هل يجوز للمسلم أن يتبرع بأحد أعضاءه أثناء حياته ويحتسبه عند الله عز وجل …

إن من العبارات الخاطئة والآثمة والمخالفة لما علم من الدين بالضرورة ، ما نسمعه: انتقل فلان إلى مثواه الأخير وهذا لازمه أن البعث غير موجود، فإن القبر ليس مثوى الإنسان الأخير، لأن الوفاة هي انتقال من دار إلى دار، والروح محبوسة في البدن، وبالوفاة تنفك من هذا السجن .
 
والعلماء يقولون إن الإنسان يعيش في أربعة دور: الجنين في بطن أمه ، والدنيا، والبرزخ، والجنة أو النار، ويقولون: إن سعة حياة البرزخ بالنسبة إلى الحياة الدنيا، كسعة حياة الدنيا بالنسبة إلى سعة حياة الجنين في بطن أمه، فلو قدر لنا أن نخاطب الجنين في بطن أمه ونخبره أنه يوجد بعد هذه الدار التي أنت فيها دار واسعة وفيها كذا وكذا من الدور والبحار والجبال والسعة ، فلعله لا يصدق، ويقول أنا مرتاح هنا، ولا يوجد أوسع من هذا المكان! وكذلك أيضاً فإن الحياة الموجودة في البرزخ غير هذه الحياة ولذا ليس بمجرد وضع الإنسان في القبر نقول إنه يتحلل، وانتهى الأمر ، فالأمر ليس كذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {يبعث الميت على ما مات عليه} لذا فإن للإنسان كرامة في حياته وبعد الممات فلو أن الإنسان يهلك ويتحلل ولا يوجد هناك حياة فنقول: تبرع ، لكن بما أننا علمنا حياة أخرى العقل لا يدركها فلا يجوز لنا أن نفتي بأن يعبث بأي شيء من بدن الإنسان.
 
وأيضاً التبرع مقتضاه الملك، فلا يجوز لي أن أتبرع بشيء لا أملكه وبما أننا لا نملك أنفسنا فلا يجوز لنا أن نتبرع كما لايجوز للإنسان أن ينتحر لأنه لا يملك نفسه.
 
ثم نقول: لماذا نستبشع ونستقبح من تبرع إحدى عضوين ظاهرين له؟ فلو أن رجلاً تبرع بيده أو رجله لكان أمراً قبيحاً، فلماذا إذا كان العضو باطناً لا يستقبح التبرع به، أما إن كان ظاهراً يستقبح؟
ثم لا يمكن للطبيب أن يعطي للمتبرع بأحد عضويه ضماناً بأنه لا يحتاج إليه ، فكيف للإنسان أن يتبرع بكلية مثلاً قد يحتاج إليها.
 
والمرض قدر لله عز وجل، والمريض إن صبر فله الأجر العظيم يوم القيامة ويجعلهم في منازلهم التي ما استطاعوا أن يصلوا إليها بطاعة وعبادة، إلا المرض والابتلاء، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يود أهل العافية لو قرضت جلودهم بمقاريض يوم القيامة لما يرون من الأجور لأهل البلاء} لذا من ابتلي فليصبر، وأما أن ينتزع بأشياء لا نملكها في حياة لا نعرفها ولا نعرف أضرار التبرع عليها.
 
ومسألة التبرع نازلة من النوازل التي لا يوجد فيها نص شرعي ظاهر ولا يوجد فيها اجتهاد للأقدمين من العلماء فالمعاصرون منهم المبيح، ومنهم الحاظر، والذي يميل إليه قلبي وأحبه لنفسي وإخواني أن يغلق هذا الباب ولا يفتح، فهذا هو الأسلم وهذه فتوى المحققين من العلماء المعاصرين.
 
وقد يستشكل هذا بمسألة سحب الدم والتبرع به؛ فنقول: إن سحب الدم مختلف وله أصل شرعي وهو الفصد والحجامة والدم عضو متجدد بخلاف بقية الأعضاء فهي غير متجددة، فافترق الدم عن بقية الأعضاء من هذه النواحي والله أعلم.

السؤال الحادي والعشرون من يصلي جالسا متربعا أو على الكرسي عند الإيماء هل يوميء برأسه…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-26-at-7.52.54-AM.mp3الجواب : يوميء ويكون إيماءه في سجوده اخفض من إيماءه في ركوعه ، فلما يركع يوميء إيماء قليل ، ثم يعتدل ، لكن لما يسجد يكون الإيماء أكثر .
كيف الإيماء ؟
بحسب قدرة كل شخص ، فهو مطلوب منه إيماءان ، إيماء أعلى ، وإيماء أدنى ، وهذا الإيماء الأعلى والأدنى يتفاوت بحسب تفاوت الشخص المريض وقدرته ، لكن يكون في إيمائه في سجوده اخفض من إيمائه في ركوعه ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري .
2017 – 2 – 24 إفرنجي .
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الثالث والعشرون أخت من الأردن تقول بلغني من…


الجواب :
ليس عليك إثم في جلوسك ، ولا داعي أن تفتحي معها هذا الموضوع ، وابقي على نيتك الأولى .
لو أنك سمعت مسلما يسب الله ويسب رسوله ، فعاتبته ، فقال لك : أنا ما سببت ، ماذا تقول له ؟ تقول له هذا ظني بك وانتهى ومن فعل هذا الواجب عليه أن يتوب إلى الله وانتهى ، لسنا قضاة ، نحن دعاة ، لا نملك شيء إلا الكلمة الطيبة ، فلا داعي لهذا الأمر .
لو أنك يا أختي السائلة بقيتي على نيتك وزرتي هذه المعلمة ، ودعوتيها إلى الإسلام ، لعلك تقولين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لما زار شابا يهوديا ، فالنبي عليه السلام قال له : أسلم . وكان يهوديا ، وجار له ،فنظر إلى أبويه ، فألهم الله أبويه كلمة حسنة ، قالوا له : أطع أبا القاسم ، فقال : أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، فقال الحمد لله الذي أنقذه من النار .
فلعل الله ينقذها بك من النار ، لا داعي لفتح الحسابات هذه ،والأشياء السابقة ، هذه المسائل لا داعي لها أصلا .
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
15 ربيع الأخر 1438 هجري .
13 – 1 – 2017 إفرنجي
رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الثامن أعاني من مشاكل في البطن وعندي غازات طوال الوقت وأحرص دائما على…


الجواب : أولا أسأل الله لك العافية
هذا يسمى عند الفقهاء *السلس* والسلس أقسام :
1 – سلس بول .
2 – سلس ريح .
3 – سلس استحاضة .
بعض النساء يأتيها نزيف ، وفي الشرع السلس يسمى الاستحاضة ، فلا تملك نفسها فينزل من فرجها دم نزيف .
ورجل قد لا يستطيع أن يمسك نفسه لكبر سنه أو لمرض يعتريه أو لطبيعة فيه فينزل منه نقط ، والجهال من كبار السن وسمعت شكوى من بعض اخواننا من ابائهم واخوانهم
فلما يكون الانسان أكثر ما يحتاج إلى الله ويكثر من الطاعات قبل أن يلقاه في أواخر عمره بسبب كبر سنه يترك الصلاة لماذا تترك الصلاة ؟
قال كيف أصلي وأنا غير طاهر ؟
قولك يا فلان غير طاهر حرام ؟
أنت طاهر ، فالمسلم لا ينجس ، حتى وصل الحال ببعضهم قالوا لي رجل كبير لا يصلي من زمان ، عندما ذهبت إليه متعذب المسكين عذاب شدبد قال أقسمت بالله ان لا أصلي .
لا إله إلا الله .
السبب كان مفهوم ، أنه إن أتى عليك شيء من البول وأنت خائف تصلي والله يحاسبك .
قال لي : أي والله .
قلت هذا الخوف يدل على إيمان بقلبك لكن في جهل عندك وتحتاج تتعلم .
هذا السلس ما يأذن لك بأن تترك الصلاة ، يا من يخرج منك ريح رغما عن إرادتك هذا لا يأذن لك بأن لا تصلي ، تصلي وتتوضأ لكل صلاة بعد الأذان .
لذا من أحاجي وألغاز الفقهاء قالوا متى الوضوء ينقضه الأذان؟
صاحب السلس ، فصاحب السلس لا ينتقض وضوؤه بسلسه ، يعني من ليس عنده سلس ريح ينتقض وضوؤه بالغائط وسائر النواقض لكن صاحب السلس متى أذن للصلاة التي بعدها وضوؤه ينتقض .
ما الذي نقض وضوؤه؟
الأذان .
ما المطلوب منه؟
يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها
، فأنت لا تنحرج لو خرج منك ريح ، وسمعت صوته ، وشممت ريحه ، وكان بك هذا السلس فهذا لا ينقض وضوءك ، صل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للمستحيضات وهن معروفات قال صلى الله عليه وسلم لبعضهن توضأن لكل صلاة ، وفي رواية فيها ضعف عند الدارقطني قال توضأن لوقت كل صلاة ، والمراد توضأن للصلاة هو الوقت ، فإذا جمع الإمام بين الصلاتين فصاحب السلس يجمع بين الصلاتين بوضوء واحد ولا يحتاج لوضوء جديد ، وإذا كان خطيب الجمعة عنده سلس فيخطب ويصلي بوضوء واحد ولا يحتاج إلى وضوئين وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

يقول صلى الله عليه وسلم من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام أربعين يوما كتبت له…

والله إن هذا المشروع مهم، أن يقوم به كل واحد منا ولو مرة في حياته، فيلقى ربه وقد افتدى نفسه من النار والنفاق بوعد من الصادق المصدوق، والصالحون قديماً كان الواحد منهم يشتري نفسه من الله مراراً وتكراراً فكان الواحد منهم يتصدق بمقدار ديته، وهي إثنا عشر ألف درهم، فيتصدق بها ويقول: اشتريت نفسي من الله، فترى في التراجم يقولون: اشترى نفسه من الله مرة أو اشترى نفسه من الله مرتين، أو ثلاثاً وهكذا…
أما بالنسبة لجواب السؤال فمن كان يحسب وجاءه مرض أو طرأ له سفر، فالمريض والمسافر معذوران في إدراك الجماعة، فنقول له بناءً على أشباه المسألة ونظائرها: إذا كان في الفريضة معفو عنك هذا التتابع فمن باب أولى أن يكون معفو عنك في باب الفضيلة، فمن حسب عشرة أيام ومرض يومين، فبعدها يحسب الحادي عشر ولا يستأنف وكذلك المسافر، ولا أرى في هذا حرجاً، وأرى هذا القول قوياً.
أما بالنسبة للمرأة في هذا الأمر، فلا يمنع أن نقول إن هذا الحكم خاص بالرجال لكن للمرأة من الفضيلة في الصلاة في حجرتها أفضل من الصلاة في فناء بيتها، وفناء بيتها أفضل من الصلاة في المسجد، فأمر المرأة قائم على الستر، وقد صح عن أمهات المؤمنين أنَّهن بعد الحج لازمن حصرهن وما فارقنهن وهذا معنى قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن}.
وحتى يتم لك هذا الأمر عليك أن تسمع وراء الإمام تكبيرة الإحرام مدة أربعين يوماً متواليات، وذلك للصلوات الخمس، فإن فاتت واحدة تبدأ من جديد، وإن فاتت الصلاة بسبب النوم أيضاً تبدأ من جديد لأن عذر النوم ليس كالمرض، والسفر فإنه يمكن تداركه والله أعلم ….

السؤال الرابع ما حكم من يعاني من سلس البول أو الريح

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171025-WA0110.mp3الجواب: يتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، والأمر واسع ولله الحمد.
المرأة قد تُبتلى بسلس دم العرق [ ينزل عليها نزيف ].
وبعض كبار السن -للأسف الكبير بسبب الجهل-.
الإنسان أحوج ما يحتاج إلى الله، وعلى هذا حُسن الخاتمة أن يُعسِّل الله العبد.
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
« إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ .؛ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَ مَا عَسَّلُهُ ؟ ، قَالَ : يَفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلُهُ » .
بعض الناس لَمّا يَكبر؛ يصبح عنده سلس، يضعف، فبعضهم يترك الصلاة، يلقى الله وهو تارك الصلاة بسبب الجهل.
مَن لا يستطيع أن يتحكم بنفسه، تَنزل عليه قطرات البول، أو يخرج منه ريح بغير إرادته؛ فهذا يتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، بعد أن يَسمع الأذان، ويُصلِّي ولو نزل منه أو خرج منه ريح، وليتق الله قدر استطاعته في طهارته، وهذا جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- للمرأة المستحاضة التي تنزف.
قال: صلّي،ولو قَطَر عليك الدم قَطراً».
لو الدم بيقطُر؛ صلّي، لا تترك الصلاة.
ومن أحاجي وألغاز الفقهاء: *وضوء يُنقَض بالأذان.*
في نواقض الوضوء؛ الأذان ينقض الوضوء، الأذان ينقض أي وضوء؟
الجواب: وضوء صاحب السلس.
صاحب السلس كيف ينتقض وضوءه؟
بالنسبة لغير السلس؛ هو كسائر الناس.
إنسان عنده -مثلاً- سلس ريح، فَتغوَّط، ينتقض وضوءه؟
الجواب:
نعم ينتقض وضوءه.
في شأن السلس؛ هو على وضوء، يُصلِّي الفرائض، يصلي النوافل، يصلِّي السنن، يقرأ قرآن، هو متوضِّئ، والسلس معفو عنه في حقه، فإذا لم يحدث، إلا فيما يخص السلس؛ فمتى ينتقض وضوء صاحب السلس؟
الجواب: بالأذان، فلما يؤذن ينتقض وضوءه.
فلازم يتوضأ لكل صلاة، ما يجوز له أن يُصلِّي صلاتين بوضوء واحد.
لكن هل له أن يجمع بين الصلاتين بوضوء واحد؟
الجواب: نعم له ذلك.
لو كان الإمام عنده سلس، هل له أن يَخطُب وأن يُصلِّي بوضوء واحد؟
الجواب: نعم، له أن يَخطب وأن يُصلِّي بوضوء واحد.
فأمرُ السلس سهل.
طيب فالجمعة؛ إنسان عابد يأتي مُبكِّرا للصلاة، صاحب السلس كيف يفعل؟
الجواب: من ارتفاع الشمس وقت الضحى – يعني قبل أذان الظهر بساعة- يتوضأ ويصلي ما في حرج، لو جاء مبكراً يتوضأ ويصلي صلاة الجمعة بنفس الوضوء وإن كان قبل الوقت لأن أول وقت صلاة الضحى لَما ترتفع الشمس، ووقتها من الأول قبل صلاة الجمعة، فالأمر سهل إن شاء الله تعالى.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٣٠ محرم 1439 هجري ٢٠ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor

السؤال السابع أخ يقول من يعاني من سلس البول ويريد الذهاب لصلاة الفجر…


الجواب :
أسأل الله أن يكتب للجميع الأجر والثواب.
الواجب عليك أن تتوضأ عند غلبة ظنك على دخول الوقت ، ويكون ذلك بمراقبة الوقت إذا كنت من أهل المعرفة في طرق دخول الوقت، وإذا لم تكن فتسأل أهل الخبرة بين الحين والحين.
لما تتغير الفصول يتغير وقت دخول الفجر ، فالعبرة بغلبة الظن إما باجتهادك وإما أن تسأل أهل المعرفة.
فالشيء الذي يقوم في قلبك .
وتكفي في الأحكام الفقهية غلبة الظن .
فمتى غلب على ظنك حينئذ تتوضأ ، وحينئذ تصلي السنة ثم تأخذ أحكام صاحب السلس .
فلو إنتقض وضوؤك بالسلس لا تجدد الوضوء ، تبقى على وضوئك وتصلي الفرائض والسنن و الرواتب والمندوبات بهذا الوضوء إن شاء الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الحادي عشر رجل عمل عملية في بطنه وأصبح جنبا هل يتيمم للجنابة ثم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0112.mp3الجواب: إذا ترتب على استخدام الماء تأخير بُرء (شفاء) أو داء فحينئذ يكون التيمم.
مثلاً إنسان عمل عملية قبل أن يغتسل يحتاج أن يسأل الطبيب هل يتضرر باستخدام الماء أم لا.
رجل لا يستطيع أن يستخدم الماء لرفع الحدث الأكبر ويستطيع أن يستخدم الماء لرفع الحدث الأصغر، فيتيمّم للأول ويتوضأ للثاني، يعني رجل عمل عملية في بطنه يستطيع أن يتوضأ ،لو توضأ ما عنده مشكلة في الوضوء، لكن عنده مشكلة في الاغتسال.
مثلاً شخص عمل عملية في بطنه وجاءت شهوته فاحتاج الى زوجته فهل له أن يجامعها وهو يعلم أنه لا يحسن استخدام الماء؟
نعم له ذلك ،يأتي أهله ثم يتيمّم لرفع الحدث الأكبر.
إلى متى يبقى يتيمّم؟
– حتى يقال له أن استخدام الماء لن يضرّه، أما وهو يقدر على الوضوء فالواجب عليه الوضوء.
والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
28 صفر 1438هـ
17/11/2017
رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

هل يكتب للمريض أجر عمله وهو صحيح

نعم فإن مرض الإنسان  سواء شاخ وكبر وأصبح هزيلاً، أو مرض مرضاً عارضاً، وكان مثلاً يقوم الليل ، ويصوم النافلة، فإن الأجر والقلم  يبقى على ما  كان عليه.  ومن فضل الله ورحمته أنه يكتب له في مرضه خير أجر كان يعمله في صحته، كما صح عند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {إذا اشتكى العبد المسلم قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان يعمل}  وفي رواية  أخرى عند أحمد : {إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ، ثم مرض، قيل للملك الموكل به : اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً }  وفي رواية أخرى صحيحة على شرط الشيخين عند أحمد : { ما من مسلم يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه أن اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل}.
فينبغي لذلك للسليم أن يغتنم صحته قبل مرضه  وينبغي للشاب أن يغتنم شبابه قبل هرمه. ((ونعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)) فهاتان نعمتان جليلتان عظيمتان من الله على العبد؛ أن يكون صحيحاً سليماً وأن يكون عنده الفراغ . وما أكثر الفراغ هذه الأيام وما أكثر أسباب اللهو وإضاعة الوقت .
وكان قديماً الذي يضيع ماله سفيهاً يحجر عليه، والمال إن ذهب قد يعود، ولكن الأشد سفهاً الذي يضيع وقته؛ فإن الوقت إن ذهب لا يعود أبداً. وإن أردتم أن تعرفوا دين الرجل وعقله ، فانظروا استغلاله وقته، فإن كان يستغل وقته فهو يحفظ رأسماله، وإلا فاغسل يدك منه . فمن ضيع وقته يقتل نفسه . وكان الحسن يقول : (( أدركت أقواماً أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم )) وكان يقول (( ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى يوم مات بعضك )) فاليوم الذي يمضي يموت منا، فنتقدم إلى الآخرة وإلى الموت شئنا أم أبينا كل يوم .