أما أسباب الإختلاف بين الفقهاء والعلماء، فكثيرة وتحتاج إلى جملة محاضرات والكلام أصولي، ولكن على الإنسان أن يتبع الدليل إن وجد في المسألة .
وإن لم يجد في الدليل، ووجد أقوالاً متعددة لفقهاء متعددين ، فمن يتبع؟ منهم من قال: يتبع الأكثر، ومنهم من قال: يتبع الأعلم ، ومنهم من قال: يتبع الأورع ، ومنهم من قال : يتخير ؛ أي يختار أي واحد شاء.
والشرع طلب ممن لا يعلم أن يسأل من يعلم حتى يضيق عليه باب الهوى، ففي القول بالتخير فتح لباب الهوى، فهو أضعف هذه الأقوال.
وأصوب هذه الأقوال: على الإنسان أن يسأل العامل بالدليل، كما قال الله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات والزبر} أي بالحجج والبراهين، فلا يقال عالم إلا بحجته.
فإن كانت المسألة نازلة، لا يوجد فيها دليل فالمطلوب من الإنسان أن يسأل أعلم من يظن، ويستأنس برأيه، ويعبد الله عز وجل، والتقليد لا بد منه، لكنه يكون عند الضرورة فهو كالميتة عند الضرورة والحاجة.
وخلاف العلماء فيما بينهم خلاف عقول والقلوب مستقيمة، وخلاف العوام فيما بينهم خلاف قلوب، فهذا يونس بن عبدالأعلى الصدفي التقى مع الإمام الشافعي، فتناظرا في بضع وعشرين مسألة فلم يتفقا على مسألة، فأخذ الشافعي بيد الصدفي وقال: (ألا يسعنا أن نكون أخوة، وإن لم نتفق بمسألة) لكن لو أن عاميين تناظرا في مسألة، فلعلهم بحاجة إلى من يحجز بينهم.
فالأصل في الخلاف المعتبر أن يكون الخلاف في العقل، ولا يكون بين المسلمين ضغينة في المسائل التي هي محتملة للخلاف والتفصيل يطول والمسألة مبسوطة في “الموافقات”، وانفصل البحث معه بالذي قلته ، ومن بركة العلم عزوه إلى قائله.
التصنيف: العلماء
السؤال الثاني والعشرين سمعت الشيخ الألباني رحمه الله يصحح حديث صلاة التسابيح وقد…
الجواب: لا يوجد تعارض هذا له اجتهاد وهذا له اجتهاد ، لا يجوز أن تُوفق بين قولين لعالمين مختلفين فالتوفيق يطلب اذا صدر من مصدر واحد ، فخطأ أن تقول كيف نوفق ولكن ينبغي أن تسأل أيهما أرجح ـ أي القولين أرجح ، فأنا إذا قررت شيء وعالم آخر قرر شيء آخر فلا يتضارب بين قولينا هذا رأي وهذا رأي والموضوع موضوع هل هذا حديث حسن أم لا ، وممن صحح حديث صلاة التسابيح فيما ذكر الخليلي في الإرشاد الإمام مسلم بن الحجاج وهذا شيء يغفل عنه كثير من الناس وذكر الحافظ ابن حجر في أجوبته على مشكاة المصابيح المطبوع في آخر الجزء الثالث أن الإمام أحمد لما سمع بعض أسانيد صلاة التسابيح مشاها فيقول الحافظ ابن حجر فتراجع عن القول بمنعها ، ولكن اشتهر عند الحنابلة القول السابق للإمام أحمد ، ومن أشهر كتب الحنابلة على الإطلاق التي ذكرت بدعية صلاة التسابيح المغني للإمام ابن قدامة المقدسي فاشتهر عند الحنابلة المتأخرين أن صلاة التسابيح صلاة لا تثبت وقد أفرد طرقها بجزء الإمام الدارقطني علي بن عمر بن الحسن وكذلك أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي فأثبت أيضا له كتاب اظن ذكر فيه اقل من اربعين طريق في جزء في طرق حديث صلاة التسابيح وخدمه بعض اخواننا ويسر الله لي أن كتبت مقدمة طويلة في أحكام صلاة التسابيح ، فصلاة التسابيح إن شاء الله تعالى حسنة والله تعالى اعلم .
مجلس فتاوى الجمعة ١٣-٥-٢٠١٦
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?
السؤال السادس كيف تكون واعظا وخطيبا ناجحا
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171031-WA0149.mp3الجواب : رحم الله أخانا أبا إسلام كان يعطي دورات وخرّج مئات بل ألوف في الأردن وخارج الأردن في دورات الخطابة.
الخطابة تحتاج إلى ممارسة والخطابة تحتاج إلى صدق مع الله عزوجل.
الذي وضع الله له القبول هو والله حسيبه صادق.
وتعجبني قصة قرأتها في كتب التراجم جاء رجل عبد يقول للخطيب سيدي يصلي عندك، حُثّ الناس على إعتاق العبيد فلعلّه يتّعظ وهو يحبك فيعتقني، فتأخر الخطيب ومكث شهرا شهرين أوثلاثة ومن ثم تكلم ، فأعتقه فجاء هذا العبد للخطيب لائما له قال :لماذا هذا التأخير يعني تأخرت ثلاث ك أشهر.
قال : والله إني لا أملك مالاً حتى أعتق عبدا فلما جمعت المال وأعتقت العبد حثثت الناس.
فنفع الله بكلامه، فمتى حثّ الناس على العتق؟
لما صنع، فالذي يصنع ويعظ الناس الله جل في علاه ينفع به.
الخطابة ترى إخواني في شريعتنا ليست تحتاج إلى كبير وقت.
حدثني أحد إخواني من قريب، قال سألت الشيخ ابن عثيمين قلت له يا شيخ أنا أخطب ثلث ساعة
قال : كثير تطوّل على الناس
قال : ربع قال : كثير،
كثير ربع ساعة
قال : عشر دقائق قال : لعلك تصيب السنّة.
يحدّثني بعض الكبار قال : كنا نحضر خطبة الشيخ محمد ابن إبراهيم شيخ الشيخ ابن باز
قال كانت ثلاث دقائق خمس دقائق أربع دقائق ،قال فتبقى زادا لنا للجمعة القادمة.
الخطبة أربع دقائق عشر دقائق ثمان دقائق هذه هي الخطبة.
الكلام شهوة على المنبر
الشرع قال بماذا؟
الموعظة، كلام الموعظة عشر دقائق تكفي.
بعض الناس ما يرّكز بعد عشر دقائق
فالخطبة ربع ساعة أو عشر دقائق بهذه الحدود
ولا داعي لتطويل الخطبة
فالخطبة ما تحتاج إلى شيئ كثيرا والخطيب ينبغي أن يحفظ المُلَح.
الخطيب على المنبر فبعض الخطباء يعسر عليه أن يُنشئ كلاماً.
إنشاء الكلام يحتاج إلى وقت ،يحتاج إلى أنك تُبسط العبارات ،أما بسط العبارات فهذا يصلح في درس العلم في درس الفتوى أمّا على المنبر فالمحفوظ فالمحفوظ يكون كلاماً مركزا، لاحظوا الآن خطب أئمة الحرمين كلامهم مركز ولأن الكلام مركز غير مأذون لهم أن يتكلموا إلا عن ورقة، ليس لأنهم ،
بل لأن كل كلمة مركزة لأن هذا منبر يخص المسلمين بعامة يخصّ أهل السنة في الدنيا كلها فهو يتكلم بكلام كل كلمة لها مقصود فالكلام المركز يكون قليلاً ولو كان من المحفوظ لكان أفضل وسمعت الشيخ أبا إسلام رحمه الله قديماً أول ما جاء الى الأردن يقول :
أحفظ الخطبة كما أحفظ الفاتحة أكتبها وأحفظها حفظاً وألقيها على المنبر وأنا أحفظها حفظا ما أخرج لا أزيد كلمة ولا أنقص كلمة يعني كلامه حافظ الخطبة كما يحفظ الفاتحة.
مع المران والزمان وتداخل العبارات والمقاطع والكلام يصير عند الإنسان يستطيع أن يُرّكب خطبة والإنشاء على المنبر عمل قليل، إنما يأتي بعبارات مضغوطة جيدّه.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٧ صفر 1439 هجري ٢٧ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor
السؤال الثاني والعشرين طالب علم في أول شبابه صبر خمس سنوات في الغربة بدأ ييأس…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/WhatsApp-Audio-2017-11-17-at-4.37.10-PM.mp3الجواب:
طبعا يمكن أن يصبح عالما؛
وهل يلزم من وليّ الله -سبحانه و تعالى- أن لا يخطئ ؟
كلّ ابن آدم خطاء.
هل يدخل في في كلّ ابن آدم خطاء الأولياء؟
نعم يدخل الأولياء ؛حتى الولي يمكن أن يخطئ ؛يمكن أن يخطئ.
هل يمكن لطالب العلم الذي يقع في بعض المعاصي لغفلة أن يتعلم ويصبح عالما؟
نعم يمكن ما الذي يمنعه؟!
من الذي يحول دونه ودون فضل الله؟!
من الذي يقول فلان لا يصلح وفلان يصلح ؟!
النبيّ صلى الله عليه و سلم يقول: « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ».
فالعلم إجتباء واختيار من الله عز وجل و الله سبحانه أعلم من يختار « اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ».
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
ما رأيك بالشيخ عبد الحميد كشك
الشيخ عبدالحميد كشك، واعظ الدنيا عندي، ولا أرى من أتقن الوعظ مثله، وهو أول من نبه الناس وجعلهم يتداولون المواعظ في الأشرطة، وهو رجل يحبب الناس في الإسلام، وخاصة في النبي صلى الله عليه وسلم، فمن يسمع أشرطته يحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً كثيراً، والرجل له هجمات شرسة على كثير من المتكلمين في الشرع، لكن ينبغي أن يحذر أشد الحذر مما في أشرطته من أحاديث وقصص، فهو يأتي بالصحيح والضعيف، والواهي والقصص التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن أسباب انتشار الأحاديث الموضوعة، في هذا الزمان جماعة التبليغ والشيخ عبدالحميد كشك فهم يكثرون من ذكر ما لذ وطاب ولا يبحثون عما ثبت وصح ، وقد قال الإمام الذهبي-رحمه الله-: (وأي خير في حديث اختلط صحيحه بواهيه وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه) فالأصل في الإنسان قبل أن يستدل أن تتثبت عنده الصحة.
وهذه الخصلة ليست بسهلة، والكمال عزيز أو عديم، فمن يسمع للشيخ كشك ينبغي أن يحرص على هذا الأسر، وإلا فالرجل قوي جداً في الوعظ متين في اللغة، صاحب عارضة وحجة قوية، ويأسر ويشد المستمع إليه، لكن هذه اللوثة في أشرطته نحذر منها، والله الهادي والموفق.
السؤال الحادي والعشرين ما موقف شيخ الإسلام من الاختلاف في العقيدة
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161029-WA0003.mp3الجواب : شيخ الإسلام قد قرر أنه قد قرأ كل التفاسير وقرأ وقرأ فلم يجد هنالك خلاف بين السلف إلا في تأويل قول الله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) ، ومن أولها بالشدة فإنه أثبت صفة الساق من أحاديث أخرى ، والسلف لا يختلفون في العقيدة وإذا وقع اختلاف بين السلف في العقيدة إنما يكون الخلاف بينهم بالألفاظ وليس في حقائق الأشياء .
كثير من الناس يتهاونون في موضوع التوحيد ، ويزعمون أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفوا، ويمثلون على ذلك بخلاف الصحابة في رؤية الله تعالى ليلة المعارج ، فعائشة رضي الله عنها تقول : لقد قف شعر رأسي لما سمعت أن محمدا قد رأى ربه ، وابن عباس كان يقول : محمد رأى الله .
يقولون هذا خلاف بين الصحابة في العقيدة .
فالخلاف لفظي ، عائشة منعت رؤية ذات الله ، وابن عباس قال بأن محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج رأى نور الله ، وأصرح حديث في هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤية ربه فقال النبي صلى الله عليه وسلم نور أنى أراه .
من أثبت أثبت رؤية النور ومن نفى نفى رؤية الذات .
فالخلاف في الألفاظ وليس الخلاف في المعتقد .
بعض الناس هو لم يحرر عقيدته .
كان بعض الأساتذة في الجامعة وكنا طلابا ونسأل عن العقائد وكنا في فورة الحماس فكان هنالك دكتور يلعب بالألفاظ وحقيقة هي ضحك على الطلبة ، فكنا نقول يا استاذ ما هي العقيدة الصحيحة؟
ما الصواب؟
فكان يقول العقيدة قبل الخلاف .
قبل ما يختلف السلفية مع الاشاعرة قبل خلافهم هي العقيدة الصحيحة.
أجل ما هي العقيدة؟؟ نحن لا نعرف؟. فكانوا في الجامعة يعلموننا أن الصحابة اختلفوا في العقيدة وأن الأمر واسع وليست بالمسألة الكبيرة. وأن أمر العقيدة أمر سهل ، وأن الصحابة اختلفوا ( كيف اختلف الصحابة) قالوا الرؤية ، ناس أثبتوا الرؤية وأناس نفوا. اختلاف في العقيدة الصحيحة ، حتى يصل الخلاف في باقي مواضيع العقيدة يكون الخلاف أمرا سهلا .
والأمر ليس كذلك ، الصحابة ما اختلفوا في رؤية الله عزوجل.
الصحابة رضي الله عنهم كل منهم عبر عن مراده بعبارة، منهم من نفى ، ومنهم من أثبت ، الذي نفى أراد شيئا والذي أثبت أثبت شيئا غير الذي نفاه النافي وهكذا والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري
السؤال الثالث هل اختلاف العلماء رحمة
الجواب : أنا أسألكم هل اتفاقهم نقمة ، اختلاف العلماء رحمة هل اتفاقهم نقمة.
في أحد يقول أن اتفاق العلماء نقمة؟
معاذ الله .
هل إختلاف العلماء رحمة ؟
هذا حديث باطل لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اختلاف أمتي رحمة لم يثبت أبداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الاختلاف ، اختلاف تنوع ، واختلاف تضاد ، فاختلاف التنوع رحمة .
الشرع قال لنا :من قبلنا اختلفوا ،فهذا الخلاف الذي وقع عند من قبلنا وسّعَ علينا .
ولذا صح عن القاسم بن محمد وعن عمر بن عبد العزيز أنهما قالا : ما أحب لو أن لي مثل حُمرِ النَّعَم ويتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله أنهم اختلفوا.
نحنُ لا نحب الخلاف لذاته لكننا لو أننا اختلفنا فيما بيننا ولم يختلف الأصحاب فيما بينهم لهلكنا ، فلما وقع الخلاف بين الأصحاب وسّعُوا علينا في الخلاف الذي بيننا.
هذا لا يفيد مدح الخلاف ، هذا يدل على وجوب إعتبار الخلاف .
الخلاف إذا وقع بيننا معتبر ، نحنُ لا ندعوا الناس إلى مسائل نحنُ ندعوا الناس إلى منهج في الأخذ والتلقي وطريقة الإثبات وطريقة الاستنباط والكليات وأما مشايخنا الكبار فيمن أدركنا وفيمن لم ندرك وقع بينهم خلاف في فروع المسائل.
والواجب على المختلفين :
أولاً : أن لا يحتجوا بالخلاف ، الخلاف ليس بحجة ، بعض الناس إن سألته عن مسألة يقول فيها خلاف ،هذا الخلاف ليس علم ، أن تحتج بالخلاف خطأ .
الأمر الآخر : على المختلفين أن يتجردوا وأن يبحثوا عن الحق بدلائله وبالطرق المرعية عند السابقين وأن يرفعوا الخلاف فيما بينهم على قدر مكنتهم واستطاعتهم فإن ما استطاعوا فحينئذ يكون الخلاف فيه سعة إن شاء الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor✍✍
هل السؤال والجواب علم قائم بذاته مع أن له سلبيات منها عدم ذكر الاختلاف بين…
السؤال والجواب بلا شك فيه علم، وله سلبيات وله إيجابيات، وأما كونه علماً فالدليل عليه حديث جبريل، فقد جاء جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، ثم سأل عن الساعة وأشراطها فهل قال جبريل شيئاً غير السؤال؟ لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم}، فجبريل علم الناس بالسؤال، فإذا كان السؤال علماً، فما بالكم بالسؤال مع الجواب؟ فبلا شك أنه علم.
وهنا لفتة ألفت النظر إليها، قد يسأل الرجل عن مسألة يحتاجها السامعون، ويكون تعليمه إياهم من باب السؤال، مثلاً يجلس الإنسان مع بعض أقاربه أو أصحابه وعندهم قصور في أشياء، وبينكم طالب علم، فاسأل وإن كنت تعلم الجواب، فاسأل ما يحتاجونه ما لا يستطيعون التعبير عنه، فقد يقع الواحد منهم في المحذور وهو لا يشعر، فأنت تسأل عنه.
ومن فوائد العلم بالسؤال أن المجلس يكون بمثابة الفاكهة، ففيه كما يقولون: من كل بستان زهرة، فأسئلة في البيوع، وأخرى في الزواج، وأخرى في الطهارة، أو اللغة وغيرها، فمن فوائده أنه يناسب جميع الأذواق، فبعض الناس يقول: أنا يصعب علي أن أفهم كل الدرس، وأن أركز ساعة والشيخ يتكلم، فأشياء أفهمها وأشياء لا أفهمها، بخلاف درس السؤال.
ومن فوائد السؤال أنه ينبغي أن يكون فيه عناية بالنوازل والأشياء الجديدة، فهذه قد لا توجد في الكتب، وإسقاط القواعد على المسائل لا يقدر عليه إلا من كان عنده ملكة ووفقه الله عز وجل.
ومن سلبيات درس السؤال والجواب أنه قد يقع الجواب في مسألة لها قيود، قبلها شيء وبعدها شيء، فيجتهد واحد فيضع الجواب في غير محله، فإن المفتي يفتي بناءً على القيود التي في السؤال، فيأتي آخر ويضع الجواب في مسألة بغير هذه القيود، فيضعها في غير مكانها، ولذا فإن من القواعد الفقهية التي يذكرها الفقهاء: المفتي أسير المستفتي، فالمفتي يجيب على الحادثة بالقيود والضوابط الموجودة في السؤال دون استطراد، لكن إن وقع استطراد فأجاب عن المسألة وحواشيها وما يتعلق بها، فهذا أمر حسن، وهذه سنة نبوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أناس يركبون البحر وليس معهم ماء للوضوء فهل يتوضؤون من ماء البحر؟ فقال لهم: {هو الطهور ماءه الحل ميتته}، فقال النووي في المجموع: هم سألوه عن مسألة فأجابهم عن مسألتين، فإن من يركب البحر لابد أن يسأل عما يلفظه البحر من ميتة، فأجابهم عن سؤالهم وزيادة.
ولذا يحسن بمن يسأل عن مسألة ولها أشباه ونظائر هو يعلم أنه إن سكت فإنهم سيسألون عنها، فيحسن أن يأتي عليها، ويجيب عنها. وطريقة السؤال والجواب طريقة الإمام أبي حنيفة في التعليم، فإنه ما كان يجلس يعلم وإنما يجلس ويسأل، ويضع إشكالاً ثم يحل الإشكال، وهكذا، يقوي قرائح الطلبة بالسؤال والجواب، فتخلف يوماً عن طلبته فجاءت امرأة تستفتيه فقال المقدمون من تلاميذه، زخر وأبو يعقوب والشيباني، قالوا: نجتمع على جواب، فاجتمعوا على جواب، فلما جاء الإمام عرضوا عليه المسألة، فقال لهم أبو حنيفة: بماذا أجبتم المرأة؟ قالوا: بكذا، فوضع إشكالاً على جوابهم، فأقنعهم بأن جوابهم خطأ، ثم وضع إشكالاً على إشكاله، وأقنعهم أن جوابهم صواب، وبقي على هذا الحال، فكان رحمه الله صاحب قوة قريحة ومسائل دقيقة.
وكان الإمام مالك لما يأتيه واحد من أتباع أبي حنيفة يقول: أنت تسأل عن سلسلة؛ عن مسألة على إثرها مسألة على إثرها مسألة، فإن رُمت هذا فابعد عنا إلى العراق، وتتلمذ على أبي حنيفة، فكان الإمام مالك لا يعرف إلا أن يقول: أدركت أهل المدينة على كذا، ولما جاء أبو يوسف وناقشه في الصاع، كم مقداره؟ فغضب الإمام مالك، وكان له هيبة، ولا يقوى أحد على مجادلته، وأبو يوسف معتاد على طريقة أبي حنيفة في السؤال والجواب، فلما ناقشه أبو يوسف غضب وقام من المجلس، ثم عاد في اليوم الثاني إلى مجلسه وبيده الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: تقول لي ما مقدار الصاع؟ هذا الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الإمام مالك يقول عن أبي حنيفة: ((لو أراد أبو حنيفة أن يقنعك أن اسطوانة هذا المسجد من ذهب لاستطاع)) فكان يقطع الكلام مع تلامذته، ولما جاءه أسد بن الفرات قال له: ((تحول عني إلى أبي حنيفة)).
وممن نشر العلم والفقه والتوحيد والحديث على طريقة السؤال والجواب، شيخنا الألباني، رحمه الله، فأغلب مجالسه كانت في السؤال والجواب، وله أكثر من خمسة آلاف شريط مسجل في العلم الشرعي في سائر فنونه على طريقة السؤال والجواب، فالسؤال والجواب علم بلا شك.
السؤال الخامس أحسن الله إليكم لو تحدثنا عن معرفتك بالشيخ الجليل سعد الحصين وخدمته…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-5.mp3*السؤال الخامس : أحسن الله إليكم لو تحدثنا عن معرفتك بالشيخ الجليل سعد الحصين وخدمته للدعوة وعلاقته بالألباني والسلفيين ؟*
الجواب : الشيخ سعد الحصين – رحمه الله – كان هو المسؤل عن الملحق التعليمي السعودي في الأردن ، وهو رجلٌ يُذكِرُكَ سمته وصنيعهُ وإدارته بالسلف الصالح ، في زهده وعدم تكلفه ،وكان أماراً ونهاءاً عن المنكر واماراً بالمعروف ناصحاً للناس على وجه عظيم ، حصل عندنا في البلاد في فترة (المولات الكبيرة للتسوق )هذه أول ما ظهرت ظهر مول يسمى السيفوي ولأول مره يباع للجمهور الخمر مع الخنزير ، فالشيخ كان قريباً مكانه من هذا المكان وكان يتسوق فرأى هذا، فكتب للمسؤول وطلب الجواب ، فتأخر الجواب فبقي يلاحق الجواب ، فقيل له صاحب هذا المول في تبوك واحد اسمه المصري رجل أعمال كبير ، قال في تبوك فكاتب أمير تبوك قال : عندكم فلان وأنا قدمت نصيحة وانتظر الجواب فتكلم معه أمير تبوك فجاء الجواب أنه أنا ما أدري ، وما اعرف أنه في خمر وخنزير ، فأمر أن يرفع الخمر والخنزير ، فرفع الخمر والخنزير ، فكان الشيخ – رحمه الله تعالى – في الحرص على التوحيد وعلى أحكام الله عزوجل مثلاً يُقتدى فكان في كل اسبوع يفرغ مجموعة من الدعاة يصِلون كل مكان ويصلون للقرى فكان يرسل وفود للقرى ويعلمون الناس التوحيد ، فكان للشيخ ثمرة عظيمة جداً في نشر التوحيد ونشر السنة .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ 2017 – 3 – 15
⬅ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/1172/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
كلمة عن وفاة الشيخ شعيب الأرناؤوط
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161031-WA0004.mp3فإن الناس بحاجة إلى العلماء كحاجتهم إلى الماء والهواء كما يقول *الإمام أحمد* رحمه الله تعالى : وحاجة الناس للعلماء تشتد في وقت الغربة ، وفي مكان الغربة .
والناس ليسوا بحاجة إلى علم العلماء فحسب ، ولكنهم أيضًا بحاجة إلى أخلاق العلماء وإلى سمتهم ، لأن العلماء هم الذين يطبقون الدين ، ويترجمون الأوامر النظرية إلى طريقة عملية ، ويتعلم المتتلمذ عليهم الخُلق وطريقة معالجة الأمور .
فجعنا أمس بوفاة عالم في بلادنا رحمه الله تعالى وهو من أهل التحقيق ، وهو ( *الشيخ شعيب الأرناؤوط* ) توفي أمس في السادس والعشرين من محرم سنة ألف وأربعمائة وثمان وثلاثين رحمه الله تعالى .
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كان والده صديق لوالد شيخنا الألباني ( نوح بن نجاتي ) وكلاهما ممن فرّ بدينه إلى سوريا،إلى بلاد الشام لما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبار في فضلها ، ففروا من هناك على إثر موجة الإلحاد التي تعرضت لها ألبانيا ، ففروا من ألبانيا إلى بلاد الشام .
ولد الشيخ شعيب رحمه الله تعالى سنة (1928) فهو تقريبًا يناهز التسعين إلا قليلاً.
تعلم في دمشق ، وبدأ يتعلم العربية حتى أتقنها ، وأصبح حاذقًا فيها ، وكان يحث طلبته على ضرورة تعلم العربية ، وكان يقول رحمه الله تعالى ( *إن العربية وعاء الإسلام ، و لا يستطيع العبد أن يفهم الإسلام دون أن يتعلم العربية* ) .
ثم تحول إلى دراسة الفقه الحنفي ، فدرس على الشيخ ( *سليمان الغاوجي الألباني* ) الفقه الحنفي ، وتأثر بالفقه الحنفي إلى أواخر حياته ، فعلى الرغم من أنه كان يذكر مثلاً في التعليق على زاد المعاد في أنه لم يصح شيء في الوضوء من نزول الدم ، إلا أنه كان إذا نزل منه دم توضأ ، فبقي متأثرًا بفقه الحنفية رحمه الله تعالى .
رأى كما رأى غيره ، وكان هذا ظاهرًا جدًا على العلماء في ذاك الزمان أن العلماء يحتجون بالأحاديث و لا يفرقون بين الصحيح والضعيف ، وكما يقولون يظنون أن كل مدور رغيف ، وكانوا يقولون : ( *أي خير في حديث أنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه واختلط صحيحه بواهيه* ) ، فرأى أن العلماء يحتجون بكل شيء .
سمعت من الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله يقول : كان الخطيب في حلب يصعد على المنبر ويذكر حديثًا طويلًا أربع أو خمس صفحات ، فإذا أراد أن يؤكد للمستمعين أن الحديث مسند يقول : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ، وهو ما يفهم ما معنى أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ،( وكنا قد تكلمنا قبل شهر في هذا المجلس المبارك عن الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لما بلغنا استقرار قدمه على مذهب الصفات ، فذكرناه بخير )، وقلنا حفظه الله ، والآن خلال شهر نقول رحمه الله .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى أن العلماء يحتجون بالأحاديث ولا يفرقون ، ولا يدققون بين الغث والسمين ، ولا بين الصحيح والضعيف ، ولا بين السليم من الرديء ، فالشاهد وقع في قلبه أن يشغل وقته وأن يبذل جُهدًا كبيرًا في مجال التحقيق .
بدأ الشيخ رحمه الله تعالى من سنة (1955) بالتحقيق وعكف عليه ، وأعطاه وقته وعقله ولُبه وجده ، وبذل جُهدًا عظيمًا في هذا ، وأصبح له مدرسة ، وتلاميذ في التحقيق ، وأصبح تلاميذه ممن يحققون وينشرون .
في سنة (1958) التحق بالمكتب الإسلامي ، وصاحبه الشيخ زهير الشاويش رحمه الله ، واشتغل فيه محققًا مسؤولًا عن قسم التحقيق في المكتب لقرابة (20) سنة .
وطبع الشيخ رحمه الله تعالى في المكتب الإسلامي بواكير التحقيق لكتب التراث ، ومن ذلك إصدار :
? شرح السنة للبغوي
? روضة الطالبين للنووي
? المبدع في شرح المقنع
وعدد كبير من المراجع العلمية التي لا يستغني عنها أبدًا طالب العلم ، ونوع هذه المصادر ، وعددها بالمئات من المجلدات.
في أوائل عام (1980) وبالتحديد سنة (1982) إلتحق الشيخ شعيب رحمه الله بعد قدومه للأردن إلى مكتب التحقيق في مؤسسة الرسالة ، ومؤسسة الرسالة عندها كوادر ، وعندها عدد من المحققين ، وكان مدير مكتب التحقيق الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ، وبدأ يعمل لخدمة التراث ، وجزاه الله خيرا خدم عددًا كبيرًا من الكتب ، وطبع عدد من الكتب التي ما زلنا نفرح بها ، ونرجع إليها ، وإذا طلب منا النصيحة ننصح طلبتنا بأن يعتمدوها ، كطعبة :
زاد المعاد لابن القيم .
سير أعلام النبلاء ولأول مرة يصدر بتحقيقه كاملًا .
مسند الإمام أحمد وهو أول من انفرد بطبع مسند الإمام أحمد محققا في نحو ( 55 ) مجلد .
حقق مجموعة حسنة وطيبة من الكتب ، وكان آخر هذه الكتب تحقيقا له *السنن الأربعة ، فاشتغل عليها وتعب في ضبط نصها وتحقيقها ، رحمه الله تعالى.
تجربة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كانت مُنصبة في التحقيق ولم ينشغل بالتأليف أبدًا .
كان بينه وبين شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في فترة من الفترات ،وقد أدركناها ،وعرفنا خفاياها، وليس بأهمية بمكان أن ندخل في تفاصيلها ، *كان بينهما ما يكون بين الأقران ، إلا أنَّ الأمر أستقر في أواخر حياة الشيخ شعيب رحمه الله على الخير ، وكان يذكر شيخنا الألباني في مجالسه بخير .
ولما زارنا من لبنان أخونا الشيخ ( مصباح حنون ) إلتقى بالشيخ شعيب رحمه الله تعالى وسأله سؤالًا صريحًا واضحِا مباشرًا :
أيهما الأفضل معتقد السلف في الصفات أم معتقد الخلف ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بجواب صريح وواضح فقال رحمه الله تعالى : مذهب السلف أعلم ، وأسلم ، وأحكم .
درج عند المتأخرين أنهم يقولون مذهب السلف في الصفات أعلم ، ومذهب الخلف أسلم ، وأحكم ، ومعاذ الله أن يكون الأدنى في العلم هو الأسلم والأحكم .
فكان جواب الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لمن يعرف كلام العلماء ،جوابًا علميًا، دقيقًا، ملخصًا مركزًا ، وهكذا شأن العلماء رحمهم الله تعالى .
حقيقة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ومدرسته تفيد كثيرًا هذه الأيام ، وهذه الفائدة تكون في بعث التراث الذي بقي محبوسًا في داخل الجوارير وعلى الرفوف ، ولا سيما تلك الكتب الكبيرة التي لا يقدر عليها شخص واحد .
فالشيخ شعيب رحمه الله تعالى قام بتجربة عظيمة بجمع جهود متعددة ، اعترتها مشاكل وأمور يمكن أن يستلهم منها في الحقيقة مدرسة تبعث الكتب الكبيرة لتحقق وتنشر ويهنأ بها طلبة العلم.
اليوم في نوازل الإقتصاد والسياسة والعصر الذي نعيشه عصر تجمعات وليس عصر انفرادات ، هناك كتب عديدة جدًا نسخها الخطية محفوظة إذا طبعت تزيد عن (100) مجلدًا مثل *المطلب العالي لابن رفعة* و *تفسير الحوفي* و *التذكرة للصفدي* في الأدب ، هنالك كتب لا يستطيع شخص واحد أن يقوم بها ، فمدرسة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى وطريقته واجتماع مكامن القوة في الأمة أعانت ، فكان يجد من يتولى القضايا الإدارية والمالية ، وكان يجد من يتولى القضايا الفنية للنشر ، وكان هو منشغلًا ومُنصبًا على المسائل العلمية ، وانجز رحمه الله تعالى إنجازات عظيمة ، *المجلدات التي كتب اسم الشيخ شعيب رحمه الله تعالى عليها تصل إلى المئات ، تصل إلى (400) ، (500) مجلد ،* وهذا أمر نادر جدًا ؛ وما أظنه حصل من قرون، والسبب في ذلك :
الإنقطاع .
وعدم الإنشغال إلا بهذا الأمر .
المتابعة الحثيثة الشديدة
وجود الكوادر والمساعدين
وجود الناشر الذي يتبنى هذا الأمر حتى يبقى العمل مكتملا.
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى خدم الأمة ، وخدم التراث وأسأل الله عز وجل أن ينفع به ؛ وأن يغفر له ، وأن يرحمه ، اللهم إنه مقبل إليك محتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، اللهم إن كان محسنًا ولا أظنه إلا كذلك فزد في حسناته ، وإلا فاغفر لنا وله ، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري
