الجواب:
الأحاديث الكثيرة التي وردت في صلاة الشروق وأعني الجلوس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحاديث كثيرة.
ورد فيها أحاديث كثير من أصحها ما تعلمناه ودرسناه في شرحنا على صحيح مسلم حديث جابر بن سمرة فأخرج مسلم في صحيحه بسنده إلى جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بعد الفجر متربعا يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ولم يذكر إلا هذا.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بعد الفجر حتى تطلع الشمس جالسا متربعا.
خارج مسلم في أحاديث حسنة وكثيرة ( من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين كتبت له حجة وعمرة تامة تامة تامة) في رواية صحيحة قال (ثم قام فصلى ركعتين سِبحة الضحى) أو (سُبحة الضحى).
فسبحة الضحى هي صلاة الشروق ولا يوجد صلاة اسمها شروق ؛ أما سبحة الضحى وهي أول وقت الضحى لما تكون الشمس بمقدار ميلين في السماء فهذه هي الصلاة التي يقول عنها الناس صلاة الشروق وهي في حقيقة أمرها أول وقت صلاة الضحى.✍️✍️
السؤال:
ما الأولى لمن نسي آية من السورة التي يقرأ فيها في الصلاة هل الأفضل أن ينتقل للآية بعدها من نفس السورة أم يغير السورة ؟
الجواب:
إذا كنت تقرا من سورة فأكملها ، وكان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يعرفون أن الرجل إذا بدأ بسورة فلا يركع حتى يتمها وما كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يعرفون القراءة كما هي معروفة اليوم عند جُل الأئمة يعرفون بقراءة أواخر السورة ، الآن الأئمة يقرؤون فقط من أواخر السورة ويقتصرون على هذا.
ذاك الأعرابي المزارع الذي صلى خلف معاذ ، ومعاذ كان قد عينه النبي صلى الله عليه وسلم إماما راتبا لمسجد في حي من أحياء المدينة، فكان معاذ يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد صلاته خلف النبي صلى الله عليه وسلم يذهب لذاك المسجد فيؤم فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال “لا فريضة مرتين”، فمعاذ كان يصلي الفريضة خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يؤم بهم هو يصلي نافلة وهم يصلون الفريضة، النبي صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه وكان إذا صلى ينظر إلى من خلفه ويراعي الضعفاء ويراعي الصحابة الذين هم حريصون على القرآن، فقرأ ذات يوم بهم بالبقرة، النبي صلى الله عليه وسلم تأخر قليلا فذهب معاذ إلى ذاك المسجد فصلى بهم بالبقرة، بدأ بالبقرة، فهناك رجل أعرابي لكن سبحان الله رجل مزارع من الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم – الأصحاب أصحاب فقه وأصحاب فهم حتى الأمُي منهم – فصلى خلف معاذ ومعاذ قرأ البقرة فأدرك مباشرة أدرك أنه افتتح بالبقرة فإنه لا يسلم حتى يفرغ منها، لو واحد منا ماذا يعمل؟ لو واحد منا نحن الآن في هذا الزمان يسلم ويخرج ، رواية “فسلّم” شاذة هي في البخاري وحكم بشذوذها الإمام البيهقي لأنه في رواية أخرى أنه أتم صلاته دون التسليم، يعني ترك معاذ بقي يصلي وركع وسجد وخلص صلاته وراح، يعني ما ضيع الصلاة التي صلاها.
لا تفكر تضيع الصلاة، إذا استطعت أمام خيارين وأنت في الصلاة إنك تستطيع الصلاة التي صليتها تبقى لك ابقيها لك ما تفكر بابطالها، الصحابي ماذا عمل؟
الذي أدركه حسبه من صلاته ثم ركع وأتم الصلاة وخرج، فبلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم فغضب النبي صلى الله عليه وسلم واستدعى معاذ وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ أفتان أنت يا معاذ! طولت بالناس الذين خلفك وهم لا يتحملون، الناس من هم خلفك لا يتحملون.
الشاهد أن الأصل في من قرأ سورة فنسي آية فإن تذكر التي بعدها يمشي إلى التي بعدها، بل قال العلماء في مباحث الفتح على الإمام في الصلاة اذا كانت الآية لا ارتباط بها ويبقى المعنى صحيحا فلا ترد على الإمام ولا تفتح عليه، بعض الكلمات التي يُفتح على الإمام فيها تشوشه وتفلت منه حفظه، فإذا مثلا هو يقرأ بدل ما قال” فإن” قال “وإن” مثلا فالجماهير يقولون مشيها فهذا ليست كتابة مصحف وليست ضبط مصحف، فإذا كان الامام ينزعج ويبقى يكرر ويبقى ما تمشي له آيتين ثلاث إلا وتطول الصلاة وهو تقول له إلى آخره. إي نعم فحينئذ الإمام يُستفتح عليه إن استفتح إن طلب الفتح إن سكت الإمام وطلب الفتح يُفتح عليه وأما إن كان يقرأ وماشي فمشي له مشي له الاشياء التي هو فيها، و نص على هذا غير واحد، الإمام ابو حنيفة يقول ما في فتح في الصلاة أبدا حتى ما تربك الإمام وقالوا اعتمدوا لحديث رواه الدارقطني عن الحارث الأعور عن علي قال “لا تفتح على الامام” فالحديث ضعيف، ضعيف جدا، الحارث الأعور ضعيف وليس بثقة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يستفتح استفتح هو استفتح هو قرأ وسكت، قرأ يعيد ويعيد ويقول لسان حاله وهو يعيد يقول استفتحوا علي وهو ماشي مشيه وهو ماشي مشيه إلا إن أخطأ خطأ كبير يعني خطأ غير المعنى تغييرا ظاهرا، أكتفي بهذا والكلام طويل.✍️✍️
السؤال:
أرجو التوضيح للأهمية: إمام جامعنا متساهل في الجمع. هل أخرج من الصلاة المجموعة؟
الجواب:
إذا كنت تعتقد أن هذا الجمع جائز صلي جمعا وإذا كنت رأيت أن هذا الإمام متساهل فصل نافلة ولا تخالف. صلي نافلة ولا تخالف.
وصلي الصلاة الثانية المجموعة أعني العصر أوالعشاء في وقتها.✍️✍️
السؤال:
رجل يتصدق من ماله لكنه لا يصلي، هل يؤجر على هذه الصدقة؟
الجواب:
هل هذا الرجل الذي يتصدق ولا يزكي هل هو مخلص؟
الذي يزكى من غير إخلاص لا يُقبل منه.
وأنًّا لرجل لا يصلي أن يستحضر الإخلاص.
لو قال قائل هو مخلص، يأتي السؤال الثاني.
هل تارك الصلاة مسلم أم كافر؟
الذي قررناه مرات وكرات أن تارك الصلاة المعترف بها ليس بكافر، تارك الصلاة المعترف بفرضيتها ليس بكافر، وأما إن أنكر الصلاة فهذا كافر لا يقبل له شيء.
فواحد قال هذه الصلاة ليسا لنا هذه للفقراء، هذه الصلاة للقوم السابقين وهي مسألة قديمة وانتهت فهذا كافر والعياذ بالله، من أنكر الصلاة، وأما من أقر بها وتهاون فيها فليس بكافر.
✍️✍️
السوال:
أخ يسأل يقول:هل ما يُشاع أن الشيطان الذي يأتي الإنسان في الصلاة اسمه خِنْزَب؟.
الجواب:
وردت التسمية في صحيح الإمام مسلم،فقد ثبت في صحيح مسلم برقم ألفين ومئتين وثلاثة بسنده إلى عثمان ابن أبي العاص رضي الله تعالى عنه قال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ذاك شيطان يُقال له خِنْزَب،فإذا أحسسته فَتَعَوَّذ بالله واتفل عن يسارك ثلاثاً.قال:ففعلتُ فَأَذهبَ اللهُ ذلك عني.
فتسمية الشيطان الذي يأتي للإنسان في الصلاة بأنه خِنْزَب ثابت في صحيح الإمام مسلم.والمفروض من أحس بنزغات الشيطان أن يتعوَّذ بالله ويتفل عن يساره ثلاثاً،يلف رأسه لجهة اليسار ويُكمل استماعه للإمام أو قراءته للقرآن إن كان وحده.فيقول عثمان ابن العاص:ففعلت فأذهب اللهُ ذلك عني.فَمَن يهجم عليه هاجس أو وسواس أو شيء يتعوَّذ بالله،يقول:أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ويلف رأسه على الشمال ويتفل ثلاثاً فإنه إن شاء الله تعالى لا يجد بعد ذلك مثل هذا الهاجس.✍️✍️
السؤال: كنا في سفر فجمعنا بين المغرب والعشاء فصلى فينا الإمام المغرب اثنتين فقال السلام عليكم ورحمة الله مع أنه لم يتمها وقام ولم يصلي الثالثة وما سجد للسهو ، ماذا نفعل؟
الجواب: يجب عليكم أن تقولو له أنت صليت ركعتين فصلي بنا الركعة المتبقية واسجد للسهو ، فإن صليتم العشاء في جمع التقديم ولم تصلو المغرب إلّا ركعتين فلا يصح لكم صلاة المغرب ولا صلاة العشاء فتعيدون الصلاة لأن الترتيب بين المجموعتين والموالاة بينهما في التقديم واجب .✍️✍️
السؤال:
يا شيخ في الصلاة أضطر لثني البنطال لكي لا أكون مُسبل، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كف الثوب، فماذا أفعل؟
الجواب:
لا تسبل ثوبك.
الأمر سهل.
فالإسبال محذور وأن تكف ثوبك محذور.
روى البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا )
ولكن ورد أثر في البخاري تعليقا أن بعض الأصحاب صلى وقد كف ثوبه .
وعندي كف الثوب أيسر من إسباله، وإن كان كف الثوب في الصلاه فيه كراهة.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال :
أخ يسأل هل يجوز جمع سنة الفجر مع تحية المسجد؟
الجواب :
ما الجواب ، ذكرناه في الدرس الماضي ، وهو الجواز ، وأقرب دليل على الجواز قول النبي صلى الله عليه وسلم : “إذا هم احدكم بأمر فليركع ركعتين دون الفريضة” ، ماذا يصلي بالركعتين ، سنة الظهر البعدية مثلا مع الإستخاره ، إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين دون الفريضة فلا حرج من أن تصلي ركعتين وتنوي نيتين عندما يضيق الوقت ، وسمعت شيخنا يفتي بالجواز وقرأت في فتاوى محمد رشيد رضا الجواز بل قرأت للإمام النووي في المجلد الأول وتعرض للمسألة فلتة وذكرت هذه المسأله بناء على كلام الإمام النووي في كتابي “مسائل اعيت العلماء”
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى :سئلت عن صلاة ركعتين بنيتين قال فتفكرت في المسأله نيفا وعشرين سنة فقلت أرجو ان لا بأس ، والنووي عاش ما يقارب الأربعين سنه ، مكث نصف عمره وهو يتأمل في المسأله ، قال النووي : قلت ارجو أن لا بأس ، فلا حرج في صلاة ركعتين بنيتين مختلفتين .✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
كلام للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله تعالى- حول موضوع الجمع بين الصلاتين في الحرِّ الشديد.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم الجمع من غير خوف ولا سفر ،ومن غير خوف ولا مطر.
روى مسلم (1/489) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر ولا مطر).
الأعذار التي يشرع فيها الجمع ليست أعذار نصية، فقال شيخ الإسلام بما معناه ومفاده: السفر والمطر أعذار نموذجية فغيرها مما يماثلها يلحق بها إما بدلالة المساواة أو بدلالة الأولى وأما ما دونها فلا.
فالآن موضوع الحرّ فالشرع وضع له علاجاً وهذا العلاج النبوي قد فُقد أو قد هُجر-وإلى الله المُشتكى-فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى الإبراد في مثل هذا الجو، فإذا الإبراد كفى وزال الحرج به فهذا هو العلاج النبوي للمسألة ، وأما إذا وقعت ظروف معينة في حالات معينة في حر أشد لا يُدفع بالإبراد أو يلحق بعض الأفراد فمتى المسلم لم يستطع أن يصلي الصلاة في وقتها وانقطع عنها فإن هذا محل الرخصة كما هو معروف ومقرر عند الأصوليين فله أن يأخذها، فإن كانت الرخصة في جماعة فالجمع يكون تقديماً، وإن كانت في حق المُفرد -الشخص الواحد- والذي يسمّى الجمع بالعذر الشخصي لا النوعي فهذا يجمع تقديماً و تأخيراً، وبينت هذا مفصّلاً ومؤصّلاً في كتابي الجمع بين الصلاتين.
والله تعالى أعلم.
مداخلة:
إذا كان إماماً يجمع بالناس؟
إذا كان في مسجد مع الجماعة لا بد من التقديم دون التأخير، وإذا ألمّ بالرجل عذر شخصي وليس عذراً نوعياً لم يمكّنه من أن يصلي الصلاة في وقتها فله أن يجمع تقديماً وتأخيراً.
مداخلة:
شيخنا، ضابط الحاجة هل يُقاس على كبار السن مثلاً في هذا الوقت؟
الجواب:
ضابط الحاجة يكون بالحريص على الجماعة إذا لم يستطع أن يصلي الجماعة مرة أخرى،لذا استنبط ابن القيم في “بدائع الفوائد” بمشروعية الجمع بين الصلاتين وجوب صلاة الجماعة، فقال لمّا ازدحم في المحِل الواحد إقامة الجماعة مع أداء الصلاة في وقتها فكان في عُرف الشرع أداء صلاة الجماعة مُقدَّماً على أداء الصلاة في الوقت، والأصل في أداء الصلاة في الوقت الوجوب فكان الجمع دالّاً على أن الجماعة واجبة.
والله أعلم.
جزاك الله خير.
وإياكم.✍️✍️
السؤال :
في أثناء الصلاة خاصة عند قراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية هل واجب تحريك الإصبع، لأن بعض المصليين يحركوها وبعضهم لا يحركوها؟
الجواب :
لا ليس بواجب، لكنه سنة.
فالأخ يبحث عن الصواب.
الصواب ما أخرجه ابن حبان وابن خزيمة والطبراني وأصل الحديث عند أبي داوود، لكن رواه مختصرا من طريق زائدة ابن قدامة عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تشهد مد السبابة وقبض أصابعه وحركها يدعو بها.
ففي سنن النسائي رقم الحديث: 889 أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن زائدة قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال : قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها قال ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها. قال الشيخ الألباني : صحيح.
فيحلق ويقبض ويمد السبابة، التحريك بغير مد هذا خطأ.
الصواب أن تقبض وتحلق وتشير بالسبابة والإشارة بالسبابة في صحيح مسلم ، والتحريك كما قلت لكم رواه زائدة، وكان يحركها.
بعض الناس يخفض ويرفع وهذا خطأ .
الصواب أن تمد السبابة وتحرك، لا أن ترفع وتخفض، ولا أن تحرك وأنت غير قابض، فهذه السنة.✍️✍️