*السؤال الرابع: شيخنا المبارك أبي ينهانا عن استخدام الخلويات الذكية ويقول لن أسامحكم إذا استخدمتم تلك الأجهزة إلا قبيل الزواج فإني أخاف عليكم أن تفتنوا بفتنة شهوات النساء ، هل يجب طاعة الأب؟*
الجواب: نعمّا هذا الأب، ومخالفة أمره فيه معصية فمن حق الوالد إن أمرَ بشيء مباح فمن حقه أن يطاع ، فالوالد إن أمر فهذا أمر حسن، *ومن مات ولم يحط رعيته بنصيحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هدّده: قال: *فقد مات غاشاً لرعيته.*
فالوالد الذي يرى المنكر في أولاده، و يرى الواحد واقفا حامل التلفون الولد أو البنت ويرسل رسائل ويستقبل وينظر.
ويغلب على الظن في قرائن الأحوال وفي بعض الأحايين في حق بعض الناس الاستخدام يكون فيه مخالفات.
فالواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والواجب الغيرة على محارم الله عزوجل.
الواجب على كل والد أن يغار على محارم الله عزوجل، فإن رأى رعيته وهم ينتهكون محارم الله فإذا لم يأمرهم ولم ينهاهم مات وهو غاش لرعيته.
فهذا الوالد جزاه الله خيراً يُطاع، وهذا الوالد أكثرَ الله من أمثاله، ويا ليت جميع الآباء يحيطون أبناءهم بنصيحة، ونرى الآباء يأتون وهم حريصون كل الحرص على الصلاة في الجماعة في المسجد، والأبناء في البيوت لا يُأمرون ولا يُنهَون ولا يُؤتى بهم للمسجد أبداً ولا يُنصحون وهذا تقصير.
*السؤال الخامس: توفيت والدتي قبل أسابيع ووالدي قد طرح موضوع زواجه من امرأة أخرى في الوقت الحالي كيف نوفق يا شيخ بين برِّ الوالد وعدم معارضة مشاعرنا وعواطفنا؟*
الجواب: الإنسان يحزن لشيء ويفرح لشيء، وهذا لا تعارض فيه من كل الوجوه.
التعارض من كل الوجوه أن يكون الشيء نفسه أبيض وأسود، بارد وحار، لكن إذا كان هنالك تفريق فلا مانع بأن أباك يتزوج ويبقى في قلبك حزن على أمك، حتى لو أن والدك تمهل فترة فهل يُرفع الحزن من قلبك؟
متى سيرفع الحزن من قلبك؟
من فقد أمه يعرف معنى الفقد.
من فقد غيرها هذا لا يشعر بكثير من الفرق ، أما الأم فسبحان الله لفقدها شيء، حتى سمعت بعض أهل الصلاح يقول: *أنا أعجب كيف الواحد يفقد أمه ورجلاه يحملانه*.
فما المانع.
ورد عن جمع من السلف، قال: *لو ماتت زوجتي اليوم تزوجت غدا*
هل في عدة للرجل؟
في عدة نادرة، في *صورتين،* الرجل يعتد في صورتين:
*الصورة الأولى:* لما يتزوج الخامسة، فواحد يطلق الرابعة ويريد أن يتزوج الخامسة لازم يعتد.
كيف يعتد؟
حتى تبين الزوجة منه، حتى تصح له الزوجة الاخرى ، أما من تزوج الثالثة أو الرابعة فهذا لا عدة عليه.
*الصورة الثانية:* إذا تزوج امرأة لا يجوز له أن يجمعها مع امرأته، مثل إنسان تزوج عمة زوجته، أو خالة زوجته، أو أخت زوجته، فهذا يحرم عليه أن يتزوجها حتى يعتد، حتى تنتهي عدة الزوجة، ثم بعد انتهاء العدة يتزوج أختها أو يتزوج عمتها أو يتزوج خالتها أو يتزوج ابنة أخيها أو ابنة اختها فهذا ماذا يسمى؟
هذه من الاحاجي.
فهذه هي العدة للرجل .
أما واحد ماتت زوجته ،فهل له أن يتزوج اختها؟
له أن يتزوج اختها.
هل يحتاج لعدة؟
ما يحتاج لعدة إذا ماتت، فشخص زوجته ماتت أراد أن يتحول لأختها قال: والله أتزوج اختها واختها خالة والخالة أُم، والخالة تحن على الأولاد، له أن يتزوج بدون عدة.
فكيف أنت يا أيها السائل تجبر أباك على العدة؟
هو مضطر، فهو أعلم بحاجته، فموضوع الزواج يا إخواني الرجل هو الذي يقدر فيه حاجته ولذا قال سبحانه (ألا له الخلق والأمر)، فالشرع ما شرع شيئا يخالف الفطرة والطبع والسجية التي خلق الله الناس عليها، فله سبحانه الخلق وله سبحانه الأمر، فالخلق خلقه والتشريع له، ولا يصلح خلقه إلا بالتزام شرعه.
فإذا والدك أراد الزواج فلا تمانع ولا تبدي شيئا يمنع ذلك .
*السؤال الثاني عشر: أمي تريد أن أهنئها بعيد الأم ماذا أعمل؟*
الجواب: هنئها في كل يوم، وأبسطها في كل يوم، وأدخل السرور عليها في كل يوم، وإذا أمك تحب هدية ما تفهم منك عشان إنك متدين يعني أنت حرمتها من عطائك.
أعط أمك في كل يوم ،أين المشكلة؟
يعني واحد مبتلى عنده أقارب يعملوا أعياد ميلاد للصغار ،هل لكونك أنت متدين تحرمهم من هذه الأكلات، كل شهر اعمل لهم قالب كيك واطعمهم، لا تشعرهم بالحرمان ما تشعر ولدك لأنك أنت متدين أنه والله هو الآن أصبح محروما، هذا علة فيك هذا الشعور إذا تسلل لقلب ولدك هذا علة فيك، *وهذا سبب من أسباب الصد عند سبيل الله،* فأنت صاد عن سبيل الله، وكذلك أمك وكذلك أبوك، لكن قد يوافق بخلك أنه والله عيد الأم حرام .
……..
أعط أمك.
أكرم أمك.
ماتشعرها بالحرمان.
ما تشعرها أنها تطلب منك يوم عيد الأم.
أشعرها واجعلها تنطق وتقول أنا بفضل الله ولدي غير مقصر معي، ولدي يعطيني في كل حين، فإن فعلت هذا فأنت الآن موفق، أما أن تغلب بخلك وتغلب إمساكّك أو مطاوعتك لزوجتك أو أو أسباب كثيرة تكون في المجتمع أنه والله بحجة عيد الأم ليس بمشروع فأنت تمنع وتمسك عن أمك فهذا أمر ليس بحسن.
الإحسان ميدان فسيح، الشرع ما وضع له حدا، وكل شيء لم يضع الشرع له حدا تعريفه يكون على حسب ما تعارف الناس عليه.
وأول معنى من معاني الإحسان أن يرضي الإنسان والديه، فالرضا من الإحسان، والإحسان الرضا وزيادة، فقد أحسن لأبويّ وهما أموات.
فالدعاء مثلاً للأبوين داخل أو خارج الصلاة هذا من الإحسان إليهما.
أما الرّضا فلا يكون إلا في حياتهما، ولذا الله عزوجل يقول
*وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا،* ليشمل برّ الوالدين بعد الحياة وقبل الممات ، بعد الممات مطلوب من الإنسان أن يتففد والديه بأن يتصدق عنهما وأن يدعوا لهما ويصل أهل ودّهما أهل الود لأمك وأبوك هم من كانوا يحبون، النبي صلى الله عليه وسلم بلغ به الحال كان يصل أهل ود خديجة صويحبات خديجة يرسل إليهن إذا جاء مثلاً لحم أو شيء يهدي إليهن، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشاةَ، ثم يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له : كأنهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ، فيقول : ( إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ ) . . لفظ البخاري (٣٨١٨) فهذا من الوفاء، ومن أكثر الناس يجب الوفاء في حقه الوالدان، فالوالدان يحسن إليهما ويكمل هذا الإحسان برضاهما.
لذا سعيد من يقول : اللهم وفقني لأحسن لوالديّ اللهم أكرمني لأن ارضيهما ووفقني لأن ابرهما وما شابه.
*السؤال السادس: أنا رجل أعيش في نفس البناية مع أمي وأبي وأخواتي وإخوتي الذكور وعوائلهم وأختي المتزوجة وعائلتها، وأرى منهم الكثير من التجاوزات، مثل: التبرج وسماع الأغاني ومتابعة المسلسلات، ولا استطيع السكوت عما أرى من أي منهم، وأُقَابَلُ بالصد والإنزعاج من أمي لدرجة أنها تغضب ولا ترغب في مجالستي علما بأن تصرفي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟*
الجواب: هذه نيتك، لكن كيف صنيعك؟ وما هو أسلوبك؟
الموفق يبدأ مع من يتكلم بالذي يحب وينتهي معه بالذي يحب بمعنى أنك ينبغي أن تكون رفيقا وأن تتكلم مع الناس بلين ورفق، الله يأمر موسى وهارون لما ذهبا لفرعون فقال:﴿فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى}.
مع فرعون والأمر لنبي لكليم الله موسى وأخيه هارون عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أن يقول قولا لينا، اصبر وصابر أكثر من الدعاء لهما أكثر من الدعاء لهما ولا تتوانى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن ليكن هذا في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وليكن هذا بحكمة ويرتفق معه الدعاء، ولعل بعض الناس ينفر من الأسلوب ،بعض الناس ينفر من أن تأمر أمام الملأ فتكلم بينك وبينهم يعني بسر بينك وبين أختك اشفع ذلك بهدية بشيء يقبل منك وسل ربك عز وجل أن ينتفع الناس بك.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*السؤال الحادي عشر : أبٌ توفاه الله تعالى كان لا يسمح لأولاده البالغين باستعمال الجوالات الحديثة.*
مداخلة الشيخ : *جزاه الله خيراً، اليوم من ليس عنده جوال كأنه فقد الحياة.
تكملة السؤال : لأنه كان يحذرهم ويخشى أن ينزلقوا في فتن الشهوات التي أصبحت من الميسور ، إلاّ أن الأولاد بعد وفاته أصابهم ما أصاب الشباب المسلم من استعمال الجوال فيما حرّم الله ، سؤال شيخنا هل يلحق الوالد شيئا من الإثم والحرج ؟
الجواب : لا ، لكن الولد آثم مرتين؛ الولد آثم إثمين، وقلت لكم أكثر من مرة الإثم قد يكون حراما من وجه و حراما من وجهين و حراما من ثلاثة وجوه .
رجل يأمر إبنه أن يصلي وهو بالغ والولد ما صلّى ما هو الإثم الذي عليه ؟
عليه إثم ترك الصلاة وإثم عقوق الوالدين ، تارك الصلاة للوالد الصالح أشدّ إثماً من تارك الصلاة للوالد الفاجر ؛يعني الولد الذي أبوه صالح إن ترك الصلاة هو أشد إثماً ممن ترك الصلاة وكان أبوه فاجراً.
مثل قاطع الرحم وكانت الرحم جارة مثل أختك أو بنتك جارة لك وأنت قاطع لها ،ما هو الوزر الذي عليك ؟
وزرين.
وزر قطع الرحم ووزر عدم صلة الجار .
وذكرت لكم الإمام أحمد قال هذا حتى يوضح المسألة والمسألة أشبه ما تكون بنظرية ، موضوع لحم الخنزير من أكله آثم ، فإن سرقه وأكله آثم مرتين ، قال فإن أكله غير مذكّى آثم ثلاث مرات .
هذا الذي استخدم الجوال وأبوه موصي؛
– واحمد الله على مثل هذا الأب وترحّم على أبيك –
ألاّ تستخدم الجوال ،فاستخدمته واستخدمته على وجه حرام ، فإذا استخدمته على غير وجه حرام
آثم من وجه لأن الوالد أمر ومن حق الوالد أن يطاع في مثل هذا ، فاستخدمه بالحرام آثم من وجهين ؛ الوجه الأول الحرام والوجه الثاني مخالفة الأب وعقوق الأب .
فالذي يستخدم الجوال على الصورة المذكورة آثم.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1838/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ تكثر هذه الأيام، وجاءتني بعض الأوراق عن *الأحتفال ب ( عيد الأم).* ولا نستغرب أي سؤال …
⬅ لا نشُك قيد أنملة أن شرعنا وافٍ، كافٍ، *ومن رام الهداية بغيره فقد ضل،* وأن شرعنا كُله محاسن، *ومن محاسنه: أنه يُعطي كُل ذي حقٍ حقه*.
ومن أصحاب الحقوق التي لا يُمكن للعبد أن يفي بها *( الوالدان )*، فلهما من الحقوق ما لا يمكن للعبد أن يفي لوالديه بهما .
⬅ أما *حق الوالد:* فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *لا يُجزِئُ ولدٌ والدًا إلّا أن يجدَه مملوكًا فيشتريَه فيعتقَهُ.*
الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح الترمذي ١٩٠٦ • صحيح • شرح رواية أخرى
⬅ من غير الممكن أن يكون الولد حر، والوالد يكون عبد، فإذا كان يجزىء الولد والده في صورة مستحيلة، أن يجد الولد والده عبداً مملوكاً فيشتريه، فيعتقه.
⬅ والأشد حقاً في حق الإنسان ( *الأم*)، والقصة التي يحكيها الناس لها أصل شرعي صحيح ثابت، وثبتت عن عبدالله ابن عمر ، أن رجلاً جاء لابن عمر ، وقد حملَ *والدته* على ظهره وهو يطوف بها ، فقال له:
*يا أبا عبد الرحمن هل وفيت أمي حقها ؟*
يعني: *حملي إياها سبعة أشواط*.
هو حملها سبعة أشواط، وهي تحملك سبع سنوات، وهو حملها خلال وقت محصور، معدود .
فقال له ابن عمر: *ما وفيتها طلقة من الطلقات التي طلقت بك من شدة الألم عند الولادة*.
*فأنّى للعبد أن يعطيَ (أباه) و (أمه) حقهما .*
⬅ لذا دائماً العبد يشعر أمام الوالدين بالتقصير .
⬅ وحقوق *الوالدين* على المسلم ليست في الحياة فقط، وإنما حقوقهما عليه بعد الوفاة .
✅ *وليتفقد الواحد منا نفسه، فإن لم يجد لسانه لَهِجاً بالاستغفار لوالديه والدعاء لهما فليعلم تقصيره*، فالبر يكون بعد الوفاة، وليس في الحياة فقط.
⬅ والله عز وجل يأمر بخفض الجناح، قال تعالى: *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا*.
*فمهما ريّشت، وأصبحت ذا مال، ومكان اجتماعي، ومكان علمي، أو صاحب شهادة، فطرت وحلقت، ووصلت إلى عنان السماء، لكن أمام الوالدين اخفض الجناحين، وكُن ذليلاً رحيماً.*
*قتادة* ( تابعي جليل ، تلميذ أنس بن مالك ) كان لما يُخاطب أمه يُخاطبها وهو ذليل، فيقال له: ارفع صوتك، فيقول: الله أمر بجناح الذل من الرحمة، فيتكلم مع أمه وهو ذليل.
وكان *قتادة* لما تأكل أمه يُفتت لها الخُبز ، ولا يأكل ، فيقال له: لماذا لا تأكُل؟
فكان يقول: *أخشى أن أضع لقمة في فمي تشتهيها أمي .*
فالذي لا يبر أبويه *جبار وعاصي* في الدنيا، والذي لا يبر أمه *جبار وشقي*.
ولذا كثير من الناس يقولون عبارة أصلها هذه الآية، يقولون : *والله فلان الله موفقه، وموسع عليه في الدنيا، ومهيء له الحياة الطيبة، وسعة الرزق، والله وضع له القبول ببركة بره بوالديه، والأدق أن يقال: ببركة بره بوالدته.*
↩ فالذي لا يبر أمه *جبار.* *الجبار:* القاتل، حتى قالوا القاتل في قصة موسى عليه السلام: الذي قتل أكثر من نفس، *جبار.*
تخيل العاق لأمه وضعَ في منزلة القاتل.
? جاء شاب إلى ابن عمر رضي الله عنه، فقال له: إني قتلت نفساً فهل لي من توبة، والقصة مذكورة بإسناد صحيح في الأدب المفرد للبخاري.
تأمل معي بالله عليك.
تأمل معي يا صاحب الذنب.
قال له ابن عمر : *أحيّةٌ والدتك.*
قال: لا.*
فسئل ابن عمر لماذا قلت له: أحيّةٌ والدتك.
فقال: *برها يُكفر ذنب قتله.*
⬅ بر الأم يُكفر ذنب القتل، والقتل من أعظم الذنوب.
⬅ لذا من كانت هذه منزلتها *( الأم )* وهي صاحبة الحق، ويحتفل بحقها والله *بــ ( قالب كيك )* ساعة ، أو سويعة من أيام السنة، *ليس هذا حقها، هذا حق أصحاب من ينسون والديهم.*
⬅ أنظر إلى محاسن شرعنا *الوالد* كلما كبر كُلما عظم حقه وأستفدنا من تجاربه، وتبركنا بأمره وطاعته، وكذلك *الوالدة.*
⬅ *غيرنا* لما يكبر *والده* يضعه في *( دار العجزة )* ويأتي ببدل منه *( بكلبٍ )* يؤنسه، فرق كبير.
⬅ ومن نكد أهل هذا الزمان أن يكون الغرب هو القائد، وأن يكون هو من يُقتدى به، وينظر إليه بعين إجلال واحترام، والواحد منهم يعيش ويموت وهو يشكو من أبوه، لا يعرف أبوه.
? *كُل زمان أو مكان عُظّم لذاته فهو في شرعنا عيد،* إذا لم يُعظم لذاته، وإنما عُظم لعبادة تقع فيه فهذا ليس عيداً.
⬅ فالعيد لا يشمل الزمان، وإنما يتعدى للمكان، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: *لا تجعلوا قبري عيداً.*
↩ كيف يكون قبر النبي عليه السلام عيدا؟
إذا عظمنا المكان، وعاودنا هذا التعظيم مرة تلو الأخرى فهو عيد، فالعيد من العود، *فكل زمان أو مكان عُظم فهذا يسمى عيداً.*
⬅ فالزمان الذي اخترع وابتدع للإحتفال بعيد الأم تعظيمه لذاته فهذا عيد.
⬅ ولذا النبي صلى الله
عليه وسلم قال: إن الله أبدلكم بيومين خيراً من هذه الأيام ، الفطر والأضحى.
⬅ *فنحن لا نعرف لنا عيداً إلا ( الفطر ) و ( الأضحى ).*
⬅ *أما الأم ( الوالدة ) فلها حق في كل يوم ، والوالد كذلك، وهذا الحق فيه إجلال وتعظيم في حياتهما، وحفظ أهل الود لهما بعد وفاتهما، فمن برك لوالديك أن تحفظ أهل ودّهما، وأن تدعو دوماً لهما، وأن تتفقدهما بما أذن لك الشرع من العبادات والطاعات التي تنفعهما بعد موتهما.*
⬅ أما أن يُحتفل بالأم في يوم ويحضر لها قالب من قوالب الكيك فهذا احتفال بدعي ما أنزل الله تعالى به من سلطان.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161112-WA0005.mp3الجواب :
أول الرافضين لمثل هذا ينبغي أن يكون هذا البار ، ويقول لا أستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
أول من ينبغي أن يرفض الولد يقول: أنا خدمت والدي ليس مقابل المال ، لو أعطيت مال الدنيا ما أقبل مقابل هذه الخدمة ، هذه عبادة .
هل يجوز أن يأخذ الإنسان أجرًا على العبادة؟!
الجواب : لا يجوز .
والنعمان بن بشير كما هو ثابت في الصحيحين لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نحلت إحدى أولادي نحلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنحلت سائر أولادك مثله ؟! قال : ( لا ) ، قال له النبي عليه السلام : أشهد غيري : إني لا أشهد على زور!! في روايات متعددة .
هذه النحلة التي خص فيها الوالد هذا الولد مقابل برِّه لا تشرع ، يكفيك رضاه ، ويكفيك دعاؤه لك ، ودعاء الوالد مستجاب .
تكملة السؤال : بما يوجهنا فضيلتكم بهذا الخصوص ؟
جواب الشيخ :
الأمر إذا رضي الولد فالأمر عنده ، وإذا كان الولد هذا بارًا بأبيه في حياته فما أحوّجه ببره إليه بعد وفاته ، ومن باب بر الوالد ينبغي أن يقول والدي أساء وأخطأ وهو لا يقصد هذه الإساءة بسبب جهله وعدم علمه بهذا الحكم، فأنا لا أقبل بهذا العطاء وهذا العطاء لسائر إخواني .
تكملة السؤال :
والدتي رحمها الله قبل وفاتها كان عندها مبلغ من المال، وبعد وفاتها قالت أختي إن أمي أودعت المبلغ عندها، وأبلغتها بأن تعطيه لأخي، علما أننا كنا محتاجين إلى المال لمصاريف علاجها قبل وفاتها ولم نعرف بوجود هذا المبلغ إلا بعد وفاتها ، هل جائز شرعًا أن يخص به أخي أم يجب توزيعه على الورثة ؟
الجواب :
تأمل معي حديث النعمان بن بشير مرة أخرى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه في بعض الروايات في الصحيح ألا تحب أن يكونوا لك في البرَّ سواء ؟ قال : بلى ، فلما ذكر النبي عليه السلام البرَّ ،دل هذا الذكر على أن هذا الحكم يشمل الذكر والأنثى ، يشمل الأم ويشمل الأب .
لماذا يشمل الأب والأم ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء .
أنتهز هذه الفرصة، لأنبه على أصل مهم ألا وهو :
الفقه في حقيقته أن توائم بين اللفظ والمعنى ، وأن تقف عند اللفظ ، وألا تتوسع في المعنى إن لم يأذن لك الشرع في ذلك . وأن لا تجمد على اللفظ وأن تتوسع في المعنى إن أذن لك الشرع في ذلك .
وآفة الفقه بالجملة الجمود على ألفاظ الشرع يأذن بتوسع المعاني فيها ،أو التوسع في المعاني بطريقة الشرع لا يأذن بهذا التوسع ، هذا هو آفة الفقه .
خذ هذين المثالين حتى تفهم هذا الإجمال في التطبيق العملي :
البر : ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟
الخطاب للرجل ، لكن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء ،فدل أن الأمر يحتمل أيضا عطية الأم ، لا فرق بين عطية الوالد وعطية الأم .
مثال آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه إلا الوالد لولده) ، فأنا أب أعطيت أولادي شيئا فأي وقت شئت أرجع بعطيتي ولا حرج علي .
النبي صلى الله عليه وسلم قال ماذا ؟
قال : إلا : إلا أداة استثناء .
انتبه!!
جاء الحديث بصيغة الاستثناء ، ومعنى صيغة الاستثناء أن يخصص فقط المستثنى ، قال : ( إلا الوالد لولده ) .
فلو أن الأم أعطت فهل لها أن ترجع ؟
الجواب: لا ليس لها أن ترجع .
لماذا ليس لها أن ترجع ؟
تأمل معي الآن ،في الرجوع في العطية نجمد على اللفظ ، ولم نتوسع في المعنى ، والأصل أن نعمل هذا الحديث من حديث النعمان بن البشير ، بمعنى إذا أعطت تعطي الجميع بنفس العطية .
أعطت كل الأولاد فهل لها أن ترجع ؟
ليس لها أن ترجع .
الأب أعطى ولدا وساوى في العطية بين أولاده ، فهل له أن يرجع ؟
له أن يرجع .
أما الأم ليس لها أن ترجع .
ففي الرجوع جمدنا على اللفظ وفي العطاء وسعنا اللفظ ، والذي جعلنا نجمُد على اللفظ صيغته وطريقته ، والذي جعلنا نتوسع النبي صلى الله عليه وسلم أناط الأمر على البرِّ ، وبر الوالدين سواء.
والله تعالى أعلم
فالولد لا يحل له أن يأخذ ، هذه عطية لولد ، والواجب المساواة في العطية ، بعضهم استثنى الفقير وأخونا في السؤال يقول كنا نحتاج للنفقة عليها في المرض ، والإنسان إذا مات فأول شيء نصنع في ماله أن نجهزه من ماله ، ونسد دينه ، فما أنفق عليها تطببا وماتحتاجه من تجهيز للوفاة فهذا يؤخذ من مالها ، ثم نقضي الدين ، ثم ننفذ الوصية ، ثم نوزع للورثة ، نوزع المال للورثة .
توزيع المال للورثة يسبقه أربعة أشياء :
أولا : تجهيزه
ثانيا : سداد دينه
ثالثا : إنفاذ وصاياه الشرعية على ألا تزيد على الثلث .
رابعا : نوزع المال .
فكل ما دفع على تطببها إنما هو من مالها ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي