السؤال:
شيخنا كما تعلمنا منكم ومن مشايخنا أن الدعوة السلفية دعوة علمية يتواصل بها طلاب العلم مع مشايخهم يأخذون علم الكتاب و السنة منهم و المشايخ و العلماء أمثالكم شيخنا يوجهوا الطلاب.
لكن شيخنا الآن كما تعلمون هناك نوع تضييق على الدعوة السلفية وقد تحتاج من البعض أن يراجع بعض المسؤولين أو يتواصل معهم فلذلك رأينا من طلاب العلم من يقترح يقولون لو تُعد الدعوة السلفية أو مشايخ الدعوة السلفية أو الدعوة بمجموعها أناس لهذا التواصل و الاهتمام بالسياسة و الأفكار الحادثة ليراجعوا ولا يشغلوا المشايخ و العلماء بشؤون الدعوة و علاقتها مع المسؤولين، فهل ترون مثل هذا أن يكون نوع إعداد أو إنشغال من الإخوة بمثل هذه القضايا السياسية و الاجتماعية العامة.
إن كان لكم توجيه شيخنا بارك الله فيكم و نصيحة.
جزاكم الله خيرًا.
الجواب :
ينبغي أن نفهم الدعوة السلفية على أنها منهج لفهم الدين، فهي ليست حزبًا ولا تدعوا إلا لتصحيح عقائد الناس و تصحيح عبادات الناس و صلتهم بربهم عز و جل و أن يعبدوا الله على بينة، و كان شيخنا الألباني -رحمه الله- يرشد في مثل هذه المسائل لما يسأل عن لجان الزكوات و الصدقات فكان يقول غيرنا يقوم بهذا .
الدعوات كلها بما فيها دعوة النبي صللى الله عليه و سلم مرت بمد و جزر، وهذا الجزر فيه من الفوائد ما الله به عليم، و يحضرني كلام شيخنا الألباني -رحمه الله- كان يدعو و يقول جزى الله من منعني خيرًا لأنه منعني أن أتكلم لأقوام معدودين، فيسر الله لي أن أكتب فيقرأ كلامي الذي أراه و الذي لا أراه ومن أدركني ومن لم يدركني.
فنحن لا نخاف علي أنفسنا ولا على دعوتنا فدعوتنا هي دعوة الوحي و نحن ندعو إلي دعوة وحي، قال تعالى: ” فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ * وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ”. فدعوتنا دعوة وحي وليست دعوة فكر، فالانشغال بهذا الفرع الذي تكلمت فيه و الاقتراح الذي ذكرت إنما هذا اقتراح نابع من فكر وليس من وحي، ونحن ما ننشغل عن الوحي الذي معنا، و الواجب علين أن ننشر دعوتنا في كل مكان و الذي يرصد أشرطة شيخنا الألباني-رحمه الله- يجد أن أشرطته فيها أصوات للصحون و المعالق، فكان يلبى الدعوات للعقيقة و الوليمة و ما شابه. فالشاهد المطلوب منا أن ندعو إلى الله على بصيرة، و دعوتنا لا نخاف عليها وإنما نخاف على أنفسنا ، والواجب علينا أن ندعو بالمتاح لنا ولا ننازع أولياء الأمور شأنهم.
ولما الإمام البخاري منع في بخارى من التدريس قال احتسب عدم تدريسي كاحتسابي درسي.
فنحن محتسبون ونحن صامتون و نعلم علم اليقين أن المآل و النهاية إنما هي لدعوة الوحي و ليست لدعوة الفكر كما قال الله عز و جل” مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ” .
و النصر المذكور في القرآن ينبغى أن نفهمه فهما صحيحًا شرعيًا، فقد ذكر الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه و سلم وهو في الغار أن الله نصره فقال الله لنبيه صلى الله عليه و سلم ” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ” .
فالشاهد أن مقدمات النصر نصر، ومن سلك الطريق الصحيح لابد أن يُنصر هذه سنة نعلمها و نؤكد عليها و نذكرها و ننشرها و ندعو إليها وأن الصادق لابد أن ينصره الله تعالى، فقط يبذل جهده، أما أن نتسرع وأن نوجد فروعًا في دعوتنا، (هذا سياسة و هذا برلمان فهذه ليست دعوة وحي) ، فنحن لم يكلفنا الله تعالى إلا بما هو وسعنا .
و الله تعالى أعلم.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor