السؤال السادس والعشرون أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/26.mp3*السؤال السادس والعشرون : أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب مدرس المادة لظرف صحي وقام بالمراقبة على الإختبار أحد المعلمين حيث أفسح لنا المجال بالغش في الإختبار وجاء إلي طالباً مني أن أغشش زملائي فغششتهم وغششت منهم ، مع العلم بأن كل من في القاعة قد غش في هذا الإختبار فما هو الحكم ؟*
 
الجواب : هذا الأستاذ ماذا يقال عنه ، خائن ؟
صحيح خائن ، خان الأمانة ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) .
 
الأمر الأول : في خيانة .
 
الأمر الثاني : في غش ، مساعدة على الغش ، وفي صحيح مسلم : *من غش فليس منا* ، وفي رواية أخرى : *من غشنا فليس منا* ، فهذا فيه إثم ، لكن هذا باطل أم فاسد ؟
جاءني سؤال من بعض إخواننا في العراق يقول : أنا غششت في الإمتحانات  في البكالوريا في ( الجامعة ) وأعمل ممرض فهل عملي حرام ، وهل المال الذي اتقاضاه حرام ؟
 
الجواب : إذا كنت تتقن أصول المهنة كما يتقنها من هو مثلك  وكان الغش عارضاً ما أثر على حقيقة طبيعة عملك ، فعملك ليس بالباطل وإنما فاسد ، بمعنى أن الذي تتقاضاه حلال وليس بحرام ، والواجب التوبة.
 
أما إنسان والعياذ بالله ما يفهم شيء في المهنة في أي مهنة من المهن فيتقاضى راتباً ولا يفهم شيئاً فهذا عمله باطل ، لأنه ما يؤدي الواجب منه حتى يأخذ مقابل الأجر ، فهذا فيه فساد وليس فيه باطلان .
 
والواجب على الطلبة وعليك وعليك وعلى الأستاذ *التوبة* ، والله تعالى أعلم
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5  – 5  إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال التاسع ما هو حكم حلق اللحية وما هو ادني ما يجزي من ذلك…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170508-WA0175.mp3الجواب : بعض الناس يقول خالفوا المجوس واطلقوا اللحى والحديث الاخر عند مسلم الفطرة عشرة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم منها اعفاء اللحية، والفطرة التى فطرالله الناس عليها ان الرجل يحب المراة التى لا شعر لها والمراة تحب الرجل الذي له شعر وهذه فطرة، ولكن قد تشتال الشياطين هذه الفطرة، ما هي الفطرة يعنى؟
يعنى الشئ الذي يوافق ما طبع الله الناس عليه( الشرع، الدين فطرة) الفطرة احكامها لا تتغير بتغير احوال الناس، لو ان النبي عليه السلام قال خالفوا المجوس، اذا كانت المخالفة مع الفطرة ، يصبح معنى الحديث ان المجوس لو اسلموا انتم تمجسوا، لو كانت المخالفة تراد بذلتها، لو كان المراد خالفوا المجوس لو المجوس اسلموا ماذا نفعل نحن؟
خالفوهم صيروا مجوس، هل احد يقول بهذا؟ لا ،لا احد يقول بهذا، من قال هذا والعياذ بالله صار زنديق لماذا؟ لان الاسلام فطرة، قال لو ان الكافر مجوس او غيره صنع شئ من الفطرة هل لنا ان نخالفه ونتركه، لا .. الفطرة تبقى ثابته لا تتغير فتعليق الحكم على مخالفة المجوس جهل ،يعنى ليس بالصحيح، الفطرة تبقى فطرة حتى لو ان الكافر فعلها ولو الكافر استحد هل نترك الاستحداد(حلق العانة)؟
او الكافر نتف ابطه او الكافر جز شاربه او استنقص الماء اي استنجي، هل نترك هذا؟
لا نترك هذا، لو فعلها الكافر لماذا؟ لانها فطرة، فبعض الناس يتعلق باشياء ما قال بها احد ولا يقول بها احد فاضل فضلا عن عاقل فضلا عن عالم ما يقول احد بهذا.
طيب ما هو المطلوب من اللحيه ، اللحيه واجبه وما رجل يتخيل نبي بدون لحية، تخيل نبي من الانبياء بدون لحية، طيب هل الانبياء كانوا بلحى؟
، هل نزل بالقران؟
نعم بالقران (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه.
 
من يقول لمن هارون يقول لموسى هل موسى له لحية؟ نعم له لحية، كل الانبياء لهم لحى، وكانت لحية النبي عليه السلام كثيفة وكانت تضطرب ،فعندما الصحابة يروا علي كما وصف النبى صلى الله عليه وسلم في الدارمي كان يقرا وتضطرب لحيته وهو يقرا كانت كثيفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ،أما أنه كان يخذ من طولها وعرضها فضعيف ،ففي الصحيح “وَفِّرُوا اللِّحَى ”
معنى وفروا اللحى اى اجعلوا اللحية وفيرة في وجوهكم، ومذاهب الائمة الاربعة يرون وجوب اطلاق اللحية، والعرب في جاهليتها قبل الاسلام (وسامحونى اخواني انى لا اتكلم عن احد بعينه )
كان الحليق هو العبد، والحاسرة هى الامة يعنى العربي يأنف ان ينكح امه،لأنه اذا نكح الامة فانجبت ولدا فولده لسيدها وليس له، فكانت الأمة تمشى كاشفة الراس ،حاسرة الراس ، اليوم الناس اماء وعبيد اسال الله ان يرحمنا، السيد الذي له السؤدد، السيد عند الناس هو صاحب اللحية، ومن كانوا يرونه حليق هذا عندهم عبد هذا حال العرب في الجاهلية. طيب متى بدأ انتشار اللحية ومتى بدأ التبرج، لما احتكينا بالغرب لما احتك بنا الغرب واستعمرنا، افسدنا وخربنا وما عمرنا بل خربنا، فيما يقال عنه ظلما وزورا عنه استعمار ،والاستعمار من العمار لما احتك بنا الغرب فخرب بلادنا وخرج من البلاد وقد خرب اخلاقنا وخرب سلوكياتنا يعني أظن لو ان جد الجد او جد الاب خرج من قبره فرأى حفيداته واحفاده لقال من انتم والله انى لا اعرفكم وانى برئ منكم، اذا راى التبرج ،ماهذا اعوذ بالله، هذا شغل الكفار ولكن نحن ألفناه فلما ألفناه اصبح الامر طبيعي جدا للاسف ونحن نتكلم في وقت فيه بقية خير اسال الله ان يحفظ الاجيال القادمة ، والله تعالى اعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 5 – 5 إفرنجي
9 شعبان 1438 هجري
 
↩ رابط الفتوى :
 
⬅ خدمة الجرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام
 
http://t.me/meshhoor

السؤال السادس هل الأصل في المسلم الجرح أم التعديل

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-6.mp3الجواب :أنا أرى التفصيل ، الله يقول -سبحانه وتعالى- لَمَّا ذكرَ الأمانة :  إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) سورة الأحزاب  ، وهذا جرح ؛ فالإنسان إذا أراد أن يحمل الدِين وأن يتكلم في أحكام الشرع وأن يُؤخَذ عنه العلم ؛ فالأصل أن تقوم البيانات وأن تتظاهر على وجهٍ قَوِي بأنَّ هذا الإنسان مُزكَّى وأنَّ هذا الإنسان عِالم ، فيحرُم على المُسلِم أن يسأل أي جهة من الجهات ، إذ الأصل في مثل هذه الحالة الجرح ، فيحرم شرعاً بأن تأخُذ دينك عن النت ، وعن المجاهيل ، وأن تسأل من لا تثق بعلمه ، ومن لا تثق بديانته وتقربه من ربه ، فالواجب على من يسأل أن يعلم أنَّ هذا المسؤول هو ذو أهلِية علمية من جهة وأنه مُزكى وأنه لا يُبدل ولا يُغير في الأحكام على وفق هواه ، وأنه يُفتي للبغيض بخلاف فتوى الحبيب ، ويفتي القريب بخلاف فتوى البعيد ، فبعض الناس – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – قد يصنعون هذا ،  فالأصل في الشخص إن أخذتَ عنه العلم أن يكون مجروحاً حتى تقوم عندك الدلائل الظاهرات في أنه أهل لذلك ، ما عدا هذا الأصل في الناس السِتر ، ويحرُم شرعاً أن تنظر إلى مُسلم بعينٍ فيها ازدراء وفيها احتقار بل قال علماؤنا : الواجب تحسين الظن ، بل قالوا من أسباب حُسن الخاتمة أن تُحسن الظن،  وإن وَسَعْتَ حُسن الظن أرحتَ نفسك أرحت غيرك،  وشر الخلق الذين يبحثون عن عورات الناس ، والذين يعملون على نشرها ، فهؤلاء – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – احتملوا بُهتاناً وإثماً عظيماً كما قال الله عز وجل ، فالأصل بالناس الستر .
*السعيد من نظر إلى عيوبه ليتخلص منها ، والشقي الذي نسي عيوبه وبحث عن عيوب غيره ، بعض الناس لا يبحث عن عيوبه أبداً ، وإنما يبحث عن عيوب غيره ، فانظر إلى أخيك بعين فيها رحمة ، وإن  رأيته قد شذ ووقع في مخالفة فالواجب النصيحة ، حتى قال أهل العلم : إذا رأيت رجل عاصياً فافترقت أنت وإياه ، فمن باب تحسين الظن فقل في نفسك : لعله تاب ، رحم الله من سلف كانوا يُبغضون أنفسهم وكانوا يأخذون على أنفسهم شديداً ، فهذه عائشة -رضي الله عنها- قالت كما في صحيح البخاري : ( كان شأني في نفسي أحقر من أن ينزل الله في قرآنٍ يُتلى إلى يوم الدين ،  وانما كنت كُل الذي أظنه أن يطلع الله نبيه في المنام برؤية تنجيني منها ) ، ما كانت تَظُن أبداً أنَّ الله سيُنزِّل بها آيات الإفك ، فكان هذا من هضمها لنفسها ، وهذا هو بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل وهو في عرفة يقول : ( لولا أني بين الناس لاعتقدت أنَّ الله تعالى قد غفر لأهل المَوْسم ) ، يعني لأنه هو موجود فكان يخشى على أنَّ وجوده يحجُب رحمة الله تعالى عن سائر الحجيج ، كانوا يهضمون أنفسهم ، وإذا رأيتَ في رجلاً هضما في نفسه،  فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله حسنة وطَيِّبة ، وإذا رأيته والعياذ بالله تعالى يُبغض الناس ويتكبر على أوامر الله وينسى نفسه فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله تعالى ضعيفة ، وهذا هو الكبر والعياذ بالله تعالى .
 
◀ مجلس فتاوى الجمعة
29-7-2016
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?

المسجد الأقصى مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/كلمة-الاقصى.mp3? المسجد الأقصى.
✅ مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أما بعد:
أخ يسأل فيقول: شيخنا بارك الله فيكم نريد كلمة منكم بخصوص القدس، وما هو الواجب علينا اتجاهها؟
الذي سمعناه خلال الأيام القليلة الماضية حول القدس، تحول تاريخي خطير جداً في مستقبلها، ومفاده وفحواه ومعناه أن الإدارة للمسجد الأقصى – نسأل الله عز وجل أن يبقيه شامخا، أسأل الله أن لا يميتنا حتى نصلي فيه، وأنه ندخله فاتحين وما ذلك على الله بعزيز- ، أن الإدارة تسلب من بين يدي المسلمين وتكون لليهود، فلهم أن يجعلوه كما رأينا ببعض المساجد وبعض الأماكن في أوزبكستان لما كانت تحت الاحتلال الشيوعي الأحمر، كانت اسطبلات خيل، قبر الإمام البخاري كان مكان لاسطبلات الخيل، تدوسه الخيل، فلا يمنع أن يكون يوم من الأيام مرقص وخمارة أو أن يكون اسطبل خيل، لأن إدارته أصبحت بيد اليهود.
والآن القائمون على المسجد الأقصى سددهم وربي وحفظهم أعلنوا أنه قد خرجت من بين أيديهم؛ لكن أرجو الله عز وجل أن لا يكون الأمر كذلك.
طبيعة اليهود لا يصلح معهم الصلح ولا المفاوضات.
أيضا من الثمار الخطيرة للخبر الذي سمعناه عن القدس؛ أن القدس الآن لا تدخل في المفاوضات، هل تكون للمسلمين أو لغير المسلمين؟
بل تكون لليهود بخالصها بشرقها وغربها.
النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا تحذيرا شديدا؛ فقد أخرج إبراهيم ابن طهمان في سننه وهو من الكتب القديمة قبل الأئمة الستة، وهو صحيفة حديثية صاحبها متوفى من ( 161 ) مئة وواحد وستين للهجرة، قبل كتب السنن، أخرج بسنده عن قتادة عن أبي الخليل عن عبدالله ابن الصامت عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه – قال: ” تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل؛ أمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟
تذاكر أصحاب رسول الله، بما فيهم أبي ذر؛ أيهما أفضل؛ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المسجد الأقصى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ” ، أربع صلوات في المسجد الأقصى تعدل صلاة واحدة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث الذي فيه أن الصلاة في المسجد الأقصى خمسمئة صلاة ، ضعيف، وهذا أصح منه.
والشاهد من إيرادي للحديث لم يأتي بعد، والشاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ولنعم المصلى هو ” ثم قال صلى الله عليه وسلم: وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الارض، حيث يرى بيت المقدس خير له من الدنيا جميعها ” أو قال: ” خير له من الدنيا وما فيها “.
شطن الفرس: السوط الذي يضرب به الفرس.
طبعا ذكرت لكم مرات وكرات ونوعت في الكلام بأكثر من طريقة أن أحاديث الفتن في آخر الزمان ما يجوز لنا أن نفهمها بأن نكون جبريين، بمعنى أن النبي أخبرنا عنها ولابد أن نكون مكتوفي الأيدي وأنها لابد أن تقع، وإنما أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم حتى نتخذ التدابير والإجراءات لنبعدها عنا ولنؤخرها عنا قدر استطاعتنا.
فالناس في أحاديث الفتن وسط وطرفان، والطرفان مذمومان والوسط صحيح؛ طرف لا يأبه بها ولا يلتفت إليها، وطرف ينتظر وقوعها ولا يفعل شيئا، وطرف يفهمها كفهم كلام ذاك الوالد الذي يوصي ولده إن انتقل إلى بلاد الكفر: يا ولدي أنت سترى كذا وسترى كذا وسترى كذا، فما أخبره أنه سيرى ليقع في الفساد، وإنما ليحذره، لينبهه.
محقق الكتاب ( مشيخة ابن طهمان ) يقول والكتاب مطبوع عن مجمع اللغة العربية في دمشق سنة ١٩٨٣، يقول عن هذا الحديث: ومن المؤسف أن وقائع الأحداث تشير إلى أننا في طريق تحقيق هذا الحديث الذي هو من دلائل النبوة وأن مؤمرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستستمر وتتصاعد، وتشتد لدرجة أن يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير بمقدار سوط الرجل أو قوسه يطل منه على بيت المقدس أو يراه منه ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا جميعاً ولا شك أنه يكون بعد ذلك الفرج والنصر إن شاء الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فاليهود لهم مطامع خبيثة، والصراع مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، لا يطمعون ولا يشبعون بمقدار معين من أرض، وإنما يريدون بسط نفوذهم على جميع المسلمين.
وأول مؤامرة كانت على بيت المقدس أنهم حرموا المسلم غير العربي من دخول بيت المقدس؛ المسلم الماليزي، المسلم الباكستاني، المسلم الهندي والمسلم الإندونيسي، لا فرق بين حقه في بيت المقدس وحق المقدسي، لا أقول فلسطيني بل حق المقدسي من بيت المقدس، الله عز وجل ربط بين مكة المكرمة وبين بيت المقدس، فمن فرّط في بيت المقدس فرط في بيت الله الحرام، ففلسطين ليست ملكا للفلسطينين كما أن مكة ليست ملكا للمكيين وإنما هي لجميع المسلمين.
لما حصروا قضية بيت المقدس في منظمة التحرير الفلسطينية أو في جهات معينة بدأت المؤامرة.
اليهود معتدون ولا بد أن تعلم ولدك أنهم معتدون، مغتصبون، واغتصاب اليهود عليه أدلة يقينية، أدلة متواترة، يعني الآن في مفاهيم العلم ومفاهيم الأخبار وبمقدار وقوع التواتر يحصل منا، فلو نحن الآن أخذنا ممن أصولهم منابت فلسطينية من الإخوة الحضور، فسألتك أنت من أي قرية وأنت من أي قرية وأنت من أي قرية؟، فسنرى قرى متعددة من خلال الحضور الموجودين، فنحن أمام أمرين: إما أن آباء هؤلاء الذين اخبرونا كل واحد من قرية تواطؤوا على الكذب، وإما أنهم أخبروا بواقع الحال، فلازم أن يكون هؤلاء من هذه البلاد أن يكون من فيها غاصبا معتديا محتلا سارقا، هذا أمر واقعي متواتر ، إلا أن يكون آباؤنا وأجدادنا كذابين ومعتدين على اليهود، وهذا أمر من المضحكات المبكيات، فاليهود معتدون، من أخذ بيتك فأبقى لك مكان بيت الدرج تنام فيه يجب عليك أن تقول عنه معتدي، لو رماك خارج البيت تقول أنت معتدي، فالمعتدي والغاصب لا يهدأ له بال ما دام أنه يسمع أنه معتدي.
التكييف الفقهي لليهود في أرض فلسطين معتدون لا نصيب لهم فيها، فقط ورث هذا المعنى لأولادك وعرّف ولدك أين دفن جده أو والد جده على أبعد حد، يعني والد جده مدفون هناك، إذا لم يكن جده، فهذا المعنى مهم، معنى أن يبقى اليهودي يشعر أنه مغتصب وأنه محتل.
واسأل الله عز وجل أن يلطف بالمسلمين.
اجتمعت على المسلمين الفتن من كل جانب وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالحدث الذي سمعناه مؤلم وله آثار خطيرة وخطيرة جداً.
من فضل الله علينا، إخواننا الذين يحضرون معنا بعض الدروس ويأتون بين الحين والحين ممن يدرسون في المسجد الأقصى والناس لهم إقبال عظيم بفضل الله عز وجل على دين الله هناك، وهذا يقلق اليهود ويزعجهم.
فهل الأقصى يعود بالصياح والمظاهرات والاعتصامات؟
لا والله.
المسجد الأقصى بمثابة الجرح في الكف فإذا كان في الكف حياة، التأم الجرح مع مضي الزمن، وإذا كانت هذه الكف ليست فيها حياة تعمّق الجرح؛ وأعني بالحياة حياة الإيمان وأعني بالحياة أن نقوم بما أوجبه علينا الرحمن.
فحسن تصوّر المفاهيم ومعرفة الحقائق وقوة نظرية بداية ثم بالمتاح والمقدور عليه ثم المعذرة إلى الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى يرفع المقت والغضب عنا.
موضوع القدس واجب، والواجب موزع على الرؤوساء، والشعوب، وعلى الأفراد، والافراد مختلفون في التحمل، فالإعلامي ليس كغيره، والعالم ليس كغيره، وهكذا.
فإن حمَلَ كل منا الأمانة بالمقدار الذي أوجبه الله عز وجل سهل الخطب.
المهم مهما اسود الليل ومهما وقع تبقى الأمور النظرية والتصورات العلمية صحيحة لا يلحقها خدش ولا خلل ولا خطل ولا خطأ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
20 ربيع الأول 1439 هجري
8 – 12 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال السابع ما رأيكم بعلم الكلام وكيف يرد على من يقول إنه علم شريف…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-7.mp3الجوابُ: أصحابُ عِلْمِ الكلامِ كانوا في مَتاهاتٍ ، وكانوا يتكلَّمونَ كلامًا لا يُوصلُ إلى اليقين، ولذا كان الإمام الشافعيُّ – رحمه الله تعالى – يقول :” حُكْمِي في أهلِ الكلامِ أنْ يُطافَ بهم في البَوَادِي ، والوديانِ ، وأنْ يُرمَوا بالحجارةِ والعَسيفِ ، وينادي منادٍ ويقول : هذا جزاءُ مَنْ تَرَكَ كِتابَ اللهِ وسنَّةَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقْبَلَ على عِلْمِ الكلامِ ” ، وكان الإمامُ أبو يوسف يعقوبُ بنُ إبراهيمَ يقول :” العلمُ بالكلامِ جَهْلٌ ، والجَهْلُ بعلمِ الكلامِ عِلْمٌ”، العلمُ بهِ جهلٌ ، والجهلُ به علمٌ ، وَأعيانُ رؤوسِ عُلماءِ الكلامِ كالفَخْرِ الرازيِّ ، وغيرِهِ كانوا يقولون : ” يا ليْتَنَا نموتُ على عقيدةِ العجائزِ” ؛ لأنَّهُ علم الكلام يُدْخِلُ الشَّكَّ ، ويُدخِل الريبَ في القلبِ.
لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْتُ المَعَاهِدَ كُلَّهَا         وَسَيَّرْتُ طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ المَعَالِمِ
فَلَمْ أَرَ إلَّا وَاضِعًا كَفَّ حَـــائرٍ       على ذَقْنٍ أو قَارِعًا ســِــنَّ نَادِمِ
فيقولُ : طُفْتُ فما وجدتُ يقينًا ، اليقينُ والإيمانُ الفطريُّ هو المطلوبُ . الإيمانُ العقليُّ ومعرفةُ أنَّ اللهَ حقٌّ بالعقلِ لا يُنَجِّي عندَ اللهِ ، قد يعرفُ عبدٌ أنَّ اللهَ حقٌّ ، لكنَّه لا يعرفُ النبيَّ ، ولا يعرفُ الرِّسالةَ ، فقط أنَّهُ دَرَءَ الإلحادَ عن نفسهِ ، فهذا كُفْرٌ ، كُفَّارُ مَكَّةَ ما كونوا مُلْحِدِين .
يدَّعونَ أنَّ معرفةَ علمِ الكلامِ ثمرتُهُ رفعُ الشَّكِّ ورَفْعُ الرَّيْبِ . إنَّ الإلحادَ ، ورفعَ الشَّكِّ ، ورفعَ الرَّيْبِ أمرٌ طارئٌ على الإنسانِ ، لا سِيَّمَا إنْ أصابَتْهُ الشِّدَّةُ فإنَّ فِطْرَتَهُ إنَّما تلجأُ إلى اللهِ – عز وجل – ، لذا سأل دَهْرِيٌّ أبا حنيفةَ عن دليلٍ على أنَّ اللهَ حقٌ فقال : ” هل ركبتَ البحرَ؟  قال: نعم ، قال : هل اضطرَبَتْ بكَ الأمواجُ ؟ قال : نعم ، قال : هل شَعَرْتَ أنَّ فيكَ شيئًا يَعلمُ أنَّ هُناكَ قوةً تُنقِذُكَ ؟ قال : نعم ، قال : هذا هو الدليل”. يعني: الشيءُ الفطريُّ الموجودُ في داخلِ الإنسانِ.
فعِلمُ الكلامِ يقولون : ثمرتُهُ رفْعُ الشُّبَهِ ! بالعكس ثمرةُ عِلمُ الكلامِ إدخالُ الشُّبَهِ على الإنسانِ، فعِلمُ الكلامِ يُدْخِلُ الشُّبَهَ على الإنسانِ.
القَصَيْمِيُّ معروفٌ ، كان مِنْ شيوخِ الأزهرِ، ولهُ مباحثُ مع شيوخِ الأزهرِ في نُصْرَةِ السُّنَّةِ ، وله كتابٌ في تأويلِ مُشْكِلِ الأحاديثِ ، ” رفعُ التعارُضِ بين الأحاديثِ ” أظُنُّهُ مِنْ أحْسَنِ الكتبِ، ثُمَّ – والعياذُ باللهِ تعالى – ارتَدَّ وخرجَ مِنَ الدينِ ووصَلَ إلى الإلحادِ ، فجاءَ مجموعةٌ مِنْ عُلماءِ المملكةِ ، وذهبُوا إلى مِصْرَ وجلسُوا معَهُ ، وناقشُوهُ ، فقال : ” أوْصُوا تلاميذَكُم أنْ لا يخوضُوا في علمِ الكلامِ، فإنَّ الذي أنا فيه إنَّما هو ضحيةُ عِلمُ الكلامِ ، أنا وصلْتُ إلى ما وصلْتُ إليهِ لأنِّي أعرضْتُ عن الكتابِ والسنَّةِ واشتغلْتُ في تفاصيلِ عِلمِ الكلامِ ” ، فتفاصيلُ عِلمُ الكلامِ تُوصِلُ العبدَ إلى الإلحادِ ، وتُوصِلُ العبْدَ إلى الشُّكوكِ، فلا أنْصَحُ أبَدًا بعِلمِ الكلامِ.
 
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

هل حديث أنا بريء ممن فرق واحتزب صحيح وما رأيكم في الحزبية وما هو أحسن…

أما حديث {أنا بريء ممن فرق واحتزب} فوجدت حديثاً قريباً منه، فهو من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: {ألا إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب}، وهذا الحديث أخرجه القاضي اسماعيل في أحكام القرآن فيما نقل عنه الشاطبي ولم أقف على إسناده حتى أحكم عليه، ووجدته في “الدر المنثور” معزواً إلى عبد بن حميد في التفسير، وهذا التفسير للآن نقول عنه مفقود، ولعله يظهر، وكذلك عزاه لابن منيع في مسنده، ولأبي الشيخ، وظفرت بإسناد ابن نيع في مسنده في كتاب “اتحاف الخيرة المهرة” برقم (767) وفيه راوٍ مجهول، ولذا قال البوصيري عقبه: إسناده ضعيف.
لكن الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعياً لست منهم في شيء}، وفي قراءة  لورش والكسائي والحسن البصري ولعلي بن أبي طالب: {إن الذين فارقوا دينهم……} وفي هذا إشارة إلى أن من فرق دينه فإن مآله أن يفارق دينه.
والحزبية معناها أن نتعصب أو تتحزب لشيخ أو اسم أو شارة أو جماعة، وهذه مذمومة، والأصل في المسلم أن لا يتعصب لأحد، والأصل فيه أن لا يعقد سلطان الولاء والبراء والحب والبغض إلا على دين الله، فيزداد حبك لأخيك بازدياد دينه وعباداته وعلمه وأمانته، أما أن يتعلق قلبي بفلان لأنه من حزبي وإن كان قليل دين، وأبغض آخر لأنه ليس من حزبي، وإن كان عالماً أو صاحب دين فهذا تحزب مذموم.
والحزبية والعياذ بالله من أشد الموانع لقبول الحق فسبب عدم قبول الحق الحزبية، تأتيه بدليل واضح من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة فيردها عليك لما تعود من الألفة التي هو عليها، وكلنا يعلم أن أنصارياً ومهاجرياً حصل بينهما نزاع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل منهم نادى على عشيرته؛ فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، والمهاجرون والأنصار اسمان جليلان شرعيان محببان إلى الله، وهما خير من الأسماء الموجودة اليوم، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الرجلين قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: {أجاهلية وأنا بين ظهرانيكم!}.
فمن حكم حزبه وانصاع إليه دون بينة ولا سيما إن كان في ذلك مخالفة لدين الله، فهذه جاهلية، فعلينا ألا نتعصب إلا للحق، وأن نحب ونبغض ونوالي ونعادي في دين الله وليس في حزب وعلى شيخ، والشيخ الذي يجمع التلاميذ حوله ويأمرهم وينهاهم ألا يسمعوا من غيره هذه حزبية وهذه جاهلية، وكان أيوب السختياني يقول: ((إذا أردت أن تعرف خطأ شيخك فجالس غيره))، فمن يدعوكم ألا تسمعوا إلا منه فهذه حزبية، واسمعوا من كل الناس واجلسوا بين كل العلماء وطلبة العلم، فالحزبية لها أشكال ولها ألوان، وينبغي أن يكون الإنسان حراً طليقاً يدور مع نصوص الشرع، ولا يقبل أن يدور مع نفس الأشخاص المخلوقين.
أما أحسن كتاب كتب عن الحزبية فقد رأيت كتاباً لصفي الرحمن المباركفوري الهندي اسمه “الأحزاب في الإسلام” وهو من أحسن ما كتب في رأيي وظني من الحزبية، والله أعلم.

الرد على المعتزلي عدنان إبراهيم الغزي لفضيلة الشيخ العلامة المحقق مشهور بن حسن آل…

* الجواب :
بلغني أن بعض إخواننا كتب كتاباً مؤلفاً في الرد عليه، وقد وفُّقَ فيه ولله الحمد والمنة.
-إعلم علمني الله وإياك-؛ أنه لا يوجد خيرٌ أو شرٌ، وليس له أصول وجذور عند السابقين..
فأهل الخير؛ في هذا الزمان وفي كل زمان، لهم أصول موصولة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة، والتابعين..
وأهل الشر؛ ما أحد يأتي بشر جديد، الوسائل هي الجديدة -يعني- : المايكروفون، والفضائيات، والتسجيلات، والإسطوانات.. !!
هذه الوسائل جديدة، لكن المادة -أصل المادة- : أن لا يوجد شر ليس له ماضٍ، ولا يوجد خير ليس له ماضٍ..
هذا الرجل لم أسمع به! وقالوا كأنه غزي من غزة، مقيم في أستراليا، كأني سمعت من بعض إخواننا هذا.. !!
وأنا أريح نفسي، وقلبي، وعقلي، ووقتي، وأعصابي؛ من شر الإتصالات الحديثة، وإخواني
-جزاهم الله خير- يصورون، ويبثون، فهذه مشاركتي فيما يسمى بـالنت.. إلى آخره..
وأنا أقول لإخواني: لما كنّا طلاب صغار في الإبتدائية، أدركنا هذا، كنّا نرى الشتائم، والسب، والعبارات القبيحة وغير المليحة، -الله يعزكم- على أبواب المراحيض!، كنّا نرى هذا، وكلنا نعيش -تقريباً- في بيئة واحدة.. !!!
المرحاض اليوم الذي يكتب عليه، بدل المرحاض الذي كان يكتب عليه -قديماً-، -اليوم- هو الذي يسمى بـالنت، هذا شبيه بالمرحاض -سابقاً-، والنت يحرم شرعاً أخذ العلم منه، إلا من رجل موثوق.. !!
قال : والله الحديث من صححه.. ؟؟
قال : صححه النت، وضعفه النت.. !! -أهلاً وسهلاً- بـالنت.. !!
أخذت الحديث، وصححه النت، وضعفه النت، مين النت.. ؟؟!!
ما ندري مين النت.. !!
هذا حرام شرعاً؛ أخذ الفتوى عن النت حرام شرعاً؛ هذا فيه ما هب وما دب، وما درج وعرج، الكل يشارك.. !!
والنبي أخبرنا في -آخر الزمان-: ” إعجاب كل ذي رأي برأيه “.
وإعجاب كل ذي رأي برأيه يظهر -الآن- في النت.. !!
شرعاً؛ لا يجوز لك أن تأخذ الأحكام، ولا يجوز لك أن تشاهد هؤلاء الضُلّال، -هذا النت بهذا الوصف المذكور-.. !!
هذا.. هل أتى بشر جديد.. ؟؟!!
ما أتى بشر جديد، هذه الأصول التي ذكرها الأخ: التشكيك في الصحابة، والتشكيك في الأحاديث، وإعمال العقل، وترك النقل، هذه أصول من إخواني.. ؟؟
أصول معتزلة.. !!
الخوارج؛ التكفير.. !!
هذه -أصول المعتزلة- !!
دين المعتزلة على ماذا يقوم.. ؟؟!!
تقديم العقل على النقل!؛ دينهم كله قائم على تقديم العقل على النقل!، هذه -أصول المعتزلة- !!
فبكل سهولة؛ واحد يدعو إلى الإعتزال ماذا نقول عنه.. ؟؟
ضال، مضل، مبتدع، وارتحنا وخلاص.. !!
ولكن.. أنا أدعو إخواني الذين يضيعون أوقاتهم على النت، ويسمعون لمثل هذا الرجل، لماذا تنشغلون به.. ؟؟
ألا تعرفون أئمة -أهل السنة- ؟؟
لماذا لا تسمعون لأئمة -أهل السنة- ؟؟
لماذا توجعون عقولكم، وتوجعون قلوبكم، وتملأون أوقاتكم بشر.. ؟؟!!
والله يا إخوة بعض الشبه تلقى، العالم حتى يفنّدها يحتاج إلى ساعات من البحث.. !!
فكيف لما ترد الشبهات؛ شبهة وراء شبهة، شبهة وراء شبهة، على قلب العبد في هذه الحياة.. ؟؟!!
هذه الشبه لها أثر، ولا بد أن يظهر لها أثر، ولو في سكرات الموت.. !!!
يقول الإمام -ابن القيم-: “نصحني شيخي -ابن تيمية رحمه الله- فقال لي: يا بني؛ إجعل قلبك كالمرآة، ولا تجعله كالإسفنجة؛ فإن المرآة إن وقعت عليها الشبهة، عكستها، وإن الإسفنجة إن وقعت عليها الشبهة، مصتها، ولا بد أن يظهر أثرها ولو على فراش الموت”!.
أن يلقى العبد؛ أن يلقى الله، وهو يبغض أصحاب رسول الله، -أعوذ بالله- ما أقبح هذا العبد.. !! وما أسوأه.. !!
أن تلقى الله، وأنت تبغض أحباب الله -عز وجل-، وأنت تبغض من ناصر النبي -صلى الله عليه وسلم- !!
يا جماعة معاوية النبي ناسبه؛ النبي أخذ أخت معاوية، طيب لو كان معاوية قبيح، أو كان معاوية رديئ، أو كان معاوية سيء، -يعني- ما أريد النبي أن يناسب إلا السيئين.. ؟؟!!
الناس ليس لهم عقول.. ؟؟!!
إذا كان بعض أئمة -أهل السنة- يقول عن معاوية: هو خال المؤمنين.
يا من تطعن في معاوية، أنت تطعن في خالِك، لماذا خالنا معاوية.. ؟؟
لأن أخته أمنا؛ فهو خالنا..
ولذا كان بعض الأئمة؛ -كابن المبارك- يقول: إن الغبار الذي دخل في أنف دابة معاوية؛ خير من ملئ الأرض من أمثال عمر بن عبدالعزيز.. !!
لأن -أهل البدع- يطعنون في معاوية فيقولون: عن عمر بن عبدالعزيز -الخليفة الراشد الخامس-، الذي يقول عن عمر بن عبدالعزيز- : الخليفة الراشد الخامس- ماذا يريد.. ؟؟!!
يريد الطعن في (معاوية).. !!
هو بعض الخلق لما يريد يطعن يمدح من يقابل، باعثه في المدح الطعن.. !!
فمن يقول عن عمر بن عبدالعزيز، وهو من الصالحين، وهو من أهل العدل، وممن نحبه، وأسأل الله أن يحشرنا وإياكم معه، مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لكن.. أين -التابعي- من الصحابي.. ؟؟!!
العلماء يقولون: ؛الصحابي- الذين رأوا وجه محمد، وهو صبي رضيع، ولم يتميز شيئاً، قال: رؤية النبي -وجه النبي-، لها ميزة خاصة، ولها أثر في داخل العبد، ويُرفع العبد بها رفعةً ما يناله أحد البتتة.
-يعني-: الصغير الذي رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما سمع منه، وما أتى ألا شيئاً، هذا له منزلة..
هذا علماؤنا يقولون عنه ماذا.. ؟؟!!
يقولون: هو صحابي -من حيث الرؤية-، تابعي -من حيث الرواية-، وروايته نعامله معاملة التابعين، -ومن حيث الرؤية- نعامله معاملة الصحابة.. !
هذه الرؤية لها أثر على صلاح العبد، هذه الرؤية لها أثر على باطن العبد.. !!
فكيف بمن ناسب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودخل عليه، ودخل النبي عليه، وو..
إلى آخره.. ؟؟!!
فهؤلاء الذين يطعنون في هؤلاء لا يتقون الله؛ يشككون الأمة في ثوابتها، وبدلاً من أن نحافظ على ثوابتنا ونمضي لنخدم ديننا ونشره، أصبحنا -للأسف- نقف، ونرجع إلى الوراء، ونرجع، ونحتاج إلى أن نبقى نرد على هؤلاء الذين يشككون -للأسف- في ثوابت الأمة (*).
————–
(*) هذه المادة عبارة عن تفريغ نصي لفتوى ألقاها شيخنا العلامة مشهور بن حسن -حفظه الله- بتاريخ ( 17 – 10 – 2014م ).

السؤال السادس شيخنا أبا عبيدة نفع الله بك هل يوجد تعارض بين قوله تعالى ما…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/س6.mp3السؤال السادس: شيخنا أبا عبيدة نفع الله بك هل يوجد تعارض بين قوله تعالى ما على المحسنين من سبيل ) ؛ ومع رجل أخذ آخر معه في سيارتهِ لأجلِ أن يخدمهُ ويقومُ على حاجتهِ وفي الطريق قدّر الله عليهم حادثاً فمات الرجل وأصيب السائق المحسن إصابات عديدة خطيرة والظاهر أنه يدخل في القتل الخطأ كما هو حكم العُرف والقانون والشرع فهل يتعارض مع الآية ؟
 
الجواب : لا ، لا يتعارض مع الآية ، القتل الخطأ أولاً : الإثم مرفوعٌ عنه ، وهو في إحسانهِ لمن خدمهُ وحملهُ أجرهُ ثابت.
والديةُ ليست في مالهِ ، في القتل الخطأ الدية ليست في مال القاتل، وإنما الديةُ في مال العشيرة، يعني يشارككَ في الديةِ إلى الجدّ السادس.
ولمّا دخل الأعاجم الإسلام ، والأعاجم لا يوجد عندهم نظام القبيلة والعشيرة ، فعمرُ – رضي الله تعالى عنه – من إدارتهِ أنهُ جعلَ الديةَ في الديوان، فدوَّنَ دواوين للصنّاع، فجعل ديواناً لكل أهلِ صنعة، وجعل الدية فيهم.
فالدية جبر للميت ، فالميت قد يكون عنده قُصَّر، وقد يكونُ فقيراً فيأخذون الدية ، وهذه الدية تجعلهم يعيشون فترة من الزمن حتى يرتبوا أمورهم ترتيباً آخر.
فالدية ليست عقوبة، والدية لا تعارض قول الله – عز وجل – كما ذكر أخونا – : ( ما على المحسنين من سبيل )؛ والدية ليست عقوبة ، الدية هي : إعطاء المال لأولياء الميت، وهذا المال لا يُغَرّمه القاتل وهذا هو الفرق بين القتل الخطأ والقتل العمد.
القتل العمد في مال القاتل خاصة ، الأصل في القتل العمد القصاص، بمعنى أن من قتل يُقتل ، ولأولياء الدم أن يسامحوا وأن يُسقطوا القتل، ولهم المطالبة بالدية ، فإن سامحوا وطالبوا بالدية فالديةُ ليست من مال العشيرة ( مال العاقلة ) وإنّما الدية من مال القاتل خاصة.
ففرقٌ بين دية القتل ودية القتل العمد، ودية القتل الخطأ.
دية القتل العمد: تُدفعُ مرةً واحدة.
والقتل الخطأ: تُدفعُ منجّمةً يعني تُدفع على أقساط.
ديةُ القتل العمد مئةٌ من الإبل فيها أربعون حوامل.
ودية القتل الخطأ ليست كذلك ليست فيها الأربعون حوامل.
ففرقٌ بين دية القتل الخطأ وبين دية القتل العمد.
وأمّا الأجرُ فحاصل.
ثمّ من الأمور المهمة التي ينبغي ألا تفوت في جواب مثل هذا السؤال لا بد أن نتحقق من سبب القتل، فإن كان هذا المحسن هو الذي سبّب القتل دفع الدية، وأما إن كان غيرهُ فينظر، يعني هل إحسانكَ إليَّ يشفعُ لك إن أسأت ليَّ أن لا آخذ مقابل إساءتك، أنت ما أسأت ليَّ، لكن أخطأت في حقي من غير عمد أنت أخطأت في حقي من غير عمد ، هل خطؤكَ في حقي يشفع لك إحسانُك ألا تتحمل تبعات الخطأ؟
لا، ليس هذا من العدل ، الإحسان أنت مُحسنٌ فيه مجازَى عليه خيراً وما أسأتَ فيه فأنت مطالبٌ به، فإن كان غيرك الذي تسبب في القتل إذ أنت سائق وجاء غيرك ودخل على الخط فكان سبباً لحادث مات فيه من بجانبك فغيركَ هو الذي يدفع الدية ، فالشرعُ أتى بالحق وأتى بالعدل ووضع الأشياء في أماكنها.
 
السؤال: شيخنا كما تعلم أن حوادث الدعس الميت يكون قتل خطأ والتأمين يتولى الأمر؟
 
الشيخ : أخونا – جزاه الله خيرا – أرجعنا يعني بعد أن ربطنا أصول المسألة وجذورها بنصوص النظرية إلى واقع عملي موجود الآن – يقول أخونا : التأمين هو الذي يدفع الدية ؟
إذا وُجِدْ تأمين تكافلي بالشروط المرعية ؛ وعدم وجود المجاوزات الشرعية ونقلنا الدية من العاقلة إلى الديوان، مثل النقابات اليوم المدرّسين لهم نقابات والصناع لهم نقابات وتعاونوا فيما بينهم في دفع الدية فهذا أمرٌ حسن.
أنا أقول ليس عندنا شركات تأمين اليوم، عندنا مكاتب تأمين وهم يردون التأمين إلى شركات كبرى ، وأغلب زبائن شركات التأمين الذين يدفعون الأموال الطائلة يعني أحوالهم – نسأل الله العافية -.
الأمر واقع موجود نقول لك خذ من شركة التأمين ، ودائماً نحن نُعْلِم إخواننا المنهي عنه شرعاً بمثل هذه المسائل ليس كالمعلوم حسّاً، خذ من التأمين وادفع الدية وأنت ماذا دفعت وماذا سوف تدفع هذا كلهُ مما أخذت ، فإن فَضُلَ شيء في ذمتك فالأحبُ إليَّ أن توصي بأن يخرج من ذمتك لمصالح المسلمين العامة، وأما إن كنت قد دفعت مثل هذا المبلغ في حياتك كلها أنت وأهلُ بيتك فلا حرج عليك، يعني أنت الذي يؤخذ منك في التأمين لك أن تستردهُ، فجاءت مناسبة باستردادهِ فهذه المناسبة تأذنُ لك ، وإن كان هذا الإسترداد سيرجعُ إلى أصحابه ( شركات التأمين )  مع مُضي الزمن مع باقي العمر فإن زاد فأنت يعني توصي به – مثلاً أخذت من شركة التأمين ١٢ ألف دفعت أنا في حياتي في التأمين 7 ألاف وبقي 5 ألاف أوصي بخمسة ألاف تُنفق في مصالح المسلمين العامة.
 
ما حكم التأمين الشامل؟
 
طبعا التأمين – بارك الله فيكم – المخالفةُ فيه دليلها ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – أن النبي – ﷺ نهى عن الغَرَر.
والغَرَر ما كانت عاقبتهُ مجهولة، فالتأمين أنا قد أدفع القليل وآخذ الكثير، وقد أدفعُ الكثير ولا أخذُ شيئاً هذا يسمى عند أهل العلم غَرَر.
فكلُ شيءٍ عاقبتهُ مجهولة فهذا غَرَرٌ الشرعُ يمنعُ منهُ.
لذا في البيع لا بد من تحديد المبيع ولا بد من تحديد سعر المبيع ، إذا كان المبيع لا يستطيعُ مالكهُ أن يُسلمهُ فهذا غَرَر، كمن يبيع مثلاً طيراً في الهواء أو سمكاً في الماء فهذا غَرَر لا يقبل فقد يستطيع التسليم وقد لا يستطيعُ التسليم.
فالغَرَر ما كانت عاقبتهُ مجهولة والتأمين فيه غَرَر ، وأشد أنواع التأمين التي فيها غَرَر التأمين على الحياة، التأمين على الحياة أن تؤمن على حياتك لكن لا تعرف كم ستعيش، قد تدفع الكثير ولا تموت وقد تدفع مره ثم تموت، فقد تدفع القليل ثم تموت فيأخذُ اولياؤك وورثتك يأخذون مبلغاً كثيراً، الغَرَرُ في شرع الله عز وجل ممنوعٌ ، والله تعالى أعلم .
 
السؤال: حتى وإن كان التأمين من طرف آخر مثلا أنا أعمل في شركة وعملي خطر، والشركة هي أمّنت على حياتي ماذا يصبح هنا حكمها؟
 
الشيخ : الشرع أجلّ من أن يجعل صحة الناس سلعة تُباع ، الأصل في الدولة أن تؤمن للناس لوازم َ حياتهم بما فيها تطبيبهم ، وضربَ لنا أسلافنا – ولا سيما – في هذا الباب في المغرب العربي أمثلة عجيبة حتى أنهم كانوا يطببون بالطب النفسي يعني كان عندهم الورود والأنهار و مستشفيات تسمى بالمارستانات وهي مستشفيات كانت الدولة تصنع ذلك ويعيش الناس ذلك ، أنا إذا عملت في وظيفة وأمنتتي الدولة فهذا أمر حسن ، أنا إذا عملت وما أخذوا من مالي والشركة التي أعمل عندها يعني هي التي تُشرف على علاجي هذا أمرٌ حسن لا أرى فيه شيئاً.
 
السؤال: هل يجوز لمن قتل له مظلوماً أن يقتلوا القاتل ويأخذوا الدية ؟
 
الشيخ : لا، ليس له ذلك ، حقهُ الشرعي أن جَعَلَ الله له سلطاناً ، قالله تعالى: فلا يسرف في القتل ، قال أهل العلم : فلا يسرف في القتل يعني لا يجوز لمن قُتِلَ له قتيل أن ينفردَ وأن يُنفذَ ذلك بيده، الواجب أن يطلبهُ عن طريق القضاء ، ولو تُركت إقامة الحدود والقصاص للناس لحصلَ فوضى، فإذا أنت لم تعفو فحقك ، ومن حقك في القضاء أن تُنفذَ الحكم بيدك بعد حكم القضاء ، ولك أن توكل من ينفذهُ فيه، فإن طلبتَ الدية أسقطت القصاص، وقد اختلفَ أهلُ العلم لو أن بعضا أسقط وبعضا ما أسقط، فواحد قُتِل ولهُ أولاد، فولد قال نأخذ الدية ونُسقط القصاص والبقية قالوا لا ؛ نريد القصاص ، فجماهير أهل العلم يقولون: لو أن رجلاً أسقط فحينئذ ننتقل إلى الدية، وليس لنا أن نجمع بين الدية وبين القصاص، لكن الخلاف بين أهل العلم هل يُشترط أنه الكل يُسقط أم واحد يُسقط ؟
والله تعالى أعلم .والله تعالى أعلم
 
 مجلس فتاوى الجمعة.
 
20 ربيع الأول 1439 هجري
8 – 12 – 2017 إفرنجي
 
 رابط الفتوى:
 
 خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
 للاشتراك في قناة التلغرام:
 
http://t.me/meshhoor

السؤال الثالث هل تعد كثرة الأسئلة من طالب العلم صفة ذميمة

الجواب : والله الشيخ إذا رأك تكثر السؤال من باب التعنت فهذه صفة ذميمة ، الصفة الذميمة أن تسأل السؤال غير العمليّ .
كانوا يكرهون الخوض في مسائل ما وقعت ، وكانوا يكرهون الخوض في مسائل لتحمير الوجوه وتصفيرها واحراج السائل ، ومسائل ليس لها ثمرة ، لا ينبني عليها عمل ، مسائل أشبه ما تكون بالخيال ، أو أشبه ما تكون بالفلسلفة .
شخص أتى للشعبي فقال له : ما اسم زوجة ابليس ؟
فقال ( وكان فيه دعابة) رحمه الله : ذاك عُرس لم أشهده ، ما هي الفائدة من معرفة اسم امرأة ابليس ، فالسؤال الذي تحتاج اليه اسأل عنه ، والصحابة ما كانوا يكثرون من السؤال للنبيّ صلى الله عليه وسلّم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال قرر العلماء انه الحد الفاصل بين السني والبدعي أكثر أهل العلم على…

الشيخ : المسألة مهمة ، والكلام طويل وخطير ، شيخنا الألباني الله يرحمه لما كان يُسئل عن أمثال هؤلاء ، فكان يقول فيهم نزعة خارجية ، الخارجي الذي يُكفر بالذنب ، من كفر حكامنا اليوم بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله فهو خارجي ، لماذا تكفره ؟ لأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، هذا التعليل يلزم أن تُكفر صاحب البيت الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، وصاحب المتجر ، والمعلم ، إلى أخره ، فمجرد الحكم بغير ما أنزل الله فهذا يكون خارجي ، وهذا يترتب عليه سيف ، الخروج بالسيف ، الأوضاع في العصور المتأخرة ليست كالأوضاع في العصور الأولى ، من كفر الحاكم بقرائن قامت عنده وليس لمجرد معصية الحكم بغير ما أنزل الله واحتفت به ، ورائه كافرا ، فرأى الخروج عليه هذا يخطأ ، لأن الخروج لا يأتي إلا بشر ، ولا يضلل ولا يبدع ، مثلاً انسان عند حاكم ، هذا الحاكم ليس بمسلم ، فرأى القيام عليه ، الحاكم نصراني ، أو الحاكم نُصيري ، أو الحاكم كافر أصلاً ، غير مسلم أصلاً ، فرأى الخروج عليه ، فماذا نقول عنه ؟ نحن لا نضلله ، لكننا نخطئه للأثر المترتب على الخروج ، مثال أخر ، رجلٌ ما رأى أن حاكم ما باعتبارات ما ليس بمسلم ، فرأى الخروج ، فلو أنّ تصوري كتصوره لكان حكمي كحكمهِ ، فقواعدي وقواعده في الحكم واحده ! لكن تصوري يختلف عن تصوّره ، فأنا الآن أُخطّئه وانا الان لا أضلّله ، أخطّئهِ وأُحاربُ قوله الباطل واتبرأ الى الله تعالى منه ، ولا أستطيع أن اقول أنّه مبتدع وأنّه ضالّ ، اذا كانت قواعده كقواعدي في الحكمِ على التكفير ، وأنّه لا يكفّر بمجرد المعصية وإنّما عنده قرائن على التكفير ، أنا لا أقرّ بها ، هذا الصنف القلق هو أسباب مشاكل المسلمين هذه الأيام ، وهذا الصنف القلق هو الذي يُتعِب الدعوة السلفيّة هذه الأيام ، فبعض الناس لمّا تقول له تكفّر من حكم بغير ما أنزل الله ، يقول لك : لا أنا ما أكفّر بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله ،وانّما أنا أُكفّر بكذا وأُكفّر بكذا ، فيبدأ يسرد لك أشياء هي في عرف الشرع قرائن ، فيقول أنا لا أكفّر بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله ، أنا أكفّر فلانًا لأنه لبس صليبًا ، أنا أُكفّر فلانًا لأنه سجد لشي ما ! يعني عنده قرائن ، وعنده شُبه ، يعني هو لا يُكفّر ، هو متبرئ أصالةً من مذهب الخوارج الذين يكفرون بالمعصية ، هو قامت عنده قرائن فيُكفّر بسبب هذه القرائن التي احتفت بشخصية معينة ، مثلا القذافي كان أكثر شخصيتان مقلقتان جدا في الكلام على النّاس وهما :
1 – الشخصيّة الأولى صدام حسين .
2 – الشخصية الثانية القذافي .
القذافي شُهِر عنه أنه ما كان يقرأ “قل” ، كان يقول ” هو الله أحد ” ولا يقرأ قل ، غفر الله شديدًا وكثيرًا للشيخ عبد الحميد كِشك ، الشيخ عبد الحميد كشك في ذاك الزمان كان شريطه بمثابة محطة من المحطات الفضائية ، وكان له شريط في تكفير القذافي ، وكان يردد ويقرر أن القذافي كان يُنكِر ” قل ” واضطر القذافي وانا عندي مصحف الجماهيرية الليبية ، عندي المصحف وحصّلته من بعض إخواننا الليبيين المصحف عندي وطبعه القذافي وكلمة ” قل ” كتبها بيده
يعني الذي يقرأ مصحف الجماهيرية الليبيّة يجد أن ” قل ” ليست مطبوعةً طباعةً ، ” قل ” مكتوبه بخط يد ، فرأى القذافي حتى يردّ على كشك أنّه هو بخطّه يكتب ” قل ” ، كتب ” قل ” بخط يده ، وموجود المصحف الآن وعليه خط يده .
فواحد اعتقد أنّ الحاكم الفلاني للا يعتقد قرآنية آية ، دعنا من الحاكم ، واحد مسلم قال : سورة كذا ليست من القرآن ! ماذا نقول عنه ؟ ، نقول هذا كُفُر ، ونقيم عليه الحجّة إذا قامت عليه الحجّة وبقي يقول به فهذا كافر خارج من الملة ، من زاد في القرآن شيء او نقص منه فقد كفر ، حتى لو كان هذا حاكم ! حاكم أو محكوم سيّان ، فنحن وجدنا وبلونا بعض النّاس يتكلّم في خواص بعض الحكّام فيُكفّره لا لأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، هو يُكفّره بقرائن ، فأنا أُخالِفه في تصوّره ، الخلاف بيني وبينه في التصوّر ، فهذا التصوّر أنا أقول يترتب عليه ظن ، والأصل اليقين لا يزول بالظنّ قولا واحدا ، والكلام في الحكّام ، بعض من تكلّم في الحكام كأنه خبرهم وعجنهم وخبزهم وعاش معهم ويعرف ما في بواطنهم ، ويحكم عليهم من دواخلهم ، ويأتي بالشيء ثمّ يجعل هذا العمل أمرٌ لا ينفكّ عنه الكفر ، والصواب خلاف ذلك ، فلو أنّ رجلًا مثلا رأيته يسجد للصنم ، هذا كُفر ، فقربت منه فوجدته يصلي وهو أعمى ، أعمى ويصلي رأيته ساجد ، هل تقيم عليه الكُفر الآن ؟ ، لا أحكم عليه بالكُفر لأنه رجل أعمى ، ويصلّي صلاة المسلمين ، وقام وسجد وركع وdقرأ ولا يعلم أن الصنم موجود ، فبعض الناس عنده مجرد هذه السجدة ، مجرد هذا العمل لأنه يسبق هذا الحكم بُغض ويسبق هذا الحكم سوء ظن ، فأنا أقول أن بعض الناس يحتاج الى أن ينعدل عقله في طريقة اسقاطه الأحكام وليس في أصول مبادئه ، يعني مبادئه أصلًا أنت وإياه تتوافقوا ، لكن هو يفسّر ما يرى وما يسمع تفسيرات فيها تهويل وتهويش و خروج عن الجادّة ، فخطأه من نفسيته ، خطأه ليس في موافقة الخوارج في التكفير بالذنب ، هو يُنكِر على من يُكفّر بالذنب .
هذا النوع قلق جدا وهذا النوع مزعج جدًا وهذا النوع غالبا ما يكون مثل الزئبق ، لا ترى له ملمس ، وله في كل بيئة ميل ، و يختلف الميل ، إن رأى بضاعة رائجة استرسل وان رأى بضاعة غير رائجة أحجم وسكت ، هذا الصنف متعب جدًا جدًا .
وبعض الناس بحكم أنه أعتدي عليه من بعض الجهات الأمنية في يوم من الأيام أو ما شابه ؛ هو ينتقم لنفسه من حيث لا يشعر ؛ كمن حُرِم من وظيفة وحُرِم من شيء فتجده هو دائما ينظر للأمور بنظرة أشبه ما تكون نظرة تشاؤمية
أنا أذكر أن واحدا لو قال عن هذا الكأس مثلا الذي أمامنا ، واحد يقول أن هذا الكأس نصفه مليء وآخر يقول نصفه فارغ ؛ فالذي يقول أن نصفه فارغ يميل للنظرة التشاؤمية ، والذي يقول ألآن نصفه مليء ينظر النظرة التفاؤلية ، مثل امرأتين جالستين في حديقة و جاءهم عامل التنظيفات ، وعندهم اولادهم ، كل واحدة عندها ولدها ، فواحدة نظرتها تشاؤمية ؛ تقول لولدها : يا أبني اذا فشلت في دراستك ستكون مثل هذا الزبال ! والأخرى نظرتها أسمى وأعلى ، نظرتها نظرة تفاؤلية ؛ فتقول لابنها : يا أبني ان درست تنجح والله يوسّع عليك وتساعد أمثال هذا النوع من الناس ، فهذا كلام وهذا كلام ! لكن فرق بين هذه النظرة وبين هذه النظرة .
فبعض الناس لا يعمل دائماً ناقد وحاقد ، دائما يشتم ، دائما يلعن ، ليس بإيجابي ، لا يبني شيئا ، ويُشعرك أنه فلان مشكلة واذا ذهب فلان الدين قام ، واذا بقي فلان لا يصبح للدين وجود ، نظره تشاؤمية من أسوأ ما يمكن ، وهذا علّته تبدأ كما قلت في نفسه ، هو يحتاج أن يغيّر نفسه ، والله تعالى أعلم .
السائل : شيخنا الله يحفظك لو كان السؤال أدق أقل بدرجة أو أعلى بدرجة ، لو كان هذا الرجل صاحب سنة ومعروف عنه انه صاحب سنة في اعتقاده ومنهجه وسلوكه ، الا أنّه في هذا الجانب تغيّر ، رأى مثلا جواز الخروج ، او رأى على الأقل أن هذا فيه مصلحة ، فهل يُعامل معاملة المبتدع ، أو يُعامل معاملة المُحذّر منه الذي لا يؤخذ عنه اطلاقًا .
الشيخ يقول : هذا سؤال غير الأول ؟ هذا غير الأول تمامًا
السائل : هو متمم للأول يا شيخ .
الشيخ : أنا أقلب عليك السؤال بسؤال حتى تتضح الأمور
رجل معتقده سليم مئة بالمئة ، يوافق أهل البدع في مسألة هي علمٌ وشارةٌ لهم ، يقول : كل شيء تمام الا أن القرآن مخلوق ، كل عقيدتي تمام بس القرآن المخلوق ، قول القرآن مخلوق اشارة الى المعتزلة ، هل هذا سُني ؟ لا هذا بدعي ، هذا بدعي ، وهنا مسالة وهي مهمة جدًا ، وكثير من الناس ما ينتبه لها ، هل يَلزمُ فيمن أتكلم فيه أن أعرف جميع أحواله ؟ لا ، لا يلزم ؛ متى ثبت عندي بيقين أن فلانًا وافق المبتدعة في شعار لهم ومسألة هي عَلمٌ عليهم ، ألحقتُه بهم ، لا يَلزمني معرفة كل شيء ، لا يلزمني أن يكون علمي محيط إحاطةً كامله بالذي أتكلم عليه ، أنا يَلزمني في شرع الله تعالى إن حكمت أن أحكم بعدل ، فان تيقنت ان فلاناً له مذهب ، وهذا المذهب علامة على أهل البدع فلا يلزمني ان اقول عنه انه ضال ، متى ثبت عندي بيقين أن فلان وافق المبتدعة في شعار لهم ، ومسألة هي علم عليهم ألحقته بهم ، فأنا لا يلزمني أن احيط إحاطة كاملة بالذي أتكلم عليه ، أنا يلزمني في شرع الله تعالى إن حكمت أن أحكم بعدل فإن تيقنت أن فلانا له مذهب وهذا المذهب علامة على أهل البدع فلا يلزمني أن أقول عنه ضال حتى اعرف عنه كل شيء لا يلزمني انا اضلله بهذا المقدار انا اضلله بهذا المقدار ، لذا من ثبت عندنا بيقين انه يرى الخروج على الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله فهذا فيه خارجية ، هذا خارجي ، هو يوافق الخوارج كما أن ذاك وافق المعتزلة بشيء هو شعار لهم ، هذا غير ذاك ، فلو انسان يكفر بمجر الحكم بغير ما أنزل الله هذا هو بداية الشر وهذا بداية التثوير و هذا بداية التفجير و هذا بداية السوء التي لا يعلم مداها إلا الله جل في علاه ، الشر يبدأ من هنا ، والله تعالى أعلم .
السائل : من جوز وأوجب الخروج على الحاكم الفاسق و ليس الكافر ، كيف نرد عليه ؟
الجواب : القول بالخروج على الحاكم الفاسق له تعلقات و ذكره القاضي أبو يعلى في كتابه الأحكام السلطانية و هو مذهب ليس بصحيح و هو مذهب قطعا ليس بصحيح فهذا الصنف من الناس قد يقال إنه وقع في بدعة لكن لا يقال انه مبتدع حتى يناقش و حتى ترفع الشبه عنه ، انا اتكلم في الوقوع عن بدعة قد حصلت ، يعني يقال انه قد وقع في البدعة ، أما إسقاط حكم مبتدع و إسقاط حكم الكافر و إسقاط حكم الفاسق فلابد من انتفاء الموانع ولا بد من تحقق الشروط و الله تعالى أعلم .