الجواب:
التزم مالا للإصلاح بين الناس مخافة أن تسفك الدماء من دية أو من دفع مبلغ لاعتداء، فإن لم يقع الصلح بين قبيلتين فسيقتل بعضهم بعضا، فيقوم رجل صاحب شأن وله منزلة بين الناس، فيصالحهم أن يدفع لهم مبلغا، فيجوز له أن يطلب هذا المال من مال الزكاة، وليس من ماله، فإن دفع من ماله فهو جزء من زكاة ماله، يعني قال أنا أدفع لكم عشرة ألاف دينار مثلا اتفقوا على الصلح عشرة ألاف دينار له أن يطلب العشرة ألاف دينار يطلبها من الناس، وكل من يدفع يحسبها من زكاة ماله، وهو إن شارك في جزء منه مثلا دفع خمسمائة دينار هذه الخمسمائة دينار زكاة ماله، وإنما هذا من الغارمين، فله أن يأخذ العشرة ألاف التي التزم بها لقبيلة للإصلاح بين الناس له أن يأخذها، فقوله تحملت حمالة تحملت التزمت، الزمت نفسي أمام الناس بمبلغ مقداره كذا وكذا وأنا لا أستطيعه، فأريد منك يا رسول الله هذا المبلغ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أمكث في المدينة وابق في المدينة حتى تأتينا الصدقات زكوات الإبل ونعطيك منها، طبعا سيعطيه إبل ليس نقدا بل هو التزم المبلغ ليس نقدا ما تظنون أن الالتزام بالنقد، النقد كان شحيحا في ذلك الوقت، مثلا التزم بمئة رأس من الإبل أقل أو أكثر أو الغنم او البقر ولكن أعلى المال وأنفسه هو زكاة الإبل، فيأخذ هذه الإبل التي جاءت من الصدقات من أصحابها أصحاب الإبل بالمعايير التي ذكرناها سابقا كيف تكون زكاة الإبل ، فالمجموع الذي هو التزمه يأخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفعها للقبيلة، والقبيلة فيما بينهم يُقسمون هذا المال لهم، إياك أن ينصرف ذهنك إلى المال في كل حديث ورد فيه التزاما ماليا، فالمال قليل في ذاك الزمن.✍️✍️
السؤال:
إذا سأل الولد أباه وألح عليه هل هذا يجعل المال للإبن حرام؟
الجواب:
الأصل في الوالد أن ينفق على ولده وزوجه بالمعروف.
والمعروف هو ما تعارف عليه الناس من النفقة.
فليس الأمير ابن الملك نفقته كنفقة الغني، وليس نفقة الغني كنفقة الفقير، والواجب على الأب أن ينفق على ابنه بالمستوى الذي هو فيه من غير اجحاف ولا اسراف، فإذا ألح الولد على والده بالنفقة، وهو ممن تحت رعاية أبيه وليس مكتسبا فليس بحرام، لكن شريطة أن يطلب ما هو متعارف عليه لمثله.
كإبن عمه مثلا ممن يعيشوا معيشة أبيه وما شابه فهذا ليس بحرام لأن هذا واجب.✍️✍️
السؤال:
هل يشترط فيمن تحمل حمالة أن تأتي على ماله ثم يسأل؟
الجواب:
لا، لا يلزم أن تأتي على جميع ماله، هذا أداة تنفيذ فقط، الذي تحمل أداة تنفيذ، أداة أمينة، أداة لها مكانة، والناس كلهم مجمعون على فضله، وعلى مكانته، وعلى أمانته، فهو إن دفع يحسبها من زكاة ماله، وليس له أن يدفع، لكن ليس له أن يخون، يجب عليه بمقدار ما أخذ أن يدفع، وإذا استوفى الأخذ في هذه الحمالة لا يجوز له أن يطلب شيئا زائدا عنها، فمتى استوفى المبلغ رده لأصحابه، فإن شارك هو فيحسب مشاركته من زكاة ماله.✍️✍️
السؤال:
رجل يتصدق من ماله لكنه لا يصلي، هل يؤجر على هذه الصدقة؟
الجواب:
هل هذا الرجل الذي يتصدق ولا يزكي هل هو مخلص؟
الذي يزكى من غير إخلاص لا يُقبل منه.
وأنًّا لرجل لا يصلي أن يستحضر الإخلاص.
لو قال قائل هو مخلص، يأتي السؤال الثاني.
هل تارك الصلاة مسلم أم كافر؟
الذي قررناه مرات وكرات أن تارك الصلاة المعترف بها ليس بكافر، تارك الصلاة المعترف بفرضيتها ليس بكافر، وأما إن أنكر الصلاة فهذا كافر لا يقبل له شيء.
فواحد قال هذه الصلاة ليسا لنا هذه للفقراء، هذه الصلاة للقوم السابقين وهي مسألة قديمة وانتهت فهذا كافر والعياذ بالله، من أنكر الصلاة، وأما من أقر بها وتهاون فيها فليس بكافر.
✍️✍️
السؤال:
أنا إمام مسجد و أجد حرجا شديدا من كثرة الذين يسألون في غالب الصلوات، وما أكاد أُسلم من الصلاة حتى يقوم أحدهم ويسأل الناس، هل أمنعهم؟
الجواب:
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} أخشى ان تدخل في هذا الموضوع، إذا كنت تعرفه صادقاً فكن وسيلةً لسد حاجته، أما لا تنهر السائل ولا تعطيه إلا إن تأكدت من حاجته، فإن أعطيته الشيء القليل وأنت لم تتأكد فلا حرج فالإثم عليه، في موضوع الصدقة الإثم على الآخذ المتكثر وليس المحتاج، وأما المحتاج فيجوز للمحتاج سؤال الناس .✍️✍️
السؤال:
أخ يقول: شيخنا أحسن الله إليك اليوم في زماننا هذا طلاب العلم الأغلب في حاجة إلى المال، فهل من نصيحة لإخواننا أصحاب الأموال في الحث على الصدقات؟
الجواب:
أنا أرى أن الصدقات أحسن ما تكون في بابين:
الباب الأول الزواج والباب الثاني في طلب العلم، أن تعطي طالبا عفيفا فقيرا وتعينه على الطلب أو أن تُزوج شابا عفيفا فتعفه بزوجة صالحة فهذا من أنفع أسباب الصدقة الجارية، فكلاهما صدقة جارية، ويجوز إن كانا فقيرين هذين الصنفين أن تجعل هذا من مصارف الزكاة.
وتبين لكم فيما مضى الفرق بين الفقير والمسكين وأن الفقير أسوأ حالا من المسكين على القول الراجح على ما قاله الشافعي، فالمسكين له حرفة والفقير ليس له حرفة.✍️✍️
السؤال : كثير من الناس يقول عن نفسه أنه مسكين. هل صح حديث (اللهم اني مسكين) ؟
الجواب : تكلم عليه تاج الدين السبكي طويلا، اللهم أحييني مسكيناً. المسكين الفقير إلى الله ؛ فمن قال أنا مسكين ليتكثر وهو يعلم أنه ليس بكذلك، فهذا داخل في الحديث «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالرَّجُلِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مزعة لحم”.
فكلمة مسكين يراد بها الافتقار إلى الله. فإن كان غنيا في ماله وهو مفتقر لربه فقال إني مسكين فقوله إني مسكين لا يحل له المسألة والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد✍️✍️
السؤال:
شيخنا، أنت قلت أن تعطي المسكين حتى يشبع خير من أن تعطيه اللقمة واللقمتين، فهل يصح ” إذا أطعمت فأشبعْ “؟
الجواب:
ليس هذا حديثا، وإنما هذا من وصف عمر رضي الله عنه، كان عمر رضي الله عنه إذا ضرب أوجع، وإذا قال أسمع، وإذا أطعم أشبع، فهذه مواصفات ثلاثة لعمر رضي الله تعالى عنه، فكان عمر إذا أطعم أشبع.✍️✍️
السؤال:
هل الكلام عن جميع المال، الأصول وغيرها، أو ما يخرج عنها؟
الجواب:
ما هو المال؟
كل شيء محترم شرعاً لا يصادم نصا، فهو مال. بعض الناس ماله الله يعزكم زبل. زبل مال كل شيء، كل شيء له قيمة في أعراف الناس ولا يصادم نص فهو مال.
لذا الحافظ بن حجر في الفتح لما قال عن المال قال هو الساكت الناطق. الساكت الأرض والعمارات. والناطق البهائم أجلكم الله. فمن تصدق بجميع ماله أي كل ما له قيمة. لو تصدقت بشيء وبقيت لك أشياء لا حرج. واحد لو تصدق بجميع ما في جيبه وفي جيبه مائة دينار، وعنده مئات الألوف. هذا تصدق بجميع ماله؟. هذا تصدق بشيء قليل. المراد في الباب الخروج من جميع ما تملك، تخرج من كل ما تملك، هذا هو المراد، واحد عنده دنانير وعنده دراهم وعنده دولارات وعنده عقار هذا كله مال فلو أخرج صنفاً من هذه الأصناف فهو لم يتصدق بجميع ماله.
وهذا السؤال: سمعت أن رجلاً تصدق بماله جميع الذي كان في جيبه في المسجد عند الإعلان عن الصدقة. ثم قال ليس لي من المال إلا ما في جيبي؟ فإذا المال ما وصل إلى شخص معين فيرد إليه.
الهبة عقد اختياري وليس بلازم. ومن وهب شيئاً فلا يجوز الرجوع في هبته إلا الوالد لولده. كما ثبت في صحيح الإمام البخاري (العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، إلا الوالد لولده) فإذا أعطاها في الوكالة في الصدقة ترد. أما إذا وصلت إلى فقير فليس لك أن تستردها مع الإثم.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول من سرق من الغنائم لا تقطع يده والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهيد سرق شملة من الغنائم وتشتعل عليه في قبره.
الجواب:
أين الإشكال؟
طالب العلم يدقق في ألفاظه ويدقق في سؤاله.
تشتعل في قبره لكن هل الاشتعال في القبر مع عدم قطع اليد خبران متناقضان أم أنهما غير متناقضين؟ من سرق من غنيمة لا تقطع يده ومع عدم قطع يده فهو معذب فيها، أنا ما قلت لا تقطع يده يعني ليس آثما، أنت فهمتني من قولي أنه لا تقطع يده أنه ليس بآثم فأنا ما أردت هذا ولا كلامي يشير إلى ذلك ولا في أي دلالة من الدلالات، لذا حتم لازم على طالب العلم أن يتعلم الدلالات، لو كان لي ولد وأردت أن أفقهه فسأقيده وأمده من رجليه وأقول له لا أفك قيدك حتى تفهم الدلالات، إذا ما فهمت الدلالات فأنت لست بطالب علم، وهو من أهنئ المباحث، فاستشكلت شيئا لا إشكال فيه! وهذه مشكلتنا مع إخواننا الذين لا يفهمون الكلام فجميع الذين يشوشون ويتكلمون لا يفهمون أصلا، فهو ما فهم بالتالي فبعدم فهمه طبعا سيشوش عليك، فأنا ما أقول أن الذي يسرق لا يأثم حتى تقول لي أنه تُشعل عليه النار يوم القيامة، أنا قلت لا تقطع يده لأنه له فيها شبهةملك.✍️✍️