السؤال الرابع عشر متى نطبق مقولة كل يؤخذ من قوله ويرد على من أجاب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161111-WA0012.mp3الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كل ابن آدم خطاء)؛ فكل الناس يؤخذ من قوله ويرد بلا استثناء.
لا يوجد أحد ما يؤخذ من قوله ولا يرد؛ لا يوجد أحد معصوم.
نحن نضلّل من يقول إنَّ علياً معصوم، ونضلل من يقول إن أبا بكر معصوم، ونحن لسنا بكريين ولا علويين ولا عمريين ولا محمديين؛ نحن مسلمون.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
كل يؤخذ من قوله ويرد -كما كان يقول الإمام مالك-.
وإذا أخذت قول رجل -سواءً كان إماماً من أئمة العلم أو شيخاً- وأخذت أقواله كلها على وجه الرضى والقبول ولم تعرض أقواله على قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ضلال.
أنا أحب العلماء وأحترمهم ولكني لا أقدسهم، وكان الإمام أحمد يقول: لا تأخذوا بقول سفيان ولا بقول الأوزاعي ولا بقولي.
والإمام الشافعي كان يقول: إذا وجدتم قولي يخالف حديث النبي صلى الله عليه وسلم فارموا بقولي عرض الحائط.
الإمام مالك كان يقول: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر (وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى كان يقول: يحرم على الرجل أن يقول بما قلنا حتى يعلم من أين أخذناه.
فكان العلماء يربطون الناس بالكتاب والسنة.
دائماً أنا أقول: معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله: لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله، ومعنى محمد رسول الله أي: لا متبوع بحق إلا رسول الله؛ فكما أنه يحرم على الرجل -ومن الكبائر- أن يعبد غير الله فمن الكبائر أن تنزِّل شخصًا أو جهةً ما -كائنة من كانت- بأن تأخذ قولها بالرضى والقبول دون العرض على الكتاب والسنة؛ فهذا خلل في قولك: أشهد أن محمدًا رسول الله. فكل يؤخذ من قوله ويُرد.
لا يوجد أحد يتكلم وكلامه فيه عصمة إلا الشرع، وبالتالي كلٌ يؤخذ من قوله ويُرد.
متى ترد الأقوال كلها؟
متى ظهر لك أن الأمر موافقٌ للصواب -و لو كان من شيطان- فالأصل أن تأخذه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيحين- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ” . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال : ” أما إنه قد كذبك وسيعود ” . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنه سيعود ” . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا هريرة ما فعل أسيرك ؟ ” قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال : ” أما إنه قد كذبك وسيعود ” . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما فعل أسيرك ؟ ” قلت : زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيلهقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال ” . يا أبا هريرة قال لا قال : ” ذاك شيطان ” . في رواية قال: لما رآني النبي صلى الله عليه وسلم ضحك فقال: ما فعل أسيرك البارحة؟ (أطلع الله نبيه على قصة أبي هريرة قبل أن يخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم)
الشاهد من القصة: لما قصَّ عليه أبو هريرة الخبر قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: (صدقك وهو كذوب)؛ من الذي صدقك؟ الشيطان، فالشيطان إذا قال صواباً أخذناه.
نحن عندنا مقياس، والمقياس الذي بين أيدينا: الكتاب والسنة، فما وافقه أخذناه وإن قال به من نبغضه ومن لا نحبه، فإن قال كتاب وسنة فنأخذه، وإن خالف الحبيب لقلوبنا الكتاب والسنة رددنا كلامه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي

السؤال الأول أخ يسأل فيقول أسأل عن قول اختلاف العلماء رحمة هناك من…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161114-WA0010.mp3الجواب : أولا إخواني المستند لمثل هذه المقولة النقلي لم يثبت .
اختلاف أمتي رحمة حديث لا أصل.له لم يثبت ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم الخلاف قسمان :
1 – خلاف مباح على تعبير ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما .
2 – خلاف غير مباح وعلى تعبير ابن قتيبه الدينوري ( خلاف تنوع وخلاف تضاد) ، فأول من قال هذه المقولة ابن قتيبة أديب أهل السنّة ، وأشهرها شيخ الاسلام ابن تيمية.
فاختلاف التنوع أو اختلاف المباح رحمه مثل :
أدعية الاستفتاح الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من دعاء في الاستفتاح اكثر من ذكر في الركوع اكثر من ذكر في سجود اكثر من دعاء في دخول المسجد فأيما قلت فالحمد لله الاختلاف في هذا الباب محمود وليس بمذموم .
أما أن يقال في اختلاف الأمة بإطلاق رحمه فهذه زندقه ، خلاف الأمة بالعامة ، يعني يوجد خلاف بين المسلمين والنصارى ، وإذا قلنا كله هذا رحمة هذه زندقه .
فالخلاف الذي هو رحمة هذا النوع أولا (المباح أو التنوع)
هل فقط هذا النوع ؟
لا ، هناك نوع مهم ، وطالب العلم ينبغي أن ينتبه له ، صح عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وعمر بن عبد العزيز رحمهما الله تعالى ، أنهما قالا : ما أحب لو أن لي كذا وكذا ولم يختلف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان يحب خلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
الشاطبي له كلام جميل في الموضوع فقال : كانو يحبون الخلاف لأن الصحابة فتحوا لنا هذا الباب ، ولو أن الصحابة ما اختلفوا وبقيت أقوالهم على قول رجل واحد ،فاختلفنا بعدهم لهلكنا .
فكانوا لا يحبون أن يجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هذا مدحا للخلاف ، وإنما هذا رحمة بالأمة ، المسائل فيها خلاف مستساغ من غير الممكن أن يكون هنالك إتفاق لكل الأقوال .
لذالك إنتبه معي، العقول مختلفة ، والنصوص الشرعية ليست كلها قطعية، سواء في الثبوت أو في الدلالة ، ما دامت النصوص الشرعية ليست قطعية في دلالتها وليست قطعية في ثبوتها ، فلا بد أن يوجد من علماء الأمة من يصحح الحديث وآخر يضعف ، فالذي يصحح يبني عليه أحكام والذي يضعف يبني عليه أحكام ، فلابد أن تجد من يفهم الحديث أو الآية على نحو ، الآيات كلها قطعية الثبوت لكنها ظنية الدلالة ، ليست كل الآيات في القرآن الكريم تفهم على وجه واحد
لذا قال من قال وهذه المقولة، قالها ( محمد رشيد رضا ) الذي كان شيخنا الألباني الله رحمه يقول عنه : *عرفت السلفية* منه ، وتلقفها منه ( حسن البنا ) وطيرها وأشهرها ، وأتباعه اليوم يرددونها بلا معنى إلا من رحم الله منهم ، يقولون : ( *نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه* ) ، هذه المقولة ليست صحيحة هكذا ، لكن نقول يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فيما له وجه ، وليس كل خلاف يعذر بعضنا بعضا فيه ، ففي خلاف بينا وبين الشيعة .
وهناك خلاف بيننا نحن أهل السنة شاذ يخالف النصوص، فالعلماء مع مضي الزمن ظهر عندهم أن هناك اختلاف شاذ غير مقبول ، فليس كل خلاف يعذر بعضنا بعضا فيه .
الواجب عند وجود الخلاف أن نرجع إلى أصولنا وقواعد استدلالنا ، وأن نجفف الخلاف، وأن نزيله ، أو نقلله أو نخفف آثاره قدر استطاعتنا .
ومن القبح والجهل والظلم أن نستدل بالخلاف ، أي أن يصبح الخلاف دليلا .
كثير من المشايخ للأسف لما يصل عنده سؤال ماذا يقول ؟
يقول المسألة فيها خلاف.
ماذا يعني قولك في المسألة خلاف ؟
أنت ذكرت هذا وصفا أم ذكرت هذا استدلالا ، إذا ذكرته وصفا فكلامك صحيح، أما إذا ذكرته استدلالا فما هو الصواب ؟
إذا اجتهد الحاكم وأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ، فالصواب واحد وليست اثنان .
فعند الخلاف الواجب أن نقف عند الصواب ، و الواجب أن نحرر الخلاف ، وأن نتخلص من دواعي الهوى ، وأن نستجيب لأمر المولى ، وأن نجهد في أن نحرر الخلاف على وفق ما يحب الله تعالى ويرضاه .
لذا اختلاف أمتي رحمة يعني أنه يوجد خلاف ،الحمد لله من قبلنا اختلفوا، فنحن نختلف، ولكن من سمات أهل السنة وسمات أهل الحديث فيما ذكر أئمة الهدى أن التطابق و التشابه بينهم كثير.
أكثر من بينهم تشابه وتطابق من هم ؟
أهل الدليل ، بينهم تطابق ، بينهم تشابه ، بينهم تماثل ، لا يلزم أن أكون نسخه عن شيخي ، لا يلزم بكل ما قاله شيخي ان آخذ به ، أنا لست متعصبا لأحد ، أنا متبع لمنهج ، و أنا متبع للدليل ، فحينئذ إذا خالفت غيري من الاشياخ ممن أحب سواء كانوا مشايخي أو اقراني أو خالفني تلميذي فانشرح صدره لقول غير قولي ولكن وفق منهج منضبط فحينئذ الخلاف الذي له وجه حينئذ نقول يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فيما له وجه .
هذا جوابي على هذا السؤال ، وجزى الله خيرا الأخ السائل ، وهذه الأمور كليات لا ينبغي أن تغيب عنا وينبغي أن تبقى معنا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي

هل يسن الدعاء عند ختم القرآن وهل الأثر المروي عن أنس في ذلك صحيح

نعم؛ ثبت في جملة آثار أن لخاتم القرآن دعوة مستجابة وكان أنس بن مالك كما ورد في سند سعيد بن منصور إن ختم القرآن جمع زوجه وأهل بيته ودعا، وكانت زوجته وأهل بيته يؤمنون فلا حرج في ذلك .
 
أما الدعاء الطويل الذي يقال في الصلوات فلا أصل له في السنة ولا من فعل سلف الأمة، وكذلك كتاب “دعاء ختم القرآن” المنسوب لابن تيمية فهو كذب وافتراء عليه .
 
وكذلك لا داعي للتلحين في الدعاء، يُدْعَى بدعاء كالمعتاد ، والله أعلم .

الإسلام دائما منتصر

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161204-WA0014.mp3إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله .
أما بعد . . .
قالوا : انهزم المسلمون في أحد .
قُلت : انتصر الإسلام في أحد وانهزم المسلمون .
قالوا : انهزم الإسلام في سوريا .
قُلت : انتصر الإسلام في سوريا وانهزم المسلمون.
الشعوب والحضارات تُعرف بقيمها وأخلاقها وممارساتها إبانَ قوتها.
إذا أردت أن تعرف خُلق شعبٍ فافحصه في وقت قوته ، وفي وقت تملّكه رقاب الناس .
فإن التاريخ يشهد ، والناس لا ينسون،وسنة الله تعالى قاضية في التدافع أنَّ الأمر للإسلام ، وأنَّ الأمر للعدل .
فدولة الظلم لا بُدَّ أن تزول ، الظالم لا يبقى؛فالله جل في علاه يقول : لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . البقرة (124)
ما الفرق بين الظالمين والظالمون ؟
لَا يَنَالُ عَهْدِيَ الظَّالِمِينَ سُنة .
القرآن ينبغي ويجب علينا أن نقرأه قراءة سُننية على أنه قواعدٍ حاكمة .
لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ، الظالمين مفعول به ، والعهد فاعل ، فلا يمكن لظالم أن ينال عهد الله عز وجل .
الذهن يسبق إليه أن تكون الآية لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِون ، لكن الأمر ليس كذلك ، وفي هذا إشارة أن عهد الله عز وجل لا يوضع إلا في العادل .
ولذا قال شيخ الإسلام وغيره من علماء الاجتماع : (( دولة الظالم ساعة ولو كان مسلمَ ، و دولة العادل إلى قيام الساعة وإن كان كافرَ )) .
فالذي نراه مؤلم ، لكن في طيَّاته الأمل ، وما يعانيه المسلمين إشارة إلى أخلاقهم ، و إشارة إلى ممارساتهم .
نتحدى الباحثين والمطلعين من المنصفين الذين يعتمدون الطرق العلمية القائمة على ( *إذا كُنت مدعياً فالدليل ، وإذا كُنت ناقلاً فالصحة ، فأصول العلم يحكمها هذين الأمرين*)
نتحدى علماء الأمة في جميع مجالات الحياة أن ينظروا إلى تاريخ المسلمين في أوج عزتهم وقوتهم ، وتملكهم بالنصر المبين في معاركهم مع سائر أعدائهم كيف كانت معاملاتهم؟ .
بتنا وأصبحنا نتمنى لو أن الكافرين يعاملون إخواننا في سوريا بعامة وفي حلب بخاصة كما كنا نعامل العبيد .
يا ليتنا نجد هذا ، يا ليت نجد أنهم يعاملون المسلمين كما كنا نحن نعامل العبيد .
((*الشيخ محمد أمين الشنقيطي*)) رحمه الله في آخر حياته ، وقد كان مدرساً في المسجد النبوي،وكان عنده عبدًا، أعتق عبده ، فأصبح العبد يبكي ويتمنى أن يبقى عنده ويرجوه أن لا يُعتقه .
النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نُطعم عبيدنا مما نأكل ، وأن نكسوهم مما نلبس.
*نتمنى لو أن الكفار يعاملون المسلمين كما يعاملون كلابهم في البيوت*.
طبعاً الحضارة لا قيِم له ، الحضارة عندهم الأب يؤخذ من البيت ويرمى في مساكن العجزة ويؤتى بدلاً منه بكلب ، يُطعم ، ويسقى ، ويدلل ، ويرغد ، ولا حول ولاقوة إلا بالله .
لفتة مكلوم أحببت أن أقولها لئلا نيأس ، ولا يجوز لنا أن نيأس ، ولكن لله سُنن ، ولله حِكم؛فهذه الحكم مدهشة ، وله أنوار قد تخفى على عيون الخفافيش ، لكن الذين يقرؤون كتاب الله ويسبرون سُنن الله تعالى في الشعوب والأمم يعلمون أن في هذا الشر خيراً عظيماً ، وأن هذا الشر يحوي قواعد ينبغي أن يُنظر إليها من جذورها؛ فينبغي أن نُزيل الأتربة عن الجذور ، وأن نتفحص الأصول والجذور ، وألا ننظر فقط إلى الألم ، فإن الطبيب الحاذق يضطر أن يعمل الألم الشديد ، وأحياناً البتر ، وأحياناً الشّق في بطن المريض أو بدنه ليقع له الشفاء ، فلله حِكمٌ عظيمة .
وعلينا أن نعلم أننا أُمة نقل ، وأن النقل الذي بين أيدينا يقضي بأن يكون الأمر لصالح الإسلام ، وأن يكون انتشار الإسلام كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من بلاد الشام .
فبلاد الشام على الرغم مما تعاني إلا أن لله عز وجل فيها سُنة ، وسُنة الله قاضية حاكمة لا يمكن أن تكون مقضياً عليها ، محكوماً عليها ، *كيف ذلك؟*
*هذا تدبير الله عز وجل ، المهم أن ننصر الله فيما نستطيع ، وأن نقيم دين الله فيما نستطيع ليكرمنا ربنا من خلال ما نستطيع للوصول إلى ما لا نستطيع*.
مجلس فتاوى الجمعة
3 ربيع الأول 1438 هجري
2 – 12 – 2016 إفرنجي
رابط الكلمة :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍.✍?

هل كلمة مثواه الأخير وقدس الله ثراه أو طيب الله ثراه جائزة

كلمة مثواه الأخير التي تقال في نشرة أخبار الموتى، فيقال انتقل فلان إلى مثواه الأخير، أي القبر، هذا فيه إلحاد وإنكار البعث والجنة والنار، فليس مثوى الإنسان الأخير القبر، فهي عبارة ليست بصحيحة.
أما طيب الله ثرى فلان، وما شابه هذا دعاء لأن يطيب الله عز وجل وأن يقدس ويطهر من وجد في هذا المكان، ولا أرى في هذه العبارات فيها تجوز ومجاوزة، والله أعلم.

هل ما يتوارد على ألسنة الناس أن رجلان قدما من الشام فأخبر أحدهما عن الصلاح…

تعبت في البحث عنه، فلم أجد له أصلاً، رغم أن كثير من العوام يتناقلوه، ولا أظنه إلا أنه مكذوب ويحرم على الرجل أن يقوله حتى يتيقن من أن النبي قد قاله، وهو جزماً ليس موجوداً في الكتب المشهورة، كالكتب التسعة وغير موجود أيضاً في المعاجم المشهورة، ولا المسانيد المشهورة، وقد مر بالأحاديث الغريبة في بطون كتب الأدب والتاريخ فلم أظفر به، مع أن هذه الكتب هي فطنة الأحاديث الغريبة، ولا أظنه إلا مكذوباً، والله أعلم.

ما صحة حديث الدنيا جيفة وطلابها كلاب

هذا الحديث موضوع وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو قيل لا أصل له لكان أجود، وبعد بحث وفتش وجدت بأسانيد ضعيفة جداً ومنقطعة عن علي عند أبي الشيخ مثلاً أنه قال: (الدنيا جيفة وطلابها كلاب)، وعند أبي نعيم عن يوسف بن أسباط قال: قال علي: (الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب) وهذا أيضاً لم يثبت من علي، فلم تثبت هذه المقولة لا في المرفوع ولا في الموقوف.
والدنيا جيفة إن أشغلت عن الآخرة، وما أحسن الدين والدنيا إن اجتمعا، والعاقل يأخذ نصيبه من الدنيا، ويوظف حظه منها فيما يعود عليه بنفع في الآخرة، فإنها ممر للآخرة، أما احتقار الدنيا والنظر لها بمنظار أسود فهذا ليس بحسن، والصحابة أخذوا منها نصيبهم بالحلال، وتقووا فيه على طاعة الله عز وجل.

ما صحة هذا القول إذا كان هناك شخص تارك للصلاة فلا تنزل الشفاعة على أربعين…

هذا القول ليس بصحيح ويحتاج إلى دليل، وهذه تخالف قول الله عز وجل: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وهذا من خرافات الناس، وما أنزل الله بها من سلطان، فما لم يرد دليل فهي خرافة.