http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170321-WA0065.mp3الجواب : حقيقة داء العرب ،وهذه عبارة وجدتها للشيخ تقي الدين الهلالي يكررها كثيرا في رسائله ولا سيما لأخيه محمد العربي أبو منصور ، كان دائما يزجره ويقول له إياك أن يصيبك داء العرب اليوم، فداء العرب اليوم الكسل.
اليوم داء العرب الكسل ، داء الناس اليوم الكسل، الناس تشكوا من الوقت وتضيع الوقت ، وللأسف لم أرى زهدا في شيء كزهد الناس في أوقاتهم، الناس يزهدون زهدا ، والله الذي لا اله هو ،أني أخاف الناس وأخاف أن أجتمع معهم ،وأخاف أن أنبسط مخافة أن يصيبني الداء الذي أصاب الناس في تضييع الأوقات ، فبقدر استطاعتي ألجم نفسي أن لا أنبسط مع الناس، وأن لا أنقطع عن كتبي ومكتبتي ، لأن الناس إن رأيت احوالهم تستغرب، جدا ، جل الخير الذي عندهم في العلم خاصة أماني، يحدث نفسه أنه سيكون طالب علم.
طالب العلم اذا ما استفاد من وقته لن يفلح ، لا أقول لا يفلح ولم يفلح وانما اقول لن يفلح .
طالب العلم يمتاز عن غيره ببخله بوقته.
فإذا رأيت طالب العلم بخيلا بوقته فاعلم أنه طالب علم ،وأعلم أنه جاد ،واعلم أنه صادق وإذا رأيت طالب علم يبذل وقته لمن هب ودب ولمن عرج ودرج ،ويمشي مع الناس ويشم الهواء ويروح جاهات ويروح يمين ويروح شمال أعلم انه زاهد في الوقت زاهد في الطلب.
طالب العلم لن يسبق أقرانه ولن يتفوق عليهم إلا بحفظه لوقته، طالب العلم الوقت عنده حياته ،ويعلم حقيقة ما كان يقول الحسن البصري وهو أحسن تعريف حضاري للإنسان، -أسوأ تعريف للإنسان تعريف المناطقة، قالوا الإنسان حيوان ينطق، يقولون الإنسان حيوان يفكر- .
أحسن تعريف حضاري للإنسان قول الحسن البصري قال :
إبن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى يومك ذهب بعضك ، أنت أيام ، هذه الأيام استفد منها ، استفيد من هذه الأيام .
و الله أنا أقول عن نفسي أكثر استفادة استفدتها علما وخلقا وتربية من شيخنا الامام الألباني رحمه الله لكني أكثر ما استفدت من الشيخ رحمه الله تعالى من حرصه على وقته ، الحرص على الوقت لا تعرفه إلا اذا خالطت عالما ، إن خالطت عالما صادقا تعرف أهمية الوقت والحرص على الوقت .
فطالب العلم ينبغي أن يحرص على الوقت .
أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه .
نصف الأسئلة عن الوقت تسأل عن عمرك فيما أفنيت ، وعن شبابك فيما أبليت ، الشباب والعمر ما هذا ؟
الوقت ، ولذا للأسف موضوع الوقت عند كثير من الناس يضيع هدرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري يقول : “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ( الصحة والفراغ )” ، أن تكون صحيحا سليما وأن تكون فارغا والله أنك مغبون، ما معنى مغبون ؟
يعني الشيء الذي ثمنه عشر قروش فتشتريه بعشرة دنانير، أنت مغبون تشتري هذا الشيء، انت عندك صحة وعندك فراغ ولا تصرفها للقرآن ولا للسنة ، وأن تتعلم وتعبد الله تعالى أنت مغبون، إذا ما استفدت من وقتك.
والذي يقرأ تراجم علمائنا يجد عجبا في المحافظة على الوقت .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
التصنيف: أسئلة منهجية
ما رأيكم بقول القائل إن أكثر علماء الأمة أشاعرة وإن اعتقادهم هو الأصح
القول بأن الأشعرية هي الاعتقاد الأصح، فهذه فرية بلا مرية، فالصحابة ماتوا ولم يعرفوا الصفات السلبية والوجودية ولا الجوهر والعرض، ولا الاصطلاحات الفلسفية الحادثة، وكان السلف يقولون: العلم بعلم الكلام جهل، والجهل به علم، وكان الشافعي يقول: حكمي على من ترك الكتاب والسنة وأقبل على كلام الفلاسفة أن يطاف بهم بين القبائل والوديان وأن يرموا بالجريد والنعال ويقال: هذا جزاء من أقبل على علم الكلام وترك الكتاب والسنة.
وعلماء الأمة المزكون الأطهار الأخيار الذين نحبهم ونجلهم هم الذين كانوا في العصور الثلاثة الأولى وهي العصور المفضلة، وهذه العصور كانت موجودة قبل أن يخلق أبو الحسن الأشعري، فأبو الحسن الأشعري توفي سنة 330 هـ ، فهل العلماء الذين كانوا قبله وقد زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان دينهم ناقصاً حتى جاء أبو الحسن الأشعري؟!
وأبو الحسن الأشعري كان معتزلياً ثم لما عرف مذهب أحمد رجع وتاب، وإن كان رجوعه بالجملة وبقي عنده غبش في بعض الجزئيات، ومن كان على شيء ورجع عنه فإنه يرجع رجوعاً جملياً وليس جزئياً، فإن تعلق بعض أتباعه ببعض هذه الجزئيات فلا يجوز لهم من خلالها أن يشككوا في رجوع أبي الحسن، لأن الإنسان يظل إنساناً فيعلق به ما كان يقول به سابقاً، ورجوعه رجوع إلى قواعد كلية، فأبو الحسن الأشعري بريء مما عليه المتأخرون.
وبعض العلماء من مثل النووي وابن حجر تأثروا بكلام الأشاعرة ونقلوه وارتضوه وما كانوا محققين في علم التوحيد، فابن حجر كان محققاً في علم الحديث، والنووي كان محققاً في علم الفقه، ولما حققوا بعض المسائل حققوا ما هو على خلاف الأشاعرة، فالحافظ ابن حجر لما حقق مسألة الصوت لله في الفتح اختار خلاف مذهب الأشاعرة، والنووي في مقدمة المجموع لما حقق أول تكليف واجب على المكلف والأشاعرة يقولون إن أول واجب على المكلف النظر فلما حقق ذلك خطّأ هذا القول، وقال: أول واجب على المكلف النطق بلا إله إلا الله، لأن التوحيد الذي ندعو إليه توحيد فطري، بعيد عن الفلسفة، وعن علم الكلام، فجعل ابن حجر والنووي كالباقلاني والجويني وغيرهم من الأشاعرة الأقحاح المنشغلين بعلم الكلام، البعيدين عن نصوص الوحيين الشريفين، هذا ظلم.
فابن حجر والنووي ما أنشئا تأويلاً، ولا شيئاً جديداً عند الأشعرية، وكل الذي وقع منهم أنهم نقلوا عبارات لمؤلفين قبلهم ولبعض مشايخهم وسكتوا عنها، وفرق بين من جدد في المذهب واخترع فيه وزاد عليه وأنشأ، وبين من نقل بغفلة وعدم تحقيق فالقول بأن ابن حجر والنووي أشاعرة كسائر الأشاعرة هذا خطأ، والقول بأن علماء الأمة أشاعرة ليس بصحيح، فالأمة الطائفة المنصورة موجودة فيها، وهي ما كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدين، والله أنزله كاملاً على قلبه وهذه الاصطلاحات الفلسفية التي عند الأشاعرة ما كانت موجودة، وما كان يعرفها لا أبو بكر ولا عمر، ولا سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سعيد بن المسيب يقول، فيما أسنده إليه ابن عبدالبر: (ما لم يعرفه البدريون فليس من دين الله في شيء)، وأهل بدر ما علموا هذه الأشياء.
وبعض الأشاعرة يريد أن يتلطف مع الصحابة والتابعين فيقولون: ما كان عليه الصحابة أسلم، وما كان عليه المتأخرون أحكم، وهذه شنشنة فارغة، فما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وأحكم، وهو دين الله الذي ارتضاه وأحبه وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم، فالزعم بأن علماء الأمة كلهم أشاعرة هذا كلام من لا يدري ماذا يخرج من بين لحييه، كلام جاهل لا يعرف شيئاً، والله أعلم.