعمل معادلات جديدة ولكن هذه المعادلات فيها عوامل صعب أن يعرفها المشتري ومنها طريقة التخزين، يعني تختلف في طريقة التخزين، أو بمكان التخزين وما إلى ذلك.
*فأنا الذي أراه والله تعالى أعلم أن نتجنب هذه الأشياء.*
السؤال الخامس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما أنا فلا آكل متكئا”رواه البخاري.
قال ابن القيم بعد أن ساق انواع الجلسات قال عن الاتكاء عند الاكل أي متربعا فهو من جلوس الجبابرة المنافي للعبودية .
السؤال هل يفيد كلامه تحريم الجلوس متربعا ؟؟
الجواب: لا؛ أولا ما ورد في الحديث أن النبي عليه السلام نهى ولكن قال أنا؛ فمخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو مخالفة هدي النبي عليه السلام في شيء ما هذا لا يقال عنه إلا أنه مكروه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينام على جنبه الأيمن وأن رجلا نام على جنبه الأيسر ما الحكم؟
ما ورد حديث أن ناموا على أيمانكم فهذا فعل مكروها ولا يقال حرام .
النبي صلى الله عليه وسلم يقول “أنا لا آكل متكئ”.
اختلف أهل العلم في معنى الاتكاء فمنهم كابن القيم وسبقه بعضهم قال لا آكل متكئا أي متربعا .
ومنهم من قال المتكئ من كان نائما كما ورد في حديث خباب ابن الأرت في صحيح البخاري قال :” جئت والنبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فجلس”
كان متكئا فجلس ،فالمتكئ في ظاهر الأحاديث من يكون مائلا إلى جنب سواء كان نائما على جنبه الأيمن أم الأيسر.
فالإنسان يأكل وهو نائم هذا فيه ترف أما التربع أي الإنسان يجلس متربعا فما ورد شيء في التربع بخصوصه، ماورد شيء، ومن قال أن المتكئ كالمتربع ينازع ينازع في كلامه ، يقال لماذا لا يقال فأنا لا آكل متكئا كما ورد في الأحاديث الأخر كان متكئا فجلس فالإتكاء هي صفة فيها كراهة وهي صفات أكل الجبابرة يأكل أو يشرب وهو متكئ على اليمين أو على الشمال.
*السؤال الأول: فقد سألني غير واحد من إخواننا في مسائل متفرقة يجمعها أصل واحد، ويتفرع عنها عشرات المسائل ، ولكن في واقع الحياة تظهر بعض المسائل، فتكون لصيقة بهذا الأصل على وجه أكثر من غيرها ، من الفروع:*
*أخ يقول: أنا أعمل كهربائيا هل يجوز لي أن أمدد خطوط النت وما شابه؟*
*وأخ يقول: طلب مني أن أؤجر مكانا لي في وضع الأبراج لشركة اتصالات، فهل يحل لي أن آخذ هذا المال، وإن صنعت فهل هذا حلال أم حرام؟*
*وأخ يسأل ويقول: أنا أبيع بطاقات الخلوي، فهل بيعي لهذه البطاقات حلال أم حرام؟*
إلى آخر مايمكن أن يتفرع من مثل هذه الأسئلة على أصل مذكور عند أهل العلم.
فالشيء الذي يستخدم في الحلال والحرام يبقى على أصله.
والأصل في المعاملات الحل.
خذ مثلا (مثال سهل )*بيع الشفرة* في السوبر ماركت.
ما هو حكم بيع الشفرة ؟
حلال أم حرام ؟
الأصل الحل.
لكن رجل بعينه، بملابسات معروفة عند البائع، سيشتري شفرة ليؤذي الناس ، هل يحل له أن يبيعه؟
لا ؛ لهذه الملابسات.
وإلا الأصل الحل، *والإثم على المستخدم وليس الإثم على البائع .*
الشيء الذي يستخدم في الحلال والحرام يبقى على أصله، والأصل الذي يبقى عليه هو الحل.
*ولذا كل الأسئلة المذكورة سابقا الأصل فيها الحل.*
اليوم *النت* لا يستخدم في الحرام الخالص، و قد لا يستخدم في الحلال الخالص، ولعل غالب الاستخدام مخلوط، *يستخدم في الطاعة*، ويستخدم في ما هو حلال، كالتجار، فبدل من أن يعاين البضاعة ويسافر لمعاينتها، قد يعانيها وهو جالس على النت، وقد *وقد يستخدم في الحرام.*
الاستخدام في الطاعة صاحبه مأجور ، ومن ركبه مأجور، في أي صورة من الصور مأجور ، حلال حلال ، *أما الحرام فالإثم على من يستخدمه،* إلا إن قامت قرائن خاصة بشخص معين بمعلومة متيقنه أن هذا لا يستخدم إلا في الحرام، فحينئذ نقول في حق فلان الواجب عليك أن تنكر.
يعني بيع *الخبز وبيع اللحم وشوي اللحم حلال* ، لكن جاءك رجل ومعه *خمر* وقال لك: الان اشو لي كيلو لحم، الواجب عليك الإنكار، الواجب عليك أن تنهره، وبياع الخبز كذلك لا يبيعه خبز.
*لذا دائما فاعل المعصية في المجتمع السليم الذي فيه حياء مقهور مغلوب على أمره، لا يرفع له رأسا، فسيجد من ينكر عليه في كل باب يريد أن يطرقه وأن يسير إليه.*
إن غلب الحرام على الاستعمال فالورع ألا تفعل، لكن لا تقل حرام، لا تؤثم الناس.
فبعض الشباب مجرد ما بعض الناس يستخدم الهاتف الخلوي في حرام يقول لك: بيع الهاتف حرام، وبيع بطاقات الشحن حرام، فهذا خطأ، فهذه طريقة في الفقه غريبة عجيبة لا توجد عند فقهائنا وعند علمائنا، *فالفقه في أصله مأخوذ من رخصة من ثقة.*
و قواعد أهل العلم في أن المعاملات الحل وتبقى على ما هو عليه.
وهذه مسائل كما قلت لكم تشمل مئات الفروع من المسائل.
يعني بائع الملابس، خصوصا الملابس النسائية عمله حلال أم حرام ؟
حلال، الأصل في بيع الملابس الحل، الأصل في المعاملات الحل ، فليس مطلوبا منه كلما جاءت امرأة تريد أن تشتري شيئا يفتح لها محضر ويعمل معها تحقيق، لماذا تريدين شراء هذه الملابس، وماذا ستعمل بها.
وبيع العطور، فالأصل في بيع الطيب الحل ، لكن جاءت امرأة لبائع يفوح منها العطر، الواجب عليه الإنكار، وإن غلب على ظنه بالقرائن أن هذا العطر سيستخدم بالحرام، فيكفيه البيان.
*فمن أراد أن يحولنا عن الأصل و هو الحل إلى الحرمة هو الذي يحتاج إلى مسوغ لهذا التحول، وهذا المسوغ يدرس ، على حسب القرائن التي تحولنا من الأصل إلى الظاهر.*
انظروا إخواننا إلى دقة علمائنا، هذا الكلام الذي نقوله كله عليه أدلة.
ودليله حديث لا يخطر إلا في بال الفقيه، حديث ذي اليدين، لما النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أو العصر، *والراجح الظهر في الروايات الحديثية،* فسلم النبي صلى الله عليه وسلم على رأس ركعتين، فهاب أن يكلمه كبار الصحابة، فقام رجل يقال له *ذو اليدين،* له يدان طويلتان، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أقصرت الصلاة أم نسيت؟
الصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفوا عندما سلم النبي صلى الله عليه وسلم على رأس ركعتين في واقع حالهم (لا بلسان جدالهم) اختلفوا في واقع حالهم إلى ثلاثة أقوال:
*القول الأول:* صلوا ركعتين فخرجوا، قالوا الوحي ينزل والصلاة تتغير والنبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بناء على وحي من الله، فخرجوا.
لذا وردت رواية عند أبي داوود يصححها شيخنا الألباني رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جمعهم بعد الذي جرى بينه وبين *ذي اليدين* جمعهم بإقامة جديدة، يعني النبي في تلك الصلاة صلى الله عليه وسلم أقام للصلاة مرتين، قبل أن يدخل في الصلاة وبعد السلام ، لأن هناك أناس خرجوا على رأس ركعتين .
وهناك ناس هابوا أن يتكلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في قلوبهم أن سهوا وقع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك أناس استفصلوا، كصاحب ذو اليدين ، فقال أقصرت الصلاة أم نسيت؟
ففي ناس *أخذوا بالظاهر*، *وفي ناس أخذوا بالأصل،* *وفي ناس لما تعارض الأصل مع الظاهر استفصلوا.*
أيهما أكثر الناس توفيقا، عند مخالفة الأصل مع الظاهر؟
*الاستفصال*، تطلب التفصيل.
فبعض الناس يتعامل مع الأمور بالظاهر ، ويعطي حكم على ما رآه، فيمنع أو يجوز على ما رآه.
نحن مسألتنا الآن لا تخص شخصاً بعينه، بل تخص مجموعة من الناس، وهؤلاء المجموعة مبهمون بالنسبة للبائع، لكن بالواقع ومعرفة حال الناس يعلم أن البعض يستخدم بالحلال، والبعض يستخدم بالحرام.
هذا الأمر لا يسعف أن يحول الأشياء عن أصلها، وهي الحل.
ففي كل هذه المسائل الأصل فيها الحل.
يعني واحد يعمل في الدهان أو في الكهرباء أو في الألمنيوم أو في الحديد في فندق، فالأصل في عمله الحل، احضروا الكهربائي أو الحداد وبدأ في مكان غريب للقياسات أو الهندسة، فهو يستفصل قال ما هذا ؟
قال : هذا بار.
قال: لا هذا حرام، مادام هذا بار هذا حرام أن اشتغل فيه ، البار يستخدم على وجه واحد أم على أكثر من وجه؟
على وجه واحد، وهو الحرام ، فحينئذ نقول: *ولا تعاونوا على الأثم والعدوان،* لأن مثل هذا لا يستخدم إلا في الحرام ، ما عدا هذا الأصل الحل.
ومن أتقن هذا الكلام الذي نقوله الآن يجيب على ألوف المسائل.
طباخ يطبخ في فندق، وواحد يورد طعام على فندق، وواحد يورد فواكه في فندق، هل عملهم حلال ولا حرام؟
حلال.
واحد يشتغل في فندق وقال صاحبه تعال احمل الخمر.
قال له: لا، فالنبي عليه السلام لعن حامل الخمر، وواحد يعمل ويرى الخمر ، الواجب الإنكار.
*أحكام الله فوق الخلق، لكن لا يجوز لنا بحكم كثرة الحرام أن يصيبنا ردة فعل تخرجنا عن تقعيدات أهل العلم.*
*بعض الأبناء الصغار يتمردون على آبائهم؛ لأن عنده تلفزيون ، فالتلفزيون صار أمره سهل بالنسبة إلى غيره، أنت الآن أؤمر، وأنهى ، وتكلم بنفس هادئ وحقيقة علمية وصحيحة إذا رأيت منكرا، إذا لم تر منكرا فالتلفاز قد يستخدم الآن بالحلال، أنت اﻵن لا تريد أن يدخل التلفزيون بيتك فهذا ورع منك .*
وأول ما خرج *التلفزيون* كان بعض الناس يعزم عليه ويقسم عليه: *يا أيها الجني أخرج من هذا الجهاز* قال هذا جني.
هذا أمر موجود، وواقع كان موجود عند بعض الفقهاء، لما يقولوا عن التلفون عن الراديو، قالوا هذا جن يتكلم، اعزم عليه واقرأ عليه واقسم عليه بالله أن يخرج.
لا ما يخرج، لو تقرأ كل القرآن مليون مرة ما يخرج، لأن التكييف المتصوره المتكلم على هذا الجهاز هو خطأ.
*من أراد أن يتورع فأمر طيب، الورع حسن، لكن ليس لك أن تتعدى على أحكام الله جل في علاه.*
*فالأمور التي تستخدم في أكثر من طريقة الأصل فيها الحل، وإلا أنت تؤثم نفسك إذا اشتريت هاتفا، وإذا هو باع الهاتف، فأنت شراءك للهاتف مشكلة.*
فهذه مسائل أحببت أن أذكر إخواني فيها.
وكان السؤال الملح، هو استأجار سطح البيت، لتقوية البث للخلوي، فالأصل فيه الحل.
*السؤال الثامن عشر: سائل يقو: هل ورد في فضل ماء زمزم شيء وهل ثبت أنها طعام طعم وشفاء سقم؟ وإنّي أحبكم في الله.*
الجواب: أحبك الذي أحببتني فيه.
أما زمزم فثبت فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :*”ماء زمزم لما شرب له”،* صحيح ابن ماجة (٢٤٨٤).
وكان التابعي *سفيان بن عيينة* أبو محمد الهلالي رحمه الله، وهو من كبار علماء الحديث، كان عسرا في التحديث، فجاءه شاب فقال : يا أبا محمد، هل كلام النبي صلى الله عليه وسلم : *”ماء زمزم لما شرب له”* صحيح؟
فقال: نعم صحيح .
قال: إني شربت زمزم قبل قليل لتحدثني.
قال: اجلس، فأجلسه وأملى عليه بضعا وثلاثين حديثا، أخرجه الدينوري في المجالسة.
*فماء زمزم لما شرب له*.
وثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ماء زمزم : *”طعام طُعم “* ففي الحديث برقم 1162 في صحيح الترغيب والترهيب – عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم *”زمزم طعام طعم وشفاء سقم “*رواه البزار بإسناد صحيح.
يعني ماء زمزم يغني عن الطعام، وهذا يلتقي مع القرآن فرَبّي قال في قصة طالوت وجالوت في القران عن الماء : *”ومن لم يطعمه فإنّه منّي”.*
فالماء طعام ، وأهم ماء طعام ماء زمزم .
وثبت أن بعض الأصحاب من مكث أربعين يوماً لا يشرب إلا زمزم يقول: *فتكسّحت أضلاع بطني،* يعني شعر بسمنة، يعني صار له بطن، وهو لا يأكل ولا يشرب إلا بزمزم .
*وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل زمزم من مكة إلى المدينة،* “عن عائشة رضي الله عنها أنها : كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله” جامع الترمذي (٩٦٢) وصححه الشيخ الالباني.
فمن قال: *إن بركة وخاصية زمزم خاصّة بمكة، وأنّها إن حملت خارج مكة فإنّ خاصيّتها تزول هذا قول ليس بصحيح،* فالنبيّ صلى الله عليه وسلم كان يحمل معه زمزم من مكة إلى المدينة .
فزمزم ماءٌ مبارك.
ولذا بعض أهل العلم منع الاستنجاء بماء زمزم، وقصة واردة في والصواب أنه يجوز الاستنجاء و الاغتسال والوضوء بزمزم .
وكان العباس يقول: وهو الذي كان على السقاية، وهو الذي كان يسقي الناس، كان يقول: *هي *حِلّ وبِلّ*، يعني لك أن تغتسل بها، وأن تتوضأ منها، وما شابه ولا حرج في ذلك .
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
30 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 16 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1944/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
السؤال السادس عشر: عندنا أخ في الله، زوجته ترفض إدخال السمك في بيته ولا تطبخه، لأنها تكره رائحة السمك ولا تُطيقه، هل له أن يهجرها في الفراش؟
الجواب: يا أحبابنا يا إخواننا، النبي ﷺ يقول: *لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ*. رواه مسلم 1469.
ما تَهجُر زوجتك ولا تُبغِض زوجتك لأنها ليست تفصيل على ما ترغب، قد ترضى منها شيئا، وقد تكره منها شيئاً آخر .
وبعض أخواتنا أيضاً في الحقيقة يعني مزعجات، فامرأة مثلاً عليها قضاء ( جاءني سؤال بالأسبوع الماضي )، يقول: أنا مرهَق ومتعَب وأشتغل في بيئة مقلقة وأحتاج إلى زوجتي، وآتيها في يوم السبت فقط ، أجد زوجتي تصوم قضاء، هل يجوز هذا الصيام؟
الجواب: تصومي هذا اليوم وهو حاضر، فاليوم الذي يأتي فيه تصوم الفريضة، وتقول له: هذا *صوم فريضة وليس نافلة.*
ماذا يعني صوم فريضة؟
الجواب: يعني ليس لك أن ترغمني على الإفطار .
أن تصبح العبادة وسيلة لتعذيب الزوج حرام شرعاً.
يعني عندك ستة أيام؛ صومي في هذه الستة أيام، أما السبت هو يوم عطلة الزوج يحتاجك فيه.
فالأمر يحتاج إلى حسن إدارة في البيت.
النبي ﷺ منع المرأة أن تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه، إذا كان حاضرا، أما إذا غاب الزوج أو سافر؛ لا يَلزم إذنه.
فالشاهد -بارك الله فيكم امراة لا ترغب شيئا، وأنت اشتهيت السمك؛ اشتره جاهزاً، يعني اعمل لك تبريرا أن تجمع لك بين الخيرات، وما تعاقب زوجتك.
وأنت يا أختي بارك الله فيك إن أصر زوجك على شيء؛ خذي على نفسك قليلا .
رحم الله أبا الدرداء، كان يقول لِـأم الدرداء: بيني وبينك خيط أو حبل؛ إذا أرخيته شددته، وإذا شددته ارخيه.
يعني العلاقة بين الزوجة والزوج؛ حبل، إذا الزوجة شَدَّت انت ارخِ، وإذا الزوجة أرخت لك أنت أن تشد.
يعني هي ليست مسألة عقوبة، هي مسألة معاملة حسنة، قال رسول الله ﷺ : «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله».رواه ابن ماجة ١٦٠٨وصححه الشيخ الالباني
اللطافة، الكلام الحسن المليح، والخُلق الطيب، ينبغي أن يَظهر أوَّل ما يَظهر، أين؟
الجواب: في البيت ومع الزوجة.
اللي ما يلاطف زوجته، يلاطف مَن؟
الذي لا يمازح زوجته ويدخل السرور عليها يدخله على من؟
كانوا يقولون عن المغيرة بن شعبة كما في المجالسة للدينوري، يقولون::كان المغيرة في أهل بيته يتصابى.
ماذا يعني يتصابى؟
الجواب: يعني الواحد مع أولاده ومع زوجته كأنه صبي، يعني يَمرح ويَفرح ويعيش بانبساط، ويعيش دون تكلُّف دون شد أعصاب، ودون هذه التبعات.
ولذا الإنسان متى يُصبح إماماً؟
اسمع هذا ما أجمله.
الجواب: الله تعالى يقول في أواخر سورة الفرقان: *رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا*} [الفرقان : 74]
*فَمن كانت زوجته وذريتُه قرة عين له؛ فهذا الخير فاض على الغير، وأصبح: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، فالإنسان لا يمكن للمتقين إماماً إلا أن تكون زوجه وذريته قرة عين له،؛لَمَّا يجد الراحة في بيته، ويجد أن زوجه قرة عينه، وأنَّ ذريته قرة عينه؛ يرتقي، فيفيض الخير من البيت إلى الغير، فيُصبح: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.*
وانظر ما أجمل قول الله للمتقين.
فالإنسان يعني لا يسعد ولا تقر عينه بأن يكون إماماً إلا المتقين، أما إمامة غير المتقين فما فائدتها.
والله تعالى اعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
23 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 9 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوىhttp://meshhoor.com/fatwa/1922/
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
الجواب : كل مشروب إمّا حلال وإما حرام ، لا أعرف مشروبًا أو مطعومًا مكروهًا ! كلّ مطعومٍ وكلُّ مشروبٍ إمّا حلال وإمّا حرام ، لا يوجد مشروب أو مطعوم مكروه .
لا تقول لي : البصل ! البصل حلال والكراهة في رائحته ، فالدخّان إمّا أنّهُ حرام وإمّا أنّه حلال ، وقد ذكرنا في هذا المجلس أكثر من مرة الحرمة والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
القنفذ حيوان معروف عند العرب، وكانوا يكنونه بأبي شوك؛ ويكنوه أيضاً أبو سفيان، الأنثى منه يطلقون عليها أم دلدل، وللعرب عجب كيف يكنون، وسمونه أيضاً العساعس لأنه لا يخرج إلا بالليل.
والقنفذ يأكل الأفاعي وإن لدغته الأفعى فيأكل الزعتر الأخضر ولا يضره سم الأفعى، فسبحان الله الذي قدر في هذا المخلوق أن يعرف هذه الأشياء، والقنفذ يحب العنب فيقطع قطوف العنب ويسقطها على الأرض، فيأكل حتى يشبع ثم يتمرغ بها، وما يعلق في شوكه منها يحمله إلى ولده، فسبحان الله!
وأصح الأقوال عند أهل العلم في أكله أنه حلال، وهذا مذهب الإمام الشافعي، خلافاً لأبي حنيفة وأحمد فقد حرما القنفذ، والتحريم ورد في حديث في أسانيده مجاهيل، أخرجه أبو داود في سننه بإسناده إلى ابن عمر، أنه سئل عن القنفذ فقرأ ابن عمر، قول الله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير….}، الآية، فقال له شيخ عنده: سمعت أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن القنفذ، {خبيث من الخبائث}، فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله هذا فهو كما قال، وهذا الحديث ضعيف، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا قال الإمام البيهقي وهو شافعي، وهو منصف رحمه الله، قال: لم يرو إلا من وجه واحد، وهو ضعيف لا يجوز الاحتجاج به، فلم يثبت شيء في تحريم القنفذ.
لكن كيف يذكى القنفذ؟ القنفذ يوضع في الماء، ويسخن الماء قليلاً، فإن شعر بسخونة الماء مد رأسه فيذبح بعد مد رأسه.
ويذكرون عن دم القنفذ ولحم القنفذ أشياء عجيبة، يستخدمها كما يقول الأقدمون السحرة، ففيه خواص عجيبة، يقولون أن السيف إن غمس بدم القنفذ لا يقطع، وهذا على عهدتهم، وأنا لا أقرر إنما أنقل، فلا أريد أن أكون قاتلاً بالتسبب، والله أعلم.