السؤال الرابع: ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟

السؤال الرابع:
ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟

الجواب:
موضوع التربية موضوع مهم، والسر في النجاح في التربية، ان تكون أنت قدوة لهم، وأن يحبوك وأن تتربع في قلوبهم، بعض الآباء التربية عنده صراخ وشتم ولعن وبهدلة، ويقول لك: أنا ربيت أولادي، أنت تحتاج أن تربي نفسك قبل أن تربي أولادك، إذا هذه هي طريقة التربية عندك، يجب أن تربي نفسك، وتحفظ لسانك، بعدها تربي أولادك، وفاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لوالد أن يربي أولاده ويستجيبون له، -إلا إن شاء الله تعالى بتوفيق منه ورحمة، -والوالد فاقد التربية.
فالمفتاح في موضوع التربية، لأن تربية الأولاد دعوة إلى الله في ساحة مكشوفة، ما يحتاج معها بلاغة كلام.
فخطيب الجمعة، والمعلم، والمدرس إذا أوتيا نصيبًا من علم أو بلاغة أو بيان أثروا في الناس.
لكن التربية في الساحةالمكشوفة التي تعيش فيها، لا تكون باللسان، إنما تكون بالأعمال، إنما تكون بالقدوة.
فأنت أعد برمجة طرقك بداية، ربِّهِم بالقدوة، والقدوة تكون منك ومن أمهم، ثم تتحبب إليهم، وتربع في قلوبهم، ليسمعوا كلامك، ثم كلامك يكون فيه شفقة.
ثم أن الله -جل في علاه- حباك وخصك بدعاءٍ لأولادك.
فدعاء الوالد لأولاده مستجاب.
من أحوج الأولاد للدعاء؟
أكثرهم بعدًا، وأكثرهم شرودًا.
تبتل إلى الله بالدعاء، ثم الصبر، تصبر، لا تتعجل النتائج.
فإذا كنت أنت على طريق غير مستقيمة ثم اهتديت، فرَأَوا منك سابقا القدوة بالشر، فالهدم ثم البناء، وإزاحة الأنقاض أمر يحتاج لوقت.
فأنت إن رأيت قصورًا في نفسك يا أيها السائل والمربي، إذا أردت أن تغير هذا القصور، كم تحتاج لوقت؟
فانظر إلى حال الأولاد، ثم أنت أيها الوالد، نسأل الله أن يحفظك ويحفظ أولادك، أنت رَبِّ أولادك مراعيًا حالهم ووقتهم، ولست مراعيًا حالك ووقتك.
أنت عندك زوجتك، ولعلك كبرت، والشهوة في حقك ضعيفة بسبب كبر سن أو لوجود الزوجة.
وهم ليسوا كذلك، فلا تقسهم على حالك، راعِ حالهم، وراعِ ضعفهم.
وامشِ مع ضعفهم، ولا تيأس.
ومن أهم أسباب التربية الصحبة الصالحة، اصنع لأولادك بيئة صالحة.
ومن أهم أسباب التربية أن تجهد أن تربطهم بالمسجد وبالقرآن.
فمن بركات المسجد أنهم يجدون شبابًا بعمرهم، ولذا الوالد الذي له أولاد، ولا يأتي بهم إلى المسجد مجرم في حقهم، هذا أب مجرم.
الوالد متى بلغ ولده، وأصبح فيه شيء من الرجولة، وبدايات البلوغ، ليكن في المسجد، والله -عزوجل- يحفظه.
ومن جلس في المسجد، وجلس فيه كحالنا الآن، كما يقول سلمان -رضي الله تعالى عنه-: (من جلس في بيت الله، فهو زائر على الله).
وحق على المزور أن يكرم زائره.
فأسأل الله أن يكرمنا، وأن يكرم أخانا السائل، بأن يصلح ذريته، وأن يصلح أولاده.
نسأل الله أن يصلح ذرياتنا جميعًا.

٢٨ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٧ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الرابع: ماهي مراحل ووسائل التأديب والتربية للأبناء بعد بلوغهم التكليف الشرعي، ومتى يحق لي أو يجب علي طردهم من البيت، ومنع الإنفاق عليهم، أم هل نصبر عليهم لو أنهم فرطوا في بعض أو جميع أركان الإسلام؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الثالث : أشكو كثيرًا من المعصية والنظر إلى المحرمات؟

السؤال الثالث :
أشكو كثيرًا من المعصية والنظر إلى المحرمات؟

الجواب :
هذا خلل في الصلاة، { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } قال: (أضاعوا) ما قال تركوا ، كل من يشكو من شهوة محرمة، ولا يستطيع أن يتحكم في نفسه، فإن خلله في صلاته، تحتاج أن تحكم الصلة بالله ، هذا هاجر أذكار الصباح والمساء، هذا هاجر لقراءة القرآن، أعد إحكام الصلة بالله واحتمِ بالله ، ولذ به، الجأ إلى حماه وقواه، لتستعين على الشيطان، فالشيطان ضعيف { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } وأنت ضعيف { وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا  } فضعيفان يتصارعان على حلبة، من الذي يغلب ؟
من يستنجد بالقوي، فمن لجأ إلى القوي – الله جل في علاه- ولاذ بحماه، فالله جل في علاه يحميه من هذا .

ثم علاج الشهوة المحرمة ما أحل الله، وهذا سر قول الله تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ } دقة القرآن ؛ الله ما قال: يغضوا أبصارهم، قال: (يغضوا من أبصارهم)، فهناك بصر تسرح فيه كما تسرح الخيل في المرعى، وتتمتع فيه، وأنت مأجور لا موزور، وهو النظر إلى زوجك، فهذا النظر يغني ويعطي النفس حظها من شهوتها التي أحلها الله، قال الله -جل في علاه-: (يغضوا من أبصارهم)، لو أن الله قال: يغضوا أبصارهم، لحرم عليك أن تتمتع بالنظر إلى زوجك، ثم قال: (ويحفظوا فروجهم) ولم يقل: يحفظوا من فروجهم، وإلا لكان الاستمناء حلالًا مثلًا، قال: (ويحفظوا فروجهم)، إتيانك لأهلك حفظ لفرجك وحفظ لفرجها، وهو طاعة من الطاعات وعبادة من العبادات، فالله ما حرم شيئًا إلا وجعل ما هو خير منه، وأبرك منه، وأحسن منه، وأنفع منه وهكذا .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٨ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٧ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الثالث : أشكو كثيرًا من المعصية والنظر إلى المحرمات؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الرابع عشر: أنا شاب مقبل على الزواج، بماذا تنصحني؟

السؤال الرابع عشر:
أنا شاب مقبل على الزواج، بماذا تنصحني؟

الجواب: لا تنسى نية أن يعُفك الله، يعني دائماً انوِ واستحضر أنك تريد الزواج حتى يعفك الله، فيبارك الله لك في زوجتك.

مَن تَزوَّج والنية قائمة عنده أن يُبعِده الله عن الحرام؛ يرى بركة في زوجته لا يراها غيره.

فهذه النية تبقى حاضرة عندك.

تكملة السؤال: وأنا الآن في فترة خطوبة، ما هي حدود التعامل مع الزوجة؟

الشيخ: إذا كَتَبتَ كتابك؛ هي زوجتك، ولَكَ أن تنال منها ما يرغبه الرجل من المرأة شريطة عدم الدخول.

لكن المرأة في بيت أبيها؛ تُقَدِّم طاعة أبيها على طاعة زوجها الذي كتب كتابه عليها .

فليس لك شيء، والمرأة ليست تحت ولايتك، ولايتك عليها ناقصة، لَمَّا تصبح زوجتك عندك؛ طاعتك مقدَّمة على طاعة أبيها، أمَّا وهي عند أبيها؛ فطاعة أبيها أو طاعة وليها؛ مقدَّمة على طاعة زوجها، وهكذا.

فأنت فليس لك منها؛ إلَّا ما يَأذن الولي، لا تستطيع أن تأخذ حاجتك منها إلَّا بما يَأذن به الولي الذي هي عنده.

? مجلس فتاوى الجمعة

٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي
رابط الفتوى

السؤال الرابع عشر: أنا شاب مقبل على الزواج، بماذا تنصحني؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الأول: رجل عمل كثيرًا من الأعمال الصالحة في السابق، ولكن بنيّة غير مسدّدة، والآن تاب وأخلص النيّة لله -عزّ وجلّ في علاه-، فهل توبته هذه تسدّد وتهب له سابق ما عمل، وتجعله من الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات؟

السؤال الأول: رجل عمل كثيرًا من الأعمال الصالحة في السابق، ولكن بنيّة غير مسدّدة، والآن تاب وأخلص النيّة لله -عزّ وجلّ في علاه-، فهل توبته هذه تسدّد وتهب له سابق ما عمل، وتجعله من الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات؟

الجواب: يا جماعة، السيّئات التي تبدّل وتجعل السيئات حسنات في حق الزاني وفي حق مرتكب الكبائر، {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ }؛ فالكافر إذا أسلم فإن الله -تعالى- يكتب له عمله الصالح في كفره بسبب إسلامه، كما قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لبعض من أسلم:{أسلمت على ما أسلفت من خير}، كما في صحيح الإمام مسلم، قال الإمام أحمد: من أسلم ثم أحكم عمله فإن الله ‘تعالى- يكتب عمله الصالح في أيام كفره وتكون في صحيفته، فما بالك في هذا الحال؟

لكن هنا أنبّه أنّ العبد -وقد ذكرت لكم هذا في الدرس الأخير في هذا المجلس- إذا ربط قلبه في الله، وربط قلبه بالدار الآخرة، وأكثر من ذكر الله فهذا فقط الذي يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة له في الظاهر والباطن، بعض الناس يحب النبي عليه السلام حبًا جمًا، وهذا أمر حسن، ولكن إن سبرته وخبرته وعايشته تجد أنّ الهدي الظاهر في حقّه أغلب من الباطن؛ فتجده ليس بصدوق وإذا خلا بمحارم الله لعلّه يفعل شيئًا، ويضجر  من الناس ولا يحتسب، يمتثل هدي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ظاهره دون باطنه.

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }، فالذي يمتثل هدي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ظاهره وباطنه من عنده هذه الثلاثة:
• ترجو الله أي تستحضر النيّة في كل عمل، وفي كل عمل تعمله ترجو الله وتخاف من الآخرة، والآخرة حاضرة أمامك تنكد عليك وتنغص عليك أحوالك، لذا أهل الجنة وهم في الجنة يقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}، المؤمن حزين لا بدّ أن يلقى الله، ولمّا يلقاه يقول الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن؛ فهو يخاف أن يكون في اليوم الاخر خاسرًا فهو حزين، فالذي لا يخاف اليوم الآخر، ولا يرجو الله، ولا ينوي العمل الصالح، ولا يذكر الله كثيرًا لا يستطيع أن يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الظاهر والباطن، فقد يستطيع أن يقتدي بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الظاهر، لكن في باطنه ليس كذلك.

أنا أعجب من حديث أنس في الصحيح، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: “خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ، لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا”، كان يعرف ذلك من وجهه، هل هو راض عنه أم لا؟ فكان لا يؤنّب أصحابه، اليوم تعيش مع أخيك ثلاث أو أربع ساعات يقول لك لماذا لم تعمل عشر مرات؛ هذا عدم اقتداء بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالباطن، فالله ببركة الاقتداء بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الباطن ينفع بلحظك كما ينفع بوعظك وكلامك؛ لحظك وقسمات وجهك وقوتك وغضبك وتجاعيد وجهك وحركاتك الله ينفع بها، كما كان يقول أنس رضي الله عنه ، وقد قالوا قديمًا “من لا ينفعك لحظه لا ينفعك وعظه”.

أخونا يقول: تبت وعدت إلى الإخلاص لله هل تكتب له الأعمال؟

نعم، أبشر تكتب لك ،وزد ما أنت فيه واستشعر ما أنت فيه من خير.✍?✍?

رابط الفتوى

السؤال الأول: رجل عمل كثيرًا من الأعمال الصالحة في السابق، ولكن بنيّة غير مسدّدة، والآن تاب وأخلص النيّة لله -عزّ وجلّ في علاه-، فهل توبته هذه تسدّد وتهب له سابق ما عمل، وتجعله من الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات؟

? مجلس فتاوى الجمعة

      ٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
      ٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

كلمة عن الاستقامة.

كلمة عن الاستقامة.

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضِلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،

أمّا بعد:

فيقول الله -عزّوجلّ-: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزلاً من غفور رحيم.

الاستقامة على معرفة الله، الاستقامة على تعظيم الله -عزّ وجلّ-، وعلى خوف منه بالغيب، ولا تكون الاستقامة إلّا بهذا.

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ وهم في سكرات الموت، والملائكة كما ذكر ربنا تعالى، قال:

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَاتحزنوا، ينتقلون من دار إلى دار، فبدأ الله تعالى بالطمأنينة على الدار التي ينتقلون إليها، قال: فلا تخافوا ، لاتخافوا ممّا أنتم مقدمون عليه.

والإنسان في حال التغير من دار إلى دار يحتاج أولًا أن يطمئن.

ثم قال الله -عزّ وجلّ- ولاتخافوا على ما تركتم من زوجة، ومن أولاد، وماتركتم من ذرية، لا تخافوا عليهم.

ثم قال: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ ، فهؤلاء الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، الله وليهم في حياتهم الدنيا يحفظهم من كل شر، ومن كل ضر، ومن كل سوء، وهو وليهم في الآخرة.

الله الربّ -جلّ في علاه-، والربّ هو المالك والسيد، وهذان أمران يستوي فيهما الخلق، والله -جلّ في علاه- المربي، والتربية لبعض أوليائه ليست كالتربية لسائر الناس.

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.

لذا قال العلماء مستنبطين من هذه الآية، قالوا: (الولاية عين الاستقامة)، فأكبر ولاية لله أن تستقيم على أمره.

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا.

علموا الله -عزّ وجلّ- بأسمائه وصفاته، واستحضروها
وعرفوا أحكامها والتزموها، واستقاموا على هذا، فالله يقول عنهم: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.

لذا كان (الإمام الشافعيّ) -رحمه الله تعالى- يقول: إذا لم يكن العلماء أولياء الله فإنّي لا أعلم من هم.

وهنا مسألة مهمّة، لاينتبه لها إلّا الموفّق، عطايا الله وفتوحاته وتعليمه للعلماء، وحمايته لأوليائه أبلغ وأنفع من جريان الكرامات على أيددي أوليائه.

مَن الأنفع أن تجري الكرامة على يد الولي، أم أن يفتح الله عليه وأن يعلمه وأن يحفظه؟

الثانية أنفع من الأولى، وإن كان أثر الثانية لا يظهر للنّاس، لكن صاحبها الذي يستقيم على أمر الله -عزوجل- هو الذي يشعر بذلك.

فالاستقامة هي عين الولاية.

والاستقامة لا تكون إلّا بالعلم،
وإلّا بمعرفة الله تعالى.

وهنا مسألة وهي مهمة، المعرفة معرفتان:

١ – معرفة بالله وتعظيمه.
٢ – معرفة بأوامره وأحكامه.

الولاية بأيّهما ألصق، بمعرفة الله أم بمعرفة أحكامه؟

بمعرفة الله لابمعرفة أحكامه.

لذا ثبت في صحيح مسلم أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أوصني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قل ربي الله ثم استقم).

فالاستقامة عزيزة، والاستقامة مأمور بها العبد.

ولكن أنَّا للعبد أن يحقق الاستقامة على وجه الكمال الذي يحبه الله.

يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

يقول النبي صل الله عليه وسلم: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخَوَاتُها، رواه الترمذي.

الشيب الذي في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب امتثال هذه الآية.

يقول (ابن القيم) رحمه الله في (المدارج): الذي شيبه صلى الله عليه وسلم من سورة هود قول الله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

من سيد المستقيمين؟

رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تأمل معي.

هناك أشياء ينبغي أن تكون حاضرة، ولا يجوز أبدًا أن تغيب عن الذهن.

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ.

من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير الخلق لا يمكن أن يستقيموا الاستقامة التامة إلا بالتوبة والإنابة المرة تلو المرة.

الله يقول: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.

الاستقامة لا تكون إلا على أمره،
والاستقامة لا تكون إلا بامتثال الوحي.

الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ، كما أُنزلت عليك من أحكام.

الاستقامة لا تكون بأن تفهم دينك فهما بالفكر، وأن تقارع العلمانيين وغيرهم ، مقارعتهم هذا نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله، أن تقارع العلمانيين والمجرمين والبعيدين عن أحكام الله هو جهاد، لكن في سلوكك مع ربك وطريقك إليه لابد أن تعرف أحكامه، وأن تستقيم على أمر الله عز وجل.

قد يكون الطبع يحب العبادة، فتقع بسبب الطبع طغيانًا وزيادةً، والله جل في علاه قال: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا»، استقم على الحد والوجه والطريقة والمقدار الذي يحبه الله عز وجل.

تأمل معي آيات أخرى في الاستقامة لتعلم أن هذا الأمر هو للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس له بخاصة، وإنما هو أيضاً لأتباعه، الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.

وهل الأمر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل سائر أفراد أمته؟

الجواب: في التأصيل العلمي، والمبحث الأصولي أن الأمر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل أمته ما لم تأتِ قرينة تبين أن هذا الأمر خاصٌ به صلى الله عليه وسلم.

قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ.

قال: فاسْتَغْفِرُوهُ، الأمر للأمة الآن، «فاستقم» كان الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، «فاستقيموا إليه» أصبح الآن الأمر لأمته، جاء بعد «واستقيموا» «فاستغفروه»، قوله: «فاستغفروه» في هذه الآية، كقوله في سورة هود: «ومن تاب معك».

الاستقامة عزيزة، والاستقامة صعبة، ولما كانت كذلك فالمستقيم يحتاج إلى الإستغفار دومًا، ومع هذا فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة، وفي بعض الروايات أكثر من سبعين مرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في ترقٍ دائم، فهو اليوم يستغفر من مقامه لأمس، فهو في ترقٍ مع الله عز وجل، منزلته عند الله ترتفع، وكلما مضى عليه يوم ارتفعت منزلته، فهو دائمًا يستغفر، اليوم يستغفر من مقام أمس، وغدًا يستغفر من مقام اليوم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دائما في ترقٍ.

أما سائر الناس فكما قال الله تعالى: لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ، بل من أشراط الساعة أن يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، يقع في تذبذب، حاله في أول النهار عندما يحضر الدرس غير حاله في آخر النهار عندما يقارع الناس أو يتساهل قليلا في شيء من التبقر والتوسع في المباحات أو بغفلة، فيجره هذا الأمر إلى والعياذ بالله تعالى إلى قساوة قلب وسوء حال مع الله عز وجل.

تأمل معي الآية مره أخرى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ، إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَاالله ثُمَّ اسْتَقَامُوا،موقع يوحى إلي في الآية هذه، كموقع كما أمرت في سورة هود، النبي عليه السلام يوحى إليه، ولا تكون الاستقامة إلا كما أمرت (إلا بالوحي)، إنما إلهكم إله واحد، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين، الذين هم على نقيض الاستقامة بالكلية هم المشركون، لكن الاستقامة عزيزة،فاستغفروه.

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا واعلموا أنكم لن تدخلوا الجنة بأعمالكم.

ما معنى سدد وقارب؟

يعني عندك هدف إن رميت سدد وقارب، لا تبعد، إذا ما استطعت أن تحقق الاستقامة فالتسديد والمقاربة، وهذا حال أغلب الناس، حال أغلب الناس التسديد والمقاربة، سددوا وقاربوا، فمن من لم يستطع منكم الاستقامة وأن يصيب عين الهدف فلا يبعد عن الهدف، فيسدد ويقارب ويرمي حوالي الهدف، ما يكون الهدف هناك ويرمي هناك، كحال كثير من المصلين، فكأنه أعور أو أعمى والعياذ بالله تعالى في سيره وطريقه إلى الله عز وجل، سدد وقارب، كن يقظًا، كن منتبهًا كن مبصرًا، فإن رميت وأردت الهدف، فإن ما أصبته لا تيأس، إذا ما حصلت الاستقامة على وجه التمام والكمال فلا تيأس، الشيطان يأتي لبعض الناس فيكبر له بعض المخالفات التي يقع فيها، ويحاول أن يجره إلى طريق الغواية، ويبعده عن طريق الاستقامة بالكلية، ويجعله ينسلخ منها لعسر إصابته عين الهدف، فالنبي عليه السلام قطع هذه الوساوس، وهذه المداخل على العبد بقوله صلى الله عليه وسلم: «سددوا وقاربوا»، فإذا ما استطعت أن تحصل عين الهدف، فسدد وقارب، واتقِ الله ربك، واحرص على الاستقامة.

فإذا الاستقامة تحتاج لمعرفة بالله، وأن يمتثل العبد آثار أسماء الله وصفاته سبحانه، ويحتاج أن يعرف شيئًا من أوامر الله، فقد تتحقق الاستقامة من غير العلماء، وقد لا يحقق العبد الاستقامة، لأن الاستقامة تحتاج إلى معرفة الله عز وجل، ومعرفة المكلف ما يحتاجه من أوامر الله عز وجل، ثم الاستقامة تحتاج إلى معتقد سديد ومعتقد سليم، وأن يعرف العبد الله جل في علاه، وأن يعلم أنه لا يغيب البتة عن بصر الله وعن سمع الله.

تأمل معي قوله تعالى: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»، فالعبد الذي يعرف الله، والذي يقول ربي الله، ومعرفته بالله معرفه شرعية، هذا الذي يكرمه الله تعالى بالاستقامة،فالاستقامة أسُّها ولبها ومنبعها وأساسها الذي تنبني عليه أن تعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته، ولا سيما أن تعلم أنك لا تغيب عن بصر الله عز وجل ولا عن سمعه «إنه بما تعملون بصير».

أرجو الله جل في علاه أن ينفعنا بهذه الكلمات.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الكلمة:

كلمة عن الاستقامة.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

مداخلة من الشيخ: هذا ما يحتاج لدليل إخواني، السؤال خطأ.

طالب العلم يسأل ويضبط سؤاله.

أعيد وأنبه على قاعدة مهمة، هي أصل للعلوم كلها، طالب العلم ما ينبغي أن تغيب عنه.

قاعدة عند العلماء، وهي أصل لكل العلوم، (إذا كنت ناقلاً فالصحة، وإذا كنت مدعياً فالدليل).

النقل يحتاج للصحة، والادعاء يحتاج للدليل .

تقول الأخت: المشايخ يقولون المسألة خلافية، ولا يأتون بدليل.

ما يحتاج لدليل، عندما نقول مسألة خلافية ما نحتاج لدليل، لما أقول الراجح كذا، أحتاج لدليل، أما لما أقول المسألة خلافية أحتاج إلى نقل صحيح.

شيخ الإسلام -رحمه الله- في “الرد على البكري” يقول: (والعلم نقل موثق، وعلم محقق وما عاداه فهذيان مزوق).

ما عدا النقل المحقق والبحث المحرر المحقق هذيان مزوق.

تكملة السؤال: هل فعلا الأئمة الأربعة اختلفوا، وإن كان نعم، ما هو دليل ذلك؟

الجواب: يا أختي أجمع أهل العلم والفضل أن المراة التي تستر وجهها أحب إلى الله تعالى من المرأة التي تكشف وجهها.

وأقل أقوال العلماء في ستر الوجه أنه سنة، ومنهم من أوجبه، ومنهم من علق ذلك على الفتنة.

فقالوا المرأة إذا ترتب على كشف وجهها فتنة؛ وما أكثر الفتن هذه الأيام، والموضوع كله يدور على حديث الحج .

المرأة سعفاء الخدين .

كان (الفضل) راكبا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ومرت بهم شابة سعفاء الوجنتين، يعني وجنتين فيهم حمرة تميل إلى شيء من سمرة، مميزة بخدين مختلفات عن غيرهما، فكان الفضل ينظر إليها وكان النبي يشيح وجهه عنها، فهذه المرأة هل كانت مُحرِمة أم غير مُحرِمة؟

المرأة خداها واضحان، والراوي يقول كانت سعفاء الخدين. 

فبعض أهل العلم يقول هذه امرأة كانت مُحرِمة، والمُحرِمة إحرامها في وجهها، ومنهم من يقول أن ذلك كان وهي مُحِلَّة.

ولشيخنا (الألباني) -رحمه الله- في كتابه “حجاب المرأة المسلمة” في طبعته الجديدة إفاضة طويلة في تتبع طرق هذا الحديث، وأن ذلك كان بعد رمي الجمرة، والنبي عليه السلام يقول إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء -إلا الوطء-، فالمرأة كانت مُحلة ولم تكن محرمة، فكان هذا من أشهر وأقوى الأدلة على أن المرأة لم تكن مُحرمة، وكان النبي عليه السلام رآها.

فيقولون لو كان غطاء المرأة لوجهها واجباً لما أقرَّها النبي صلى الله عليه وسلم، ولنهاها، لكنه اكتفى بأن يشيح وجه الفضل عنها.

فالمسألة فيها خلاف، والأدلة النقلية فيها كثيرة.

ومن قرأ الكتب التي ألفت في مسألة الحجاب فقط بين شيخنا (الألباني) ومن رد عليه يجد عجائباً، يجد عشرات الكتب.

من رد على الشيخ كثير ومن أشهرهم الشيخ (حمود التويجري) -رحمه الله-، فآخر رحلة لشيخنا للحج ذهب للرياض، واجتمعوا في بيت الشيخ حمود، دعا شيخَنا الألباني، واجتمعوا في بيت الشيخ حمود، وللشيخ حمود كتاب في الرد على الشيخ مفرد، ألف كتاب في الرد عليه، وجعل من يقول بجواز كشف الوجه ممن يدعون إلى التبرج والسفور، من يقولون بفتوى حل كشف الوجه أو بسنية كشف الوجه أو بعدم وجوب تغطية الوجه هذه دعوى للسفور، فبدأ شيخنا على مسامعه وهو بجانبه وهو في بيته بالكلام المحرر التفصيلي التأصيلي على المسألة، و طوَّل في كلامه عليها، وما تكلم أحد بشيء.

فالمسألة خلافية لا يستطيع أحد أن ينكرها.

أما أنت أختي إذا رأيت المسألة غير خلافية فالحمد لله، أبقي على غطاء وجهك، ولكن لا تنقلي إلا بالعلم المحرر والنقل الصحيح.

كل من كتب بالمسألة ذكر هذا.

وكتب الفقه تعج بذكر الأقوال في المسألة، وكذلك كتب التفسير، ولا سيما في سورة الأحزاب عند قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ).

الخمار غطاء الرأس، والجيب فتحة الصدر للفستان.

قالوا: الله يقول: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ.

فتضرب المرأة بخمارها بغطاء رأسها على جيبها فتحة صدرها، قالوا هذا الضرب لابد أن يتضمن ستر وجهها.

وأختم هذا المجلس، وأرجو الله أن يجعله مباركاً، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين بالتنبيه والتنويه على مسائل مأخوذة من الآية.

ذكر (الإمام ابن جرير) في تفسير هذه الاية عن جمع منهم سعيد بن المسيب وغيره قال: (وليضربن بخمورهن على جيوبهن) قال: فلا تظهر أعظُم أكتافهن، تضرب بغطاء رأسها فلا يظهر عَظم الكتف.

اسمعوا إخواني، احفظوا هذا وانشروه لتكونوا إن شاء الله من المباركين: المرأة عندما تلبس جلباب وتلبس إشار ويظهر أذنيها من الإشار، وكعكة الشعر، ولا تضرب بخمارها بغطاء رأسها على جيبها حتى لا تظهر أعظم اكتافها فهذا تبرج، المرأة التي تلبس جلباباً، وتلبس الإشار هذه تمشي على الموديل الفرنسي، هذه ما لبست اللباس الشرعي.
اللباس الشرعي أن تضرب بغطاء رأسها، بالشيء المسمى في بلادنا، وكل قوم لهم اسم، والعبرة بالحقيقة لا بالاسم، المسمى في بلادنا (بالبرنس) ولعله يسمى عند بعض الناس (باليانس).

ما معنى البرنس أو اليانس؟

تغطي شعر رأسها، وتغطي كتفيها، وتغطي فتحة الصدر  من فستانها وكل ما كان البرنس أو اليانس طويل حتى لو أنه غطى أردافها من أسفل بسبب طوله، فهذا يكون أقرب عند الله، يعني التي تلبس إشار، ما امتثلت لأمر الله القائل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ.

يقتضي هذا أنه لما تغطي الجلباب تغطي الجيوب.

وسعيد بن المسيب ماذا قال؟

الله ذكر  الصدر ، فلازم تغطية الصدر، حتى يفهِّمنا سعيد بن المسيب المراد، قال فلا تظهر أعظم الكتفين ، ماذا يلزم من تغطية فتحة الصدر؟
أن أعظم الكتفين تكون مستورة، فهذا قول إحتج به شيخنا أي قول سعيد بن المسيب على من قال بوجوب غطاء الوجه  مستدلا بقوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ، يقول ابن المسيب أن لا تظهر الكتفين، يعني المراة تلبس برنس، وجهها يظهر لكن يستر أعظم الكتفين، والمسألة كما قلت فيها خلاف بين المعتبرين من أهل العلم من كبار العلماء.

ولذا فإن غطاء الوجه أقرب إلى الله من كشفه، وهذا متفق عليه، لان الذي لا يرى الوجوب يقول بالسنية، والذي لا يقول بالوجوب لا يقول أنه بدعة وأنه محدث أو أن نساء المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن التابعين ما عرفوه، لا، يقول هو سنة، لكن هل هو واجب ام لا؟ احتجنا لقرائن، فشيخنا الألباني اعترض لقرائن؛ فاعترض عليه ببعض الآيات، فأصبح هناك ردود  ، وأصبح هناك إيراد لأقوال أهل العلم، وتأويل لبعض الآيات، ولبعض النصوص، وهذا التأويل جارٍ في الُسنة المعروفة المعهودة عند طلبه العلم في فهم النصوص.

والله تعالى أعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052ز

السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟

*السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟

الجواب: يا أختي، أسال الله أن يرزقني وإياكِ (الإنصاف).

الوالد أوسط أبواب الجنة، والوالد الواجب علينا أن نبره، وأن نُحسِن إليه، والله جل في علاه، يقول لك ولجميع المسلمين، كما في سورة لقمان: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }. [لقمان : 15]

فيا أختي صاحبي والدك في الدنيا بالمعروف، وإذا هو قصر في حق الله تجاهكم؛ فأنتِ لا تقصري في حق الله تجاهه.

الله يقول لك -تفسير الآية السابقة-: إذا كان أبوكِ كافراً، وجاهدَكِ جهاداً مريراً، وبذل أقصى ما عنده مِن جَهد بأن يجعلكِ كافرة؛ فالله يقول لكِ لا تطيعيه، وصاحبيه في الدنيا بالمعروف.

فلا تحقدي على أبيكِ، ادعو الله تعالى لـِأبيكِ بالخير، وذَكِّريه وخاطبيه، كوني مبارَكة.

ولعل الله عز وجل لكونِك مبارَكة -بأن تأمري وتنهي-؛ فيعود نفع والدك لأمك ولسائر إخوانك.

وكلمة أوجهها (للمعدِّدين): يا مَن عَدَّدت؛ لا تَنسى زوجتك الأولى.

أنا كل مَن قال لي أنا عَدَّدتُ، أقول له أوصيك خيراً في الأولى، لأن الثانية؛ أنت راغب فيها، فلا داع لأن أوصيك بها، لكن أوصيكَ خيراً بالأولى.

فلماذا هذا الظلم؟

لكن أن تحقدي عليه حرام، وتُقَصِّري في حقه حرام، أنتِ تقولي: أبوي ما زَكَّى (أي لَم يؤدي الزكاة)، لأن أبي ما زكَّى؛ أنا لَن أُصَلِّي، لا يجوز هذا.

أبوكِ ما زكَّى؛ لكن الصلاة واجبة في حقك، أبوكِ ما أدى حقكِ؛ لكن مصاحبته بالمعروف واجب عليك، وتَذَكَّري حق أبيكِ، وقد ثبت في صحيح مسلم، أن النبي ﷺ قال: (لا يَجزي ولدٌ والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)، فلا تستطيعي أن تفي أباك حقه، وإن قَصَّر معك؛ فاتقِ الله تعالى فيه.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الثاني: أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟

السؤال الثاني:
أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟
الجواب:
هذه الشكوى حسنة، وعلامة على أن الإنسان قد تفقد قلبه.
تعلمون أن الشمس والقمر فيهما خسوف، صحيح؟
والقلب له خسوف، متى يخسف قلب العبد؟
قلب العبد إذا أقبل على الدنيا والشهوات ،وما لان وما أخضع جنوده؛ وهي الأعضاء للاستقامة، فهذا قلب مخسوف، القلب الذي لا يتوجه إلى الآخرة، والمليء بالشهوات ولا يقدر الانفكاك عنها، وأفراده وجنوده الذي هو مسؤول عنهم؛ من البصر والسمع واليد والفم والبطن والرجلين، إذا لم يخضعهم لطاعة الله فهذا قلب مخسوف، وما أكثر خسف القلوب!
فإذا كان خسوف الشمس والقمر يحتاج إلى أن نفر إلى الله (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) فما أحوجنا أن نفر بقلوبنا إلى الله عز وجل، وأن نكثر من ذكره وأن نلين قلوبنا.
والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأشد ما يقع على القلب الغفلة.
فرق بين اثنين يصلي كل منهم بجانب الآخر، هذا غافل وهذا يقظ، الفرق بينهما في الركعتين الآتي صلياها أكبر من الفرق ما بين الأرض والسماء، الفرق بين الولي العبد الصالح الذي يحبه الله عز وجل والعبد الآخر هو الغفلة.
لذا الناس الربانيون والعلماء المتقون أهل الصلاح يحرصون على قلوبهم ويتفقدون قلوبهم، ومتى وجدوا نفوراً أو قسوة في القلب لينوه، لينوه بذكر الله وذكر الدار الآخرة التي أصبح الناس اليوم وإلى الله المشتكى آخر ما يذكرونه اليوم الآخر وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فأقول بارك الله فيكم ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن…)، لمن ؟
التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بالظاهر فقط، التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم بالظاهر والباطن.
النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لمن تأمل وتذكر دائما تتمة الآيات، إذا أردت أن يكون لك قلب، وأن تنتفع بكتاب الله عز وجل، تذكر قول الله عز وجل: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
أن ترجوا الله وأن تستشعر بمراقبة الله وأن تحسن النية وأن ينطلق عملك لا من عادة ولكن أن ترجو الله في كل عمل تعمله فهذه النية هي الفرق بين الصحابي وبين المنافق .
هذه النية أمرها عظيم عند الله عز وجل فإذا أردت أن يستقيم أمرك مع الله وأن تكون مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه أُرجو الله سبحانه وتعالى.
كل عمل تعمله إنوِ فيه النية الصالحة، وهذا معناه أنك لست بغافل، ما الفرق بين الغافل والذاكر؟
الذاكر يرجو الله سبحانه وتعالى، والغافل يعمل أحسن الأعمال ولا يرجو الله سبحانه وتعالى، فارجو الله سبحانه وتعالى: (لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) .
يا الله بعض الناس أفعاله تعطيك رسالة، تقول هذا سيموت فيكثر من الذكر ويحرص على الجماعات ويتجاوز عن الناس ،سيموت .
وبعض الناس أعماله تعطيك إشارة أن هذا لا يتذكر الموت.
الموت يقهر العبد فالإنسان يستقيم حاله ويجد قلبه إذا بقي يتذكر الموت واليوم الآخر.
وأول اليوم الآخر هو الموت، الذي سيموت يصلح حاله والذي لا يموت ومخلد على هذه الدنيا ( وأنى له ذلك )يبقى يرجو الآمال ( سوف ولعل وممكن ) ويسوف .
(وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ومن أهم أسباب ذكر الله الكثير، أن تحفظ الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ما معنى ذلك؟ أذكار الصباح وأذكار المساء، أذكارك التي تقولها في أعمالك العادية التي كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا تكون ذاكرا لله كثيرا إلا بهذا الأمر فإذا أردت يا أيها السائل قلبك، وأن يعود إليك فأنت الآن -بارك الله فيك – تذكر هذه الأشياء الثلاثة فإن فعلتها فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لك في ظاهرك وفي باطنك .
إخواننا طلبة العلم -جزاهم الله خيرا وأن يكثرهم وأن يحييهم وأن يبييهم- يحرصون على الظاهر في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكثير منهم يغفل عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بالباطن، والمطلوب أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن، وليس فقط في الظاهر.
والله تعالى أعلم.

مجلس فتاوى الجمعة:

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثاني: أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟

*السؤال السابع عشر:*
*أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟*

الجواب : نعم فيه عُقُوق.

 و هنا مسألة مُهِمّة، *الشرع يا أيها الأب إذا أعطاك سلطة على وَلَدك، فلا يجوزُ لك أن تستخدمها في غير محِلِها،* ليس لك أيّها الأب ان تجبر ولدك أن يأكلَ طعاماً معيناً وليس لك أن تُجبِرَه أن يتزوج امرأة معينة.

حدد لابنِك الصفات الشرعية.

قل له: أنا يا ولدي أريد منك أن تتزوجَ امرأة ذات دين، امرأة تعُفُك ترى فيها جمالاً، وليس له أن يتعنّى و يتعنّت وأن يُجبِرَهُ أن يتزوج من امرأة معيّنة.

فالوالد عليه واجب و الولد عليه واجب، مثل المرأة، هل يجوزُ لها أن تُنفِق شيئاً من مالِها بدون إذن زوجِها؟

الجواب: لا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تنفق من مالها إلا بإذن زوجها».

*إمرأة لها أب أو أم فقراء فقراً ًمطقعاً، فهل يجوزُ للزوجِ أن يمنعَها من النّفقةِ على أبيها؟*

الجواب: لا يجوز له ذلك، إذَن للزوجِ حقٌ، ولكن ليس من حقِّ الزوجِ أن يتعنّتَ وأن يأكلَ مالَ زوجتِهِ ظٌلماً وزوراً وأن يمنَعَها من أن تُنفق على والدَيها.

فالله عز وجل وزّعَ الواجِبات و الحقوق.

أب يقول لِوَلَدِه: لا تتزوج، كلَّما رأى الشاب زوجة يقول الأب: ما أقبل ما أقبل حتى قام في ذهْنِ الوَلَد أنّ والِده لا يُريد أن يزوجه.

فحينَئذْ ،والوَلد متعرّض لِمفسَدةٍ أعْظم وهي الزّنا، هل يُشترط إذنُ الوالِد؟

يا جماعة لو كانت بنت وجاءها من يدْفع مهرَ مثيلاتِها، و صاحبُ خلقٍ ودين، فردّه الأبُ مراتٍ عديدةً، وفهِمت البنتُ أن أباها  يُريدُ مالَها، يُريدُ راتِبها، فالشرعُ ينْزِعُ الولاية منه، و ينقِلُها إلى الجد أو العم أو الأخ أو الوَلَد إذا كانت متزوجة ولها ولد على خلاف بينهم هل يُزوج الولد أمه أم لا .

ومن عجيب كلام الأدباء من زوجت أمه يهنأ أم يعزى؟

لهذا وجه ولهذا وجه.

إذا الشرع ينزِعُ ولايةَ الأب على البنت إذا كان هناك ضرر، و إذا لم يكن لها ولي يجعلها في القاضي، وبالتالي من باب أولى أن تُنزع الولاية عن الولد، *فإذا كان الوالد مُتعنّتاً وكان الولدُ بين الزّنا أو أن يتزوجَ دونَ إذن أبيه فليتزوج دون إذن أبيه.*

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال السابع عشر: أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟

*السؤال الثالث:*
*يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟*

الجواب:
أولاً: أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لك فيما أنت مقبلٌ عليه، وأسأل الله -جل في علاه- لي ولك ولإخواني الحاضرين وإخواني المستمعين الثبات على الاستقامة.

والاستقامة أمرها عزيز.

والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: *«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»*[هود: 112].

فالإنسان ما لم يستشعر أن الله بصير به مراقب له، ويعرف الله بأسمائه وصفاته؛ تَستعسر عليه الاستقامة.

الاستقامة أمر من الداخل.

والمستقيم اليوم يتحدى كثيراً من التحديات التي تبعده وتصرفه عن الاستقامة.

والإنسان بنفسه ضعيف وبغيره قوي ، فحتى تستقيم أولاً: أكثر من أن تلهج بالدعاء الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم: *«اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»* {متفق عليه}، *«اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»* {صحيح الترمذي}.

ثم احرص على الصحبة الصالحة التي إذا غفلت ذكرتك، وإذا جهلت علمتك، فاحرص على الصحبة الصالحة، الصاحب في البدايات من أهم المهمات في سبيل الاستقامة، والطريق طويلة ووحشة، فالصحبة الصالحة ترفع الوحشة.

فاليوم من أهم أسباب الاستقامة أن تصنع لك بيئة خاصة، من أهم أسباب استقامة أولادك أن تصنع لهم بيئة فيها استقامة.

وأنا أعجب من الآباء الذين لا يحضرون أبناءهم إلى المساجد ، أحضر أولادك إلى المسجد، يصاحب مجموعة من الشباب الطيبين أنت وإخوانك الكبار معك في المسجد، أولادكم يصاحبون بعضهم البعض ويحبون بعضهم بعضا، هذه من أسباب الاستقامة.

ثم من أسباب الاستقامة أن تكون الاستقامة على قواعد صحيحة شرعية، بأن تكون طالب علم، أن لا تفارق مجالس العلم ومجالس العلماء وأن تحضر عندهم.

واليوم الإنسان كالغريق يحتاج حاجة ماسة إلى اللجوء إلى الله وأن يبقى متمسكا بحبله، سائلاً ربه الهداية.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052