السؤال الثامن : نلاحظ كثيرا من الآباء انهم يتساهلون في تمكين أولادهم من إقتناء الخلويات الذكية دون مراقبة جازمة والأولاد في سن المراهقة والأب على يقين من أن المواقع الإباحية أصبحت أسهل ما يكون الولوج فيها ومع ذلك هو يتجاهل خطورة هذا الأمر حيث يجعل في جيب ولده أعظم وسائل الشر والفساد .
الجواب: الواجب على الأب كما قلت الموعظة والتربية والتعليم والتذكير بل الجهد الزائد في تربية الأولاد .
*السؤال التاسع عشر : أخت تسأل فتقول : ابني عمره خمسة عشر عام له صديق أخبره بأنه ملحد.*
الشيخ : أعوذ بالله .
الشيخ : هذا أصبح موديل عند هذا النشأ، فلما تراه يفعل المنكر وتقول له حرام عليك؟
يقول لك أنا ملحد ، نسأل الله العافية.
لما تكون الشبهات أصلها شهوات فإذا لم يتداركه الله برحمته فهذا النوع من الشهوات يكاد يودي بصاحبه إلى جهنم خالداً مخلداً فيها.
الشبهه لما تضرب وتدق بأوتاد الشهوة تكون الشبهة قوية وصاحبها لا يخلص منها، نسأل الله العافية .
*تكملة السؤال: وأخذ يناقش إبني ويقول له اثبت لي وجود الله واقنعني أن القرآن من عند الله.*
الشيخ : سبحان الله، عجيب أن يصل الإنسان الى ان تمسخ فطرته لهذه الدرجة.
لما سئل أحد الصالحين – وهذا كلام لا يدركه إلا العاقل – .
قال له : ما الدليل على وجود الله ؟
قال له : هل ركبت البحر؟
قال : نعم.
قال : هل لعبتك بك الأمواج ؟
قال : نعم.
قال : هل هناك شيء بأعماقك يقول أنه يوجد من ينقذك ؟
قال : نعم.
قال : هذا هو الله .
*أحسن دليل على وجود الله هو الفطرة، الشيء المفطور عليه الناس.*
بعض الناس يريد دليل بحيث يكون عقله حكَماً على الله، هذا مستحيل.
جلس *الإمام أبو حنيفة* مع ملحد ورأى أن الملحد إلحاده من الدرجة الأولى فيما يبدو في ظاهر الأسباب أنه ليس له علاج، تناظر معه تبين أن هذا الملحد يريد أن يجعل الله تحت عقله، *وأبو حنيفة* داواه – وأبو حنيفة إمام، وكان *الإمام مالك* يقول أن *أبو حنيفة* إذا أراد أن يقنعك بأن هذه الأسطوانه ذهباً إستطاع ، فكان يدرس تلاميذه بالسؤال والجواب، فيسأل سؤال فيجاوب فيطلب من طلبته أن يجيبون ، فيجيبون فيقنعهم أن جوابهم خطأ فيقتنعون ، ثم يقنعهم أن كلامهم صواب فيقتنعون ، ثم يرجع يقنعهم أن كلامهم خطأ فيقتنعون ، كان هذا حاله .
فهذا الملحد كانوا هو وإياه جالسين على شاطئ دجلة فتناظر مع *أبو حنيفة* وعمل حفرة صغيرة وأخذ الماء من دجلة ووضعه في الحفرة، فقال له الملحد – وكان *أبو حنيفة* إمام كبير – انقطعت عن المناظرة وغلبتك.
فقال *أبو حنيفة*: لا ، أنا أريد أن أنقل دجلة إلى هذه الحفرة .
قال الملحد : أنت مجنون تضع دجلة في الحفرة ؟
قال : أنت المجنون تريد الله أن يكون تحت عقلك ، فإذا أنت ما قبلت توضع دجلة في الحفرة فكيف تقبل .
بعض الناس يريد لما تقول له دليل أن الله موجود يعني يريد دليل مخبري ملموس محسوس ،( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ولا يحيطون به علماً).
ولذا نحن أمرنا شرعاً أن لا نتفكر في ذات الله وأنما نتفكر في خلق الله ، وخلق الله هي الأدلة الموصلة لنا إلى أن الله جل في علاه هو الحق .
*تكملة السؤال : إذا كان الله موجود خليه الآن يمزق الورقة.*
الشيخ : ، لا إله إلا الله.
*تكملة السؤال: ما هي الطريقة معه ومع ولدي؟*
الجواب : أولاً الطريقة مع ولدك إحفظي ولدك من هذا الجرب المردي المخزي، احفظي ولدك من هذا الداء وافصلي بينهما، والعاقل من يصنع لولده بيئةً يحيا بها، البيت يريد مساعد، ومن أكبر العوامل في مساعدة الأولاد أن يكون هناك تواؤم بين الأصحاب والحارة والبيت والمدرسة والمسجد، فيكون الكل يمشي باتجاه واحد ، أما بعض الناس يحب لولده الصلاح لكن هو لا يهيئ لولده هذا الإنسجام الذي يعينه على الصلاح.
للأسف الكبير أن الكفار يفهمون (من كان كافراً فأسلم).
أعجبني ذاك الرجل أخ إيطالي أسلم يعيش في بيروت له إبنه تدرس في مدرسة فيقول ابنتي تذكر لي سائق الباص وهو شاب وسيم وغير متزوج تذكره لي بخير فهل لي أن أصنع بينهما بيئة ليتزوجا ؟
والسائل إيطالي كان كافراً ولكن كيف يفكر بإبنته وهو فرح أنها تعلقت بمسلم بالإنسان المستقيم وهو يريد أن يصنع بيئة حتى يقع الزواج بينهما .
يا أختي بارك الله فيك إحجبي ولدك عن هذا المجرم.
*وعلاج ذلك الولد* ينظر ويحتاج إلى علاج عميق وينظر ما هو السبب الذي أوصله إلى هذا ، يمكن أن تكون قناعة الأبوين هذه ، قناعة الأبوين غير قناعة غيرهم وهذا يحتاج إلى علاج نفسي وعلاج عميق وتدرس الأسباب التي أوصلته لهذا ثم إلى كل حادثة حديث.
*لكن أنا أنبه إخواني وأحبابي ممن أراهم وممن هم يجلسون بين يدي أن الخطر عظيم، والشهوات بدأت تولد شبهات، وأن الشهوات التي تتولد عنها شبهات خطيرة جداً، وهذا يستدعي منكم أن ترعوا أبنائكم، وأن تزيدوا حرصاً على تربيتهم وأن تجعلوا الأولاد يعيشون في بيئة فيها إنسجام ، احرص إن كنت تستطيع أن تدرس اولادك في مدرسة جيدة، حتى في المدارس العامة يوجد أساتذة طيبين يمكن أن تنقل ولدك من شعبة إلى شعبة ومن مكان إلى مكان حتى يدرسه بعض الصالحين وهذا ولله الحمد موجود، واحرص أن تصنع لولدك بيئة أصحاب، بعض الأقارب بعض الجيران صالحين فأنت إصنع البيئة.
كيف تصنع البيئة؟
أنت تفكر في هذا ؛ تذكر ذاك الرجل وتفكيره سديد صحيح يعني المرأة الإيطالية ما تتزوج إلا من تحب وما تتزوج كما نتزوج.
فاصنع لولدك بيئة بضوابط شرعية لا تقع فيها المخالفة ، احرص على أصحاب أولادك احرص على أن تأخذ ولدك للمسجد وهكذا.
السؤال الثالث عشر : عندي سؤال افيدوني جزاكم الله خيرا، أردت أن ألبس زوجتي الخمار فرفض والدها وقال والدها لابنته إن قمت بلبس الخمار فلا أريد أن أراك ولا تكلميني وأمرت زوجتي بنزع الخمار خوفاً أن تقع في عقوق الوالدين فما الحل في ذلك؟
الجواب: الحل ما أحسنت من تناسب ،واحد ما يناسب واحد ما يقبل ابنته أن تتستر ، الكلام طويل وكثير وإلى الله المشتكى فزوج بنتك يريد أن يستر بنتك فلماذا أنت ترفض أين الغيرة أين السترة عجيب، في تاريخ بغداد حصل خلاف بين رجل وزوجته حول بستان فهي تقول لي وهو يقول لي هذا البستان فتحاكموا لقاضي ليقضي بينهما ما يجري بين المتنازعين عند أصحاب القضاء فالقاضي طلب أن يرى وجه زوجته حتى يشهد لها أو ليس لها،
قال لماذا ترى وجهها؟
قال حتى أقضي ،طبيعة القضاء أني أرى البينات وأعرف فلانة وأعرف اسمها
فقال الزوج : هو لها خلاص.
وهذه القصة عند الخطيب البغدادي فإن أردت أن ترى وجه زوجتي هو لها خلاص وانهي المسألة.
حتى لا يرى وجهها فالأصل في الإنسان أن يغار على ابنته فرجل تزوج ابنتك وهو رجل صالح وأراد أن يرقى بابنتك، واتفق أهل العلم أن غطاء الوجه أحب إلى الله من كشفه، متفق عليه هذا الأمر، الخلاف بينهم هو هل الغطاء سنة أو واجب،
لذا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن إن ترتب على فعل السنة وكنت ترى أنها سنة عقوق والدين فحينئذ نعمل سبيل البر مع الوالدين فإن يئسنا فالمرأة ممكن تستر وجهها خارج عند غير ابويها وعند ابويها يعملوا التدبير المناسب بحيث تدفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى ،والأصل أن نناقش هذا الرجل وأن يفهم وأن هذا لا منقص فيه
مكمن جمال المرأة أين؟
في وجهها الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله.
سؤال كذلك بنفس الموضوع :
كذلك هنالك أخ اختلف مع زوجته والأمر توصل إلى الطلاق لموضوع خمار الوجه هو يريد الخمار الوجه وهي ترفض ايش نصيحتكم يطلق أم يصبر؟
الجواب : يربي هذه المرأة تحتاج إلى تربية هذه المرأة تحتاج أن يربيها زوجها ومش معنى يربيها يضربها.
ونحنُ حقيقة لو أردنا أن نصارح أنفسنا فنحنُ مقصرون مع زوجاتنا أنتم تحضرون هذا الدرس وتحضرون خطبة جمعة تجلس في مجالس فيها أناس صالحون فيها أناس يذكروك بالله، طيب الزوجة ايش نصيبها من هذا؟ تفكر الآن زوجتك ايش نصيبها من أن تذكرها إمرأة؟
هي أصلح ،وبالتالي فهذه المرأة تحتاج أن تذكرها وأن تربيها وأن ترفع مستوى إيمانها حتى لما يأتي هذا الشيء يحبه الله تقول سمعنا وأطعنا، حتى إذا جاء أمر يقال لها هذا شيء يحبه الله تقول سمعنا وأطعنا، فربي زوجتك أرفع مستوى إيمانها ثم أنت وياها اقرأ القرآن يعني إعمل طاعات وعبادات حتى لك أن تنضح الماء في وجهها وتنضح الماء في وجهك وأنت نائم حتى تقوما الليل ،فإذا فعلت العبادات والطاعات حينئذ تقع الإستجابة تقول عائشة لو اول ما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم لا تسرقوا لا تزنوا ما استجاب له أحد.
النبي عليه السلام علم الناس ورباهم تربية عقدية صحيحة فيها تخويف من الله عز وجل ثم جاءت الأوامر لذا سور القرآن الكريم منها المكي ومنها المدني ،ما هو الغالب على الآيات المكية المعتقد وليست الأحكام والغالب على الآيات المدنية الأحكام الحلال والحرام
فهذا السؤال والذي قبله نرشد الناس الإخوة وأولياء الأمور إلى أن يربوا أنفسهم وأهلهم .
*السؤال الحادي عشر: هل من السنة عند دخول البيت مصافحة الزوجة؟*
الجواب: أسألكم ما هي السنة عند الدخول للبيت؟
الاستياك، بعضهم قال هذا الاستياك لتقبيل الزوجة ؛ فهذا لا حرج فيه، صافح بفمك لا بيدك.
فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أول دخوله للبيت وهذه في الحقيقة سنة مهجورة أول ما يدخل البيت صلى الله عليه وسلم يستاك، وعند الغياب يجزئ السلام، والمصافحة مشروعة، وأولى الناس بالرحمة والحنان كما يقولون؛ الأهل، *خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي*، فمن ليس فيه خير لأهله ليس فيه خير لغيره.
*إياك أن تصاحب رجلا ليس فيه خير لأهله، فمن لم يكن له خير لوالديه وخير لإخوانه وزوجته أو لأولاده فهذا لا يصاحب، وإذا صاحبته أنت تخادع نفسك.*
*السؤال التاسع عشر :عندما ننصح بعض الإخوة الشباب في أمور الصلاة وأمور أخرى مثل إعفاء اللحية أو ترك الدخان يقولون الإيمان في القلب؟*
الجواب: *الإيمان ليس في القلب فقط، الإيمان عند أهل السنة عقد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان.*
فرعون كان يعلم في قلبه أن موسى نبيا؟
يعلم في قلبه، لكن مانطق بلسانه.
فوجود الشيء في القلب إذا ما ظهرت له ثمرة في اللسان وعلى الأركان فهذا ما استكمل الإيمان.
*وهنالك تلازم بين الإيمان الصادق، وبين القول والعمل.*
لذا دائما الآيات فيها *الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ،* فلا انفكاك بين الإيمان الصحيح ، وإلا هذه أماني، يقول لك الايمان في القلب، هو يقول لك أنا مؤمن ولست بكافر، ويريد أن يمنّي نفسه، ويسوف بأن يعمل الصالح .
فوجود المعاصي وتخلف العمل لا يلزم منه الخروج من الملة، لكن الإيمان الصادق الصحيح لا بد أن يتبعه عمل صحيح .✍✍
السؤال الثاني عشر :
ممكن اعرف الحدود بين الخاطب و المخطوبة بعد عقد العقد؟
الجواب :
بعد عقد العقد أصبحا زوجا وزوجة ولكن هذه المسأله فيها تداخل،، تداخل من جهة ولي الأمر.
الآن المرأة اذا وجد لها أكثر من ولي، من تطيع؟
تطيع الولي المحبوسة عنده.
يعني المرأة زعلت من زوجها وراحت عند دار ابيها فزوجها طلبها اي ارادها للجماع، وهو زوجها وله منها اولاد اراد ان يجامعها فقد طال الغياب وهي محبوسة عند ابيها ، وابوها يمنعها حتى يقع الصلح لمصلحتها ومصلحة اولادها فهي تقدم طاعة من؟
تقدم طاعة الاب.
وهو زوجها ولها منه اولاد و يريدها ولها حق ان لا تقبل، طيب لو وقع الجماع بينها وبين الزوج؟
يوجد اثم عليها ولكن ليس زنا..
لماذا الاثم عليها؟
لأننا نقول طاعه المحبوسة عنده مقدمة على طاعة غير المحبوسة عنده، الزوجة وهي محبوسة عند بيت زوجها لو امها او ابوها او اختها قالوا لها ما تخلي زوجك يجامع ،
تعرف حالها مثل حال ماذا ؟
حالها مثل حال واحد باعك خبزا أو باعك تفاحا وقال لك لا تأكله، هذا شرط لا وزن له، ابوها لو قال لها لا تخلي زوجك يجامعك وهي محبوسة عند زوجها، فهذا كلام باطل، لذا هل يجوز لمن عقد عقده على امرأة و لم يدخل بها هل يجوز ان يطأها؟
لا، لانها محبوسة عند اهلها، اذا
هل هو زنا؟
لا ليس زنا، في حديث جابر بن عبد الله في قصة حج النبي – صلى الله عليه وسلم – وخطبته بعرفة قال : ” “اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ” . أخرجه مسلم في الصحيح.
والمقصود بأمانة الله الزواج هي الايجاب والقبول بالعقد، والامر متروك لولي الامر، وانا دائما اقول الذي يعقد على امرأة لا يتأخر ويتعجل بالبناء، لذا كان نبي من الانبياء اذا جاهد كان لا يصحب من بنى على امرأة ولم يدخل بها ،ومن بنى بناء ولم يعقده، فاذا البناء ما اكمله القلب مشتت واذا عقد على امرأة ولم يدخل بها القلب مشتت؛ قلبه الآن عند هذه المرأه وقلبه يكون متقلب في الجهاد.
فكان هذا النبي اذا كان واحدا عاقدا على امراة او باني بناء ولم يكمله يقول له لا تصحبني في الجهاد .
*السؤال العاشر أنا سيدة متزوجة عندي أولاد، ولكن زوجي لا يحبني ويكرهني، ويُفكِّر أن يُطلِّقَنِي، وله ثلاثة من البنات، وأنا أريد الحل؟**
الجواب: مُداخلة الشيخ: *هل يجوز للإنسان أن يقول عن نفسه: أنا سيد؟*
السيد مَن رفعه الله ورفع نسبه. السيد مِن آل البيت.،رفيع الحسب والنسب.
اليوم في النظام العلماني؛ العاهرة سيدة، وهذا يقال لكل امرأة، وحاشا أختنا، وأسأل الله أن يحفظها، وأنا أتكلم من باب التعليم، ولا أتكلم من باب انتقاص الأخت السائلة.
واحد يقول لك: أنا السيد فلان.
*حتى بعض إخواننا يكون طويلب علم صغير، يقول لك: أنا الشيخ فلان.*
لست شيخ، قُل اسمك.
كنا في بيت أحد إخواننا المعروفين من طلبة العلم في بلادنا – وكان الشيخ الألباني حاضر-، وكان أيامها الهواتف الأرضية، فَرَنَّ الهاتف، فرَفعَ السماعة، فسمِعَ شيخنا، (وهو طالب علم مرموق معروف)، قال:
أنا الشيخ الفلاني.
قال له الشيخ الألباني: لا تقول الشيخ، قل أنا فلان.
وكان عندنا التلفون وعليه سماعة التسجيل، فأكثر من مرة أَسمَع رسالة بصوت شيخنا الألباني -رحمه الله-، يقول: *أنا محمد ناصر الدين الألباني.*
بعد الرسالة يقول: أنا فلان.
فالأصل بالإنسان أن يهضم نفسه، فليس بحسن أن يقول واحد عن نفسه: أنا سيد، لكن حسن أن يجمع الله للإنسان: النسب والعلم والتقوى، فيقول الناس عنه: السيد فلان، هذا أمر حسن، وأُمِرنا أن ننزل الناس منازلهم.
الإجابة على السؤال:
ما عندي حل سحري، بكلمتين أو بِذِكرٍ تقوليه له.
يقول – أي بعض العوام-: عندك يا شيخ ذِكِر من أجل أن زوجي يحبني؟
والله ما عندي ذِكِر، ولا في بالشرع ذِكِر لزوجك كي يحبك.
*النبي عليه السلام يقول “تزوَّجوا الودودَ الوَلودَ فإنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الأممَ».*
[ السلسلة الصحيحة للإمام الألباني ].
فالأصل في الزوجة أن تكون وَدود، مُتودِّدَة، تسعد زوجها، تطيعه، إن رآها؛ يراها متزينة متجملة، تتودد له.
*أنا أعجب كل العجب من إنسان عنده امرأة؛ لا يستطيع أن يميلها إليه، وامرأة عندها زوج؛ لا تستطيع أن تميله إليها.*
الإنسان ضعيف، واجتماع الرجل والمرأة في مكان، أيا كان هذا المكان فيه ميل طبعي، فطري، الرجل يميل إلى المرأة، والمرأة تميل للرجل.
*لذا اختلف علماؤنا قديماً، أيهما الأفضل: الزوج والزوجة أن يناموا في فراش واحد، أم في فراشين؟*
*الجواب في ذلك التفصيل.*
قوله صلى الله عليه وسلم: *«اذا دعا الرجل زوجتهُ إلى فِراشِهِ، فتَأْبَى عليه، إلَّا كان الَّذي في السَّماءِ ساخِطًا عليها حتَّى يَرضَى عنها».*
[ صحيح الجامع للإمام الألباني ]
ما المعنى؟
فاطمة -رضي الله عنها- دخلت والنبي ﷺ وعائشة تحت فراش واحد، وكانت أرجلهما تحت الفراش ظاهرتين.
تدخل عليك بنتك، وأنت نائم مع زوجتك، في فراش واحد، مسموح وِلا ممنوع؟
لا حرج في ذلك، وهذا يشير إلى أن الفراش واحد.
فالمقصد: أن قرب الأبدان ينبغي أن يصحبه قرب القلوب، وأن تكون هنالك محبة.
إذا ترتب على رجل وامرأة ظهور روائح كريهة، وتكرهه النفس؛ أن ينفردا أفضل، وإذا لم يكن ذلك كذلك؛ أن يجتمعا أفضل، والاجتماع هو الأصل.
*فزوجك يكرهك؛ ابحثي عن الأسباب، عِفِّي زوجك، فعفتك لنفسك وعفة زوجك؛ هو طاعة من الطاعات، وكثير من أخواتنا لا تشعر أن هذه طاعة.*
حتى لَمَّا نلتقي بإخواننا الحُجاج بمكة؛ فبعض الأخوات تسأل، تقول: زوجي ما يستحي، يريد الجماع في مكة.
المرأة ليست كالرجل.
أين المشكلة أن الزوج يطلب زوجته للنكاح في مكة؟
هل هذا يخالف العبادة؟
لا يخالف العبادة.
*النبي ﷺ كان مِنكاحاً.*
علماؤنا يقولون: *كل شهوة تقسي القلب إلا شهوة الجماع؛ فإنها تنقي الدم، ولا تقسي القلب، وهكذا كان النبي ﷺ .
جابر بن عبد الله يقول في الحج:
ذهبنا إلى منى في اليوم الثامن (يوم التروية) *”وأذكارُنا تَقطُرُ مَنِيَّاً “.*
الشاهد من الإيراد: أن الرجل فيه طبع ميل للمرأة.
*فأنتِ يا أختي تَزيَّنِي لزوجك وتحببي إليه، وتوددي إليه، لا تُقصِّري في نفسك، فتعفِّي زوجك وهذا عبادة من العبادات، وطاعة من الطاعات.*
*السؤال العشرون: نحن مجموعة من النساء اختلفنا في مسألة دخول الأولاد الذكور على النساء والتحجب منهم، منهن من تقول بمنع الدخوب من سن العاشرة وهو سن وجوب الصلاة، ومنهن تقول من التمييز مهما كان عمره؟*
الجواب: طبعا الصغير تنطبع الصور في ذهنه، والصغير إذا دخل على النساء تنطبع صور النساء إذا كن متكشفات فهذه الصور تبقى في ذهنه إذا كان مميزا.
لذا المرأة أمام المميز لا تظهر عورتها، يعني لا تتبسط في خلعها لحجابها، تظهر وجهها وكفيها ويكفيها هذا.
يعني امرأة عند زميلتها لماذا تتكشف وتضع من ثيابها؟
إن أمنت أن لا يراها رجال ولا مميز من الصبيان فلها ذلك.
*السؤال التاسع عشر: هناك إنسان ظلمني كثيراً وأخذ من أموالي بالباطل والحياء واستغلني أبشع استغلال وأنا أدفع له من مالي كفاية شره، وضرني بأبنائي بتعليمهم طرق الضلال وأساليب الغش والفساد وزرع في عقولهم مالا يرضاه الله وأنا أدعو عليه ليل نهار بكل ألوان الدعاء من إنسان مبتلى مظلوم، فهل يحل لي أن أدعو عليه بما يشفي غليلي منه في نهاري وفي صلاتي ،وأشعر بالراحة عند ذلك؟*
الجواب: شيء عجيب.
طبعاً السؤال ناقص، وقد تكون المعصية مشتركة بين الرجل والمرأة، وقد لايكون.
لكن (إن الله لا يحب الجهر من القول إلا من ظُلم).
فيجوز لمن ظُلم أن يجهر بالسوء على من ظلمه وأن يدعو عليه.
والأحسن أن يدعو له.
وهنا مسألة( فمن عفا فأجره على الله وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها).
أيهما أفضل؟
قال العلماء *التفصيل*، إن عفوت ولا يترتب على العفو ظُلم واستمرار في المفسدة فالعفو أفضل، وأما إن علمت أنك إن عفوت عن فلان فعفوكَ يُطمِّعك فيه ويجعله يزداد في ظلمك فحينئذ يأتي وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
انتبه معي.
حتى يبقى العفو هو الأصل في نفس الإنسان جعل الله تعالى ردك للسيئة التي لحقتك من فلان جعلها سيئة من باب المشاكلة وهي ليست سيئة في الشرع،يعني بمعنى أن هذا العمل محمود و مشروع.
لكن كيف شرعه الله؟
شرعه بصيغة وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها.
لما قال سيئة حتى تبقى النفس نافرة من ما تسأل عنه الأخت ،فمع إنه مشروع إلا إن الله سماهُ سيئةً، فقال (وجزاء سيئةّ سيئةٌ مثلها).
فقوله سيئةٌ هذا من باب المشاكلة عند علماء البلاغة، وإلا هو مشروع، ولكن حتى لايكون هو الأصل في نفس البشرية ، فالأصل في النفس البشرية أن تميل إلى المسامحة وأن تميل إلى العفو.