ما هو حكم المناقشات والمجادلات عن أمور فرضية ليست بواقعة

المناقشة والمجادلة في أمور فرضية غير واقعة لا ثمرة تحتها ولا فائدة منها، فهذا أمر فيه كراهية شديدة، لا سيما إن كانت تخص الأحكام الشرعية.
 
وانشغال الإنسان بالأمر الذي لا يعنينه، وليس بواقعي، ويترك الشيء الذي يعنيه، وسيسأل عنه بين يدي الله، فهذا ترف وسفه.
 
وتؤثر أجوبة حكيمة عن العلماء الأقدمين في هذا الباب، قال سائل يوماً للشعبي- وكان فيه دعابة رحمه الله- قال له: ما اسم امرأة إبليس ؟ فقال الشعبي: “ذلك عرس لم أشهده”، وجاء رجل إلى عالم فقال له: ما اسم الذئب الذي أكل يوسف عليه السلام؟ فقال: إن الذئب لم يأكل يوسف، فقال: ما اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف؟ فبعض الناس أسئلته على هذا النحو، فهو يريد أن يسأل ليتكلم.
 
والمؤمن لسانه من وراء قلبه فهو لا يسأل ولا يتكلم إلا إن كان هناك ثمرة وفائدة، فإذا أردت أن تعرف هل الرجل على هدى أم غير غير ذلك، فانظر إلى حفظه للسانه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً}.
 
ومثل هذه الأسئلة من اللغو كره السلف الخوض فيها، وسئل غير واحد عن مسائل فكانوا يقولون: هل وقعت؟ فيقول السائل: لا، فيقول الواحد منهم: دعها حتى تقع.
 
فنحن نتعلم لنعمل لا ليصبح لنا كلام كثير وفلسفة كثيرة وتصدر المجالس.

السؤال الثامن عشر ما هي أسباب الثبات على طلب العلم

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170809-WA0052.mp3الجواب: من هم ورثة الأنبياء ؟
العلماء.
النبوة هل هي مكتسبة أم هبة من الله ؟؟
النبوة هي هبة من الله .
يعني الانسان لو جاهد نفسه هل يصبح نبيا؟
لا .
ما هو سبيل الثبات على طلب العلم ؟
ما هي اسباب الثبات على طلب العلم.
1 – أن تبقى منكسر القلب شاعراً أنك محتاج إلى الله.
2 – أن تحفظ أمر الله في السر قبل العلن.
ايوب السختياني كان يقول :
ينبغي للعلماء أن يضعوا التراب والسكن على رؤوسهم تواضعا لله .
وأعجبتني مقولة ل فاطر الشيرازي شيخ الخطيب الهلالي قال كان شيخي وكلاهما مغربي كان شيخي يوصيني ويقول لي :أعلم بأنه لا فضل لك على أحد من الناس وأن الناس يأتون يستفيدون منك وفي هذا فضل منهم عليك ليس لك فضل على أحد وإنما جلوسهم بين يديك فضل منهم عليك .
يا طالب العلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول :لما أخرج البخاري عن معاوية :”من يرد الله به خيرا يفقه في الدين .”
اذن لما تفقه في الدين إرادة من الله انه أراد بك خيرا .
مفهوم قوله لا منطوقه ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )).
منطوق قوله صلى الله عليه وسلم: ان الأنبياء لم يورثوا درهما ولكنهم ورثوا العلم .
والجامع بينهما أن الله جل في علاه اذا أراد برجل خيرا فقهه في الدين .
مفهوم الحديث الذي لا يفقه ولا يتفقه في الدين الله لا يرد به خيرا .
المفهوم أشد من المنطوق .
كيف تثبت على طلب العلم
ان تبتعد عن المعاصي .
وان تحفظ أوامره وان يكون سر بينك وبينه سبحانه (خبيئة).
3 – أن تخلص لله تعالى في طلبك للعلم.
ومن احسن حسنات الاخلاص الثبات، تذكرون حديث الرجل الذي تصدق ثلاث مرات
أخرج أحمد والشيخان والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ [ قال رجل لأتصدقنَّ الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون : تـُـصِّـدق على زانية ..فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية ؟!
لأتصدقن الليلة بصدقة فوضعها في يد غني فاصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق على غني .. قال : اللهم لك الحمد .. على غني ؟!
لأتصدقن الليلة فخرج فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق الليلة على سارق .. فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية وعلى غني وعلى سارق ؟!
فأتي فقيل له : أمّـا صدقتك فقد قـُـبِـلتْ ؛ و أمّـا الزانية فلعلها أن تستعفف بها عن زنا ، و لعلَّ الغني يَـعتبِـر فينفق مما أعطاه الله ، و لعلَّ السارق أن يستعف بها عن سرقته ].
هذا حديث فيه دلالة على أن المخلص يثبت ثبت على الصدقة وفي الثلاث مرات وضعها في غير محلها .
فالإنسان المخلص يثبت ومن أسباب الثبات الاخلاص .
فإن رأيت رجلا ثبت على شيء فالله حسيبه فقد أخلص بالشيء الذي ثبت عليه واحسن السبيل .
ومن أسباب الثبات على طلب العلم ان تحفظ الله بما تعلمت من العلم .
وان تستقيم بما تعلمت وتحفظ أوامره في الخلوة كحالك في الجلوة
4 – أن تعمل بما تعلمت من العلم؛تؤدي زكاة العلم وتدعو الناس إلى ما تعلمت فكل شيء ان أنفقت منه ينقص إلا العلم فإنك ان انفقته وبثثته زاد ؛فبركة العلم بالعمل وبركة العلم بالدعوة وتعين الناس بما تعلمت
هذا والله اعلم .
⬅ مجلس الفتوى للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
الجمعة 4 – 8 – 2017 م.
⬅ خدمة الدرر من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الخامس عشر ماهو أفضل الطعام والشراب لطالب العلم

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/15.mp3الجواب: أفضل الطعام والشراب لطالب العلم أن لايشبع، ((فالبٍطْنَة تُذْهِبُ الفِطْنة))، والحديث الذي فيه نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا اكلنا فلا نشبع ما أعرفه ثابتا،
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” هذا القول الذي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ” انتهى.
“السلسلة الصحيحة” (رقم/3942).
لكن إذا كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه.
وأفضل شيء لطالب العلم ان يتورّع عن الشبهات وان يترك المحرّمات، يذكرون في ترجمة إمام الحرمين الجويني كان اذا ناظر أو إذا درّس اصابته وهلة يعني بتعبيرنا الدارج (صفنة، يصفن) وما يتابع الحديث، فلما سُئل عن سببها قال :((وجدني أبي على ثديّ جارية لنا،
والجواري والإماء لايتورعن عن أكل الحرام، والحليب من الأكل، قال: فسبب هذا الذهول تلك بقايا تلك الرضعة، قال: فانتزعني أبي من بين يديها ووضع أصبعيه في فمي فقئت الحليب الذي رضعته من الجارية، بقي في جوفي شيء يسير منه ؛فهذه الوهلة من آثار تلك الرضعة، فطالب العلم يتورع.
اليوم كثير من الائمة وطلبة العلم لايتورعون في أمر الطعام والشراب، ومن أكل حلالا أطاع الله شاء أم أبى ؛ومن أكل حراما عصى الله شاء أم أبى، نسأل الله عزّ وجل العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الثامن هل تنصحنا بطلب العلم من الكتب والدروس للمشايخ الموجودة على النت واليوتوب

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161005-WA0009.mp3الجواب : لا أنصحك أن تتعلم إلا بمن تثق بدينه وتثق بعلمه ، أما أن تأخذ العلم عن مجاهيل أنت لا تعرفهم فهذا حرام ، يعني إنسان يفتح على النت ويبحث في النت ويسأل عن الشيخ وما يعرف الشيخ ، ويأخذ الدين عنه ويعتبره دين الله فهذا حرام ، إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عن من يأخذ دينه، أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن محمد ابن سيرين رحمه الله ، فابن سيرين يقول : ( إن هذا العلم دين ، فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه )
، فالواجب عن الإنسان أن يأخذ دينه عن من يثق بهم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
29 ذو الحجة 1437 هجري
2016 – 9 – 30 افرنجي

هل يجوز ان نسمع ونقرأ للفاسق والفاجر

يجوز أن تسمع للفاسق والفاجر وأن تقرأ لهما بشرط أن تتمكن من معرفة المحق من المبطل ، والجيد من الرديء ، والخطأ من الصواب، والشرك من التوحيد، والبدعة من السنة، فإن علمت فالحمد لله . فمعرفة الشر في حق الذي يعرف السبيل ليس بحرام . بل معرفة الشر في حق من يعرف الخير من أجل التحذير والتنبيه  والتحصين أمر كان عليه بعض الصحابة . كما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه        ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
فأن يعرف الانسان الشر ليحذره لا حرج.
أما في مرحلة التنشئة وهو لايعرف المحق من المبطل ، فلا يجوز لأحد أن يأخذ شيئاً إلا بعد أن يتأكد أنه على حق . لذا قال ابن سيرين : ( إن هذا العلم دين . فانظروا عمن تأخذون دينكم) فالعلم الذي نتعلمه هو دين ، فلا يجوز لأحد أن يسأل من شاء. ولا يجوز للمستفتي أن يسأل أحد إلا إن علم أن فيه صفتين، الأولى : أنه أهل، ويتكلم بعلم ، وإن لم يكن يعلم يقل لا أدري، أو دعني أراجع. والثانية: أن يكون ذا ديانة  وورع،  فلا يجيب من يحب جواب يختلف عمن يبغض، فإن كان محباً مال اليه، وإن كان مبغضاً مال عليه. فالعلماء يقولون المفتي الماجن يحجر عليه، وإن كان أهل، حتى لا يلعب بدين الناس فالمفتي يوقع عن رب العالمين في الارض فلابن القيم كتاب سماه : “أعلام الموقعين عن رب العالمين” فالفتوى مقام خطير وليس بسهل . والفتوى كانت تدور بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بديع كلام ابن القيم يقول : ((فإذا قل المفتون فقد يتعين على من يعلم الفتوى )) ولما كان العلماء كثر في زمن الصحابة والتابعين كانوا يتورعون، وكان كل منهم يحيل على الآخر، لأنهم يعلمون حرصاً من السائل، ويعلمون وجود من يصيب الخير والحق، في مثل هذه الفتوى . أما في العصور المتأخرة  فإن أمسك أهل الحق، فإن أهل الباطل كثر . وما يخفى علينا حال المفتين اليوم، لاسيما على الفضائيات، يأتون بهم ويفصلونهم تفصيلاً وتستغرب لما تسمع من مثل القرضاوي على الفضائيات ويقول : النساء المقيمات في فرنسا يحرم عليهن أن يرتدين اللباس الشرعي طاعة لأولياء الأمور. نعوذ بالله هذا عين الضلال، فأي أولياء أمور ؟ ومثل هذا فتاوي عديدة جداً.
وننبه المسلمين أن يحرصوا على دينهم وألا يسمعوا لأمثال هؤلاء، ويكفي أن هذه الأجهزة فاسدة يعرض عليها الحق والباطل، ولا يجوز للإنسان أن يعتمد في الفتوى عليها، ولا يجلس أمامها شارح صدره لها، وفاتح ذهنه لها مستوعباً  لما يقال، وإن جاز الجلوس أمامها يجوز فقط  لطالب العلم المتمكن، الذي يريد أن يزيف الباطل إن سمعه، وأن يحذر منه فقط، أما العوام فلا، ويكفي القول سقوطاً أن يقال: يا شيخ سمعت في التلفزيون أو الستالايت كذا وكذا، فهذا العلم دين، فليحرص الإنسان وليحذر عمن يأخذ دينه.
فالإنسان إن أراد أن يشتري حاجة لأمور دنياه فإنه يستفسر ويسأل ويتعب، فواحد مثلاً يريد شراء بلاط  لبيته فإنه يسأل عن جميع أنواع البلاط الموجود، ويتعرف على جميع أنواع البلاط الموجود في السوق المحلي والمستورد بجميع أصنافه، وهذا لأن قلبه متعلق به، أما لما يصل الأمر للدين فيقول الواحد منهم: ما يدرينا؟ فلماذا لا يعامل هذا الإنسان الفتوى كما يعامل بلاط بيته؟  فكيف اجتهد وسأل حصل على أفضل ما يريد من البلاط؟  فاحرص أيها المسلم على الفتوى مثل حرصك على أمر يخصك في دنياك، فاسأل واستفسر عمن تريد أن تستفتيه في أمور دينك، وقال سفيان الثوري: (إذا أراد الله بالأعجمي والعامي والحدث خيراً، يسر الله له عالماً من أهل السنة)، وفقنا الله لما يحب ويرضى.