لقد حرص الإسلام على جعل الأشياء في أماكنها ولذا إعمالاً لهذه القاعدة حث الشرع على تعجيل الفطر، وتأخير السحور حتى يقع الفطر في أول الوقت الذي يجوز فيه الأكل، ويقع السحور في آخر الوقت الذي يجوز فيه الأكل، وكذا منع الشرع أن يصام قبل رمضان بيوم، وحرم الشرع أن يصام بعد رمضان بيوم، حتى مع مضي الزمن يبقى رمضان ظاهراً من حيث البداية ومن حيث النهاية.
وكذا صلاة الجمعة، فصلاة الجمعة صلاة مستقلة قائمة برأسها وليست بديلة عن الظهر، والرافضة لا يصلون الجمعة بغياب الإمام وكثير منهم إن صلى خلف الإمام لا يسلمون، ولما يسلم الإمام يقومون ويصلون ركعتين فيوصلون الأربعة معاً، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل السنة بالفريضة، وقد ثبت في صحيح الإمام مسلم (برقم883) بسنده إلى عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أن نافع بن جبير أرسل إلى السائب يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة، فقال: نعم، في المقصورة، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، ألا تُوْصَلَ صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج.
وخير صلة للصلاة أن نخرج، ونؤدي النافلة في البيت، فالقاعدة عند الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وما يحرص عليه المقتدين ألا يصلوا النافلة والرواتب إلا في البيوت، وثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى رجلاً يصلي سنة المغرب في المسجد ضربه بدرته، وأمره أن يرجع إلى بيته فيصلي النافلة فيه، وثبت في صحيح مسلم بسنده إلى جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً}، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً}، فالقبور لا يصلى عندها، فاليوم بيوت الناس كالقبور، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، والشياطين تذكر في البيوت أكثر من ذكر الله، فالتلفاز والمحطات الفضائية وما يسخط الله يذكر في بيوتنا إلا من رحم الله منا، عبارة عن مطاعم وفنادق، فهي أماكن للطعام والنوم، وأما العلم والذكر فإن الأب اليوم، للأسف، يخجل أن يجمع زوجته وأولاده على قراءة للقرآن في البيت، وإن فعل فإن الأولاد يتضاحكون فيما بينهم، أما أن يشتري بأمواله تلك الأجهزة التي يُعرض من خلالها أفسق الفسقة وأفعالهم من الخنا والفجور فهذا أصبح علامة خير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة}، والمخاطبون في هذا الحديث هم الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا يصلون في مسجده صلى الله عليه وسلم، والركعة فيه بألف ركعة، فصلاة السنة في البيت أفضل من صلاة ألف ركعة في المسجد، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة الراتبة في البيت أفضل من الصلاة في بيت الله الحرام، والصلاة فيه بمئة ألف ركعة، والناس بسبب جهلهم تفوتهم أجور عظيمة فمن أراد أن يحصل الخير بأجمعه وكلياته فعليه بالعلم، فإن تفقه وتعلم فإنه يعرف ماذا يحب الله، فيعمل أعمال قليلة وفيها خير كثير، وكان من هدي السلف أنهم لم يكونوا يصلون الراتبة في المسجد، بل عرف عن بعض الصالحين أنه ما كان يصلي في المسجد إلا الفريضة فقط.
وإن صلينا الراتبة في المسجد لضرورة فلابد أن نفصلها عن الفريضة لا سيما الجمعة، حتى لا نتشبه بالرافضة الذين لا يسلمون على رأس ركعتين ويصلون الركعتين بالجمعة وينوون الظهر والإمام يصلي الجمعة، وأُمرنا بمخالفة الضالين.
التصنيف: الصوم
السؤال الثاني والثلاثون لقد صمت يوما بين صيام أعقده صيام ثلاثة أيام من كل…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س32-1.mp3*السؤال الثاني والثلاثون: لقد صُمْتُ يوماً بين صيام أعقدهُ (( صيام ثلاثة أيام من كل شهر و يوم الأثنين))، وعاب علي أقراني وقالوا: بأنك بذلك تواصل الصيام وهذا خلاف السنة، فهل قولهم صحيح، علماً أن فيهم من لا يعرف صيام النافلة إلا قليلاً؟*
الجواب: حقيقةً مما يؤسف غاية الأسف، ومما يجرح الحريص المقبل على الآخرة أن بعض طلبة العلم كادوا أن يهجروا العمل، فإن رأيت من يصلي الضحى تراهم عوام الناس، ومن يصوم النافلة عوام الناس، ومن يقوم الليل عوام الناس، ومن يجلس بعد الفجر يقرأ القرآن عوام الناس، وطلبة العلم لا تجدهم في هذه المواطن، وهذا أمر مؤذي، والإنسان إذا ما عاهد نفسه فإنه لا يستطيعُ أن يغالب ربهُ، ولا يستطيع العبد أن يثبت على طلب العلم على الوجه المرضي الذي يحبه الله ويرضاه إلا بأن يُحدِثَ شكراً له بمزيدِ طاعةٍ وعبادة.
فالنبي- ﷺ – يقول:( من صام شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يُذهبنَ وحر الصدر ).
صيام شهر الصبر وهو رمضان وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يُذهبنَ وحر الصدر، وصيام الأثنين ثابت في صحيح مسلم كان النبي – ﷺ – يصوم الأثنين وكان يقول ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه .
يا سلفيين هل عندكم احتفال بالمولد النبوي؟
نعم، نحتفل بالمولد النبوي بأن نصوم الأثنين، النبي – عليه السلام – كان يصوم الأثنين ويقول :” ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه”.
حتى تستشعر نعمة الله عليك بأن الله جعلكَ من أمَّةِ محمد فتصوم هذا اليوم.
قال: ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه، فصيام الأثنين سنة.
فكيف إخوانك يعيبون عليك هذه الطاعات الثابتة في السنة.
مداخلة: لو كان الصيام صيام الليالي البيض صام الأحد والأثنين والثلاثاء واعتاد أن يصوم الخميس فواصل وصام الأربعاء، فهل في هذا حرج؟
الشيخ : لا حرج في هذا، لكن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلْ، صم يوم الأثنين فقط إلى الممات أحسن ما تتحمس شهر أو شهرين وتصوم مدةً طويلة ثم تنقطع.
وكان عادةُ السلف إن فعل أحدهم شيئاً ثبت عليه.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت : ” كان رسول الله – ﷺ – إذا عَمِلَ شيئاً أثبته ” كان يثبته.
ولم يُعْرَف عن السلف أنهم كانوا يتحولون، كانوا إذا فعلوا شيئاً بقوا عليه إلى يوم الدين إلا إذا منعهم مانع.
ولذا من سافر أو مَرِضْ فَقُطِعَ عن العمل بسبب سفره أو مرضه فإنَّ الله من رحمته يُجري على هذا الإنسان العمل الذي كان يعمله في صحتهِ وفي إقامته، وهذا دلالة على أنَّ الناس كانوا قديماً إذا صنعوا شيئاً ثبتوا عليه، ومن أراد أن يسيرَ إلى الله فينبغي أن يسيرَ إلى الله بفقه.
كيف يكونُ الفقه؟
الفقه أن تفحصَ استعدادك، وأن تصنعَ شيئاً وتبقى عليه وتثبت ثم إن ألفتهَ وتحملتهَ وعَلِمتَ أنك لن تنقطع عنه زدتَ إليهِ شيئاً ثم تثبُتُ عليه، فإن ألفتَه واضفته مع الذي قبله أضفت ثالثاً فيكونُ حالك مع ربك خيرَ أيامك، خير الأيام تكونُ على هذا الحال.
لذا ذُكِرَ في كُتبِ جماعةً من العلماء والصالحين – ولا سيَّما من المُحدثين ومر بنا هذا في كلام النووي في شرح صحيح مسلم – أنه كان إذا قيل لبعض الناس إنك تموتُ غداً ما استطاع أن يزيد سجدةً.
لماذا؟
لأنه هو يعبد بفقه.
ما معنى يعبد بفقه؟
يعني ليس يوم يماني ويوم شمالي، وأسبوع صائم وأسبوع فاجر، وأسبوع قائم، لا هو نَفْسُهُ يهذبها بفقه ويحملها ويقوي استعدادها ويفحصها ثم يلجمها بعد أن يفحصها فحصاً يلجمها.
هكذا كان حالهم – رحمهم الله أحدهم يستجم، يُعطي نفسَهُ حاجتها لكن بفقه.
وذكرت لكم أن سفيان – رحمهُ الله – يأتي الليل ونفسهُ تنازعه فيأكل الفالوذج، شبيه ( الكنافة ) في زماننا، يأكل الموز ويأكل أطايب الطعام ثم يقول – رحمهُ الله – اعلف حمارك ثم كُدَّهُ.
حمارك تُطعمهُ لماذا؟
لكي تشتغل عليه.
فقال: كان يُطيلُ القيام في الليل .
النفس لماذا تريد الطعام؟
تريد الطعام لتأكل، فتفضلِ كلِ أحسن ما يمكن كلِ الفواكه كلِ الموز، كلِ الفالوذج فيُطعمُها، يُربي نفسهُ.
فيقول: اعلف حمارك ثم كُدَّهُ.
مقابل الطعام ماذا تعمل؟
والله تمر بي أيام أنشغل في أشياء ما أحبُ أن أنشغلَ بها لكن تهجم علي، فلما آكل أشعر أن أكلي خسارة، ما استحق هذا الأكل الذي أكلته، لأني ما أديت في هذا اليوم حق هذا الطعام.
فبعض الناس يعيش للطعام، همهُ وشغلهُ الشاغل التنوع في أنواع الطعام، ويتفنن في الطعام وفي الأذواق، نسأل الله العافية.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/1730/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال التاسع يعلم الجميع أن الشياطين تحبس في رمضان فهل المصاب بالسحر يبقى كما…
الجواب : نعم ، يبقى كما هو ، لا يمنع أن يقع حبسٌ للشياطين ، وأن يقع وسوسة منهم ، فلا يلزم من الوسوسة حضور الجني ، وفي رواية عند أحمد تُحبس مردة الشياطين ، فالمردة هم الذين يحبسون ، وقوله المردة يفيد بمفهوم المُخالفة أن غير المارد من الشياطين لا يُحبس ، لذا بعض الناس الشيطان والعياذ بالله يبرمجه على الشر ثم يرتاح ، حتى لو حبس الشيطان هو يبقى مبرمج على الشر ، لا يستطيع أن ينفك عن الشر ، فالشرور تكون من : النفس ، والشيطان ، ومن سوء العمل ، النبي صلى الله عليه وسلم كان دائماً يقول : ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، فكل عمل سيء له عملٌ آخر أسوء منه ، ولذا كان يقول بعض التابعين : إني لأعمل الحسنة طمعاً في أختها التي هي أكبر منها ، وإني لأترك السيئة خوفاً من أختها التي هي أكبر منها ، فالحسنة لها أخوات ، والسيئة لها أخوات ، فالشر ليس من الشيطان فقط ، فاذا سلسلت الشياطين فلا يلزم من ذلك أن يقضى على الشر ، فبعض الشرور من النفوس السيئة ، بعض النفوس قد خاب من دساها ، قد أفلح من زكاها، فبعض الناس دسا نفسه ، نجسها ، ولأنها نجسة لا تطيق أن تفعل الخير ، وتبقى تفعل الشر حتى بعد رمضان .
فتاوى الجمعة : 2016 – 5 – 20
↩رابط الفتوى :
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
ما حكم من يقبل زوجته في نهار رمضان بشهوة
تقبيل الزوجة في نهار رمضان بشهوة جائز، لكن بشرط ألا يتمادى الإنسان فكانت عائشة كما ثبت في الصحيحين تقول: ((كان رسول الله يقبل وهو صائم)) وتضحك، وكانت تقول: ((كان رسول الله يقبل في رمضان وهو أملككم لإربه)).
ولما سئل عمر رضي الله عنه، عن التقبيل أجاب بجواب بديع يدلل على فقه غزير عنده، فقال: ((القبلة كالمضمضة)) فلو أن رجلاً أمسك الماء في فمه ثم لفظه فصيامه صحيح، فقبل الشرب يقع الماء في الفم، وقبل الجماع تقع القبلة، فإذا الإنسان اقتصر على المضمضة دون الشرب صح صيامه، فكذلك إذا اقتصر على القبلة دون الوطء، ففي تشبيهه دقة.
وبعض الفقهاء وصح عن ابن عباس ذلك أنه فرق بين الصغير والكبير فمنع الشاب من القبلة بشهوة، سداً للذريعة، ومن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، وجوز للشيخ الكبير أن يقبل، لأنه يملك شهوته، فقد صح عند البيهقي أن رجلاً شاباً جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وسأله عن قبلة الصائم، فقال: ((أكره لك ذلك)) فقال شيخ بجانبه: وأي وجه للكراهية، فقال ابن عباس: ((أما أنت فلا أكره لك ذلك فإنه لا خير عند إستك)) وهذا التفريق له وجه، والله أعلم.
السؤال الثلاثون فترة نفاسي كانت في رمضان الماضي وبعدها لم أستطع القضاء بسبب الرضاعة فماذا…
الجواب:
يكفيكي أن تطعمي مسكينا عن كل يوم أفطرتيه..وهذا كحال السبب المزمن..
وهنا مسألة مهمة ذكرها شيخ الإسلام
– وهي مهمة في هذا الباب -؛
المرأة لما حثها الشرع على الحمل، وأمرها بالإرضاع، فهذا عذر متجدد، فلو لم يأذن لها الشرع أن تطعم و تفدي، أن تطعم مسكيناً..و استجابت لحث الشرع علی الحمل والولادة و أمرها بالرضاعة
لتراكمت عليها أشهر طويلة خلال حياتها.. فألحقها الشارع بصاحب العذر الدائم؛ المريض المزمن والشيخ الهرم..
ولذا قال جمع من السلف كما عند ابن جرير وغيره في تفسير قول الله عز وجل:
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
بدخول أربعة صور تحتها، وهم الأربعة المذكورين: المريض المزمن, والشيخ الهرم, والمرضع, والحامل..
و شيخ الإسلام يقول: إذا استطاعت المرأة أن تصوم، وما كان هذا العذر متجددا..
يعني إمرأة حملت مرة ووضعت تستطيع أن تصوم فعليها الصيام أي عليها القضاء.. لكن إذا بقي الأمر في حقها متكرراً فحينئذ تلجأ للإطعام..
فإذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول عن النساء: “لا تمعنوا إماء الله حظوظهن من بيت الله..”
فلا تُمنع حظها من صيام رمضان..
والأصل أن صيام رمضان واجب في حقها فينبغي إن أفتينا بالفدية في حق الحامل والمرضع أن نضعها في مكانها؛ ففي بعض الصور نلمس أن هذه الفدية لم توضع في مكانها في بعض الحالات وفي بعض الصور..
كامرأة – مثلاً – حملت مرة ثم قيل لها أنت لا تستطيعين الحمل أو فُعل لها عملية ما يسمى تسكير المواسير أو ما شابه، هذه لا يقال لها أنت حالك حال المريض المزمن أوحالك كحال الشيخ الهرم..
فإذا وقع هذا فلتة فعليها أن تقضي، وهذا اختيار شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى -.. فالأصل في المرأة إذا استطاعت أن تقضي فتقضي..فإن لم تستطع وتقول أنا دائماً بين حمل و نفاس و إرضاع، فحينئذ نقول لها يكفيك أن تطعمي مسكيناً عن كل يوم..
والله تعالى أعلم.
✍?
مجلس فتاوى الجمعة تاريخ 2016 / 5 / 13
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
الذي يفطر في رمضان عامدا متعمدا يوما واحدا ماذا عليه
الناظر في كتب المطولات في هذه المسألة كالمجموع مثلاً يجد عجباً في حق من أفطر يوماً من رمضان عامداً متعمداً فمنهم من يقول: عليه أن يصوم شهرين متتابعين ومنهم من يقول عليه أربعة أشهر، ومنهم من يقول يصوم شهراً، ومنهم من يقول يقضي فقط.
والصواب على حسب القواعد المتبعة في الأصول أن من أفطر يوماً عامداً متعمداً فيكثر من صيام التطوع واليوم الواحد لا يجزئه، لأننا لا نعلم من الشرع كفارة له، كمن فاتته صلاة عن عمد يكثر من صلاة التطوع فيكثر من التطوع والندم والتوبة فلا نقول يقضي ما فاته ويذهب الوزر وانتهى الأمر ، لا.
والقاعدة في هذه المسألة أن الواجب المحدد بين طرفين إن فات، فقضاؤه يحتاج إلى أمر جديد وليس قضاؤه بواجب بالأمر الأول ولا نعرف أمراً جديداً فكل ما قيل في هذه المسألة من أن عليه صيام شهر أو شهرين أو سنة، وغير ذلك لا دليل عليه.
ومن أخطأ في شيء فعليه أن يتقي الله فيه، فمن أخطأ في السرقة وتطفيف المكيال، وأكل المال بالباطل نقول له أكثر من الصدقة، ومن أخطأ في الزنا وأمور النساء نقول له غض بصرك وابتعد عما يثير شهوتك وهكذا من فرط في الصيام، نقول له: أكثر من صيام التطوع ومن فرط في الصلاة نقول له أكثر من صلاة التطوع والله أعلم…
رجل كان صائما صيام تطوعي فدعي إلى طعام فهل يجيب الدعوة أم لا
نعم ؛ يجيب الدعوة، والدعوة التي يجب على كل مسلم أن يلبيها الدعوة العامة، فإن دعي دعوة عامة يجيب.
وله أن يأكل فإن لم يأكل يصلي، كما ورد في الحديث، أي يدعو لصاحب الطعام.
والمسألة فيها خلاف ، الحنفية والمالكية يوجبون عليه أن يتم وقالوا إن أفطر فعليه القضاء، والراجح ليس هذا، وهذا القول مرجوح، لما ثبت في مسند الإمام أحمد أنه قال: ((الصائم أمير نفسه ، إن شاء صام، وإن شاء أفطر)) فإن شاء أكل وإن كان صائماً يجب عليه التلبية، ولا يلزم من إجابة الدعوة أن يأكل الطعام، فقد أجب الدعوة ولا تأكل لأن الطعام هذا محمى عنه، فتلبية الدعوة أمر، وتناول الطعام أمر آخر.
السؤال: في ليالي رمضان أفاق أخينا أبا محمد فسمع المؤذن يؤذن فشرب ماء و لا يدري إن كان هذا الأذان هو الأذان الأول أم الأذان الثاني؟
السؤال:
في ليالي رمضان أفاق أخينا أبا محمد فسمع المؤذن يؤذن فشرب ماء و لا يدري إن كان هذا الأذان هو الأذان الأول أم الأذان الثاني؟
الجواب:
من شك في طلوع الفجر هل يأكل ويشرب ام لا ؟
الله عز وجل ماذا يقول؟
يقول: ((وَكُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَیۡطُ ٱلۡأَبۡیَضُ مِنَ ٱلۡخَیۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِ)).
فمن شك يأكل ويشرب، لأنه ما تبين له بعد.
السائل: هل علي شيء؟
الشيخ: ما عليه شيء، إلا اذا كان يعرف أن الفجر قد طلع وأكل فهنا يكون عليه شيء، اما إذا كنت عارف أن الفجر لم يطلع فليس عليك شيء، اما إذا تبين لرجل فأكل وشرب فلا؛ وما دام أنك في شك فما عليك شيء،
فالله يقول: فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، أما إذا رجل شرب وقصر ويستطيع أن يعرف، لأنه في قرائن قوية بأن الفجر طالع، هذه مسألة أخرى، لكن رجل شك ولم يتبين له فله أن يأكل ويشرب، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
13شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 7 ميلادي.
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor
السؤال الثاني عشر هل يجوز جمع صيام كفارة اليمين مع صيام شوال
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/س-12.mp3*السؤال الثاني عشر: هل يجوز جمع صيام كفارة اليمين مع صيام شوال؟*
الجواب: الصيام واجب مضيق وليس بواجب موسع.
والواجب المضيق هو الذي لا يتسع وقته لغيره من جنسه.
الصلاة واجب مضيق أم موسع ؟
هل الوقت بين الظهر والعصر بمقدار اربع ركعات أم زيادة عن أربع ركعات؟
زيادة.
فهو واجب موسع، ما وسع مثله من جنسه فهو واجب موسع، وما لا يسع مثله من جنسه فهو واجب مضيق.
يعنى ما في يوم يجوز ان تصومه عن يومين، أي لا يمكن أن تقول بأنني أريد أن اصوم يوم الأحد وهذا الواجب أريد انوى فيه شهر صيام رمضان، اكرر واقول هذا واجب مضيق، هذا الصيام لا يسع الا ليوم واحد ولا يسع أن تصوم يوم عن رمضان ويوم عن كفارة يمين، ولا يسع ان تصوم يوم كفارة يمين ويوم عن شوال، ولا يسع المرأة أن تصوم يوم قضاء عما فاتها بسبب العذر الشرعي ويوم شوال فهو واجب مضيق وليس واجب موسع، هذا هو الأصل، فالأصل أن لا يشرع الجمع بين نية النافلة ونية الفريضة، كفارة اليمين نية فريضة، وصوم شوال نية صيام نافلة، والله أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
14-7-2017 فرنجي
20 شوال 1438 هجري
رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1223/
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor
السؤال الخامس متى ينوي الصائم النافلة يعني متى يعقد نية الصيام
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-5.mp3الجواب : جماهيرُ أهل العلم يقولون : صائمُ النافلة بناءً على ما ثبت في صحيح مسلم ، كان النبيُ صلى الله عليه وسلم يغدو بأهله فلا يجدُ طعاماً فينْوِي الصيام ؛فكانت النية بعد الفجر ، وجماهير العلماء يقولون قبل الزوال ، يكون هذا قبل الظهر. يعني من أرادَ أن يصوم نافلة سواءً أكان صيام شوال أو غير شوال، لو صام ونوى الصيام قبل الظهر جاز له ذلك ، يعني إنسان نامَ بعدَ الفجر ما أكل ولا شرب ، استيقظ قبل الظهر قال والله أنا لست بجائع أُريد أن أصوم اليوم صيام نافلة ، لا حرج في ذلك.
أما الفريضة ، فالنبيُ صلى الله عليه وسلم قال : لا صيام لمن لم يُبَيِّت النية من الليل ، و لا صيام إمَّا محمولة على الكمال ، وإمَّا محمولة على الصحة على خلاف بين أهل العلم.
ولذا وقع خلاف بين العلماء ، والراجح أنها محمولة على الصحة وليست على الكمال ، والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
15_7 _ 2016
رابط الفتوى
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?