السؤال: ما حكم صيام رجب وهل فيه طاعة معينة مرغب فيها
الجواب: الله خالق الزمان والمكان والإنسان، والله يصطفى ويختار ما يشاء فقال تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} والله خلق الإنسان واختار الأنبياء من بني الإنسان واختار من بين الأنبياء الرسل واختار من بين الرسل أولي العزم واختار من بين أولي العزم محمداً صلى الله عليه وسلم وخلق المكان واختار المكان، واختار مكة والمدينة وبيت المقدس من بين سائر الأمكنة، وخلق الزمان واختار، واختار من بين سائر الأيام يوم الجمعة واختار من بين أيام السنة يوم النحر، فأحب الأيام إلى الله على الإطلاق يوم النحر ثم يوم القر، وخلق الله الأشهر واختار، واختار من بين الأشهر أشهر الله الحرم، ففضلها على غيرها من الشهور، قال تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.
فجعل الله من بين الأشهر الأشهر الحرم وهي أربعة، ثلاثة سرد وواحد فرد، فثلاثة تأتي متتابعة وهي: محرم وذو القعدة، وذو الحجة، والفرد هو رجب، وشهر رجب كانت العرب وخصوصاً مضر، تعظم هذا الشهر فكانت العرب توقف القتال فيه، وكانت القبائل تمسك عن القتال وقد قالوا: إن رجب مأخوذ من الترحيب، والترحيب هو التعظيم، وكانت العرب تصوم هذا الشهر كرمضان، وكانوا يتقربون إلى الله فيه بالذبح، والذبيحة التي تذبح في هذا الشهر كانت تسمى العتيرة، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يذبح فإن له ذلك، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {على كل أهل بيت في رجب ذبيحة}، فهذه ذبيحة لمن شاء فهي عادة جاهلية أقرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان بعض الناس في زمن التابعين يردون الصيام في رجب، بل كان بعضهم يبدأ الصيام في رجب، ولا ينتهي إلا بعد انقضاء رمضان، وقد ثبت عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صام شهراً بتمامه إلا رمضان، وثبت أن عمر رضي الله عنه كان يضرب أيدي الرجبيين وهم الذين يصومون شهر رجب كاملاً تعظيماً له، وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما عند الفاكهي بإسناد لا بأس به أنه قال: {لا يصم أحدكم رجب حتماً كرمضان ولكن يصوم ويفطر}، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كره للرجل أن يصوم رجب بتمامه.
وشهر رجب من الأشهر الحرم، وصح عن ابن عباس وقتادة أن الأعمال الصالحة في الأشهر الحرم، فليكثر منه، وما أطلقه الشرع نطلقه وما قيده الشرع نقيده، فالشرع ما حث بشيء بعينه من الطاعات في رجب إلا أنه عظمه وجعله من الأشهر الحرم، فمن كانت له عادة من قراءة للقرآن أو قيام الليل أو الصدقة أو الذكر أو صلة الرحم، وما شابه، فليكثر منها في الأشهر الحرم، ولو تقصد الإنسان صيام الاثنين والخميس أو قيام الليل ابتغاء تعظيم الأجر فلا حرج ولا ضير.
لكن لا يجوز أن نخص عبادة بعينها، أو أن نفعل طاعة لها، رسم معين وكيفية وهيئة معينة لم تثبت في شرع الله في هذا الشهر، وقد كان لتعظيم العرب لهذا الشهر فرصة للوضاعين والكذابين ومجال فسيح لهم، لوضع الأحاديث وذكر الأكاذيب والأباطيل والترهات وإلصاقها بهذا الدين، وإلحاقها بسيد المرسلين، صلى الله عليه وسلم، فقد وضع الكذابون صلاة تسمى صلاة الرغائب وقد وضعها رجل نابلسي في بيت المقدس صلاها هو وآخر، ثم اشتهرت وذاعت، وقال أبو شامة المقدسي في كتابه “الباعث”: (لما زرت بيت المقدس جائني هذا النابلسي واستتابني وأشهر توبته من هذه الصلاة التي كذبها ووضعها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زالت هذه الصلاة تصلى إلى هذه الأيام.)
والكذب خفيف وبيء، والحق ثقيل مريء، فالكذب والباطل ينتشر انتشار النار في الهشيم، وهذه الصلاة تؤدى في ليلة أول جمعة من رجب، فتصلى اثنتي عشرة ركعة، ويقرأ في كل ركعة سورة القدر ثلاث مرات، وسورة الإخلاص اثنتي عشرة مرة، ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية سبعين مرة، وعلى زعم واضعها يقول: بعد الصلاة الدعاء مستجاب، وهذا كذب، ويؤيد هذا الحسن والواقع والأحاديث، وقد نصص على وضع هذه الصلاة العلماء الربانيون الثقات.
وكذلك اعتقاد أجر معين في رجب بصيام أيام معينة كما يتداول عند العوام أن من صام اليوم الأول له أجر ثلاث سنوات، وفي الثاني أجر سنتين والثالث أجر سنة، وما بعده أجر صيام يوم بصيام شهر، فهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام أول رجب ومنتصف رجب وآخر رجب عن النار احتجب}، وهذا كذب وافتراء بلا مراد، وكذلك زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي}، وهذا الحديث عند الديلمي وإسناده ضعيف جداً ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلم يثبت في رجب فضل معين، وقد ألف الحافظ ابن حجر كتاباً بديعاً سماه “تبيين العجب لما ورد في رجب}، وقرر فيه أنه لم يثبت في فضل رجب حديث واحد، وقد ألف ابن دحية كتاباً سماه “أداء ما وجب في وضع الوضاعين في رجب” وألف علي القاري رسالة بعنوان “الأدب في رجب” وغيرهم من العلماء ألفوا مصنفات وزيفوا كثيراً من الطاعات وبينوا وهائها، وبينوا كثير من الأحاديث المكذوبات على سيد البريات عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، فلم يثبت في رجب إلا الترغيب في العتيرة، فمن أراد أن يذبح شاة فله ذلك.
ومن الأباطيل التي تكون في هذا الشهر الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وقيام ليلها وصيام نهارها وهذا لم يثبت فيه شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الراجح أن الإسراء والمعراج لم يكن أصلاً في رجب كما ذكر الإمام النووي وكذلك العمرة لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب، وإن كان ابن عمر يقول ذلك، فإن عائشة كانت تقول: ماذا يقول أبو عبدالرحمن فوالله إن النبي صلى الله عليه وسلم ما اعتمر في رجب قط.
ويحسن بالإنسان في هذا الشهر المعظم ويجدر به أن يتفقد نفسه، ويهيئها للإقبال على رمضان، فيأخذ بعزائم هذه النفس بأن تتقدم إلى الخير تقدماً بطيئاً عميقاً ولكن لا يطوِ قلبه على أجر معين، ولا يصنع طاعة لم تثبت في دين الله، وعموم الطاعات محببة في هذا الشهر لأنه من أشهر الله الحرم، والعاقل ينتبه لهذه المواسم فيكثر فيها من الطاعات المحببات التي تقرب من رب البريات.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170803-WA0019.mp3س: هذا ليس كامل السؤال بعد، هي هل شربت أم لم تشرب؟
الجواب: شربت.
س: عندما شربت هل كانت تعلم أم لا تعلم؟
س: هل الغضب أنساها أنها في رمضان؟
إذا شربت وهي لا تعلم، فهي داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسياً فليتمّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.رواه البخاري ومسلم، فإذا كانت ناسية فأطعمها الله وأسقاها، وحتى لو كانت في صيام فريضة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق وقال: من أكل أو شرب ناسياً، أطلق ولم يحدد إن كان فريضة أو نافلة، وهذا مذهب جماهير الفقهاء إلا مالك، فمالك يرى أن من أكل أو شرب في الفريضة عليه الإعادة، ويرى أن الرخصة من أكل أو شرب فلا قضاء عليه إن كان الصيام نافلة.
سؤال من أحد الحضور: شيخ أذا رأيت أحد الأشخاص يشرب ويأكل في شهر رمضام هل أنبهه؟
الجواب: متى نبهه فلا يأكل و لا يشرب، ولكن أنت حرمته شيئأ رخصه الله له، ولذا يذكر عن ابن عباس أن رجل ذكره فقال: هي رخصة من الله منعتيي إياها، ولذا من لطيق ما يذكر في مصنف عبد الرزاق أن رجلاً سأل أبا هريرة فقال: يا أبا هريرة لقد صمن نافلة فأكلت، فقال له أبا هريرة: أطعمك الله وسقاك، قال: ثم أكلت، فقال له أبا هريرة: أطعمك الله وسقاك، فقال: ثم أكلت، فقال له أبا هريرة: يا ابن أخي ليس الصوم من شأنك ، يعني شخص وهو صائم نافلة يأكل ثلاث مرات ناسياً، فأبو هريرة قال له: يا ابن أخي ليس الصيام من شأنك، اتركك من الصيام، الصيام ليس لك، أنت أكلت ثلاث مرات ناسياً، فأبو هريرة نبهه على هذا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 ذو القعدة – 1438 هجري.
28 – 7 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
الجواب : يا من تسأل عن كلمة فصل في صيام النافلة يوم السبت ،لم ، ولن تجدها عند أحد ، إلا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الأدلة فيها متعارضة .
أحفظ عني .
الخلاف المستساغ بين العلماء يعرف إما بماهيته وإما بثمرته .
أما بماهيته فلا يعرفه ولا يقدره إلا العلماء.
وأما بثمرته فهذا الذي يلزمنا نحن طلبة العلم .
كل خلاف في مسألة فقهية اختلف فيها الأئمة الكبار المحررون المحققون غير المتعصبين لمذهب أو لشيخ وإنما المتبعين للكتاب والسنة ، هذه المسألة إذا بقي الخلاف ممتدا فيها فإن الخلاف فيها مستساغ .
خذ أي مسألة ممكن أن تكون في يوم من الأيام فيها خلاف ثم الائمة اتفقوا على كلمة وحذفوا هذا الخلاف ، فحينئذ لايشرع أن يحتج بالخلاف .
إنسان ضعيف لا يعرف أن يقدر الخلاف هل هو ( قوي أو ضعيف ) ، ( مستساغ أو غير مستساغ ) ، ( يعتمد عليه أو لا يعتمد عليه ) ، ينظر لعلماء الأمة الكبار ، فعلماء الأمة الكبار في مسألة صيام السبت مختلفون ، فالذي وسعهم يسعنا.
أنا ارى المنع .
لكن أنا جاءتني شقيقتي يوم السبت تصوم النافلة ،فأعددت لها إفطارا ، ولَم أحرص على أن أجعلها لا تكمل صيامها ،وبعد أن فطرتها ناقشتها في صيام السبت.
هذه فرصة الآن لي أن آخذ ثواب صائم ،أفطر صائم ، فبعد أن فطرتها حينئذ تكلمت معها ولا يلزم أن أفطرها لو كانت صائمة لكن انا أذكر الذي حدث عندي .
فالخلاف المستساغ يكون فيه نقاش ولا يكون فيه إنكار ، ولا يكون فيه رفع صوت وساءني جدا جدا جدا بعض إخواننا الأئمة في منطقتنا يقول كنت أحمل بجيبي قضامة والذي يقول لي أنا صائم يوم السبت أضع حبة قضامة في فمه غصب عنه ، هذا ليس خلق ، هذا ليس أدب
وعلماؤنا ماعلمونا هذا الأمر ، هذا تعصب لشيخ ، تعصب لرأي شيخ.
حبنا لمشايخنا حب شرعي وليس حبنا لمشايخنا حب حزبي أو تعصب أعمى .
أنا آخذ حجة شيخي إن شرح الله صدري قلتها وإن ماشرح الله صدري وشرح الله صدري لشيخ مثله من أئمة الوقت والمعروفين بالفقه فلا يسعنا إلا أن نتناقش لايسعنا أن ينكر بعضنا على بعض .
أما مسألة انقطع فيها الخلاف وظهرت فيها الأدلة وكان بعض أهل العلم يقول فيها فحينئذ لايشرع البتة أن يحتج بالخلاف ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم .
21 ربيع الأخر 1438 هجري .
19 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/رمضان.mp3الجواب : أولاً توضيح الهدف منذ البداية من الأسباب المعينة جداً على الوصول إلى المطلوب ، والناظر في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحَثِّ على الصيام والقيام في رمضان ، والحث على قيام ليلةُ القدر على وجه الخصوص يجد بينهما قاسماً مشتركاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح أنه قال : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدم من ذنبه ، وقال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ، وقال : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه .
فالواجب على كل مكلف أن يخرج من مدرسة رمضان وقد غُفِرَت ذنوبه ، هذا واجب عيني على كل ذكر وأنثى على الإنس والجن إن دخلوا هذه المدرسة أن ينالوا شهادة غُفران الذنب ، ولذا دعا جبريل على من أدرك رمضان ولم يغفر له وأمَّن على دعائه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وورد ذلك في عدة أحاديث عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رمضان من الرمض ، والرمض هو الحر وأثر الحر ، ورمضان ينبغي أن يكون شهر عمل لا كسل وشهر نشاط لا عجز ، وينبغي أن يكون هذا الشهر أن يفيض فيه الخير على الغير، وقد أوجب الشرع قبل الدخول في هذا الشهر أن تقع المحبة بين الناس فإنَّ الله يغفر لكل أحد في ليلة النصف من شعبان إلالمشرك أو مشاحن ، فمن بينهم شحناء لا يغفر لهم ، فقبل أن يدخل العبد في هذه المدرسة في هذا الشهر ويتجَّمل ويتزين بالصيام والقيام وبالذكر وتلاوة القرآن الواجب عليه أن تكون علاقته مع إخوانه حسنة طيبة. وأن يخرج من الشحناء فحين إذ ينعم برضا الله عز وجل فإنَّ الله جل في علاه يغفر فيما علَّمنا نبيُنا صلى الله عليه وسلم التبعات التي تكون في التقصير في حقه أما التقصير في حق العباد فلا بدَّ من المسامحة ولا بدَّ من أداء الحقوق إلى أهلها ، ولذا هذا الشهر لا يقتصر على لون معين من الخير المهم أن يغفر للإنسان ذنوبه وأن يكون الإنسان نشيطاً لا عاجزاً لا متكاسلاً ، نعوذ بالله من العجز والكسل ، فالناظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم وكان أشد ما يكون في العشر الأواخر فإذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشدَّ مأزره كناية عن أنه كان يعتزل النساء ، فالشهر ليس شهر شهوات ليس شهر تبقر في الطعام والشراب والملذات ، الشهر فيه إخبات وفيه قرب من ربّ البريّات سبحانه وتعالى ، فهذا الشهر فيه مجال لكل خير ولا سيما إن فاض على الغير ، كان النبي صلى الله عليه وسلم كريماً وكان كالريح المرسلة في رمضان كان جواداً صلى الله عليه وسلم ، الصحابة كعثمان كما في موطأ مالك كان يقول على المنبر : شهر صيامكم شهر زكاتكم ، فأن تزكي في هذا الشهر أمرٌ حسن أن تكون زكاة مالك في هذا الشهر ، تفقد الواجبات فأحب الأعمال عند الله ما فرضها ، المفروضات ، وإياك أن تقصر في المفروضات ، تمسك القرآن وتهز رأسك وتشرذم وتهذرم وتقرأ بسرعة وأنت لست متفقد واجباتك والفرائض التي عليك وأنت تارك الزكاة وأنت قاطع رحم وأنت عاق لوالديك هذا خذلان من الله عزوجل ، هذا خذلان من الله جلَّ في علاه ، العاقل يحسن ، تلاوة القرآن أمرها حسن وتلاوة القرآن ينبغي أن تكون مؤثرة وأن يكون لها أثر في الحياة وأن تقرأ القرآن القليل بتدبر أحسن من الكثير بلا تدبر ، الأصل في شهر رمضان أن يكون شهر عطاء وشهر خير ويترسخ الخير في النفس وأن يصبح للإنسان مقدرة وهمة على إتساع الخير هذه النفس تتسع في حمل الخير وتبقى ثابتة عليه إلى أن تلقى الله وكل ما جاء رمضان ازدادت تحمل النفس للون آخر من ألوان الخير ، الناظر في حياة العلماء مثلاً الحافظ ابن حجر كان العلماء في شهر شعبان ورمضان كان يسمى في المدارس السلطانية والمدارس النظامية كان يسمى شهر شعبان ورمضان البطالة يعني تعطيل المدارس ، تعطل المدارس الشرعية والمدارس النظامية والسلطانية التي كان يتلقى فيها الناس العلم عن المشايخ والعلماء لكن مع هذا الناظر في ترجمة الحافظ ابن حجر فيما ذكر السخاوي في الجواهر والدُرر كان جُل(قراءاته للأجزاء الحديثية في رمضان وكان وقته معموراً في القراءة في رمضان فرمضان لسائر دروب الخير ولسائر أنواع الخير المجاهدون الذين رزقهم الله قوة الأبدان كان الجهاد في رمضان من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد ذلك ، شهر رمضان ليس شهر كسل ، يقل فيه الطعام ينبغي أن يقل النوم من أكل كثيراً نام كثيراً فإذا قلَّ الطعام ينبغي أن يقل النوم فإذا قلَّ النوم ينبغي أن يكثر الخير .
فالشرع في رمضان منعك في النهار من الملذات من الطعام والشراب وإتيان الأهل وأشغل وقتك بالليل في القيام فهو يربيك على أن تزدحم الخيرات على النفس حتى تستفيد في سائر أيام السنة أن يبقى الخير يتوارد على القلب وعلى النفس وأن تبقى مائلاً إلى الملائكية لا إلى البهيمية لا إلى قضاء الوطر قضاء الشهوة وما شابه ، فرمضان فيه توسعة للنفس يوسعها لتتحمل الخير فكيف تشغل وقتك في رمضان هذا الشعار وهذا هو الهدف وهذه هي الطريقة وهذا المراد فينبغي للعبد أن يكون على تذكر قبل البدء بمثل هذا .
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 20
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/69/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171119-WA0058.mp3الجواب:
من أفطرت لحيضٍ أو نفاسٍ فالواجبُ عليها القضاء، والواجب عليها أن تقضي على الفور، على أرجح الأقوال، وإن تأخرت للعام القابل ؛ فقد ثبت عن بعض التابعين *(أنه يجب عليها أن تطعم صاعاً من طعام)* ، تطعم فقيرا.
والأصل في المال الحرمة والذمة لا تشغل إلا بنص ولا نعلم نصا مرفوعاً عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم ولا شيئا موقوفا؛ فعليها التوبة وعليها القضاء.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
الجواب: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم الإثنين والخميس دائماً وكان يقول:
“ذلك يوم ولدت فيه..” عن يوم الإثنين..
و قد وقع وهم لشعبة في صحيح مسلم كان يقول:
“كان يقول (أي رسول الله) عن يوم الخميس ذلك يوم ولدت فيه..”
وإنما النبي صلى الله عليه وسلم ولد الاثنين وكان يقول هذا عن يوم الإثنين..
أما عن يوم الخميس فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:
“إن الأعمال ترفع الى الله يوم الخميس وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم..”
كان النبي يصوم حتى يقال – كما تقول عائشة – “حتى نقول لا يفطر وكان يفطر حتى نقول لا يصوم..”
وهذا الشئ ورثه النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه..
فعبدالله بن عمرو بن العاص كان يصوم الدهر وإستأذن النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره أن خير الصيام صيام داود..
والذهبي يقول في سياق ترجمته (أي لعبد الله بن عمرو):
“ساء مزاجه لكثرة صيامه..”
وكان عبد الله بن عمرو في آخر حياته يتمنى أنه لو قبل رخصة رسول – الله صلى الله عليه وسلم -..
وهذا يعطينا نصاً مهماً جداً ينبغي لطالب العلم أن ينتبه إليه أن الذي يبتدئ بعبادة عليه أن يحافظ عليها ولا يجوز له أن يتذبذب، فكان يتمنى لو أنه قبل رخصة رسول – الله صلى الله عليه وسلم – ولكن ثبت على العبادة، ثبت على الصيام..
ابن مسعود كان قليل الصوم..ما كان يصوم كثيراً وكان يعظ الناس يوم الخميس..
فقد ورث الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا وهذا..
والإنسان يفحص إستعداده فإذا صام نفلاً حافظ عليه إلى مماته..
ثم يتوسع في العبادة فكلما تقدم به السن يتوسع في العبادة..
فمع الثبات يسير إلى الله؛
بزهد..وبتزكية.. وعمل صالح..
مع صدق وعلم لا ينقطع..
فالموفق الذي لا ينقطع أبداً عن الخير..
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على كل خير.
فتاوى الجمعة 13_5_2016
رابط الفتوى :
الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
بلا شك فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صيام يومي الإثنين والخميس، وسئل صلى الله عليه وسلم عن صوم الإثنين فقال: {ذلك يوم ولدت فيه}، فالاحتفال بميلاده على هذا النحو احتفال مشروع، فمن أراد الاحتفال المشروع بميلاده صلى الله عليه وسلم فليصم الإثنين.
وأما سبب صيامه صلى الله عليه وسلم الإثنين والخميس فإن الأعمال ترفع إلى الله في هذين اليومين، وصيام الإثنين والخميس يعدل صوم شعبان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صيام شعبان، وكان يقول في سبب ذلك: {إن الأعمال ترفع إلى الله في شعبان وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم}، وصرح النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال ترفع إلى الله في يومي الإثنين والخميس والظاهر أن الرفع يكون على أكثر من حال، فالرفع للأيام في الإثنين والخميس، ثم يكون رفع آخر للسنة في شعبان، والله أعلم..
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170803-WA0026.mp3
الجواب: مسألة اختلف فيها السلف،ثم اختلف فيها المتأخرون من الفقهاء .
الواجب القضاء على الفور لأن الأصل في القضاء الفور .
ابن القيم له إفاضة بديعة جدا في جلاء الأفهام يقول : ((يفهم من أوائل فعل السلف الصالح وفهمهم أن الأصل في الأوامر التكرار والذي يخرج من التكرار قليل والأصل في الأوامر أنها على الفور.
يعني لو أن سيدا قال لعبده: اسقني ماءا فغاب عنه فجاء في اليوم التالي وجاء له بالماء ،هل يكون قد امتثل أمره أم لم يمتثل .
لم يمتثل.
لماذا لم يمتثل؟
الشيخ: لتأخره، لأن الأصل في الأمر على الفور إلا إن قام دليل على الإذن بالتراخي .
امرأة تراخت فلم تصم ما وجب عليها من قضاء ودخل عليها رمضان الآخر فما الواجب عليها؟
الواجب عليها القضاء، لقوله تعالى : ((فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر )).
إذا أراد الشرع القضاء فهل يأمر المكلفين بالقضاء بالأمر الأول أم أنه يأتي بنص خاص في القضاء .
نفس السؤال بطريقة أخرى
قوله تعالى: ((فمن كان منكم مريضا أو على سفر ))تأسيس حكم جديد أم تأكيد حكم سابق؟
تأسيس
اذا أراد الشرع القضاء أتى بنص، فدين الله أحق بالقضاء ،أمي عليها حج أأحج عنها فالنبي عليه السلام قال له دين الله أحق بالقضاء .
المسألة بحاجة لتفصيل فمن أطلق الجواب أخطأ، والتفصيل في المسألة:
إذا كان الأمر محدودا له أول وله اخر وله مدة معينة الأصل في القضاء المنع وإذا أراد الشرع القضاء نص فيه بنص خاص، فدين الله أحق بالقضاء تأسيس ام تأكيد؟
تأكيد .
وقوله تعالى: ((فمن كان منكم مريضا أو على سفر فَعِدَّة من أيام أخر ))تأكيد أم تأسيس؟
تأسيس.
ما الفرق بين الحج والصيام ؟
الحج كم مرة واجب في العمر؟
مرة.
ورمضان ؟
كل عام .
انت تصلي في اليوم خمس صلوات لماذا؟
الصلوات معلقة بالأوقات ،سبب الصلاة هو الوقت، وكلما دخل الوقت وجبت الصلاة.
لماذا تصوم كل عام؟
لأن سبب الصيام هلال رمضان .
فمتى رأيت هلال رمضان فصم .
الحج ما هو سبب الحج ؟
سبب الحج هو أن تتمكن من وصول الكعبة.
كم كعبة في الدنيا؟
كم حج في العمر؟
سبب الحج غير متجدد.
فالحج يكون مرة واحدة .
فدين الله أحق بالقضاء هذا تأكيد.
“فمن كان منكم مريضا أو على سفر” هذا تأسيس .
فهذه الصائمة هل أذن الشرع لها أن تقضي؟
نعم أذن .
ماذا أوجب عليها إذا فات رمضان؟
لم يثبت لا في المرفوع ولا في الموقوف من أقوال الصحابة شيء زائد غير القضاء، وإنما ثبت في المقطوع من أقوال التابعين ومن دونهم اوجبوا عليها ان تطعم مسكين عن كل يوم أخرته.
مثلا امرأة عليها صيام عشرة أيام صامت خمس أيام قبل رمضان ودخل رمضان الثاني وبقي عليها خمسة أيام ماذا تفعل في الخمسة أيام المتبقية.
إتفق أهل العلم على وجوب القضاء، لأن الشرع أوجد نصا خاصا في القضاء، واختلفوا هل عليها الزيادة في غير القضاء؟
فمنهم من قال عليها إطعام مسكين عن كل يوم أخرته .
كم عدد الأيام التي تطعم عنها ؟
خمسة وليست عشرة .
خمسة وليست عشرة لأنه الخمسة قبل رمضان والخمسة التي تأخرت بعد رمضان تطعم عن خمسة أيام .
لكن هذا الاطعام اشغال ذمة والأصل في المال الحرمة .
نصتصحب الأصل وهو الحرمة ونقول الذمة بريئة والمال حرام فلا نوجب عليها أن تخرج شيئا حراما إلا بنص والنص متنازع فيه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم *وأميل إلى هذا وهو قول جماهير أهل العلم* لكن الإمام أحمد رحمه الله تعالى بناء على بعض أقوال بعض التابعين أوجب الاطعام عن كل يوم أخرته.
الصيام متفق عليه نتكلم عن شيء زائد عن الصيام .
أنا وجدت في الحقيقة في فقه عطاء حقيقة وفي الحج خاصة .
وهذا حقيقة يجعل الموفق من طلبة العلم يهاب الجزم بالمخالفة.
عطاء كان عنده من التدابير العملية التي تفيد في الفتوى للناس ما ليس عند غيره، وكان عطاء إذا كان في الموسم أذن مؤذن فقال لا يفتي أحد في الموسم( الحج ) وعطاء فيه.
وكان يوجد فيه بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عطاء في الحج لا يوجد مثله.
عطاء يُسأل مثلا أنا رميت ستة حصيات وليس سبعا ، واحد جاءك على الأردن وقال لك أنا رميت ستا وليس سبعا ماذا تقول له؟
عطاء كان يفتي بأن يطعم مسكينا.
سعيت ستا ما عليك؟
كان عطاء يفتي بأن يطعم مسكينا.
فكان ينظر إلى أغلب السعي وأغلب الطواف
وكان يرى إطعام المسكين.
نسأل الله أن يعلمنا كما علمهم.
فإذا يوجد فقه لهذا الربط في موضوع التأخير وفوات شيء في الحج إذا كان له أصل أسأل ألله أن يعلمنا إياه.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 ذو القعدة – 1438 هجري.
2017 – 7 – 28 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
الجواب : نعم ، رجل ظالم هاجر لزوجته لعل الله جل وعلا في ساعات معينة يزول هذا الهجر بينهما ، فالمرآة ما دام أنها على ذمة زوجها وكان زوجها حاضرا وليس بغائب فلا يشرع لها أن تصوم صيام نافلة إلا بإذنه إلا أن تأخذ إذن عام ،تقول له أنا أصوم إثنين وخميس أو أصوم الأيام البيض فقال لها ما عندي مانع ، صومي ما في حرج ، في البخاري قال : « لايحل لإمرأة أن تصوم -أي نافلة – وزوجها حاضر إلا بإذنه » .
إذا الزوج غائب لها أن تصوم دون إذنه ،فكيف تستأذنه هو غائب ،كذلك لو كان هاجرا كذالك تحتاج إلى إذنه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
◀ رمضان دورة تقوية ، يقوي الإنسان فيها إيمانه حتى يتغلب على عدوه .
↩ إنتبه معي أيها المستعد لرمضان حتى تحدد هدفك ولا تبقى ضائعا .
↩ هنالك هدف خطير مُزلزل إذا لم تنتبه إليه الويلٌ لك ، فقد دعا عليك أمين السماء وأمن على دعاءه أمين الأرض ، دعا عليك خير ملائكة الله ” جبريل ” ، وأمن على دعاءه خير أنبياء الله ” محمد صلى الله عليه وسلم” .
↩ رمضان ليس رحمة لكل الخلق ، رمضان عذاب بالنسبة لبعض المصلين ، وبالنسبة لبعض الصائمين ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رُبِ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، ورُبَ قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب .
↩ إياك أن تكون من هذا الصنف ، يا أيها المُقدِم على رمضان حدد هدفك ويجب عليك وجوب عيني كالصيام ، يجب عليك أن تَخرج من رمضان وقد غُفر ذنبك .
↩ اسمع معي ماذا يقول علماء اللغة : رمضان فعلان ، وفعلان من فعل الثلاثي من رمضان رَمَضَ ، والمصدر الرَمض ، ومعنى رَمَضَ : سكنَ ، الشيء إذا تحول إلى سكن أرمَضَ فأصبح رمضاً ، وسمي رمضان رمضاناً حتى المستعد لدخول هذا الشهر يَخرج منه وقد أُحرقت ذنوبه ، فيكون بالنسبة إليه رمضان ، فيُغفر ذنبه ، وأن يُغفر ذنبك أمر واجب في حقك ومن قَصَرَ أثم .
↩ القرآن رحمة على أقوام ، عذاب على آخرين ، اسمع ماذا يقول الله : { وننزل من القران ما هو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} ، قال بعض السلف : ما جلس أحد مع القران وقام سالما فإما له وإما عليه ، الجالس مع القران لا يقوم سالم إما لك وإما عليك .
↩ ولذا ثبت في صحيح مسلم أن عمر لما زار مكة سئل من أمير مكة وحواليها ؟ فقيل له : ابن أبزه قال : ما وجدتم إلا عبدا ، ما وجدتم إلا ابن أبزه كان عبدا ، كان عبد تضعونه أمير على مكة وحوالي مكة ؟ فقال له المجيب : إنه أحفظنا لكتاب الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلـم :
↩ إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويخفض به آخرون ، الله رفعنا بالقران {ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ألا تعقلون} ، اجعل هذه الآية دائما ترددها : {ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم } ، والله أخفضنا الآن بسبب القران .
↩ القرآن لما تمسكنا به رفعنا ربنا ، ولما وضعناه وراء ظهورنا أخفضنا ربُنا ، الله يرفع بهذا أقوام ، أنظر معي تأمل معي الحديث الكلام عن أبن أبزه النبي ما قال ابن أبزه قال : أقوام الله يرفع أقوام ويخفض آخرين ، فالقرآن رحمة لقوم وعذاب على قوم .
↩ رمضان عذاب على قوم ، إذا دخلت في مدرسة رمضان ولم تخرج وقد غفرت ذنوبك فالويل لك ، ثبت عن سبعة من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي صعد المنبر على غير العادة ، وقف على الدرجة الأولى ، ودرجات منبر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة ، وقف على الدرجة الأولى قال : آمين . ثم صعد الثانية وقف قليلا قال : آمين .ثم صعد الثالثة وقال : آمين . وأنهى الخطبة .
↩ فَسُئل النبي صلى الله عليه وسلم لماذا أمنت على خلاف المعتاد أمنت ورفعت صوتك آمين آمين ثلاث مرات؟
↩ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد آتاني جبريل آنفا –وأنا صاعد على المنبر أتاني جبريل ، ليس أي ملك جبريل- وقال لي :
↩ يا محمد رَغِمَ أنف رجل- أي أصبح أنفه في التراب ذِلة ومَهانة ، وفي رواية بَعُدَ رجل ، بَعُدَ رجل عن الخيرات والجنات ورضى رب البريات والسموات ، بَعُدَ رجل أدرك أبويه أو أحداهما ولم يدخل بهما الجنة ، فقل : آمين ، فقلت : آمين .
↩ ثم قال : يا محمد رَغِمَ أنف رجل ، أو بَعُدَ رجل صلى الله عليه وسلم ذُكرت عنده ولم يصلي عليك صلى الله عليه وسلـم فقل : آمين . فقلت : آمين .
↩ ثم قال : يا محمد صلى الله عليه وسلم رَغِمَ أنف ، أو بَعُدَ رجل أدرك رمضان ولم يغفر له ، فقل : آمين. فقلت : آمين .
⏮ إذاً ما هو الواجب علينا قبل أن ندخل رمضان؟
↩ أن نحدد الهدف ، ما هو الهدف من صيامنا ومن هذه المدرسة المباركة ؟
↩ الهدف عدوك غُلل ، صُفد ، غِل أصبح في غِل ، في قيود ، في رواية في الصحيحين صُفدت الشياطين ، وفي رواية عند أحمد صُفدت مردة الشياطين ، أنت حر طليق ينادي عليك منادي السماء :
يا باغي الخير أقبل .
يا باغي الشر أقصِر .
↩ الله هيأ لك الأسباب ، حرمك من ملذاتك في نهارك ، أشغل ليلك بالطاعات والقيام ، رباك ، صنع لك برنامج تربية ، ملأ وقتك بالخير ، حتى تخرج من هذه المدرسة بشهادة التقوى ، وحتى تخرج وقد غفرت ذنوبك ، وحتى تخرج وأنت تستعد لملاقاة العدو ، هذا العدو الذي ينازعك على جنة الله ، هذا العدو الذي امتدت المعارك معه من أبينا آدم .
↩ عند العسكريين المعركة كلما طالت احتاجت إلى صبر زائد ، وكلما كان الأمر الذي يُقاتل عليه نفيساً كانت المعركة أشرف ، وكل ما كان العدو عنده عنصر المفاجأة والاختباء احتاج الإنسان أن يكون فطنا يقظا ، فنحتاج في قدوم هذه المدرسة أن نكون يقظين .
⬅ رابط المادة :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .