السؤال : كثير من الناس يقول عن نفسه أنه مسكين. هل صح حديث (اللهم اني مسكين) ؟
الجواب : تكلم عليه تاج الدين السبكي طويلا، اللهم أحييني مسكيناً. المسكين الفقير إلى الله ؛ فمن قال أنا مسكين ليتكثر وهو يعلم أنه ليس بكذلك، فهذا داخل في الحديث «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالرَّجُلِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مزعة لحم”.
فكلمة مسكين يراد بها الافتقار إلى الله. فإن كان غنيا في ماله وهو مفتقر لربه فقال إني مسكين فقوله إني مسكين لا يحل له المسألة والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد✍️✍️
السؤال:
شيخنا، أنت قلت أن تعطي المسكين حتى يشبع خير من أن تعطيه اللقمة واللقمتين، فهل يصح ” إذا أطعمت فأشبعْ “؟
الجواب:
ليس هذا حديثا، وإنما هذا من وصف عمر رضي الله عنه، كان عمر رضي الله عنه إذا ضرب أوجع، وإذا قال أسمع، وإذا أطعم أشبع، فهذه مواصفات ثلاثة لعمر رضي الله تعالى عنه، فكان عمر إذا أطعم أشبع.✍️✍️
السؤال:
هل الكلام عن جميع المال، الأصول وغيرها، أو ما يخرج عنها؟
الجواب:
ما هو المال؟
كل شيء محترم شرعاً لا يصادم نصا، فهو مال. بعض الناس ماله الله يعزكم زبل. زبل مال كل شيء، كل شيء له قيمة في أعراف الناس ولا يصادم نص فهو مال.
لذا الحافظ بن حجر في الفتح لما قال عن المال قال هو الساكت الناطق. الساكت الأرض والعمارات. والناطق البهائم أجلكم الله. فمن تصدق بجميع ماله أي كل ما له قيمة. لو تصدقت بشيء وبقيت لك أشياء لا حرج. واحد لو تصدق بجميع ما في جيبه وفي جيبه مائة دينار، وعنده مئات الألوف. هذا تصدق بجميع ماله؟. هذا تصدق بشيء قليل. المراد في الباب الخروج من جميع ما تملك، تخرج من كل ما تملك، هذا هو المراد، واحد عنده دنانير وعنده دراهم وعنده دولارات وعنده عقار هذا كله مال فلو أخرج صنفاً من هذه الأصناف فهو لم يتصدق بجميع ماله.
وهذا السؤال: سمعت أن رجلاً تصدق بماله جميع الذي كان في جيبه في المسجد عند الإعلان عن الصدقة. ثم قال ليس لي من المال إلا ما في جيبي؟ فإذا المال ما وصل إلى شخص معين فيرد إليه.
الهبة عقد اختياري وليس بلازم. ومن وهب شيئاً فلا يجوز الرجوع في هبته إلا الوالد لولده. كما ثبت في صحيح الإمام البخاري (العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده) فإذا أعطاها في الوكالة في الصدقة ترد. أما إذا وصلت إلى فقير فليس لك أن تستردها مع الإثم.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول من سرق من الغنائم لا تقطع يده والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهيد سرق شملة من الغنائم وتشتعل عليه في قبره.
الجواب:
أين الإشكال؟
طالب العلم يدقق في ألفاظه ويدقق في سؤاله.
تشتعل في قبره لكن هل الاشتعال في القبر مع عدم قطع اليد خبران متناقضان أم أنهما غير متناقضين؟ من سرق من غنيمة لا تقطع يده ومع عدم قطع يده فهو معذب فيها، أنا ما قلت لا تقطع يده يعني ليس آثما، أنت فهمتني من قولي أنه لا تقطع يده أنه ليس بآثم فأنا ما أردت هذا ولا كلامي يشير إلى ذلك ولا في أي دلالة من الدلالات، لذا حتم لازم على طالب العلم أن يتعلم الدلالات، لو كان لي ولد وأردت أن أفقهه فسأقيده وأمده من رجليه وأقول له لا أفك قيدك حتى تفهم الدلالات، إذا ما فهمت الدلالات فأنت لست بطالب علم، وهو من أهنئ المباحث، فاستشكلت شيئا لا إشكال فيه! وهذه مشكلتنا مع إخواننا الذين لا يفهمون الكلام فجميع الذين يشوشون ويتكلمون لا يفهمون أصلا، فهو ما فهم بالتالي فبعدم فهمه طبعا سيشوش عليك، فأنا ما أقول أن الذي يسرق لا يأثم حتى تقول لي أنه تُشعل عليه النار يوم القيامة، أنا قلت لا تقطع يده لأنه له فيها شبهةملك.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول: إذا أعرضت عن السائل بعد المرة الثالثة، ولكنه كان صاحب حاجة وليس لديه ما يقوته.
الجواب:
أنت يا أيها المعطي عرفت أن هذا محتاجًا فأنفقت عليه الأولى والثانية والثالثة، فما ينبغي له ان تسأل.
أنت تعلم أنه يعلم أنك محتاج فإما أن يعطيك وإما أن لا يعطيك، إن أعطاك لا يعطيك خجلًا ولا يعطيك بعد إلحاح وسؤال، فإن أعطاك بعد هذا فلا بركة لك في المال، علم أنك فقير فما تسأل وعود نفسك أن لا تسأل، بعض السُّؤَال كل يوم يبعث لك رسالة كل يوم يبعث رسالة وأنت أعطيته مرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة ومرة، وكل يوم في عطاء، فهذه أصبحت مهنة! هذه مهنة! العطاء يشترط أن يكون عند الحاجة، الحاجة تتفاوت بين إنسان وآخر، فبعض الناس لا عمل له لا عمل له، يتصل بالهاتف ويعرف عشرين أو ثلاثين واحد، والعشرين أو ثلاثين واحد يشبعهم رسائل، وإذا ما أخذ من هذا يأخذ من هذا ، أنا أتكلم عن واقع أتكلم عن أشخاص معروفين أعرفهم، فبعد المرة الثالثة لا تسأل هو علم أنك محتاج فإن شاء أعطى وإن شاء منع، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع حكيم أعطاه مرة ومرة ومرة الرابعة فهمه وأعلمه، كحالي الآن ولا أتكلم أسأل التوفيق لي ولكم .✍️✍️
السؤال:
كيف نفرق بين أن تمنع السائل بعد ثلاث وبين قول الله عز وجل {وأما السائل فلا تنهر}؟
الجواب:
هل هذا السؤال فيه تعارض؟
هذا ليس تعارض.
من أين جاءك التعارض؟
الله يقول “وأما السائل فلا تنهر”.
ما تنهره.
والحديث قال أن تمنعه من العطاء في الثالثة، ففي منع العطاء بعد الثالثة وبعد العاشرة وبعد المائة لا تنهر، فلا تنهر شيء وعدم العطاء شيء، فلا تعارض، لو إخواننا يفهمون الدلالات
ففهم الدلالات يجعلك تفهم المراد على وجه الصحيح ولا تقع في هذه الإشكالات، جميع هذه الإشكالات سببها عدم الفهم الدقيق، عدم الفهم من نهي الله عن “فلا تنهر” غير أن لا تعطيه، فبعد الثالثة تمنعه، لكن النهر لا يكون بعد الثالثة ولا بعد العاشرة وهكذا فلا تنهره، لا تنهره.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل فيقول شيخنا وفقك الله لكل خير.
اللهم آمين وإياك والسامعين.
وضح لنا كيف نجمع بين اليد المتعففة وقبول الهدية وقبول الطعام؟
الجواب:
إن أخذته من غير استشراف نفس خذه، خذ الهدية وخذ العطية والهدية وما شابه، إن أخذته بسخاوة نفس كما في البخاري من حديث حكيم بن حزام “ونفسك سخية” لا تتطلبه ولا تلح على السائل ولا تستجديه وتحفظ ماء وجهك وتصونه فخذ، أما إذا بذلت ماء وجهك و ألححت في السؤال فلا يبارك لك في الأخذ، فمتى أخذت خذ إذا جاءك المال من غير استشراف نفس.✍️✍️
السؤال:
شيخنا زادك الله من فضله، هل من توجيه فيمن يبقى يلاحق من يوزعون الطعام في هذا المسجد وفي غيره، فبعضهم يستكثر، فيأخذ نصيبه و نصيب غيره، بل رأيت بعضهم من يأخذ لبيته، فهل هذا يدخل في اليد السائلة؟
الجواب:
نعم، لكن حكم الأخذ يختلف ممن يأخذ من هذا الطعام لبيته وهو فقير ولا يجد و بين من يريد الاستكثار وهو في غنى عنه، شريطة ان يكون الواقف لهذا الطعام يأذن، فاذا كان الواقف يقول هذا الطعام فقط للصائمين في هذا الدرس، فلا يجوز لك أن تحمل شيئا لبيتك، وأما إن أذن فلا حرج أن تأخذ فتأكل فتفطر في هذا المسجد، ثم أن تخص شيئا من الأخذ لأن تطعم أهلك إن كانوا فقراء.✍️✍️
الجواب:
المتعفف يعطى ولا يقبل.
المتعفف رجل يعطيه وهو محتاج و لكن حاجته ليست شديدة، فلو أنه ما أخذ لا يهلك، فيتعفف ولا يأخذ، فهذا المتعفف خير من الآخذ من غير سؤال، و الآخذ من غير سؤال خير من الآخذ بسؤال، فالتعفف أن تعطى ولا تقبل، لا تأخذ.✍️✍️