ما رأيك في الأحزاب الدينية

لا نعرف في الدين إلا حزباً واحداً وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه: {أولئك حزب ألا إن حزب الله هم المفلحون}، فلا نعرف في الشرع أحزاباً والمسلم أخو المسلم شاء أم أبى.
والواجب على المسلمين الاجتماع لا الافتراق والحب والبغض والولاء والبراء يكون على مقدار الدين والعلم والتقوى، فكلما ازداد الإنسان علماً وديناً وجب على سائر المسلمين أن يكون مقدماً عندهم في الحب والولاء وكلما نقص دينه وخف ورعه وقل علمه، فحينئذ يقل الحب والولاء بمقدار النقص في التقوى والعلم.
وعلى هذا فإن أولياء أمور المسلمين الذين تجب عليهم طاعتهم هم العلماء والأمراء فمن أتاه الله علماً فهو ولي أمر ومخالفته حرام في الشرع.
والحب والبغض في الشرع يكون على حسب التقوى والورع وقد يجتمع في الشخص الواحد حب وبغض، فأحب شيئاً من خصاله وأبغض شيئاً، وقد يجتمع في شخص واحد ولاء وبراء، فأواليه في أشياء وأعاديه في أشياء ولذا أمرنا أن نقول حقاً وأن نصنع عدلاً ولا نعرف ميزاناً في الإسلام غير هذا الميزان.
ولما حصل نزاع بين رجل من الأنصار وآخر من المهاجرين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أجاهلية وأنا بين ظهرانيكم}، فعد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك جاهلية مع أن المهاجرين والأنصار اسمان شرعيان مذكوران في كتاب الله في سياق المدح، في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ورضي الله عنهم ورضوا عنه}، فإذا قال الإنسان : يا للـ ، واستنصر بعشيرته أو بحزبه أو بأصحابه على أخيه ولم يكن من ميزان الدين فهذه جاهلية .
ونحن لا نعرف في ديننا شيئاً يجمع المسلمين إلا الدين نفسه، فالقريب من الدين في العلم والعمل هو الواجب أن يكون قريباً من قلوب الناس وتأييدهم وحبهم والبعيد عن الدين في العلم والعمل يكون بعده عن حبهم وقلوبهم وتأييدهم بمقدار بعده فلا نعرف ميزاناً غير ذات الدين.
أما أن يجتمع كل مئة أو كل ألف أو ألفين على رجل وكل واحد منهم يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، ليشد الناس إليه فهذا القول فيه تجميع والفعل فيه تفريق، والعبرة بالحقائق لا بالأسماء فلا نعرف في ديننا تقسيمات وتحزبات يوالون ويعادون عليها، نعم كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أنصار ومهاجرون لكن هذين الإسمين لا يؤثران عليهم ولما كادا أن يؤثرا عليهم لما قال رجل يا للأنصار، والآخر يا للمهاجرين، عده النبي صلى الله عليه وسلم جاهلية، فإن أصبح الولاء والبراء على أسماء وإن كانت شرعية، فإن الشرع من هذا بريء ونسأل الله العفو والعافية.

السؤال الخامس هنالك تساؤل حول عدم كلام المشايخ في قضايا المسلمين

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-5.mp3الجواب : قضايا المُسلِمين قسمان:
قسم ورد فيها نص ولها أصل صحيح صريح واضح بَيِّن فحينئذ الواجب بيان هذا الأمر          والقسم الثاني : قائم على تحليل ، وفي فهمي وتقديري أنه لا يوجد اليوم إعلام إسلامي البتَّة ، لأنَّ صانع الحدث هو الذي يُرَوِج له والأحداث فيها خفاء والمُسلِمون بالعُموم وبالجملة لهم عقود يَروْنَ أحداثاً ويتكلمون كلاماً وبعد سنوات طالت أم قصرت يظهر أنَّ الحق والواقع خلاف ما قالوا ولا يتعِظون ويتكلمون ولن ينتهي هذا الكلام والكلام في هذا التحليل شهوة والواجب على المسلم ولا سِيما خطيب الجمعة ولا سِيما من بَوأهم الله تعالى منزلة والناس يسمعون منهم ، الواجب عليهم أن يبقوا في دائرة اليقين وأن لا يخوضوا في الأحداث بظن وتخمين فمثلاً إذا رأى الخطيب الكُفار اجتمعوا على مُحاربة المُسلمين مثلاً فله أن يأخُذ غزوة الأحزاب ويتكلم الرجُل في الأحزاب بالتفصيل فَيَفْهَم النَّاس ماذا يريد لكن وهو يدور في اليقين ولا يدور بالظن .
المِنبَر والمجالس ليست مَظنَّة للتخمين ، أحداث سوريا ليست ببعيدة عنا كيف خاض الناس فيها وكيف ظهرت النتائج والحقائق والأشياء.
المُسلم أولاً يحتاج أن لا ينسى الدعاء لا ينسى الدعاء للمُسلمين أبداً من استطاع أن يُقدم شيئاً للمُسلمين فهذا واجبٌ عليه هذا واجبٌ عليه وذكرت في هذا المجلس أكثر من مرة أنَّ مُعاوية رضي الله تعالى عنه في الشام لَمَّا حصلت المجاعة في مكة والمدينة جَهَّز مِئة إبل وأرسلها وعليها الطعام ووضع عليها الطعام وحملها بالطعام .
يا أهل الحجاز وجب عليكم سداد الدَيْن فالواجب عليكم وعلى سائر المُسلمين إنقاذ إخوانكم في الشام كاد أن يموت بل حصل أن مات أناس جوعاً فأنا أقول بارك الله فيكم الكلام في الظَن والتخمين هذا أمر لا يحصل، والواجب على المُسلمين اليوم أن يعلموا نصيباً من الفتنة وأن يعرفوا شيئاً من تأصيلات العلماء فيها والواجب هذا هو المقدار الذي يُنَجيهم من الخَوْض فيها، لَمَّا وقع اللَّحن قام علماؤنا وأصلوا وأنشؤوا علم النحو، ولَمَّا وقع الخلل والكذب بالإستدلال بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم علماؤنا أنشؤوا علم الحديث وهكذا سائر العلوم اليوم يجب على كُلِّ مُسلم وجوباً عينياً ويجب على العلماء وطلبة العلم النُبهاء وجوباً كفائياِ أن يتكلموا عن الفتنة وأن يُحذروا الناس منها وأن يبقوا في أمان ونجاة فلا يجب على المسلم أن يعرف تفاصيل الفتنة لكن يجب عليه أن يعلم كُلِّيات الفتنة وأن تكون هذه كُلِّيات حاضرة عنده على وجه تَحوشه وتُبعدِه عن الخَوْضِ المُفصَّل في الفتنة اليوم في وقت الفتنة جُلَّ الناس يتكلمون في الفتنة ويزيدون إيقادها ناراً وتزداد شعيلاً وهكذا، فالواجب على العبد أن يعلم هذه الأشياء والواجب بإيجاز أن يفهم الناس من خلال النُصوص الشرعية الكثيرة في الآيات والسُنَّة ، وأنه لا يقع في هذا الكَوْن بلاء إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبة هذا المقدر الذي ينبغي أن نتكلم فيه .
 
مجلس فتاوى الجمعة
29_7 _ 2016
 
رابط الفتوى :
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال الثالث عشر أخ يقول فضيلة الشيخ نحن السوريون عندما أتينا من سوريا إلى…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-13.mp3الجواب:
أولا كان معاوية كما ثبت في صحيح مسلم يعطي الناس كوبونات كي يأخذوا الطعام، ووجد أبو سعيد أن الناس يبيعون هذه الكوبونات، فبين ورفع للنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع الطعام قبل أن يقبض. الكوبونات لا تباع. هذه الرواية سبقت للذهن قبل البدء بالجواب.
فمن معه كوبونا به طعام يحرم عليه أن يبيع الكوبون حتى يقبضه طعامًا فيبيعه طعامًا، أما بيع الكوبون فلا، مثلا معي كوبون طعام ثمنه خمسين دينارًا فأبيعه بأربعين دينارًا هذا البيع حرام، يجب أن تقبض الطعام وبعدها تبيع الطعام بالسعر الذي تريد.
وهذه المساعدات يأخذها المسلم من الكافر ضرورة وحاجة.
الواجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدة. والواجب على المسلمين أن يكفوا إخوانهم المسلمين. لكن هذا مع القصور وعدم الوجود فإخواننا السوريون يأخذون من هذه المؤسسات هذه الأشياء عند الحاجة فحسب.
والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
3 ربيع الأول / 1438 هجري
2016 – 12 – 2
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?

السؤال السادس والعشرون أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/26.mp3*السؤال السادس والعشرون : أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب مدرس المادة لظرف صحي وقام بالمراقبة على الإختبار أحد المعلمين حيث أفسح لنا المجال بالغش في الإختبار وجاء إلي طالباً مني أن أغشش زملائي فغششتهم وغششت منهم ، مع العلم بأن كل من في القاعة قد غش في هذا الإختبار فما هو الحكم ؟*
 
الجواب : هذا الأستاذ ماذا يقال عنه ، خائن ؟
صحيح خائن ، خان الأمانة ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) .
 
الأمر الأول : في خيانة .
 
الأمر الثاني : في غش ، مساعدة على الغش ، وفي صحيح مسلم : *من غش فليس منا* ، وفي رواية أخرى : *من غشنا فليس منا* ، فهذا فيه إثم ، لكن هذا باطل أم فاسد ؟
جاءني سؤال من بعض إخواننا في العراق يقول : أنا غششت في الإمتحانات  في البكالوريا في ( الجامعة ) وأعمل ممرض فهل عملي حرام ، وهل المال الذي اتقاضاه حرام ؟
 
الجواب : إذا كنت تتقن أصول المهنة كما يتقنها من هو مثلك  وكان الغش عارضاً ما أثر على حقيقة طبيعة عملك ، فعملك ليس بالباطل وإنما فاسد ، بمعنى أن الذي تتقاضاه حلال وليس بحرام ، والواجب التوبة.
 
أما إنسان والعياذ بالله ما يفهم شيء في المهنة في أي مهنة من المهن فيتقاضى راتباً ولا يفهم شيئاً فهذا عمله باطل ، لأنه ما يؤدي الواجب منه حتى يأخذ مقابل الأجر ، فهذا فيه فساد وليس فيه باطلان .
 
والواجب على الطلبة وعليك وعليك وعلى الأستاذ *التوبة* ، والله تعالى أعلم
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5  – 5  إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال التاسع ما هو حكم حلق اللحية وما هو ادني ما يجزي من ذلك…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170508-WA0175.mp3الجواب : بعض الناس يقول خالفوا المجوس واطلقوا اللحى والحديث الاخر عند مسلم الفطرة عشرة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم منها اعفاء اللحية، والفطرة التى فطرالله الناس عليها ان الرجل يحب المراة التى لا شعر لها والمراة تحب الرجل الذي له شعر وهذه فطرة، ولكن قد تشتال الشياطين هذه الفطرة، ما هي الفطرة يعنى؟
يعنى الشئ الذي يوافق ما طبع الله الناس عليه( الشرع، الدين فطرة) الفطرة احكامها لا تتغير بتغير احوال الناس، لو ان النبي عليه السلام قال خالفوا المجوس، اذا كانت المخالفة مع الفطرة ، يصبح معنى الحديث ان المجوس لو اسلموا انتم تمجسوا، لو كانت المخالفة تراد بذلتها، لو كان المراد خالفوا المجوس لو المجوس اسلموا ماذا نفعل نحن؟
خالفوهم صيروا مجوس، هل احد يقول بهذا؟ لا ،لا احد يقول بهذا، من قال هذا والعياذ بالله صار زنديق لماذا؟ لان الاسلام فطرة، قال لو ان الكافر مجوس او غيره صنع شئ من الفطرة هل لنا ان نخالفه ونتركه، لا .. الفطرة تبقى ثابته لا تتغير فتعليق الحكم على مخالفة المجوس جهل ،يعنى ليس بالصحيح، الفطرة تبقى فطرة حتى لو ان الكافر فعلها ولو الكافر استحد هل نترك الاستحداد(حلق العانة)؟
او الكافر نتف ابطه او الكافر جز شاربه او استنقص الماء اي استنجي، هل نترك هذا؟
لا نترك هذا، لو فعلها الكافر لماذا؟ لانها فطرة، فبعض الناس يتعلق باشياء ما قال بها احد ولا يقول بها احد فاضل فضلا عن عاقل فضلا عن عالم ما يقول احد بهذا.
طيب ما هو المطلوب من اللحيه ، اللحيه واجبه وما رجل يتخيل نبي بدون لحية، تخيل نبي من الانبياء بدون لحية، طيب هل الانبياء كانوا بلحى؟
، هل نزل بالقران؟
نعم بالقران (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه.
 
من يقول لمن هارون يقول لموسى هل موسى له لحية؟ نعم له لحية، كل الانبياء لهم لحى، وكانت لحية النبي عليه السلام كثيفة وكانت تضطرب ،فعندما الصحابة يروا علي كما وصف النبى صلى الله عليه وسلم في الدارمي كان يقرا وتضطرب لحيته وهو يقرا كانت كثيفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم ،أما أنه كان يخذ من طولها وعرضها فضعيف ،ففي الصحيح “وَفِّرُوا اللِّحَى ”
معنى وفروا اللحى اى اجعلوا اللحية وفيرة في وجوهكم، ومذاهب الائمة الاربعة يرون وجوب اطلاق اللحية، والعرب في جاهليتها قبل الاسلام (وسامحونى اخواني انى لا اتكلم عن احد بعينه )
كان الحليق هو العبد، والحاسرة هى الامة يعنى العربي يأنف ان ينكح امه،لأنه اذا نكح الامة فانجبت ولدا فولده لسيدها وليس له، فكانت الأمة تمشى كاشفة الراس ،حاسرة الراس ، اليوم الناس اماء وعبيد اسال الله ان يرحمنا، السيد الذي له السؤدد، السيد عند الناس هو صاحب اللحية، ومن كانوا يرونه حليق هذا عندهم عبد هذا حال العرب في الجاهلية. طيب متى بدأ انتشار اللحية ومتى بدأ التبرج، لما احتكينا بالغرب لما احتك بنا الغرب واستعمرنا، افسدنا وخربنا وما عمرنا بل خربنا، فيما يقال عنه ظلما وزورا عنه استعمار ،والاستعمار من العمار لما احتك بنا الغرب فخرب بلادنا وخرج من البلاد وقد خرب اخلاقنا وخرب سلوكياتنا يعني أظن لو ان جد الجد او جد الاب خرج من قبره فرأى حفيداته واحفاده لقال من انتم والله انى لا اعرفكم وانى برئ منكم، اذا راى التبرج ،ماهذا اعوذ بالله، هذا شغل الكفار ولكن نحن ألفناه فلما ألفناه اصبح الامر طبيعي جدا للاسف ونحن نتكلم في وقت فيه بقية خير اسال الله ان يحفظ الاجيال القادمة ، والله تعالى اعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 5 – 5 إفرنجي
9 شعبان 1438 هجري
 
↩ رابط الفتوى :
 
⬅ خدمة الجرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام
 
http://t.me/meshhoor

السؤال السادس هل الأصل في المسلم الجرح أم التعديل

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-6.mp3الجواب :أنا أرى التفصيل ، الله يقول -سبحانه وتعالى- لَمَّا ذكرَ الأمانة :  إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) سورة الأحزاب  ، وهذا جرح ؛ فالإنسان إذا أراد أن يحمل الدِين وأن يتكلم في أحكام الشرع وأن يُؤخَذ عنه العلم ؛ فالأصل أن تقوم البيانات وأن تتظاهر على وجهٍ قَوِي بأنَّ هذا الإنسان مُزكَّى وأنَّ هذا الإنسان عِالم ، فيحرُم على المُسلِم أن يسأل أي جهة من الجهات ، إذ الأصل في مثل هذه الحالة الجرح ، فيحرم شرعاً بأن تأخُذ دينك عن النت ، وعن المجاهيل ، وأن تسأل من لا تثق بعلمه ، ومن لا تثق بديانته وتقربه من ربه ، فالواجب على من يسأل أن يعلم أنَّ هذا المسؤول هو ذو أهلِية علمية من جهة وأنه مُزكى وأنه لا يُبدل ولا يُغير في الأحكام على وفق هواه ، وأنه يُفتي للبغيض بخلاف فتوى الحبيب ، ويفتي القريب بخلاف فتوى البعيد ، فبعض الناس – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – قد يصنعون هذا ،  فالأصل في الشخص إن أخذتَ عنه العلم أن يكون مجروحاً حتى تقوم عندك الدلائل الظاهرات في أنه أهل لذلك ، ما عدا هذا الأصل في الناس السِتر ، ويحرُم شرعاً أن تنظر إلى مُسلم بعينٍ فيها ازدراء وفيها احتقار بل قال علماؤنا : الواجب تحسين الظن ، بل قالوا من أسباب حُسن الخاتمة أن تُحسن الظن،  وإن وَسَعْتَ حُسن الظن أرحتَ نفسك أرحت غيرك،  وشر الخلق الذين يبحثون عن عورات الناس ، والذين يعملون على نشرها ، فهؤلاء – نسأل الله عز وجل العفو والعافية – احتملوا بُهتاناً وإثماً عظيماً كما قال الله عز وجل ، فالأصل بالناس الستر .
*السعيد من نظر إلى عيوبه ليتخلص منها ، والشقي الذي نسي عيوبه وبحث عن عيوب غيره ، بعض الناس لا يبحث عن عيوبه أبداً ، وإنما يبحث عن عيوب غيره ، فانظر إلى أخيك بعين فيها رحمة ، وإن  رأيته قد شذ ووقع في مخالفة فالواجب النصيحة ، حتى قال أهل العلم : إذا رأيت رجل عاصياً فافترقت أنت وإياه ، فمن باب تحسين الظن فقل في نفسك : لعله تاب ، رحم الله من سلف كانوا يُبغضون أنفسهم وكانوا يأخذون على أنفسهم شديداً ، فهذه عائشة -رضي الله عنها- قالت كما في صحيح البخاري : ( كان شأني في نفسي أحقر من أن ينزل الله في قرآنٍ يُتلى إلى يوم الدين ،  وانما كنت كُل الذي أظنه أن يطلع الله نبيه في المنام برؤية تنجيني منها ) ، ما كانت تَظُن أبداً أنَّ الله سيُنزِّل بها آيات الإفك ، فكان هذا من هضمها لنفسها ، وهذا هو بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل وهو في عرفة يقول : ( لولا أني بين الناس لاعتقدت أنَّ الله تعالى قد غفر لأهل المَوْسم ) ، يعني لأنه هو موجود فكان يخشى على أنَّ وجوده يحجُب رحمة الله تعالى عن سائر الحجيج ، كانوا يهضمون أنفسهم ، وإذا رأيتَ في رجلاً هضما في نفسه،  فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله حسنة وطَيِّبة ، وإذا رأيته والعياذ بالله تعالى يُبغض الناس ويتكبر على أوامر الله وينسى نفسه فاعلم أنَّ العلاقة بينه وبين الله تعالى ضعيفة ، وهذا هو الكبر والعياذ بالله تعالى .
 
◀ مجلس فتاوى الجمعة
29-7-2016
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?

السؤال السابع أقترح أن تجعل لنا أنت مجلسا تسألنا فيه عن أسئلة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-7.mp3الجواب : مثل هذه الأسئلة حقيقةً هي تقوي الملكة ، أنا صعب أن أجعل مجلساً فقط للألغاز الشرعية لكن أنا أقول لمن أراد أن يُنمي ملكته بالفقه عليه أن يعتني بالفروق وعليه أن يعتني بالألغاز الفقهية وكُتب الأشباه والنظائر ، فأنا ممكن أعرف حُكُم مسألة من خلال مسألة أخرى شبيهة بها تلحَق بها بإلغاء فارق أو بعلة جامعة ، بل ممكن أعرف بعض المسائل بوجود قواعد طُرُق استنباط واحدة .
لذا بعض عُلَماءِ اللغة يقولون: أصول الفقه شبيهة بأصول النحو ، قالوا لما؟، قالوا لأنَّ كليهما معقول مأخوذ من منقول ، النحو معقول مأخوذ من منقول ، والأصول معقول مأخوذ من منقول ، لذا لمَّا سُئِل بعض الفقهاء : رَجُلٌ سَجَدَ للسهو فسهى في سهوهُ فماذا عليه؟، فأجاب فقال : التصغير لايُصغَّر ، أجاب بماذا ؟
أجاب بمسألة لغوية ، هو يسأل بمسألة فقهية فكان الجواب بمسألة نحوية ، قال التصغير لا يُصغَّر
، فالوجه الجامع بين مسائل الفقه ومسائل اللغة هذا معقول مأخوذ من منقول وهذا معقول مأخوذ من منقول ، إذا أردتَ أن تُقوي ملكتكَ في الفقهِ فسبب تقوية ملكتك أن تعرف الأشباه والنظائر ، ولذا درجت كُتُبُ الأشباه والنظائر في آخرها أن يكون هناك باب في الألغاز النحوية ، وألَّفَ في الألغاز النحوية جمع من العلماء أجمعها وأحسنها وأوسطها كتاب *الإسنوي* رحمهُ الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 15
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍ .
الجواب : مثل هذه الأسئلة حقيقةً هي تقوي الملكة ، أنا صعب أن أجعل مجلساً فقط للألغاز الشرعية لكن أنا أقول لمن أراد أن يُنمي ملكته بالفقه عليه أن يعتني بالفروق وعليه أن يعتني بالألغاز الفقهية وكُتب الأشباه والنظائر ، فأنا ممكن أعرف حُكُم مسألة من خلال مسألة أخرى شبيهة بها تلحَق بها بإلغاء فارق أو بعلة جامعة ، بل ممكن أعرف بعض المسائل بوجود قواعد طُرُق استنباط واحدة .
لذا بعض عُلَماءِ اللغة يقولون: أصول الفقه شبيهة بأصول النحو ، قالوا لما؟، قالوا لأنَّ كليهما معقول مأخوذ من منقول ، النحو معقول مأخوذ من منقول ، والأصول معقول مأخوذ من منقول ، لذا لمَّا سُئِل بعض الفقهاء : رَجُلٌ سَجَدَ للسهو فسهى في سهوهُ فماذا عليه؟، فأجاب فقال : التصغير لايُصغَّر ، أجاب بماذا ؟
أجاب بمسألة لغوية ، هو يسأل بمسألة فقهية فكان الجواب بمسألة نحوية ، قال التصغير لا يُصغَّر
، فالوجه الجامع بين مسائل الفقه ومسائل اللغة هذا معقول مأخوذ من منقول وهذا معقول مأخوذ من منقول ، إذا أردتَ أن تُقوي ملكتكَ في الفقهِ فسبب تقوية ملكتك أن تعرف الأشباه والنظائر ، ولذا درجت كُتُبُ الأشباه والنظائر في آخرها أن يكون هناك باب في الألغاز النحوية ، وألَّفَ في الألغاز النحوية جمع من العلماء أجمعها وأحسنها وأوسطها كتاب *الإسنوي* رحمهُ الله تعالى .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 15
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍

السؤال الثالث ماهو الراجح في مسألة المجاز في اللغة الجواب

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170211-WA0030.mp3المجاز اختلف أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول :
بعض أساطيل اللغة أئمة اللغة كابن فارس ينفي أن يكون في اللغة أصلًا مجاز.
القول الثاني :
بعضهم نفى أن يكون في في الأسماء والصفات مجاز.
القول الثالث :
أثبت المجاز في كل شيء .
صفات الله تعالى وأسماؤه على الحق والحقيقة؛لأن ذات الله ليست كذواتنا ، فأسماؤه وصفاته ليست كأسمائنا ولا كصفاتنا،وعدم الإيمان بأسماء الله وصفاته؛بسبب أننا نحن متلبسون بهذه الصفات ،فاسد، وفساده تشبيه المخلوق بالخالق ، ومن المعلوم أنّ صفات المخلوقين إذا أضيفت إلى ذوات مختلفات؛فإنها تختلف باختلاف الذوات،فلما نقول رأس نقول رأس امرأة،نقول رأس جمل،نقول رأس جبل،كل صفة تختلف باختلاف الإضافة للذوات فلا يجوز أن نقول الله جلّ في علاه له يدان نحن لدينا يدان وليس لله يدان ،فوجود المجاز في الأسماء والصفات باطل،وما عدى ذلك فالأمر أمر لغة،علمًا أن الإمام أبا عبيدة معمر بن المثنى ألّف كتابا مطبوعا في مجلدين سماه مجاز القرآن وكان مراده بالمجاز الغريب ، حينئذ الإختلاف أصبح اختلاف اصطلاحات .
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مئات المواطن من كتبه يرد على من أثبت المجاز وتوسع فيه وبعض الناس يتوهم أن المجاز -يعني هذه اللفظة مجاز -هي من المجاز والصواب أنها ليست من المجاز ، مثل تسأل القريه قالوا القرية لا تسأل فاسألوا اهل القريه،لا هي حقيقة حق وحقيقه مثل الذوق.
شيخ الإسلام له تفصيل طويل في الذوق وأن الذوق لايلزم منه الذوق باللسان فالذوق يكون أيضا يستخدم في غير اللسان استخداما عربيا أصيلا وليس مجاز ولا استعارة ، وهذه مسألة تصبح أقرب منها للغة من كونها من الشريعة .أما أسماء الله تعالى وصفاته؛ فالواجب إثباتها كما هي والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

هل من مسح رأسه الربع على المذهب الحنفي وهو يعتقد المذهب الحنفي هل وضوءه باطل

أولا: ليس مذهب أبي حنيفة الربع، إنما مذهبه الشعرة والشعرتين، والثلاثة تجزئ، وإجزاء الربع هو مذهب الشافعية، والراجح لما قلنا أكثر من مرة، أن الواجب استيعاب جميع الرأس، وهذا مذهب مالك وأحمد، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على شيء من شعره إلا بالعمامة، ومن غير عمامة ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم مسح على جزء من شعره.
 
لكن لو أن رجلاً اعتقد في مسألة مذهباً ما بناءً على الدليل، وأنا اعتقدت خلافه، فليس لي أن أفقه أو أبدعه، فلو مثلاً دعينا على طعام، وقدم على المائدة طعام فيه لحم إبل، وكان معنا إمام مسجد، وهو يعتقد أن أكل لحم الإبل ليس ناقضاً للوضوء فصلى بنا دون أن يتوضأ [فهل نترك الصلاة خلفه] ونقول هو فاسق تارك صلاة يصلي من غير وضوء، لا يجوز هذا، فهو متأول مخطئ، فهذه المسائل ينبغي أن نعتني بها، وننتبه لها، فمراعاة خلاف العلماء من سمات الموفقين، فإن رأيت أخاً لك خالفك في رأي، وهذا الرأي محتمل ، فيكون الأمر بين صواب وخطأ، وراجح ومرجوح، ولا تضلله ولا تفسقه ولا تبدعه، فليس لك ذلك.
 
فلو أن امرأة معروف عنها التقوى والورع والعفاف والصيانة ، زوجت نفسها بنفسها، نؤثمها، لكن لا نقول عنها زانية، إن كانت تعتقد مذهب أبي حنيفة.
 
أما من يلف ويدور ويبحث عن مثل هذه الرخص والخلافات فهذا الذي يُزجر، ويُؤمر، ويُنهى.

السؤال السادس عشر هل العامي مخير في فتوى من يتبعه في المسائل…

الجواب : لا ..العامي ليس بمخيّر ّ ، الله يقول :{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
قال أئمة التحقيق : لمّا جلّ في عُلاه أمرَ من لا يعلم أن يسأل من يعلم ، المُراد أن يقطع عليه الاختيار ! العاميّ لا يُترك في اختياره !
يعني مثلًا في عدّة أقوال ، نختار أي الأقوال أصوب ؟
الإنسان بلغه في مسألة فقهيّة عدة أقوال ، ما هو الصوابُ فيها ؟
إذا تركنا لهُ الخيار فهذا يفتح باب الهوى !
والله أمر من لا يعلم أن يسأل من يعلم حتّى يُبعِد عنه الهوى ، فمنهم من قال يختار القول الأكثر ، ومنهم من قال يختار القول الأثقل ، ومنهم من قال يختار القول الأسهل ، ومنهم من قال يتخيّر ، ومنهم من قال يختار قول الأعلم ..
والصواب أنّ الواجبَ على العبدِ في حالِ جهلهِ وعدم معرفتِهِ في مسألةٍ ما أن يختار قول أعلم من يظنّ في هذا الباب ،، علمًا أن العلوم تتجزأ ، فالصحّابة :
كان معاذ أعلم النّاس في الحلال والحرام ..
وكان زيد بن ثابت أعلم النّاس بالفرائض ..
وكان علي بن أبي طالب أعلم النّاس بالقضاء..
وهذا يُسمّى عند علماء الأصول ، يقولون الاجتهاد يتجزّأ ،، الاجتهاد أبواب ، قد تجد إنسان عالم في المناسك كعطاء !! عطاء كان أعلم من الصحابة في المناسك !
قد يكون عندنا شخص آخر أعلم بالفرائض ، ولا نأخذ منه مناسك. فأنت المطلوب منك أن تتّبع أعلم من تظن في هذا الباب، من هو أعلم من تظن ؟ الواجب عليك أن تتّبعهُ ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?